الثلاثاء، 16 مايو 2017

ستة سنوات على اختفاء بــــانـــة (2)




بسم الله و الحمد لله

ستة سنوات على اختفاء  (بــــانـــة)
13 أكتوبر 2010
تقرير صحيفة الرأي العام السودانية (2)



(الصحفي التاج عثمان - صحيفة الراي العام - 2011/05/11 )  

وين  (بانة) ؟!..
سؤال ظللنا نردده قرابة نصف العام ولم نجد له إجابة شافية حتى الآن.. هكذا بدأ والد الطفلة (بانة) التي اختفت في ظروف غامضة أكتوبر العام الماضي، حديثه معي (بانة) الطفلة الحلوة، البريئة كان عمرها عند اختفائها سنة ونصف السنة، والآن وصل عمرها إلى ثلاثة وعشرين شهراً أي أن قرابة نصف العام انقضت على اختفائها (الغامض) دون العثور على أي خيط يقود إليها .. وكأن الأرض انشقت وابتلعتها .. والدها (أحمد بركات أحمد) (35) سنة، ووالدتها الصابرة (داليا عبد العزيز قلندر)، (28) سنة يؤكدان أن كل الدلائل والمعطيات والخيوط والملابسات تنفي غرقها في النيل الأزرق .. بل تعرضها لعملية اختطاف ..
صباح الجمعة الماضي زرت والديها بشقتهما بحي الأملاك بالخرطوم بحري .. فكشفا لـصحيفة (الرأي العام) معلومات جديدة لم تنشر من قبل
...
غرق أم اختطاف؟
استقبلني والد (بانة) خارج الشقة .. وقادني للداخل التي لا تزال تفوح منها رائحة الطفلة المختفية .. كما قال لي والدها «أحمد بركات» (35) سنة ويعمل في وظيفة إدارية بشركة (أميروز) للرياضات المائية واليخوت البحرية بمدينة أبوظبي بدولة الأمارات .. حضر مسرعاً للسودان بعد اختفاء طفلته الوحيدة بثلاثة أيام .. حيث أنها اختفت في الثالث عشر من أكتوبر العام الماضي (  2010) .. أما زوجته .. والدة (بانة) .. (داليا عبد العزيز قلندر) .. (28) سنة ..  خريجة الأحفاد الجامعية، إدارة أعمال - ربة منزل -  وهي حُبلى بالطفل الثاني .. كانت تقيم مع ابنتها المختفية بالمنزل .. وكانت تتأهب للحاق بزوجها بأبي ظبي .. لكن القدر شاء خلاف ذلك .. قال لي والد (بانة) وهو يسترجع شريط الأحداث المؤلمة التي أحاطت بأسرته الصغيرة:
 آخر مرة تحدثت مع طفلتي (بانة) من أبي ظبي .. أتذكر جيداً أنها قالت لي : (بابا تآل) - أي بمعنى تعال - وذلك قبل اختفائها بثلاثة أيام فقط ..  فقلت لها عبر الهاتف : طالما انك أصبحت تقولين «تآل» خلاص أنا جاي السودان طوالي ..
(بانة) كانت تنطق كلمات قليلة مثل : بابا وماما وباي باي و«ليلي» وهي جدتها ..  وأبوي لجدها والدي .. وهي حادة الذكاء وطفلتنا الوحيدة .. لا تعاني من أي أعراض مرضية .. وغير انطوائية ..
قبل الرحلة النيلية اتصلت بي زوجتي (داليا) تستأذنني فوافقتها ..  حيث أنها رحلة عائلية ترفيهية ..  والرحلة كانت عصر السبت الموافق الثالث عشر من أكتوبر العام الماضي (
2010) ، وكان برفقتها أخوانها وأخواتها وأصهار أختها .. استقلوا (عوامة) مؤجرة تتبع لنادي (ابو مرين) - نادي الزوارق - أسفل كوبري المك نمر .. الرحلة استغرقت زهاء الساعة، بدأت من المرسى وانتهت فيه قبيل موعد صلاة المغرب بقليل ..
وكانت العوامة لا ترسو على الشاطئ مباشرة .. بل هناك عوامة أخرى تستخدم كممر .. وهي التي أدى فيها رجال الأسرة صلاة المغرب .. بينما النسوة ظللن في العوامة الأصلية التي قامت بالرحلة في النيل الأزرق وهي من طابقين .. وكانت زوجتي وأختها ونسيبتهما في الطابق الأرضي من العوامة ومعها طفلتها (بانة) .. وبقية أطفال العائلة وهم ثلاثة بجانب شقيق زوجتي ويدعى (محمد) .. وعمره (11) سنة فقامت زوجتي باستبدال ملابس (بانة) لأنها مبللة خوفاً عليها من البرد .. واستبدلتها بأخرى جافة .. ثم أجلستها في حضنها غير أن الطفلة أصرت على الانضمام لبقية الأطفال الآخرين للعب معهم  .. وكانوا داخل العوامة على مقربة منها .. وخاطبت (داليا)
 شقيقها (محمد) قائلة له : (خلي بالك من «بانة» يا محمد) ..
بعدها قامت زوجتي بإدخال الفستان المبلل داخل الحقيبة التي تحتوي على أغراض الطفلة .. ثم أخذت تتحدث مع شقيقها والنساء الأخريات حول كيفية أدائهن لصلاة المغرب .. داخل العوامة أم على الشاطئ .. وبعد هذا الحوار القصير الذي لم يستمر لأكثر من دقيقة تقريباً .. ألتفتت زوجتي ناحية الأطفال فلم تر (بانة)، فسألت شقيقها (محمد) .. وكان أكبر الأطفال عمراً .. عنها فقال : (قبل شوية كانت تقف هنا) ..  مشيراً إلى المكان الذي كانت تقف فيه .. القريب جداً من مكان جلوس والدتها وبقية النسوة بالطابق الأرضي للعوامة .. والتي كانت وقتها ترسو على الشاطئ بعد انتهاء الرحلة ..
أخذت زوجتي تبحث عنها داخل العوامة فلم تعثر عليها فأخذت تصيح (بانة) .. (بانة) .. (بانة) ..  فلم تسمع ردا ..  ثم واصلت مناداتها لطفلتها بطريقة هستريا : وين (بانة) .. وين (بانة) .. وين (بانة) ..
لدرجة أن شقيقها قطع صلاته .. واتجه ناحيتها ولحق به بقية الرجال عقب الصلاة مباشرة .. بعدها أسرع احد أفراد نادي الزوارق بالقفز داخل الماء .. وتبعه آخر وغطسا لفترة ..  وعندما خرجا قال احدهما : (لو سقط موبايل (هاتف محمول) هنا لأخرجته.. لا وجود للطفلة) ..  مستبعداً احتمال سقوطها في النيل الأزرق ..  وإلاّ لعثر عليها..
هذه رواية الحادث بالتفصيل والتي وردت من قبل.. وتضيف (داليا) والدة الطفلة لحديث زوجها قائلة: (وقتها قلت لهم: لا تبحثوا عنها في الماء لأنها إذا سقطت داخل النيل فستكون ماتت، ولذلك ابحثوا عنها خارج الماء) ..

