الخميس، 29 ديسمبر 2016

كيف تدخل الغابة (66) .. البيان الخامس للهيئة الاستشارية (31)



كيف تدخل الغابة (66)
الوطن الذي لا وجيع له
الارض المحتلة ... ضد الجريف (31)
لله والتاريخ .. أرض الإعتصام ..
كلنا بدر ... كلنا الجزولي
(الهيئة الاستشارية لاعتصام الجريف شرق)
( البيان الخامس )

هاهي الأرض تغطت بالتعب ...
والبحار أتخذت شكل الفراغ ...
وأنا مقياس رسم للتواصل و الرحيل ...
أنا الآن الترقب ...
وإنتظار المستحيل ...
أنجبتني مريم الأخرى قطارا وحقيبة ...
ضيعتني مريم الأخرى قوافي ...
ثم أهدتني المنافي ...
هكذا خبروني ثم قالوا لي ترجل ...
ثم أنت يا كل المحاور ...
و الدوائر .. ويا حكايات الصبا ...
------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الهيئة الاستشارية لاعتصام الجريف شرق
*
البيان الخامس*


إخوة النضال و الصمود ، أهل الاعتصام في ساحة الاعتصام ، و في كل بيوت الاعتصام  ،
و كل قلب فيه اعتصام ، و كل قلب أمن بالاعتصام.
نحييكم تحية الصمود ووقفات الحق من اجل الحق ، و نحن في هذه الأيام نسعد  و نفرح بخروج إخواننا في الكفاح و مسيرة العزة ( بدر الحاج و السر الجزولي ).
إخواننا فرحنا مربوط بالقضية التي اعتقلوا من اجلها و سلبت حريتهم لما فوق الشهرين و بدون وجه حق إنما هم أهل حق و قضيتهم حق
.
إخوتنا إن اعتقالهم و ذلك الظلم الذي عاشوه - و متأكدون أنهم لن ينكسروا و لن ينكسوا إعلام نضالهم لا هم و لا انتم و لا أي مناضل من اجل الحق.دعوا ظلمهم يستمر و نضالنا حتما مستمر إلى أن تحقق المطالَب و يعود الحق إلى أهله و سنظل ننادى به ، و نناضل من اجله ، و نعلم ما ظلمهم بجديد كم سقط الشهيد و الجريح و من أصابه الضرر الصحي و النفسي و ما توقف نضالنا و لا شتتنا شملنا و لا هربنا من ساحة اعتصامنا ، و ظللنا نجدد العهد في نفوسنا كل يوم بل كل لحظة .
إخوتنا علينا أن نفتح عيوننا و هي نور الحق لنرى كل ظالم و كل خائن  و أن نسمع بآذان الحق و المتمسكين بقضيتهم لا لسماع المضللين و المنافقين و زارعي الفتن
إخوتنا هاهم إخواننا عادوا إلينا بعد رحلة ظلم   ولا نعلم على من يكون الدور بعد سواء في اعتقال او سفك دماء او استشهاد ؟ استعدوا و اعدوا العدة لكل حدث .
إخواننا نحن في الهيئة الاستشارية معكم و انتم ترسمون على رمل ساحة الاعتصام أجمل أشكال الصمود و التحدي معكم من اجل حقنا و حقوقنا .
و اعلموا إخواننا أن إخوان منكم و إليكم ما زالوا يواصلون الجهد فوق الجهد و الاتصال على الاتصال و لا يتركون اى فرصة إلا و استغلوها من اجل القضية . و لن تنام العيون و لا يهدأ بال أبدا إلا بعد أن نعيد كل مسلوب و ننال كل مطلوب .
علينا جميعا التمسك بالاعتصام و بكل المبادئ و الأهداف و الثبات و الصبر عليها و بالعمل الذكي المخطط إن شاء الله منتصرون .
مرحبا بإخوان النضال و الكفاح  بين أهلكم و الأحبة و ما ذلك الفرح الذي استقبلوكم به إلا فرح العزة  ، و ستستمر المسيرة مهما كانت الطرق عسيرة .
دمتم و دامت الجريف عزا و فخرا و ارض و عرض .
