الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

كيف تدخل الغابة (85) اعلام الجريف شرق .. المرحوم السني الدليل حاج الضوء




بسم الله و الحمد لله

كيف تدخل الغابة (85 )
الوطن الذي لا وجيع له
أعلام الجريف شرق
في الليلة الظلماء يفتقد البدر
الراحل السني الدليل حاج الضوء

و كالعادة بعد صلاة الفجر يجلس بعض مصلي مسجد المحس لمجلس العلم الذي يقيمه شيخ خالد محي الدين في رسالة أبي زيد القيرواني و في ختام الدرس كما هو المعتاد يلتفت الحاضرين لشيخ السني الدليل و بصوت واحد يردد الجميع :" الفاتحة يا شيخ السني "



وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر



بقلم : ابوبكر علي

الراحل المرحوم السني الدليل حاج الضوء (جمال)

قال تعالى : (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "" الذّين آمنوا و كانوا يتقون ) .صدق الله العظيم .
ذكرت الآية الأولياء و صفاتهم (الإيمان و التقوى) فلا شك أن الفقيد من هؤلاء الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ... شهد له الكل بكمال الإيمان و التقوى ..آمين

مؤلم جداً إنك تكون مع زول في أجمل مجلس و بعد 45 دقيقة يأتيك خبر رحيلوا من الدنيا الفانية للآخرة الباقية و مؤلم أكثر إنوا يكون الزول ده هو شيخ السني الدليل  سبحان الحي الذي لا يموت ... الكلمات لأ تعبر عما في الدواخل من حزن عميق  ..
صمت الكنار و أصبح صباح الحي حزين  ..
يوم أمس السبت و كالعادة بعد صلاة الفجر يجلس بعض مصلي مسجد المحس لمجلس العلم الذي يقيمه شيخ خالد محي الدين في رسالة أبي زيد القيرواني و في ختام الدرس كما هو المعتاد يلتفت الحاضرين لشيخ السني الدليل و بصوت واحد يردد الجميع :" الفاتحة يا شيخ السني " ..
لكن في هذه المرة يتردد الفقيد .. و يطرق للأرض ثم يرفع رأسه مرة أخرى .. و ينظر للجميع نظرة المودع .. و ما أن تفرق الناس حتى جلس يستمع للإنشاد والمديح النبوي و صلى ركعات الضحي الراتبة لديه .. و بوصوله للمنزل فاضت الروح الطاهرة لبارئها ... تقبله الله قبولاً حسنا
 ...




ما لا يعرفه الناس عن شيخ السني الدليل  ...
 


صحبته في الحل و الترحال و منذ نعومة الأظافر جمعتني به أخوة الإسلام فكان لي و للجميع في مقام الأب و المربي و الأستاذ ..
عندما فرغ الشيخ نصرالدين كباشي من تدريس كتاب الشمائل الترمذية .. تفاجأ أن الكثير من خصال النبي صل الله عليه و سلم إلا وهي موجودة في هذا الرجل .. أيْ والله .. دائم البشر  .. يبادر بالسلام ,, يحترم الكبير و يوقر الصغير  .. لا يغضب لنفسه أبداً  .. و إذا ضيع حق الله لم يقم أحد لغضبه  .. لا يضحك إلأ تبسماً  .. و لا تصدر منه القهقهة أبداً .. و لأ يلتفت إلا بكل جسمه  .. و كل آداب الشرب  .. و حتى آداب الدخول للمسجد و المنزل لا يترك مثقال ذرة منها  .. دائم الوضوء  .. و لا ينام إلا على طهارة  .. لأ يكثر من فضول الكلام  .. كثير الصوم و كثير التنفل  .. و أما الصلاة على النبي صل الله عليه و سلم و التهليل و الإستغفار فما كان لسانه يتوقف عنها أبداً  .. و الكثير مما لا يحصى و لا يعد  .. هذا ما رأيته فيه و الله على ما أقول شهيد ...
الراعي الأول للشباب .. منوالغيرك كان بيواسينا ...
الكثير من الأخوان يصلون معنا في المسجد من سكان او ضيوف الحي .. و تمر على الواحد منهم شهور ولا يعرف أحداً في المسجد  .. و ما أن ينتبه له شيخ السني ..  إلا و تأتي المبادرة منه و بكل بشاشة :
السلام عليكم أخينا ما أتعرفنا عليك ؟  
و لا تنتهي هنا فقط .. بل عندما يختفى أحد من المسجد يسأل :
إنتو فلان وينوا ما ظاهر ؟؟
و يطلب رقم هاتفه  .. و أحياناً يصله في البيت .. و إن رحل أحد ضيوفنا عن الحي التواصل معه لأ ينقطع  .. تأمل
 ...
ما سمعته يغتب أحداً قط  .. و ما سمعته يسئ لأحد قط  .. و ما سمعته يلفظ بقبيح القول قط .. و لا حتى بالتلميح .. والله يشهد على ما أقول . ..
الكثير يعرفه ك حلاّل مشاكل  .. بحنكة و دراية و حكمة و بفضل من الله عليه .. تعود المياه لمجاريها ...