الشخص الغريب
*  قلت لـ (داليا) والدة الطفلة: هل لاحظتم وجود أي شخص غريب داخل العوامة؟
فردت (داليا) : بعد توقف العوامة وانتهاء الرحلة .. وبينما كان رجال العائلة يؤدون صلاة المغرب داخل العوامة التي تستخدم كممر للوصول للعبارة المتحركة التي تقف بالداخل بينما العوامة الممر على الشاطئ ..  وكنا نحن النسوة نجلس داخل العوامة التي أقلتنا في الرحلة .. لاحظنا دخول شخص غريب لا نعرفه جاء من الشاطئ وصعد للعوامة الممر التي تقف على الشاطئ مباشرة .. وسار خلف الرجال الذين كانوا وقتها يؤدن صلاة المغرب .. ثم دخل العوامة الثانية التي كنا نجلس داخلها برفقة بعض أقاربي من النسوة .. وقام بفتح ترباس باب العبارة الراسية على النيل .. حتى أننا استنكرنا تصرفه ذلك ..  ثم نزل داخل زورق كان يقف ملاصقاً للعوامة من الناحية الشمالية .. عليه طلاء باللونين الأبيض والأحمر .. وكان داخله رجلان آخران .. ثم انطلق الزورق في النيل غرباً .. وعلمنا لاحقاً أن الزورق لا يتبع لنادي الزوارق بل لأسرة معروفة .. مشهورة جداً.
 *
هل لاحظت أن الرجل الغريب كان يحمل شيئاً ما؟
-
 لا.. لم يكن معه أي شيء.
 *
كيف يبدو؟ وماذا كان يرتدي؟
-
 رجل طويل القوام .. لونه يميل للسواد .. يرتدي تي شيرت وبنطلوناً .. وكما علمنا تم التحقيق معه ومع زميليه اللذين كانا داخل الزورق .. ولم يتم أثبات شيء عليهم .. فأطلق سراحهم.
*
 ماذا كانت ترتدي طفلتك عند اختفائها؟
-
 اسكيرت وبلوزة على لونين أسود وبمبي.
*
 ما هو الإجراء الذي قامت به الشرطة عقب اختفاء (بانة)؟
-
فتحنا بلاغاً بالقسم الشمالي .. بعدها استعانت الشرطة بغطاسين من الدفاع المدني .. عقب الحادث مباشرة ..  وبحثوا عنها في منطقة نادي الزوارق داخل النيل الأزرق .. لكنهم لم يعثروا عليها ..  ثم واصلوا بحثهم صباح اليوم التالي (الأحد)  ولم يعثروا عليها أيضاً .. وظلت الأسرة ترابط على الشاطئ لأيام.
 *
حسب المعلومات المتوافرة أن الشرطة استعانت بالكلاب الشرطية بعد الغطاسين .. فهل توصلت إلى أثر ما؟
-
 يجيب والد الطفلة «أحمد بركات»: أخي (مصعب بركات) هو الذي طلب استدعاء الكلاب الشرطية .. واستغرق ذلك الإجراء يوم الأحد بأكمله  .. اليوم التالي لاختفاء بانة ويوم الاثنين حتى الساعة الثالثة والنصف عصراً.
*
 ولماذا كل ذلك التأخير في الاستعانة بالكلاب الشرطية؟
 -
الأفضل أن يخبرك أخي (مصعب) لأنه باشر ذلك الإجراء بنفسه  .. فأتصل بـأخيه (مصعب بركات) هاتفياً ..
فقال (مصعب) : تقدمت بطلب للقسم الشمالي .. مكان فتح البلاغ لمخاطبة دائرة الكلاب الشرطية فقالوا لي في البداية (موضوع الكلاب البوليسية ده ما في ليهو داعي) .. وبعد إلحاح مني وافقوا تسليمي الخطاب كـ (حاجة نفسية) فقط كما ذكروا لي  ..  وقدمت الخطاب إلى مدير دائرة الكلاب الشرطية .. الذي استغرب من عدم الاستعانة بالكلاب الشرطية لاختفاء أثر الطفلة ..  لقرابة اليومين .. ثم أمر بإخراجها فوراً لمكان الحادث بعد استلامه خطاب القسم الشمالي .. مشيراً إلى أن الكلاب الشرطية كانت في السابق تتابع الأثر الأرضي فقط  .. لكنها الآن وبعد التطور الذي حدث في هذا المجال .. أصبحت تتابع الأثر (الهوائي) ..  ولو تمت الاستعانة بها عقب اختفاء الطفلة مباشرة .. لكان الأثر الهوائي أقوى ..  وللحق مدير دائرة الكلاب الشرطية انفعل مع القضية واخرج كلباً شرطياً هو الأفضل لديهم ..  بجانب ملازم ..  واثنين من مدربي الكلاب الشرطية ..  وخصص لنا عربة من إدارته  .. وننتهز هذه السانحة لنتقدم له بالشكر والعرفان
.
*
