بسم الله و الحمد لله
كيف تدخل الغابة (101)
الوطن الذي لا وجيع له
عظماء
الجريف شرق
المعلم الاستاذ القامة
رحمه الله
ابراهيم
صباحي
أعلام خالدة في تاريخ
الجريف شرق
قم للمعلم وفه
التبجيلا*كاد المعلم أن يكون رسولا
(الحصـــــــــة
وطــــــــــــن)
اللهم أرفع الحرب و
الغمة عن السودان
الشكر أجزله لاخوي الرائع
(يوسف حسن حمزة) وهو يسرد لنا أحدي تفاصيل حياة قامة وعلم ومعلم ورسول علم من الجريف شرق .. ألا وهو الراحل المقيم
(ابراهيم صباحي عباس التوم) رحمه الله واسكنه الجنات وسقاه من كوثر معلم البشرية
جمعاء .. سيدنا محمد صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، شربة لا يظمأ بعدها ابدا
..
ولد الراحل المقيم في العقد الثالث من القرن الماضي ، في العام 1938م بمدينة الجريف شرق ، باحياء كركوج .
---------------------------------------
يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه وارضاه ،، مادحًا
المعلم:
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه *** والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيـًّا به أبدا *** الناس موتى وأهل العلم أحياء
------------------------------------------------
________________________________
ابراهيم صباحي –تقدمه-
ولد الراحل المقيم الاستاذ العلامة (ابراهيم صباحي عباس التوم) رحمه الله ، في العقد الثالث من القرن الماضي ،
في العام 1938م بمدينة الجريف شرق ، باحياء
كركوج ..
عمل معلما بالعسيلات و العيلفون وطابت وجنوب السودان و الدبيبة ، وفيها توطدت
علاقته بالفنان (احمد المصطفى) رحمه الله ، وعمل في خارج حدود الوطن بدولة اليمن
الشقيقة معلما ، ثم شغل منصب مدير معهد المعلمين العام ، وخلال رئاسته احرز عشرة
من الطلاب نتائج مشرفة جدا على مستوى اليمن ، مما حدا بالرئيس اليمين (علي عبد
الله صالح) رحمه الله بتكريمه ومنحه وسام الانجاز ، قام بالاشتراك مع الاستاذ
اليمني عبد المنعم الوداعي في تأليف كتاب (اللام القمرية و اللام الشمسية) ، ومن
مؤلفاته ايضا كتاب خالد السقا ، وهو كتاب للقراءة المكتبية ..
ابراهيم صباحي -1-
أعتقد أن فكرة وضع صورة أحد
عظماء الجريف لتكون فيها ذكري و تذكرة .. وأعتقد أن الاخ أكرم ومجموعة المشرفين قد توفقوا غاية التوفيق
في انتهاء هذا النهج .. وأصابوا في اختيارهم أن يكون المعلم ابراهيم صباحي الأول
في الاختيار .. واعتقد أن معايير الاختيار تؤكد هذا ..
فهو ذلك الإنسان المعلم أدي مهمته كأفضل ما تكون .. وداخل الجريف شرق عمل بحب
ووفاء لذلك الانتماء .. فكان هو المختار
الأصح .. وبمعيار اداء المعلم فقد كرم من
كثير الجهات والمناطق التي عمل بها ولكن عطاؤه في جريفه كان ذا معيار خاص .. فهو من تعليمه الطلاب خلق طريقة تشابه جريفنا
.. وبحكم علاقته بين كل الناس .. ربط
البيوت بالمدرسة .. وربط المدرسة بالبيت بالاندية .. وفي زمن كان كبار يظنون أن
الاندية ( خراب وسوء تربية) ..
علمنا المسرح المدرسي ،
وجهز المسرحيات ، ودربنا علي تمثيلها وعرضناها علي مسرح نادي كركوج ، وبحمد الله
كنت من طلبته في المدرسة ومن ضمن الممثلين علي خشبة مسرح نادي كركوج ، وهو نادي
المنطقة الاول ، وشارك فيه اعيان ومثقفي ( الموظفين) في ذلك الزمان ، فلولاه لما
التقت تلك الامور ..
المعلم نشأ بين الناس ، يعلم مداخل حياتهم وكوامن اسرارهم ، وكما كان يتابع افراح
واحزان الجريف شرق كان يتابع تطورها ايضا ..