ما قبل الرحيل  ...
ختم الله له حياته في أجمل آيام  .. عيد المحبين  .. مولد المختار صل الله عليه وسلم  .. طوال أيام قراءة المولد العثماني في المسجد لم يغب عنها سوى يوم واحد لواجب عزاء السيد أحمد بن إدريس الإدريسي رحمه الله  .. الذي تجمعه به إحدى الصور أعلاه .. رغم المرض الذي يظهر واضحا في صوته .. واظب على قراءة المولد إلى يوم الجمعة آخر ليلة له في هذه البسيطة  ..
قبل عيد الأضحي يناديني و برفقته أحد الأخوان  .. و يطلب المساعدة إرسال ملف صوتي من هاتف الشخص إلى هاتفه  .. و أتفاجأ أن الملف الصوتي هو أنشودة :
 أهلا و سهلا باللقاء و الإجتماع ..  بذي البقاء يوم أموت فيه
   سعيد ذاك اليوم والله عيد  ..
بصوت المنشد محمد بشير هاشم  .. و أهمس في قلبي :
إلا الكلام ده يا مولانا ده ما  وقتوا !!
و يلتفت إلي و بكل بشاشة و يقول لي : السمانية ديل عندهم غرام مع الموت شديد  ..  الصالحين شأنهم آخر .. لله درك أبونا 
 ...
كثير الدعاء للأموات  .. و عقب كل صلاة وعلى مدة آيام ...
ملاك يعيش بين بنو الإنسان  ..  إسلام يمشي على رجليه .. ذكراه تزيل عني الهم و ترسم على الوجه الإبتسامة  ..  و إذا رأيته تذكرت الله  .. وإن جالسته تأدب القلب و الجوارح  .. و إن كلمته فالسعادة لأ تفارقني  .. آية و مظهر هداية ...
 

أعجوبة الزمان و فريد الدهر ...
حلف الزمان أن يجود بمثله حنثت يمنيك يا زمان فكفر ..
إني إمتدحتك يا مولاي معترفاً بالعجز  .. عن قدرك السامي على زحل ..
أسال الله أن يتغمده بوافر رحمته .. و يلهمنا و ذويه و محبيه .. الصبر و السلوان وحسن العزاء ..  و أن يحفظ ذريته : عبدالرحيم  ..  أحمد  ..  عثمان  .. محمد  ...
و أن لا يريهم مكروهاً .. و أسال الله يبلغنا ما كان يأمله الفقيد للأمة و للوطن و للجريف شرق و للحي من نوايا صالحة و صادقة .. و أن يجعله قرير العين و أن يجعل موته حياة لقلوبنا الميتة .. ويجمعنا به في الفردوس الأعلى بجوار الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم .. وأن يسقه من كوثر المصطفى صل الله عليه وسلم شربة لا يظمأ بعدها ابدا ...

من دعائه :
اللهم ألف بين قلوبنا .. وأهدنا سبل السلام  .. و نجنا من الظلمات  .. و أكفنا شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن  .. اللهم أجعلنا متحابين متأخين فيك يالله
 ...

إخواني نعم غاب عن أعيينا  .. و بلأ شك هو حي في قلوبنا بسيرته الشذية  .. و حتى تكون حياته فينا حياة لنا بعد موتنا  .. فلنحي و نلتزم بما كان يدعوا إليه من فعل الخير و الإستقامة و المحبة و المودة و الإحترام و الترفع عن الصغائر و صلة الأرحام و تعمير المسجد و الحي  .. اللهم آمين وأرزقنا الإخلاص ياكريم  ...

مرثية يحي الفضلي

ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﺸﺎﻣﺨﺎﺕ ﺗﺰﻭﻝ
ﻭﺍﻟﻨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻮﻝ
ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺃﻣﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺣﻮﻝ
ﺳﺮﻳﺮﺓ ﻣﻮﺟﺂ ﻋﻠتا ﺭﻧﺔ ﻭﻋﻮﻳﻞ
ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻧﻌشه
ﻓﻮﻕ ﺍﻷﻛﻒ ﻛﺄنه ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ
ﻟﻮ ﺃﻥ ﻣﻴﺘﺄ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ ﻟﻌﺰﺓ
ﻓﻲ ﻗﻮﻣﺔ ﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﻳﺤﻲ ﻣﻴﺘﺂ
ﻟﺒﻜﻲ ﺯﺍﺧﺮﺓ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﻭﻋﺰﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﺑﻠﻮﺍئه
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺑﺪﻳﻞ
إنا لله و إنا إليه راجعون و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم  .. لا تحرمنا أجره و لا تفتنا بعد في هذه الدار الفانية ..
أنت فينا ما بقينا

ابوبكر علي
ربيع الأنوار 1439
ديسمبر 2017

جزاكم الله خير ابن عمي
منقول


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القبض علي مدير النزع و التسويات(علاء الدين) واحتجازه بقسم حلة كوكو في قضايا تلاعب وفساد بـ أراضي الجريف شرق    ... 

 ( نحنا مرقنا ضد السرقوا أرضنا  ) ..

--------------------------------------
التحية للمناضلين بدر الحاج ... السر الجزولي
المناضلين عن الحق و العرض والأهل  ...
--------------------------
اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم   ...
في رحاب الله الشهيد أخي (أحمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا   ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم باعو) الشهير بـ ( الغول ) عليه رحمة الله ... ( مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد  ) ...

محمد باعـــــــــــــــــــــو
2017/12/05