و السلام
الهيئة الاستشارية لاعتصام الجريفات
٢٠١٦/١٢/٢٩

كلنا بدر الحاج ... كلنا السر الجزولي
حمد لله على السلامة إطلاق سراح المناضلين عن الحق و العرض والأهل ...
--------------------------
اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم ...
في رحاب الله الشهيد أخي (محمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم) الشهير بـ (الغول) عليه رحمة الله ... (مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد) ...

محمد باعـــــــــــــــــــــو
29/12/2016

الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

الصوفية و المجاز ... الفهم الخطأ للصوفية من الآخرون



بسم الله و الحمد لله

الصوفـــية و المجـــــاز
 (الفهم الخطأ من بقية الملل و النحل)
(التصوف ليس إدعاء)

سؤال هاااام في التصوف ؟؟؟
ما قولكم فيمن يدعي تصرف الغوث والأولياء والأقطاب و الأبدال في الكون؟
أو ليس ذلك مشاركة لله عز وجل في خلقه؟
أوَ ليس ذلك شركا" أكبر مخرجاً من الملة؟
فإن كنتم تعتقدون ذلك هلكتم، وإن لم تكونوا تعتقدونه فتبرؤوا ممن يزعم ذلك!.
الجواب..
أولا :
الغوث والأقطاب والأبدال مصطلحات يستعملها الصوفية ولا مشاحنة في الاصطلاح.. بعضها ورد في أحاديث نبوية كحديث الأبدال : يروى مرفوعًا من حديث أنس رضي الله عنه عند الطبراني في الأوسط قال :
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل إبراهيم خليل الرحمن فبهم يسقون، وبهم ينصرون، ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر"، قال سعيد: وسمعت قتادة يقول: لسنا نشك أن الحسن منهم، قال الحافظ الهيثمي : "إسناده حسن". وبهذا كان يقول السلف:
وقد روى الإمام أحمد في مسنده حديثًا فقال: عن عفان، حدثنا موسى بن خلف وكان يُعدُّ من الأبدال، فهذا إقرار منه على صحة وجود الأبدال.
قال الشيخ عبد الله بن الصديق رحمه الله في رسالته "الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام" :" وقال ابن أبي الدنيا: حدّثنا أبو حاتم الرازي –الإمام العَلَم- حدّثنا عثمان بن مطيع حدّثنا سفيان بن عيينة قال: قال أبو الزناد -أحد شيوخ الإمام مالك- : لمّا ذهبت النبوة -وكانوا أوتاد الأرض- أخلف الله مكانهم- يعني الأنبياء- أربعين رجلاً من أُمّةِ سيدنا محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، يُقال لهم الأبدال لا يموت الرجل منهم حتى يُنشِئَ اللهُ مكانه آخر يخلفه، وهم أوتاد الأرض، قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إِبراهيم عليه السلام، لَمْ يفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام، ولا بحُسن التخشّع ولا بحُسن الحلية، ولكن بصدق الورع، وحُسن النية، وسلامة القلب، والنصيحة لجميع المسلمين ابتغاء مرضاة الله، بصبرٍ حليمٍ، وقلبٍ رحيمٍ، وتواضعٍ في غير مذلّة، لا يلعنون أحداً، ولا يُؤذون أحداً، ولا يتطاولون على أحدٍ تحتهم ولا يُحَقّرونه، ولا يحسدون أحداً فوقهم، ليسوا بمتخشّعين ولا متماوتين ولا معجبين، لا يحبون لدنيا، ولا يحبون الدنيا، ليسوا اليوم في وحشة، ولا غداً في غفلة."
ثانيا :
أما المشيئة المطلقة والتصرف المطلق فهو لله وحده.. لا شريك له في ملكه ولا معين ولا ناصر ولا صاحبة ولا ولد.. فلا تحده حدود ولا تعيقه قيود فهو الواحد الأحد الفرد الصمد الخالق البارئ المصور
أما التصرف المجازي فهو لكل المخلوقات بحسب الإذن الإلهي.. فهي تتصرف -إيجادا وإمدادا- بأمر الله وبقدرة الله وليست استقلالا عن الله.. "وما تشاءون إلا أن يشاء الله".. كما تتصرف الملائكة في الكون "وهم من خلق الله"، والريح تجري بأمر سيدنا سليمان.. وسيدنا عيسى عليه السلام وصفه الله بأنه يخلق ويحي الموتى ويعلم ما يدخر الناس في بيوتهم وهو غيب.. فهي كلها تصرفات بإذن الله : نؤمن بها ولا تخدش أيماننا وتوحيدنا.. ومن قال بغير ذلك فهو جاهل بالتوحيد..