وأهم خطوات التطور متابعة
طلابه ، وقد تابعنا بسؤالنا مباشرة والسؤال عنا غير مباشرة ..
وقد كبرنا واصبحنا اصدقاء ، في حديثه معي كنت
اسمعه ولكن خيالي يسحبني للوراء وهو يتحدث ، أجمع بين حديثه اليوم و حين كنت صغيرا تلميذا عنده في مدرسة الجريف شرق كركوج
الابتدائية ، فلا اجد إلا ما أقوله لكم اليوم ، وسوف اواصل حديثي إن شاء الله ..
وحقيقة دفعني لهذا الحديث اعجابي بالطرح من اكرم ، ولكن حفزني الي هذا ( الابن الاخ صديق الامين
الجد) ، وقد كنا في زيارة اكرم من دعوة كريمة لقامة اعزها وهو اخوكم جميعا (
الدكتور مصطفي الطيب عتمان) ، وكان في الصحبة مجموعة خيرة ، واكلنا اكل سوداني قد
نفقده في ايامنا العادية ، و المهم سألني صديق هل قرات المقترح ؟ قلت له نعم .. و قال لكنك لم تعلق !!! قلت صحيح. .. الوقت لم يسعفني .. ولكني اعاهدك لأني معجب
بالطرح سوف اعلق .. وها انذا بدات سطور أرجو الله أن نكملها ..
ابراهيم صباحي -2-
اكمل خواطري فأنا لا اوثق
الان ولكن فقط اسجل خواطرا ..
كان المعلم (ابراهيم
صباحي) رحمه الله .. كما عرفته مساحة إنسانية دائرية يسهل الدخول لكثرة ابوابها ، ويجد
كل داخل كل بديع لروعة ذلك الانسان ، خلق معلما وليس في الفصل بل كل الأماكن و
الازمنة ، لأن عطاءه يمتد في حياته وبعدها ، فهو أرث صافي متدفق ، فهو كان يسكن في
حي (فريق الشفيع) بعد زواجه من شقيقة (عبد المنعم حاج خالد) رحمه الله ، وأمه في حي
(فريق التربية) ، وله مشاوير مشهودة ومعلومة ، ويسلك طريقين الأول من منزله يتحرك
نحو شارع البحر والكمائن ، ويمر بالزنكي ( السوق القديم) ويمر امام حوش جدنا (حاج
الطيب) رحمه الله ، ويعطف شمالا الي حي (فريق التريبة) ..
والطريق الاخر يخرج من منزله حتي بيت (الشيخ ادريس عبد الرحمن) وشمالا يمر بدكان
خليفة ، الي دكاكين (حاتم الشريف) الي دكان (البشير ود عمر) ، ويعطف شمالا مارا
بجامع الحوش ثم دكان (ابراهيم محمد ابراهيم) الي حي (فريق التريبة) ..
وفي تلك المشاوير يقابل كثير من الاهل وسلام علي الصغير والكبير .. يسأل عن حال
ويساله الاخرون عن حال ، وفي هذا تواجد وتلاقي وتراحم جميل ، يسأله البعض عن حال
اولادهم في المدرسة ، وهو يجيب ويسأل عن حال من تخرجوا ويتابع ، وكنت اراه في
الشارعين ونحن نلعب ، ونتوقف عند مروره ولكنه يقيم ذلك بمزحة معنا ( اها المغلوب
منو اليوم) ..
رحلنا كحال الاخرين الي حي
(النمر) ، ورحل هو بعدنا بكثير ، ولكنه كالجار لانها خطوات فقط ، وتعود أن يخرج
صباحا بشاي الصباح مع اللقيمات وكراسي الي الشارع أمام منزله ، فابدل لقاء الناس بتلك المشاوير للقاء الاهل
بهذه الجلسة الجميلة ، كما أنه ظل ينتظرهم في الشارع ، وما احلي الحديث فيه وعفويا
يكو ..
ظللت اقابله في الشارع ، واجلس
معه دقائق واذهب الي عملي حينما كنت اعمل فني أول احصاء في مستشفى سوبا الجامعى
نهارا ، ومساء طالب في جامعة القاهرة ،ولا
اعود للجريف شرق إلا مساء. .