 وماذا فعلت الكلاب الشرطية في مكان الحادث؟
-
 عند وصول الكلب الشرطي لمرسى أبو مرين - نادي الزوارق - عرضوا عليه أثر الطفلة .. وهو الفستان البرتقالي الذي كانت ترتديه (بانة)  واستبدلته لها والدتها قبل اختفائها بلحظات ..  وبعد أن شم الكلب الشرطي الفستان عدة مرات  .. كنا نتوقع أن يتجه نحو العوامة التي كانت عليها الطفلة قبل اختفائها .. لكنه اتجه إلى الشاطئ ناحية برميل موجود شرق العوامة مباشرة  .. ودار حوله دورتين ..  ثم اتجه ناحية احد الزوارق الراسية قريبا من الشاطئ .. واتضح انه نفس الزورق الذي كان على النيل جوار العوامة يوم اختفاء الطفلة .. ونزل إليه الرجل الغريب الذي تسلل لداخل العوامة من الشاطئ .. ثم انطلق الزورق برفقة شخصين آخرين ناحية الغرب  .. بعدها قام فريق إدارة الكلاب الشرطية برفع تقريره لإدارة المباحث الجنائية ..
هنا يتدخل في الحديث والد الطفلة (أحمد بركات أحمد)
 قائلاً : علمت أن ملف (بانة) تم تحويله من المباحث الجنائية إلى وحدة حماية الأسر والطفل.
البحث عن (بانة)
 * بعد انتهاء المحادثة الهاتفية مع «مصعب بركات» عم الطفلة .. عدت وسألت والدها «أحمد بركات» : ألم تقم بالبحث عن طفلتك (بانة) بمجهودك الشخصي .. خاصة وأنك تعمل في مجال الزوارق واليخوت البحرية بالأمارات؟
-
بعد حضوري من أبي ظبي بأسبوع أبلغت كل النقاط على النيل .. وذهبت بزورق حتى منطقة (الكباشي) .. برفقة أكثر من عشرة زوارق لأصدقاء متطوعين .. جابت كل بقعة على النيل بحثاً عن أثر أو معلومة يمكن أن تقودنا إلى الطفلة حية أو ميتة .. كما عرضنا حافزاً مالياً كبيراً لمن يعثر عليها أو أي معلومة مؤكدة عنها .. وظللنا نجوب النيل لمدة أسبوعين كاملين .. لكننا لم نعثر على جثتها أو لأي أثر أو معلومة.
 *
حسب خبرتك في مجال البحر.. كم يظل الغريق في أعماق النيل قبل أن يطفو إلى السطح؟
 -
الغريق يظل داخل المياه لمدة ثلاثة أيام كاملة، بعدها تطفو الجثة فوق سطح النيل .. وفي الشتاء يمكن أن تطفو الجثة إلى السطح بعد عشرة أيام .. ذلك يعني أن طفلتي (بانة) لو غرقت لطفت فوق سطح النيل ولكان شاهدها البعض وأبلغ عنها.
 *
ألم تستعن بغطاسين للبحث عن الطفلة علماً بأن الغطاسين التابعين للدفاع المدني قاموا بواجبهم عقب الحادث مباشرة ولم يعثروا على جثتها؟
-
 يا أستاذ، لم اترك وسيلة ما إلاّ واستعنت بها لكشف لغز اختفاء طفلتي .. فقد أحضرت غطاسين مهرة بطريقتي الخاصة .. من (اتحاد الغطس السوداني) .. بينما طلب احد أصدقائي أجهزة غطس حديثة ومتطورة من مدينة (بورتسودان) .. وكان معنا أيضا غطاسون من الدفاع المدني .. وكان عددهم عشرة غطاسين .. قاموا بتمشيط النيل حتى الجزيرة على النيل الأزرق الواقعة قبل القصر الجمهوري .. قاموا بالبحث عن الطفلة (قشة.. قشة) .. لكنهم لم يعثروا على شيء .. وكتبوا تقريراً للشرطة بأنهم لم يعثروا على أي أثر للطفلة في النيل ..
وأتساءل هنا: إذا سقطت (بانة) من العوامة في النيل وغرقت فعلاً .. لماذا لم يسمع احد من أفراد العائلة صوت سقوطها ؟  .. وهذا ثبت بعد إعادة تمثيل الحادث في اليوم الثامن من اختفاء الطفلة .. وكنت احد الحضور .. برفقة رائد شرطة وملازم، وأفراد من المباحث .. وجلسنا داخل العوامة .. وأحضروا (حجر طين) بنفس حجم الطفلة .. وطلبوا من سائق العوامة تشغيل الماكينة دون التحرك نفس الوضع الذي كانت عليه لحظة الحادث .. وطلبوا منا الحديث بصورة طبيعية وفجأة قام الضابط بإلغاء حجر الطين في النيل من نفس الجزء او المكان الذي كانت تقف عليها الطفلة داخل العوامة .. بعدها كان هناك إجماع من الحضور أنهم سمعوا صوت سقوط الحجر .. وهذا مؤشر أن الطفلة إذا كانت قد سقطت في النيل لسمع أهلها صوت سقوطها يوم الرحلة .. واستنكر هنا تصريح أحد المسئولين ترجيحه أن الطفلة قد سقطت في النيل وإلتهمتها (الحيوانات المتوحشة) .. ولا ادري ماذا يقصد بذلك .. علماً أن مرسى (ابو مرين)
