الثلاثاء، 16 مايو 2017

ستة سنوات على اختفاء بانة (1)


بسم الله و الحمد لله
ستة سنوات مرت على اختفاء (بـــــــــانـــــة)

13  أكتوبر 2010
تقرير صحيفة الدار السودانية (1)


تحقيق صحيفة الدار مع (أحمد بركات) والد الطفلة (بانة)
كشف الشاب المغترب (احمد بركات) العائد من دولة الأمارات المتحدة خصيصا لمتابعة حادثة اختفاء طفلته (بانة) في ظروف غامضة .. لازالت تلقي بتداعياتها السالبة .. كشف للدار أمس تفاصيل جديدة ومثيرة جداً حول الحادثة .. والتي مر عليها حتى اللحظة خمسة أشهر .. ولا زالت تلقي بظلالها الغامضة على الأسرة والمجتمع .. الذي عمل جاهداً للوصول إلى الحقيقة في هذه القضية .. التي كانت ترافق فيها الطفلة (بانة) والدتها (داليا عبد العزيز احمد) في رحلة نيلية بولاية الخرطوم على ظهر عبّارة تتبع لنادي الزوارق .. وعندما أزفت ساعة نهاية الرحلة اختفت (بانة) فجأة عن الأنظار مع تكبيرة صلاة المغرب بحسب ما أكد والدها.
وفي ذات السياق قال (احمد بركات) والد الطفلة (بانة) للدار والحزن يكسو وجهه :
جاءت طفلتي المختفية إلى الدنيا فاختلفت الدنيا في نظري كثيرا باعتبار أنها الفرحة الأولى ما جعلها محور حياتي وزوجتي الصابرة داليا التي أنجبت منها (بانة) في الأول من شهر يونيو 2009م
.
ومن المواقف العالقة في الذاكرة أنني عندما هممت بالسفر إلى دولة الأمارات المتحدة للعمل في شركة خاصة بالزوارق البحرية والألعاب .. تألمت طفلتي (بانة) للدرجة التي قال لي فيها شقيقي أنها بكت فوق العادة .. بمعنى أنها لا ترغب في أن اشد الرحال بعيدا عنها ولكنني بحكم التزامي تحملت هذا الفراق الذي لم اعتد عليه قبلاً .
واستطرد (احمد بركات) والد الطفلة (بانة) قائلاً للدار :
وما أن استقر بي المقام بالأمارات ألا وتأخرت إجراءات أقامتي .. فقلت في نفسي أنها فرصة كي أتمكن من العودة إلى السودان والالتقاء بطفلتي وزوجتي .. وفي تلك الأثناء تلقيت اتصالا هاتفيا في الصباح الباكر من الوالد (حاج بركات) يشرح فيه حادثة اختفاء طفلتي (بانة) فقال لي بالحرف الواحد : أن زوجتي وطفلتي كانتا في رحلة نيلية .. وابنتك (بانة) .....
فقاطعته قائلاً
:
ماتت ؟ فرد علىّ بالقول : أبدا يا ابني ما في شئ من هذا القبيل .. فقلت له:  إذا لا تجزئ الخبر فإذا ماتت قل لي إنها ماتت ..  فقال لي : لا .. لكن أود التخفيف عنك .. إلا إن كل المؤشرات تؤكد أن (بانة) لم تغرق في النيل والى هنا انتهت المكالمة الهاتفية بيني ووالدي ..
فما كان منى إلا ورويت ما حدث لمدير الشركة الأماراتية على أساس أنني مضطر إلى أن أعود إلى السودان وكان أن رمقني بنظرة وكأنه لم يصدقني ثم قال
: إن شاء الله ربنا يصبرك على هذه المصيبة وبأذن الله سبحانه وتعالى نعجل لك بإجراءات التأشيرة ..