وللشيطان وأوليائه تصرف: فهذا إبليس يوسوس لملايين الناس في كل الأرض وكل الوقت ويجري فيهم مجرى الدم،.. هل إقرارنا بتصرف إبليس شرك بالله؟؟؟
وهؤلاء السحرة وما يفعلون...
وكما ورد في الكثير من النصوص تصرف الدجال.. يحي ويميت وينبت الزرع ويفجر الماء.. هل إقرارنا بالدجال وتصرفه شرك بالله..
فلا علاقة لموضوع التصرف بالإلوهية..
أما من نسب لأي مخلوق تصرفا - صغيرا كان أو كبيرا- بغير إذن الله استقلالا.. فهو مشرك كافر بالله..
المدبرات:
يقول الحقّ تبارك وتعالى: ((وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ( (1وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ( (2 وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ( (3 فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ( (4فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ( (5)) سورة النازعات . ففي الآيات إشارة كما قال الشيخ ابن عجيبة رحمه الله في تفسيره (البحر المديد في تفسير القرآن المجيد). إشارة إلى صفات النّفوس، وحال سلوكها. فأنفس العُبّاد: نازعات عن الحظوظ والشهوات. غرقاً في التجرّد إلى العبادات. بأنواع الطاعات. وأنفس الزُهّاد: ناشطات عن الدنيا وأهلها. فراراً إلى الله نشطاً، وأنفس العلماء الجهابذة، سابحات بعقولها في أسرار العلوم، فتستخرج من الكتاب والسنّة درراً ويواقيت، يقع النفع بها إلى يوم الدين، وأنفس الأولياء العارفين : سابقات إلى الله بأنواع المجاهدات. والسير في المقامات، حتى أفضت إلى شهود الحقّ عياناً سبقاً، وأنفس الأقطاب والغوث : مدبّرات أمر الخلائق. بقسم أرزاقها وأقواتها ورتبها، نيابة عن الحقّ، بالتصرّف في أمر الكون، وهو مقام القطبانيّة، وهذا من الكرامات التي أكرم الله بها خواصّ أوليائه. لا معقّب لحكمه. ولا رادّ لقضائه. يهب لمن يشاء ما يشاء. ويمنع ما يشاء. لا يكون إلا ما يريد. ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
فنسبة الفعل للعبد نسبة مجازيّة. أمّا الفاعل فهو الله. والمتصرّف هو الله. والآمر هو الله. والمحرّك لكلّ ساكن هو الله وحده. لا شريك له. وهو القاهر فوق عباده. وهو الحكيم الخبير.
وكلّ الذي يقال عن الأولياء والأقطاب. من تصرّفهم في الكون. هو من باب المجاز فقط. وإنّما الفاعل في الحقيقة هو الله. أفعال أجراها الله على أيديهم كرامة لهم وتشريفاً. وليس ذلك خارجاً عن إرادة الله تعالى. بل تصرّف الأولياء الصالحين. يأتي وفق الإرادة والمشيئة الإلهية. كما قال سيدي محمّد أبو المواهب الشاذلي رحمه الله : التّصريف هو أن يعطي الله للكامل من الأولياء. إذنه فيما قلّ أو جلّ من المضارّ والمنافع، ومن دونه يتصرّف بالإذن بحسب النوازل والوقائع. ومن أعطي التّصريف لا يخرج عن مشيئة الفاعل بالأختيار، ومن زعم غير ذلك حجبت عنه المعارف والأنوار.