هو المرسى الرئيسي وليس به حيوانات متوحشة .. وإذا كانت به فعلاً فلماذا لم يغلق وتعلق عليه لافتة تحذر المواطنين بعدم الاقتراب منه؟
وتساءل: هل يقصد المسئول الحيوانات المتوحشة داخل الماء أم الحيوانات المتوحشة خارج الماء؟
*
 سألت والد الطفلة: من التفاصيل السابقة التي سردها لوقائع الحادث والملابسات التي أعقبته .. إنك ترجح أن (بانة) تعرضت لعملية اختطاف ولم تغرق؟
 -
أجل اجزم أن طفلتي اختطفت ولم تسقط في النيل، والمؤشرات التالية تؤكد ذلك.. وهي:
 *
العبارة لم تكن في عرض النيل، بل على الشاطئ.
 *
تسلل الشخص الغريب للعوامة ثم نزوله للزورق الذي كان يرابط جوار العوامة.
 *
عدم العثور على جثة الطفلة بعد البحث الذي قامت به الشرطة، والدفاع المدني وعشرة غطاسين.
 *
التصرف الغريب للكلب الشرطي واتجاهه للبرميل ثم للزورق، وتجاهله للعوامة.
*
 إعادة تمثيل الحادث بواسطة الشرطة والذي اثبت أن الطفلة أذا سقطت داخل النيل لسمعها كل من كان على متن العوامة وقت الرحلة.
لكل ذلك استبعد احتمال الغرق رغم أن أحد المسئولين قال لي أنهم يضعون احتمال الغرق بنسبة (99%) وأتساءل ما هي نسبة الـ (1%) .
 *
هناك لجنة تم تكوينها للتحري في الحادث وكشف غموضه .. عقب الحادث بحوالي أسبوع .. فهل تم اطلاعك على ما توصلت إليه اللجنة بعد مرور قرابة الخمسة شهور من الحادث؟
 -
كنت وزوجتي ننتظر قرار اللجنة لمعرفة ما حدث لطفلتنا .. لكن للأسف لم يتصل بي احد من أعضاء اللجنة لإعلامي بما توصلت إليه .. رغم إنني تركت عملي بابي ظبي لأكثر من خمسة شهور كاملة لمعرفة مصير طفلتي.
 *
ولماذا لم تتصل باللجنة بنفسك؟
 -
لم اتصل بها، بل لجأت للفيس بوك وطبعنا حوالي أربعين ألف بوستر بواسطة المتصفحين واللجان الطوعية التي تبرعت للبحث عن (بانة) ..  وتم توزيعها على كل مناطق الخرطوم ومعظم الولايات الأخرى .. فالناس لديهم اعتقاد قوى أن الطفلة لم تغرق والاتصالات الهاتفية تنهال علينا من كل أنحاء العالم من السودانيين .. لدرجة أننا كنا نتلقى أكثر من مائة مكالمة يومياً .. وبعض المتصلين كانوا يبكون عبر الهاتف فأصبحت مع زوجتي نواسي الناس الذين يتصلون بنا.
 *
أخيراً سألت (داليا) والدة الطفلة ... هل تشاركين زوجك رأيه أن طفلتكما (بانة) تعرضت لعملية اختطاف ولم تغرق في النيل الأزرق؟
 -
يا أستاذ أنا إنسانة مؤمنة بقضاء الله وقدره، لكن لدى أسبابي التي ترجح كفة الاختطاف أكثر من الغرق، وأنا أتمسك حتى بنسبة الـ (1%) التي تشير إلى احتمال أن طفلتي حية لم تمت، ولذلك سوف أسعى وأتعلق بهذه النسبة الضئيلة فهي تمثل لي الأمل بعودة (بانة)، وسوف أسعى خلفها حتى يثبت العكس .. لكنني في نفس الوقت استبعد موتها بل أضع نسبة (90%) أن طفلتي حية ترزق.
 *
هل هذا إحساس الأم؟
-
 سمه كما شئت.
 *
لاحظت أن فستان الطفلة الذي كانت ترتديه قبل الحادث لايزال بحوزتكما بالمنزل .. لماذا لم تسلموه للشرطة كمعروضات؟
-
 لم يطلب منا احد ذلك، ولو فعلوا لقدمناه لهم.
المحرر
أخيراً.. رغم أن الحادثة مضى عليها قرابة نصف العام، إلاّ أنها لا تزال لغزاً محيراً.. ومن خلال التفاصيل والملابسات والإفادات السابقة يمكنكم الحكم بأنفسكم .. هل غرقت الطفلة (بانة) في النيل الأزرق أم اختطفت؟!.