واغترب المعلم الجليل (ابراهيم
صباحي ) الي اليمن ، وبعده سافرت الي السعودية ، رجعت ورجع هو ، وكان علي نفس نمط
ما كان ، شاي وشارع وصباح وتراحم وما تغير
، كما إني تزوجت كما يعلم الجميع بنت خالي (النعمة حاج الطيب) ، ولإرتباطي بتواجده حتي حينما كان ممثل المعلمين
ونائب في مجلس الشعب ، مرة قلت له اري تغيرات في الجريف بعد الغربة الا تراها ،
قال لي نعم اولها كنت تجيني من قدام والآن تجيني من وراء ، ( بعد زواجي) كنت في
بيت اهلي امامه و وبعد زواجي اصبحت هنا خلفه ، وازوره في نفس مجلس شاي الصباح ، مع
أني لا أشرب شاي الصباح ، ماء أو عصير وكفي ..
المعلم الجليل (ابراهيم
صباحي) تكمن شخصيته الفاعلة في ذاته ومن
عرفه عن قرب ، لأن شخصيته هي الفاعلة والمجتمع يتفاعل معها ، واينما تواجد تجد
الناس حوله في سراء أو ضراء أو جلسات خاصة. فهو بتلك الشخصية كون ذات ..
في الاعمال العامة خدم
كلما طلب ، وقبل أن يطلب له مبادراته ، وكما عمل في التعليم عامة ، خدم أهله خاصة ،
وكلما ترقي تترقي خدماته للجريف شرق ، واهمها أنه جند من ابناء الجريف شرق في سلك
درب المعلم ، فتم تعيين الكثيرين معلمين داخل الجريف شرق ويحميهم من التنقلات ،
واهتم بالمعلم من خارج الجريف شرق أولا ثم من هم من داخل الجريف شرق ، من توفير سكن وعلاقات وبيئة طيبة ، وكانوا
يتجمعون في لقاءات وجلسات الخ ..
ابراهيم صباحي -3-
في منتصف الستينات كنا
تلاميذ في مدرسة الجريف شرق كركوج الاولية ، كان ناظر المدرسة اسمه (عبد الحليم)
من ابناء بري ، ووكيل المدرسة (أحمد يسن) من بحري ، لكنه يسكن في سكن المعلمين معه
زوجته ، والمدرسين (أحمد عبد الله) من أم ضوا بان ويسكن في بيت شقيقة (محمد أحمد أبو
دقن) لأن زوجها كان (الفكي عثمان) جده ، وكان كذلك أستاذ (الجيلي) واستاذ (الفكي)
من العيلفون ، واستاذ (مصطفي السريحة) من ام دوم ، ومن الجريف استاذ (حسن الفكي
يوسف) ، ابن حي المحس محطة 9 ، واستاذ (ابراهيم صباحي) ابن كركوج .. وكان يحضر
الاساتذة يوميا للغداء في منزله مع بعض اؤلياء الطلاب ، بمساعدة الاستاذ (حسن
الفكي) والاستاذ (عمر محمدين) في اعداد الطعام بمنزل الاسرة ، وفي رمضان كان يفطر
يوما واحد في منزله ، وبقية الايام يفطر كل يوم في منزل معلم او استاذ او واحد من
اؤلياء الطلاب ، وذلك لتوثيق الصلات وخاصة وان معظم الاساتذة كانوا من خارج الجريف
شرق ..
ولشخصيته كان هو الكل في الكل ، وبحكم أنه
ابن المنطقة فكل الاباء يخاطبونه هو ، ولم يخل ذلك بنظام ادارة المدرسة لحنكته ، وفي
المدرسة كانت الانشطة والنشاط الرياضي والفني والثقافي والرسم والبناء والنحت كان
يجيدها بصور لا تتخيل رحمه الله ..
ميدان كرة القدم شمال
المدرسة ، مكان بيوت (الكون) و(حسب النبي) والسوق ، وفي الشارع ولا يوجد شيء إلا
طاحونة الشريف ، ويديرها (محمد الشريف) ،
وكانت المنطقة هادئة لقلة العربات ومعظم مساراتها حتي البصات وللواري لطريق البحر
بحلة وراء ، من طلمبة خير تميل اللواري
جهة البحر للكمائن والبصات محطتها النهائية مكان الصهريج حاليا ، ومن ثم تعدل ليصبح
يمر خلف بيت (الشريف حاج الهادي) ، بذلك
الزقاق الضيق الي المقابر محطة النهائية ، ثم تغير المسار مرة اخرى من الشجرة (
الصهريح) علي طول مارا خلف (نادي كركوج)
الي زاوية منزل (عبد الحكم) ومحطة المقابر ..