فكلّ الأفعال التي يفعلها الإنسان في حياته اليومية. فإنّ نسبتها له نسبة مجاز فقط. قال ابن عطاء الله. رضي الله عنه في حكمه: من نعم الله وفضله علينا. أنّه يفعل الأفعال وينسبها إلينا. والمجاز من لغة العرب. وتكلّم به القرآن الكريم. فقد قال الله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الزمر (42) . فقد نسب الله هنا الفعل إلى نفسه حقيقة. وفي آية أخرى قال: ( قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) السجدة (11) فنسب الفعل هنا إلى ملك الموت مجازا". وتارة ينسب الفعل له. ولأحد مخلوقاته. كما في قوله تعالى: ((كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )) المجادلة (21) . فنسب الفعل هنا لنفسه من باب الحقيقة. ولرسله من باب المجاز. وقد قال بالمجاز الأنبياء والرسل. كما ورد عن سيّدنا إبراهيم عليه السلام. حينما قال((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )) الشعراء (80) . فنسب الفعل إلى نفسه مجازا. ولم يقل إذا أمرضني الله حقيقة. مع أنّه لا فعل لأحد مع الله. وقال بالمجاز الملائكة كذلك. قال تعالى على لسان سيّدنا جبريل عليه السلام: ((قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا)) مريم (19) . فهل سيّدنا جبريل هو الذي يهب الغلمان؟ أم الله سبحانه وتعالى؟ والصواب أنّ الفاعل حقيقة هو الله تعالى. وإنّما نسبة الفعل إلى الملك من باب المجاز فقط.
إذا عرفنا هذا وفهمناه. عرفنا أنّنا إذا تكلّمنا عن الأولياء الصالحين والأقطاب. من تصرّفهم أو جريان الأرزاق على أيديهم أو غير ذلك. فهي من باب المجاز فقط. ففي صحيح مسلم عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ((تسمّوا باسمي، ولا تكنّوا بكنيتي، فإنّما أنا قاسم أقسم بينكم)). فمن هو القاسم الله أم هو النبي صلى الله عليه وسلم؟ فنسبة القسمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم نسبة مجازية. والأولياء الصالحون رجال عبدوا الله تعالى حقّ عبادته فأكرمهم بكرامات. وخصّهم بمزايا لا يمكن لأحد إنكارها. كما لا أحد يستطيع أن يحدّد إكرام الله لهم. والشواهد والأمثلة على ذلك من الكتاب والسنّة كثيرة.
فمنها ما أورد لنا القرآن الكريم عن قصّة سيّدنا سليمان عليه السلام. فكان متصرّفاً في الكون. فكانت الريح تجري بأمره غدوّا وعشيّا. ويأمرها فتمتثل لأمره. وسُخّر له الجنّ يفعلون له ما يشاء. قال تعالى في سورة سبأ : (( وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ(13)  ))
وكان عليه السلام يكلّم الطّير والنّمل والدوّاب. وأوتي ملك عظيماً. وكان يأمر الطيور بما شاء وتستجيب إلى أمره. ويعذّب من يشاء إذا لم يطع أوامره. قال تعالى في سورة النمل: ((وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17))). أليس هذا تصريف في الكون؟ نعم قد صرّفه الله في الكون ولكن بإذنه سبحانه وتعالى.
وقد أكرم الله أمّة سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم. بأن جعل فيها من يأمر الريح فتمتثل أمره. كرامة له. كما نقل عن سلطان العلماء الإمام العزّ بن عبد السلام رحمه الله. أنّه قال في حروب المسلمين مع الفرنجة الصليبيّين : يا ريح خذيهم. فأخذتهم الريح. حتى قيل: أنّ الله لم يزل يكرم هذه الأمّة المحمّدية. حتى كان منها من سخّرت له الريح. كما في طبقات الشافعية.
وأخبرنا القرآن الكريم كذلك. عن قصّة الذي عنده علم من الكتاب. وهو آصف بن برخيا. الذي كان مع سيّدنا سليمان عليه السلام. وأنّه أتى بعرش بلقيس من اليمن إلى الشام قبل ارتداد الطرف. أي في ثوان معدودة. قال تعالى عن هذه القصّة في (سورة النمل:  ((قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿38 قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿39 قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿40)). ولنتأمّل أيّها المسلمون قول آصف بن برخيا: ((أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) ، فقد أوجد سيّدنا آصف عرش بلقيس وأعدمه من محلّه دون أن يتحرّك! ومع العلم أنّ الإيجاد والإعدام من صفات الله تعالى فقط. ولكنّ الله يأذن لمن يشاء من عباده. ويحكم بما يريد. فهل نستطيع أن نقول بأنّ سيّدنا آصف أشرك بالله حينما نسب الإتيان بعرش بلقيس لنفسه؟ حاشا وكلاّ. فإنّ الله تعالى صرّفه في كونه، وأعطاه أسمه الأعظم. الذي إذا دعي به أجاب. وإذا سئل به أعطى.