تساؤلات مهمة لاحد القراء المعلقين على هذا الموضوع اسمه (ع .أ) :
بعد الإطلاع و المتابعة توجد بعض التساؤلات والأحداث الغريبة ..
هل بانة غرقت ام خطفت .. ؟؟؟؟؟
 * وان كانت غرقت .. فغطاسي العوامة وبعض رجال العائلة غطسوا ووصلوا قاع النيل ولمسافات بعيدة من العوامة فلماذا يعثروا على شئ ..  لماذا لم تطفو على النيل .. او حتى لو لم تطفو لكانت ظهرت على احد الشواطئ او علقت وظهرت في شلال السبلوقة ؟؟؟؟؟
* ولو كانت خطفت .. وبالاستدلال بتتبع الكلاب البوليسية التي تجاهلت العوامة التي كانت فيها الرحلة تماما .. واتجاهها للزورق الذي كان بجانب العوامة ساعة الاختطاف .. هل معني هذا أن (بانة) وأمها كانا بالزورق قبل بداية الرحلة .. ؟؟؟؟؟؟
* وما علاقة أسرة (احمد بركات) وأسرة (داليا عبد العزيز) وأصهارهم وأنسبائهم بمالك الزورق او بالأسرة الشهيرة مالكة الزورق .. ؟؟؟؟؟؟
ولماذا لم يأتي ذكرها او استدعاء احد من ملاك الزورق المتهم بالمعاونة بجريمة الخطف .. ؟؟؟؟؟؟
* وكيف عرفت والدة الطفلة بمرور الرجل الغريب خلف المصلين .. ؟؟؟؟؟؟
* ولماذا لم يدعم احد من المصلين قصة ظهور الرجل الغريب (على فرض أن بعض منهم لن يكون منتبها فقط للصلاة و القران) ..؟؟؟؟؟؟؟
* وهل تم وصف الرجل الغريب من والدة الطفلة فقط ام بمشاركة النسوة اللائي كنا معها ..؟؟؟؟؟
* ولماذا أطلق صراح الرجل الغريب .. ولماذا تستمر تسميته بالغريب رغم انه ذكر بأسمه في التحقيقات في محاضر الشرطة .. ولماذا لم تقم الشرطة بعمل كشف بواسطة الكلب البوليسي .. إيقاف عدد من المجرمين صفا .. وتوضع ملابس الطفلة فيشمها الكلب ويستعرض المجرمين أمامهم و الرجل الغريب في وسطهم ؟؟؟؟؟؟
* ولماذا رفض والد الطفلة المتابعة و الرجوع مع الشرطة .. هل طلبت منه الأخيرة مبلغا كبيرا من المال لمتابعة البحث عن الطفلة .. مما دعا والد الطفلة للاتجاه للفيسبوك و المنشورات ..؟؟؟؟؟؟
* ولماذا لم تتطلب الشرطة فستان (بانة) كمعروضات ؟؟؟؟؟
* وهل توجد عداوات قديمة او حديثة بين أسرتي الزوجين واسر وعائلات آخرين .. او هل توجد قصة عشق مخفية أراد صاحبها أن يميت قلب الأم او قلب الأب ؟؟؟؟؟
* وهل تم اللجوء إلي كشف الأرقام بهاتف الزوجة و هواتف الرجل الغريب ومن معه بالزورق وكشف أرقام سائق العبارة و الذين معه ؟؟؟؟؟؟؟
* وهل الوحوش التي ذكرها المسئول موجودة فعلا .. أم انه يقصد السمك .. فالسمك يظل ينتف الجثة الغارقة  حتى يترك عليها العظم فقط .. في حال علقت الجثة الغريق بحجر او ما شابه ؟؟؟؟؟؟
* و التساؤل الأخير .. توجد بعض الحوادث الاختطاف الشيطاني للبشر وهي حوادث مشهورة لم يعد أصحابها إلى عالم البشر .. و البعض يوصي بعدم تناول أكلهم فيتم إعادته لعالم البشر .. فهل كانت (بانة) جزء من هذه الاختطافات الغريبة والتي لم يعد مختطفيها إلى عالم البشر ؟؟؟؟؟؟
و الكثير الغريب عن هذا الاختفاء الغامض