كان رحمه الله (ابراهيم
صباحي) يشرف علي تمارين ومنافسات كرة القدم بمعية أستاذ (الجيلي) وأستاذ (الفكي)
.. اضافة الى مناشط الجمباز والرسم وكان لكل فصل فريق ومتبارين يتنافسون باسم
الفصول ، والمشرف اما أستاذ (أحمد يسن)
فقد كان رساما و كان له شقيق اسمه (طلب) يلعب في نادي (الكوكب) البحراوي في نشاطئ (
السلة و الطائرة) ، وكان يأتي ويعطينا جرعات خاصة في كرة الطائرة ..
وهنالك منشط كنا نحبه
لأنه مجال خلق وإبداع ، منشط التشكيل بالطين ، فعلي امتداد الحائط الغربي تكون
العمليات ، نعجن الطين ، نصنع الطوب احجام صغيرة ونبني البيوت والكمائن ..
وفي كل هذه الانشطة تجد
المعلم الجليل (ابراهيم صباحي) رحمه الله
حاضرا مشجعا وموجها ، لكن كل اهتمامه منصب
في الانشاء والمطالعة وهما للقراءة الصحيحة والكتابة البديعة ، ( ولا اذيع سرا لأن
كثيرون يعلمون من جيلنا والذين من بعدنا ، أن أستاذ (ابراهيم صباحي) رحمه
الله احتفظ بكراس الانشاء تبعي واعتبره
نموذجا ، وكان في ذلك فخر لي وفرح ربطني به طول العمر ، ودائما انظر أن اكون عند
حسن ظنه)
اعتقد وبتوفيق الله
استطعت أن انقل قليلا من خواطري عن إنسان أحب الجريف واحبته ، احب مهنته ، فاحترمته
ورفعته عاليا في دواخلي وفي داخل وخارج السودان
رحمه الله واسكنه الجنات
بصحبة المصطفى صل الله عليه وسلم ، استاذنا ومعلمنا الجليل (ابراهيم صباحي) ، ولعلنا نتبع خطاه ..
--------------------------------------------------------
*الشكر الجميل لاخوي يوسف
حسن حمزة على هذا السرد الجميل لحياة الاستاذ المعلم الجليل (ابراهيم صباحي) رحمه
الله ، وللاخوان اكرم مصطفى وصحبه في المجموعة ، ولاخونا (جعفر حسن حمزة) مؤلف
كتاب (سيرة ابراهيم صباحي) ، مذكريننا بقول الشاعر احمد شوقي :
(قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا )
ولنا
عودة
__________________
اللهم
أنصر الجيش السوداني على الجنجويد الرباطة و على من احضرهم وعلى من شايعهم ووعلى
من مكنهم
حسبنا الله ونعم الوكيل
علي الجنجويد الرباطة و القتلة و المرتزقة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القبض علي مدير النزع و
التسويات(علاء الدين) واحتجازه بقسم حلة كوكو في قضايا تلاعب وفساد بـ أراضي
الجريف شرق ...
( نحنا مرقنا
ضد السرقوا أرضنا ) ..
--------------------------------------
التحية للمناضلين بدر
الحاج ... السر الجزولي .. الراحل عبد الوهاب خوجلي
المناضلين عن الحق و
العرض والأهل ...
--------------------------
اللهم أرحم شهداء الجريف
شرق ... شهداء الأرض و العرض ... شهداء الدم و الرحم ...
في رحاب الله الشهيد أخوي
(أحمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) و الشهيد أخوي (محمد عبد المجيد ابدقن) و
الشهيد اخوي (حسين عبد القادر) والشهيد اخوي (محمد اسماعيل ود عكر) الشهيد اخوي (خالد
كمال ابو ريدة) و الشهيد اخوي (فاروق ماهر بلال) و الشهيد اخوي (محمد احمد ناصر
ابدقن) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين
... رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهم من كوثر المصطفي
صل الله عليه وسلم شربة لا يظموا بعدها أبدا ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل
(مصطفي علي عوض الكريم باعو) الشهير بـ ( الغول ) عليه رحمة الله ... ( مهما قالوا
مهما كتبوا .. فالجريف شرق من رحم واحد ) ...
محمد
باعـــــــــــــــــــــو
30/10/2023