وكذلك في القرآن قصّة العبد الصالح. وهو سيّدنا الخضر عليه السلام. أكبر شاهد ودليل. فكان الخضر يتصرّف في الكون يميناً وشمالا. فخرق السفينة. وقتل الغلام. وبنى جدار اليتيمين. ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ) الكهف    {82} وقال بعد ذلك: ((وما فعلته عن أمري)). فدلّ على أنّ الله قد جعل له تصريفاً في كونه. وأمره بفعل ذلك. وإلاّ فلماذا يرسله الله ليفعل تلك الأشياء؟ ألم يكن الله قادراً على أن يفعلها وحده؟ ألم يكن قادراً على تكليف الملائكة لإنجاز هذه المهامّ؟ نعم. يفعل الله ما يشاء ويختار. وعن قصّة الخضر هذه. قال فيها بعض العلماء العارفين: إنّ تصرّف سيّدنا الحضر كان أمر باطناً لا ظاهراً. وإلاّ لما كان رضي أصحاب السفينة للخضر أن يخلع من سفينتهم الألواح ليفسدها لهم. وهم ينظرون! ولم يحك لنا القرآن أيّ ردّ فعل لأصحاب السفينة. فدلّ ذلك على أنّ سيّدنا الخضر تصرّف فيها باطناً وهم لا يشعرون. وكذلك أمر قتل الغلام. وبناء الجدار. على هذه الوتيرة.
وكذلك قصّة سيّدنا عيسى عليه السلام. من أنّه كان يحي الموتى. ويبرئ الأكمه والأبرص. ويخبر الناس بما يدّخرونه في بيوتهم. ويخبرهم بما طعموا من قبل. وإلى غير ذلك من الأفعال التي لا يفعلها إلاّ الله تعالى. فإذا كانت في حقّ سيّدنا عيسى معجزة. كانت في حقّ الوليّ كرامة. كما نصّ على ذلك العلماء.
وكذلك ما روي عن أمير المؤمنين سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمره لنيل مصر أن يفيض. ففاض واستجاب لأمره. قال إمام الحرمين رحمه الله في كتابه الشامل: أنّ النّيل كان في الجاهلية لا يجري حتّى يلقى فيه عذراء في كلّ عام. فلمّا جاء الإسلام وجاء وقت جريان النّيل فلم يجر. أتى أهل مصر عمرو بن العاص فأخبروه أنّ لنيلهم سنّة وهو لا يجري حتى يلقى فيه جارية بكر بين أبويها ويجعل عليها من الحلل والثياب أفضل ما يكون. فقال لهم عمرو بن العاص رضي الله عنه: إنّ هذا لا يكون. وأرى الإسلام يهدم ما قبله. فأقاموا ثلاثة أشهر لا يجري قليلا ولا كثيرا. حتى همّوا بالجلاء. فكتب عمرو بذلك إلى عمر بن الخطاب. فكتب إليه عمر: قد أصبت إنّ الإسلام يهدم ما قبله. وقد بعثت إليك بطاقة فألقها في النيل. ففتح عمرو البطاقة قبل إلقائها. فإذا فيها: من عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر. أمّا بعد: فإن كنت تجري من قبلك فلا تجري. وإن كان الله الواحد القهّار هو الذي يجريك. فنسأل الله الواحد القهّار أن يجريك. فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب. وقد تهيّأ أهل مصر للجلاء والخروج منها. فأصبحوا وقد أجراه الله تعالى ستّة عشر ذراعا في ليلة.
قد يقول المعترض: إذا كان الأولياء الصالحون يتصرّفون في الكون. فماذا تركوا لله تعالى أن يفعله؟
الجواب من وجهين.
فالوجه الأوّل: أنّ هذه الأفعال هي حقيقة لله تعالى. وهو الذي فعلها. ولم يكن لهم إلاّ ظهورها على أيديهم فقط. فهم سبب. والله المسبّب. فلا مكان للإعتراض إذا.