أدعوا معي ... يا جامع يا رقيب



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القبض علي مدير النزع و التسويات(علاء الدين) واحتجازه بقسم حلة كوكو في قضايا تلاعب وفساد ب أراضي الجريف شرق ...
(نحنا مرقنا ضد السرقوا أرضنا) .
--------------------------------------
التحية للمناضلين بدر الحاج ... السر الجزولي
المناضلين عن الحق و العرض والأهل ...

--------------------------
اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم ...
في رحاب الله الشهيد أخي (محمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم) الشهير بـ (الغول) عليه رحمة الله ... (مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد) ...

محمد باعـــــــــــــــــــــو
16/05/2017

ستة سنوات على اختفاء بانة (1)


بسم الله و الحمد لله
ستة سنوات مرت على اختفاء (بـــــــــانـــــة)

13  أكتوبر 2010
تقرير صحيفة الدار السودانية (1)


تحقيق صحيفة الدار مع (أحمد بركات) والد الطفلة (بانة)
كشف الشاب المغترب (احمد بركات) العائد من دولة الأمارات المتحدة خصيصا لمتابعة حادثة اختفاء طفلته (بانة) في ظروف غامضة .. لازالت تلقي بتداعياتها السالبة .. كشف للدار أمس تفاصيل جديدة ومثيرة جداً حول الحادثة .. والتي مر عليها حتى اللحظة خمسة أشهر .. ولا زالت تلقي بظلالها الغامضة على الأسرة والمجتمع .. الذي عمل جاهداً للوصول إلى الحقيقة في هذه القضية .. التي كانت ترافق فيها الطفلة (بانة) والدتها (داليا عبد العزيز احمد) في رحلة نيلية بولاية الخرطوم على ظهر عبّارة تتبع لنادي الزوارق .. وعندما أزفت ساعة نهاية الرحلة اختفت (بانة) فجأة عن الأنظار مع تكبيرة صلاة المغرب بحسب ما أكد والدها.
وفي ذات السياق قال (احمد بركات) والد الطفلة (بانة) للدار والحزن يكسو وجهه :
جاءت طفلتي المختفية إلى الدنيا فاختلفت الدنيا في نظري كثيرا باعتبار أنها الفرحة الأولى ما جعلها محور حياتي وزوجتي الصابرة داليا التي أنجبت منها (بانة) في الأول من شهر يونيو 2009م
.
ومن المواقف العالقة في الذاكرة أنني عندما هممت بالسفر إلى دولة الأمارات المتحدة للعمل في شركة خاصة بالزوارق البحرية والألعاب .. تألمت طفلتي (بانة) للدرجة التي قال لي فيها شقيقي أنها بكت فوق العادة .. بمعنى أنها لا ترغب في أن اشد الرحال بعيدا عنها ولكنني بحكم التزامي تحملت هذا الفراق الذي لم اعتد عليه قبلاً .
واستطرد (احمد بركات) والد الطفلة (بانة) قائلاً للدار :
وما أن استقر بي المقام بالأمارات ألا وتأخرت إجراءات أقامتي .. فقلت في نفسي أنها فرصة كي أتمكن من العودة إلى السودان والالتقاء بطفلتي وزوجتي .. وفي تلك الأثناء تلقيت اتصالا هاتفيا في الصباح الباكر من الوالد (حاج بركات) يشرح فيه حادثة اختفاء طفلتي (بانة) فقال لي بالحرف الواحد : أن زوجتي وطفلتي كانتا في رحلة نيلية .. وابنتك (بانة) .....
فقاطعته قائلاً
:
ماتت ؟ فرد علىّ بالقول : أبدا يا ابني ما في شئ من هذا القبيل .. فقلت له:  إذا لا تجزئ الخبر فإذا ماتت قل لي إنها ماتت ..  فقال لي : لا .. لكن أود التخفيف عنك .. إلا إن كل المؤشرات تؤكد أن (بانة) لم تغرق في النيل والى هنا انتهت المكالمة الهاتفية بيني ووالدي ..
فما كان منى إلا ورويت ما حدث لمدير الشركة الأماراتية على أساس أنني مضطر إلى أن أعود إلى السودان وكان أن رمقني بنظرة وكأنه لم يصدقني ثم قال
: إن شاء الله ربنا يصبرك على هذه المصيبة وبأذن الله سبحانه وتعالى نعجل لك بإجراءات التأشيرة ..
ولكنه مع ذلك كله ظل يؤخر فيها إلى أن أطلعته على صحيفة تحمل على صدر صفحتها الأولى خبر اختفاء ابنتي (بانة) في ظروف غامضة .. الشئ الذي قاده إلى الاستغراب الذي وضع على أثره يديه الاثنين فوق رأسه .. وقال لي : صراحة في بادئ الأمر لم أصدقك وقلت إما انك صابر على هذا الابتلاء او انك كاذب