الوجه الثاني: لنسأل هؤلاء المعترضين عن تصريف الأولياء الصالحين سؤالاً: قد ورد أنّ سيّدنا جبريل عليه السلام هو الموكّل بإنزال الوحي. وكذلك بعض العذاب على أهل الأرض. وكان قد خسف بقوم سيّدنا لوط عليه السلام. وسيّدنا ميكائيل موكّل بالأرزاق وإنزال الأمطار. وهناك ملك موكّل بالجبال. لو أمرها لأطاعته. وكان قد استشار النبيّ صلى الله عليه وسلم في أن يطبق الأخشبين على من كذّبه. فرفض الحليم صلى الله عليه وسلم. وأنّ سيّدنا عزرائيل هو الذي يقبض الأرواح. وأنّ سيّدنا إسرافيل هو الذي ينفخ في الصّور ليقوم الناس يوم البعث. وغير ذلك من أفعال الملائكة الكثيرة. قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (فالمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) النازعات ﴿  5 . قال علي، ومجاهد، وعطاء، وأبو صالح، والحسن، وقتادة، والربيع ابن أنس، والسدي: هي الملائكة. زاد الحسن: تدبّر الأمر من السماء إلى الأرض. يعني: بأمر ربّها عزّ وجلّ. ولم يختلفوا في هذا.
والسؤال الآن: ماذا ترك هؤلاء الملائكة لله تعالى ليفعله؟ وهل هذا تصريف مع الله؟ أم تصريف بإذن الله؟
إنّ ما يظهر على أيدي الأولياء والصالحين من كرامات وتصريف وغير ذلك من خوارق العادات. فكلّ ذلك على الله يسير. فالفاعل هو الله حقيقةً. قال تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) الصافات ((96 وإنما كان ظهورها على أيديهم تشريفاً وتكريماً. قال تعالى: ((يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاَللَّه ذُو الْفَضْل الْعَظِيم)). وكيف لا والحديث القدسي يقول في حقّهم: ((كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها. ورجله التي يخطو بها. ولئن سألني لأجيبنّه. ولئن أستعاذني لأعيذنّه)).
ابن تيمية وتصرف الأولياء:
قول إبن تيمية في إحياء الموتى على يد الأولياء
جاء في كتاب النبوّات: (ص298): (وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء كما وقع لطائفة من هذه الأمّة) .
وقال في النبوّات: (ص218) وهو يستعرض معجزات الأنبياء: (فإنّه لا ريب أنّ الله خصّ الأنبياء بخصائص لا توجد لغيرهم، ولا ريب أنّ من آياتهم ما لا يقدر أن يأتي به غير الأنبياء.. كالناقة التي لصالح فإنّ تلك الآية لم تكن مثلها لغيره، وهو خروج ناقة من الأرض بخلاف إحياء الموتى فإنّه اشترك فيه كثير من الأنبياء والصالحين) .
وفي مجموع الفتاوى (3: 156): (ومن أصول أهل السنّة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء، ما يجري الله على أيديهم من خوارق العادة في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات كالمأثور من سائر الأمم) .
يقول في مجموع الفتاوى الجزء /4 ص 379 - 380 في _فصل التفضيل بين الملائكة والناس_ ما نصّه : (وقد قالوا: إن علماء الآدميين مع وجود المنافي والمضاد أحسن وأفضل . ثم هم في الحياة الدنيا وفي الآخرة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس ; وأما النفع المتعدي والنفع للخلق وتدبير العالم فقد قالوا هم تجري أرزاق العباد على أيديهم وينزلون بالعلوم والوحي ويحفظون ويمسكون وغير ذلك من أفعال الملائكة) .
والجواب : أن صالح البشر لهم مثل ذلك وأكثر منه ويكفيك من ذلك شفاعة الشافع المشفع في المذنبين وشفاعته في البشر كي يحاسبوا وشفاعته في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة . ثم بعد ذلك تقع شفاعة الملائكة وأين هم من قوله : { (وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء (107) } ؟ وأين هم عن الذين : { (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِك هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الحشر (9) } ؟ وأين هم ممن يدعون إلى الهدى ودين الحق ; ومن سن سنة حسنة ؟ وأين هم من قوله صلى الله عليه وسلم " { إن من أمتي من يشفع في أكثر من ربيعة ومضر } " ؟ وأين هم من الأقطاب والأوتاد والأغواث ; والأبدال والنجباء ؟ فهذا - هداك الله - وجه التفضيل بالأسباب المعلومة ; ذكرنا منه أنموذجا..) إهـ.
[الولي يقول للشيء كن فيكون:
وجاء تفسير ذلك في آثار أن من عباد الله يقول : من لو اقسم على الله أن يزيل جبلا أو الجبال عن أماكنها لأزالها وان لا يقيم القيامة لما أقامها . وهذا مبالغة ، ولا يقال إن ذلك بفضل بقوة خلقت فيه وهذا بدعوة يدعوها لأنهما في الحقيقة يؤولان إلى واحد هو مقصود القدرة ومطلوب القوة وما من أجله يفضل القوى على الضعيف . ثم هب أن هذا في الدنيا فكيف تصنعون في الآخرة وقد جاء في الأثر (يا عبدي أنا أقول للشيء كن فيكون أطعني أجعلك تقول للشيء كن فيكون يا عبدي أنا الحي الذي لا يموت أطعني أجعلك حيا لا تموت) وفى أثر (أن المؤمن تأتيه التحف من الله من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت) فهذه غاية ليس وراءها مرمى كيف لا وهو بالله يسمع و به يبصر و به يبطش و به يمشى فلا يقوم لقوته قوة.
المرجع : مجموع الفتاوى 4/376- 377
[الله أعطى بعض الأولياء أعظم مما أعطى جبريل، وأن هذا عام في كل الأشياء]
وإذا تبين هذا أن العلم مقسوم من الله ليس كما زعم هذا (الذي أعلاه) بأنه لا يكون إلا بأيدي الملائكة على الإطلاق وهو قول بلا علم بل الذي يدل عليه القرآن أن الله تعالى اختص آدم بعلم لم يكن عند الملائكة وهو علم الأسماء الذي هو أشرف العلوم وحكم بفضله عليهم لمزيد العلم فأين العدول عن هذا الموضع إلى بنيات الطريق ومنها القدرة، وزعم بعضهم أن الملك أقوى وأقدر وذكر قصة جبرائيل بأنه شديد القوى وأنه حمل قرية قوم لوط على ريشة من جناحه.
فقد آتى الله بعض عباده أعظم من ذلك فأغرق جميع أهل الأرض بدعوة نوح وقال النبي صلى الله عليه وسلم  (أن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ورب أشعت أغبر مدفوع بالأبواب لو اقسم على الله لأبره) وهذا عام في كل الأشياء .
المرجع : مجموع الفتاوى 4/ 376]
رأي ابن قيم
يقول ابن القيم في (كتاب الروح) في المسألة الخامسة عشرة، ص: 102 – 103، دار الكتب العلمية، بيروت، 1975م:
(فصل: ومما ينبغي أن يعلم أن ما ذكرنا من شأن الروح يختلف بحسب حال الأرواح من القوة والضعف والكبر والصغر، فللروح العظيمة الكبيرة من ذلك ما ليس لمن هو دونها. وأنت ترى أحكام الأرواح في الدنيا كيف تتفاوت أعظم تفاوت بحسب تفارق الأرواح في كيفياتها وقواها وإبطائها وإسراعها والمعاونة لها، فللروح المطلقة من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفاذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه، فإذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها فكيف إذا تجردت وفارقته واجتمعت فيها قواها وكانت في أصل شأنها روحا علية زكية كبيرة ذات همة عالية، فهذه لها بعد مفارقة البدن شأن آخر وفعل آخر. وقد تواترت الرؤيا في أصناف بني آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا تقدر على مثله حال اتصالها بالبدن من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد القليل ونحو ذلك، وكم قد رئي النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعه أبو بكر وعمر في النوم قد هزمت أرواحهم عساكر الكفر والظلم فإذا بجيوشهم مغلوبة مكسورة مع كثرة عَدَدهم وعُدَدهم وضعف المؤمنين وقلتهم) .
انتهى كلام ابن القيم.