وكان إن ذهب معي إلى إدارة الجوازات وعمل المستحيل حتى تمنحني السلطات الرسمية الأماراتية تأشيرة الخروج في نفس اليوم .. وبالفعل اكتملت الإجراءات وعدت إلى الخرطوم التي ما أن بدأت الطائرة بالهبوط في مطارها إلا وكأنني أرى وطني لأول مرة .. والعبارة التي سيطرت على لحظتها هي (أسألك يا الله أن تحفظ طفلتي (بانة) بعين رعايتك التي لا تنام ). وتابع (احمد بركات) سرد قصة اختفاء طفلته قائلاً للدار
:
ومن مطار الخرطوم إلى منزلنا الكائن بالأملاك بالخرطوم بحري .. والتقيت لدي وصولي إليه بالوالد والوالدة والزوجة (داليا) وأنا مبتسم حتى لا أؤثر فيهم .. وقلت لزوجتي الحبيبة  :
ما حدث قضاء وقدر وبالتالي لا أحملك المسؤولية من قريب او بعيد ولو بنسبة واحد في المائة لأنه كان في الإمكان أن يحدث معي ..
ورغما عن الأحاديث الدائرة في هذا الإطار والتي في معظمها تحمّل زوجتي (داليا)
مسؤولية اختفاء طفلتي (بانة) .. وفي مثل هذه الأحاديث أقول أن زوجتي (داليا) احرص الناس عليها .. ولو كان الحرص يمنع القضاء والقدر كان حرصها الشديد قد منع وقوع حادثة اختفائها ..
وفي صباح اليوم التالي من مقدمي للخرطوم توجهت إلى نادي الزوارق .. ودخلت باحة العبارة التي اختفت من على ظهرها طفلتي وخرجت منها دون أن أجد أثرا يشير إلى أن هنالك حدثا كبيرا قبل اقل من (72 ساعة
) من تاريخه .. مما أدى بي الذهاب مباشرة إلى قسم شرطة الخرطوم شمال .. وهو القسم الذي تلقي بلاغا بحادثة اختفاء طفلتي (بانة) .. وفيه قابلت من ينوب عن مدير القسم ودار بيني وبينه حديث حول اختفاء (بانة) .. ومن ثم التقيت بلجنة قيل لي أنها مفرغة من وزارة الداخلية  .. وذلك بحسب إفادة الضابط المسئول عنها .. بينما تحركت اللجنة المعنية إلى مسرح الحادثة وقامت بتمثيل الوقائع التي يمكن أن تكون قد حدثت في ذلك اليوم .. والذي على خلفيته أداروا محرك العبارة .. ومن ثم احضروا حجرا بحجم طفلتي (بانة) او ينقص قليلا منه وتم رميه في الماء .. فتأكد للجميع عند سماع صوت الحجر انه سمع .. وبالمقابل إذا وقعت طفلتي (بانة)  في النيل فان صوت سقوطها سيطرق أذان أفراد الرحلة النيلية.
واستمر الشاب (احمد بركات) والد الطفلة المختفية في إيضاح التداعيات المصاحبة لحادثة الاختفاء قائلاً :
وفي نفس الإطار مشط فريق من الغطاسين منطقة نادي الزوارق زورق زورق ..  كما أنهم فتشوا تحت كبرى المك نمر وغطوا جميع المنطقة دون أن يعثروا على (بانة) وعلى ضوء ذلك رفعوا تقريرهم للشرطة على النحو الآتي :
 أننا نستبعد أن تكون الطفلة بانة قد غرقت في المنطقة التي قمنا بمسحها طولا وعرضا بنسبة (90 في المائة) .. ونعزو ذلك إلى أن حادثة اختفائها كانت ما بين تكبيرة صلاة المغرب وقبل الركعة الأخيرة .. مما استدعى بعض المصلين إلى قطع صلاتهم لأدراك صوت والدتها (داليا احمد) .. التي غيرت لها ملابسها مع انتهاء الرحلة النيلية .. وعلى اثر ذلك وجه لها احد المصلين سؤالا في هذا الخصوص .. مفاده (لماذا أستبدلتي لها الأزياء التي كانت ترتديها ونحن نتأهب للذهاب إلى منازلنا) ؟ ..
 فردت عليه أن ملابسها وصلتها بعض المياه .. التي جعلتني أخاف عليها من الإصابة بالبرد .. ومن ثم انضم إلى المصلين الذين سمعوا أم (بانة) تنادي أين ذهبت ؟ .. فما كان من البعض إلا وان قفزوا في النيل بحثا عنها .. ولكنهم لم يعثروا على أثرها .. والغريب أن زوجتي كانت تقول لهم ابحثوا عنها في البر وليس البحر لأنها لو لا قدر الله غرقت في النهر سوف تظهر .. إن طال الزمان او قصر .. فاخذوا حديثها هذا باعتبار أنها صدمت فيما حدث ولم تتقبل هذا الواقع .. وان كانت إلى هذه اللحظة عندها نفس الحدس ...
وعاد والد الطفلة (بانة ) إلى تقرير الغطاسين قائلاً لصحيفة للدار :