-}  يقول شيخ الإسلام خاتمة المحققين الإمام شهاب الدين أحمد الحموي الحسيني في كتابه " نفحات القرب والاتصال بإثبات التصرف لأولياء الله تعالى بعد الانتقال " من ( ص 68 , 69 , 70 ) :
وما يتعلق بالتصرف فاعلم أن تصرف الأولياء حال حياتهم من جملة كراماتهم وهو في كل زمان لاشك فيه ولا ينكره إلا معاند ، قال التاج السبكي :
أن من أنواع الكرامة مقام التصريف وأما ما يتعلق بما بعد مماتهم فقد تقدم أن كراماتهم لا تنقطع بالموت , ثم إن تصرف الأولياء في حياتهم وبعد مماتهم إنما هو بإذن الله تعالى وإرادته , لا شريك له في ذلك خلقا وإيجادا , أكرمهم الله تعالى به وأجراه على أيديهم وبسببهم خرقا للعادة , تارة بإلهام , وتارة بمنام , وتارة بدعائهم , وتارة بفعلهم واختيارهم وتارة بغير اختيار ولا قصد ولا شعور منهم , بل قد حصل من الصبي غير المميز .
وتارة بالتوسل إلى الله تعالى بهم في حياتهم وبعد مماتهم مما هو ممكن في القدرة الإلهية .
ولا يقصد الناس بسؤالهم ذلك منهم قبل الموت وبعده نسبتهم إلى الخلق والإيجاد والاستقلال بالأفعال , فإن هذا لا يقصده مسلم ولا يخطر ببال أحد من العوام فضلا عن غيرهم , فصرف الكلام إليه ومنعه من باب التلبيس في الدين والتشويش على عوام المسلمين , فلا يظن بمسلم بل ولا بعاقل توهم ذلك فضلا عن اعتقاده .
وكيف يحكم بالكفر على من اعتقد ثبوت الكرامات لهم بعد مماتهم وعلى من اعتقد ثبوت التصرف لهم في حياتهم وبعد مماتهم حيث كان مرجع ذلك إلى قدرة الله تعالى خلقا وإيجادا.
كيف وكتب جمهور المسلمين طافحة به وأنه جائز وواقع لا مرية فيه بوجهها ألبتة حتى كاد يلحق بالضروريات بل بالبديهيات , وذلك لأن كرامات أولياء هذه الأمة في حياتهم وبعد مماتهم تصرفا وغيره من جملة معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدالة على صدق نبوته وعموم رسالته الباقية بعد موته التي لا ينقطع دوامها ولا تجددها بتجدد الكرامات في كل عصر من العصور إلى يوم القيامة { . أهـ
ويقول في ( ص 75 ) من نفس الكتاب :
}
قال العلامة ابن حجر :
وبمطالعة كتب الصوفية تحصّـل العلم بوقوعها ضرورة , وقد رأينا من كراماتهم أحياء وأمواتا ما يوجب ذلك فلا ينكرها إلا مخذول فاسد الاعتقاد في أولياء الله تعالى وخواص عباده نفعنا الله بهم{  أهـ
- يقول فضيلة الإمام محمد بخيت المطيعي في فتوى له (مطبوعة مع كتاب : نفحات القرب والاتصال بإثبات التصرف لأولياء الله تعالى بعد الانتقال):
 }
ومن ذلك تعلم أن ما ظهر من التصرفات على يد الأولياء لا يخالف صريح القرآن، لأن هذا التصرف الذي ينسب للأولياء هو نوع من الكرامات وهو فعل الله وخلقه ، يظهره الله إكراما لهم، تارة بإلهام وتارة بمنام وتارة بدعائهم وتارة بفعلهم واختيارهم وترة بغير اختيار ولا قصد ولا شعور منهم، بل قد يحصل من الصبي المميز، وتارة بالتوسل إلى الله تعالى بهم في حياتهم وبعد مماتهم مما هو محكي في القدرة الإلهية  {  اهـ.

(منقول من صفحة محمد السعيد ديدي)



كلنا بدر الحاج ... كلنا السر الجزولي
أطلقوا سراح المناضلين عن الحق و العرض والاهل ...
--------------------------
اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم ...
في رحاب الله الشهيد أخي (محمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم) الشهير بـ (الغول) عليه رحمة الله ... (مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد) ...

محمد باعـــــــــــــــــــــو
09/11/2016