وحوى تقريرهم على أن الطفل عنده نسبة طفوية عالية جدا مقارنة بالشخص الراشد .. (الطفوية بمعني الطفوء فوق الماء ) .. وان الفترة الزمنية المحددة ما بين تكبيرة صلاة المغرب واستغاثة والدة الطفلة (بانة) غير كافية لغرقها في النيل دون أن تحدث صوتا (سقوط او صراخ من الطفلة) وكل الأستنتاجات  والإرهاصات تقود إلى ذلك .. كما أن أي جثة تغرق في النهر تطفو على السطح .. وأكثر جثة ظلت عالقة في قاع البحر كانت عشرة أيام فقط .. ومع هذا كله لم تظهر جثة او ملابس تؤكد أن الطفلة (بانة) غرقت في النيل .. ومن هذا المنطلق تم إبلاغ جميع النقاط التي تظهر فيها الجثث .. أضف إلى ذلك عمليات البحث التي قام بها البعض بقوارب خاصة ..
وعرج الشاب (احمد بركات) والد الطفلة المختفية (بانة) إلى البحث الذي تم بواسطة الكلاب الشرطية قائلاً لصحيفة الدار
:
وبعد ما يزيد عن اليومين توفق شقيقي (مصعب بركات) في استخراج موافقة لمصاحبة الكلاب الشرطية للعبارة .. وكانت المفاجأة المذهلة بالنسبة لنا وهي أن الكلاب الشرطية قامت بشم الفستان الذي غيرته لها والدتها (داليا احمد) مع نهاية الرحلة النيلية .. و الشئ المتوقع بعد ذلك أن تذهب ناحية العّبارة .
إلا إنها أخذت مساراً آخرا .. وهو البحث خلف الأشجار المحيطة بالشاطئ .. ثم عادت في اتجاه برميل ودارت حوله دوريتين .. ومنه إلي قارب في النهر .. وانتهت علي ذلك فقال الشرطي إن الكلاب الشرطية أنهت مهمتها عند هذا القارب .. فأعادوها مرة ثانية إلي نقطة الانطلاقة وكررت نفس الدورة سالفة الذكر .. ومن هنا رفعوا تقريرهم ليتم وفقاً لذلك استجواب صاحب القارب .. واخلي سبيله فيما بعد .. علي أساس أن الكلاب الشرطية ليست بينة .. أضف إلي ذلك أن الشرطة حققت مع الأشخاص الذين كانوا من ضمن أفراد الرحلة النيلية لعدة مرات .. وهكذا واصلت طفلتي (بأنة) الاختفاء الغامض جداً .. والي اللحظة التي أتحدث فيها إليكم لم تتصل بي الشرطة او أتلقي منها اتصالاً في هذا الخصوص.
وواصل والد الطفلة (بانة)  حديثه لصحيفة الدار قائلاً :
وعندما دب فيّ اليأس .. جمعت إخوتي وأصدقائي وطلبت منهم الذهاب معي إلي الخرطوم بغرض طباعة بوسترات أعلانية .. توضح اختفاء طفلتي (بانة) أثناء ما كانت بصحبة والدتها (داليا عبد العزيز احمد) في رحلة نيلية .. وكان أن وزعنا هذه الإعلانات في (جزيرة توتي) بيتاً بيتاً .. وجميع المساجد والمناطق المطلة علي شاطئ النيل .. بالإضافة إلي المراكز الصحية .. لإشراك اكبر قدر من الناس في هذا الهم .. وتضييق الخناق علي غموض اختفاء طفلتي (بانة) وحتي الأسبوع الماضي كنت أكثف مجهودي بصورة ذاتية .. إلا إنني احمد الله رب العالمين علي الخدمة التي قدمها لي من انشأوا صفحة علي الفيس بوك .. وأطلقوا عليها اسم (معاً من اجل عودة الطفلة بانة) .. ووصل عدد المنضمين إليها حتى الآن ثمانية آلاف شاب وشابة من داخل وخارج السودان .. وقد ذهبوا إلي ابعد من ذلك وكونوا لجان داخل الصفحة المذكورة مسبقاً .. وبذلوا مجهودا كبيرا جداً أوله :طباعة أربعة آلاف بوستر .. والبوستر مكتوب عليه (من يعثر علي الطفلة بانة إبلاغ اقرب قسم شرطة) ..
إلي جانب أنهم طبعوا خمسة آلاف بوستر .. وشاركتهم في الاجتماع الذي عقدوه مع فرقة (الهيلاهوب) المسرحية لاداء بعض العروض وهي ترتدي تشيرتات تحمل صورة طفلتي (بانة) .

ولنا عودة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القبض علي مدير النزع و التسويات(علاء الدين) واحتجازه بقسم حلة كوكو في قضايا تلاعب وفساد ب أراضي الجريف شرق ...
(نحنا مرقنا ضد السرقوا أرضنا) .
--------------------------------------
التحية للمناضلين بدر الحاج ... السر الجزولي
المناضلين عن الحق و العرض والأهل ...
--------------------------
اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم ...
في رحاب الله الشهيد أخي (محمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم) الشهير بـ (الغول) عليه رحمة الله ... (مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد) ...

محمد باعـــــــــــــــــــــو
16/05/2017