ولكنه مع ذلك كله ظل يؤخر فيها إلى أن أطلعته على صحيفة تحمل على صدر صفحتها الأولى خبر اختفاء ابنتي (بانة) في ظروف غامضة .. الشئ الذي قاده إلى الاستغراب الذي وضع على أثره يديه الاثنين فوق رأسه .. وقال لي : صراحة في بادئ الأمر لم أصدقك وقلت إما انك صابر على هذا الابتلاء او انك كاذب
وكان إن ذهب معي إلى إدارة الجوازات وعمل المستحيل حتى تمنحني السلطات الرسمية الأماراتية تأشيرة الخروج في نفس اليوم .. وبالفعل اكتملت الإجراءات وعدت إلى الخرطوم التي ما أن بدأت الطائرة بالهبوط في مطارها إلا وكأنني أرى وطني لأول مرة .. والعبارة التي سيطرت على لحظتها هي (أسألك يا الله أن تحفظ طفلتي (بانة) بعين رعايتك التي لا تنام ). وتابع (احمد بركات) سرد قصة اختفاء طفلته قائلاً للدار
:
ومن مطار الخرطوم إلى منزلنا الكائن بالأملاك بالخرطوم بحري .. والتقيت لدي وصولي إليه بالوالد والوالدة والزوجة (داليا) وأنا مبتسم حتى لا أؤثر فيهم .. وقلت لزوجتي الحبيبة  :
ما حدث قضاء وقدر وبالتالي لا أحملك المسؤولية من قريب او بعيد ولو بنسبة واحد في المائة لأنه كان في الإمكان أن يحدث معي ..
ورغما عن الأحاديث الدائرة في هذا الإطار والتي في معظمها تحمّل زوجتي (داليا)
مسؤولية اختفاء طفلتي (بانة) .. وفي مثل هذه الأحاديث أقول أن زوجتي (داليا) احرص الناس عليها .. ولو كان الحرص يمنع القضاء والقدر كان حرصها الشديد قد منع وقوع حادثة اختفائها ..
وفي صباح اليوم التالي من مقدمي للخرطوم توجهت إلى نادي الزوارق .. ودخلت باحة العبارة التي اختفت من على ظهرها طفلتي وخرجت منها دون أن أجد أثرا يشير إلى أن هنالك حدثا كبيرا قبل اقل من (72 ساعة
) من تاريخه .. مما أدى بي الذهاب مباشرة إلى قسم شرطة الخرطوم شمال .. وهو القسم الذي تلقي بلاغا بحادثة اختفاء طفلتي (بانة) .. وفيه قابلت من ينوب عن مدير القسم ودار بيني وبينه حديث حول اختفاء (بانة) .. ومن ثم التقيت بلجنة قيل لي أنها مفرغة من وزارة الداخلية  .. وذلك بحسب إفادة الضابط المسئول عنها .. بينما تحركت اللجنة المعنية إلى مسرح الحادثة وقامت بتمثيل الوقائع التي يمكن أن تكون قد حدثت في ذلك اليوم .. والذي على خلفيته أداروا محرك العبارة .. ومن ثم احضروا حجرا بحجم طفلتي (بانة) او ينقص قليلا منه وتم رميه في الماء .. فتأكد للجميع عند سماع صوت الحجر انه سمع .. وبالمقابل إذا وقعت طفلتي (بانة)  في النيل فان صوت سقوطها سيطرق أذان أفراد الرحلة النيلية.
واستمر الشاب (احمد بركات) والد الطفلة المختفية في إيضاح التداعيات المصاحبة لحادثة الاختفاء قائلاً :
وفي نفس الإطار مشط فريق من الغطاسين منطقة نادي الزوارق زورق زورق ..  كما أنهم فتشوا تحت كبرى المك نمر وغطوا جميع المنطقة دون أن يعثروا على (بانة) وعلى ضوء ذلك رفعوا تقريرهم للشرطة على النحو الآتي :
 أننا نستبعد أن تكون الطفلة بانة قد غرقت في المنطقة التي قمنا بمسحها طولا وعرضا بنسبة (90 في المائة) .. ونعزو ذلك إلى أن حادثة اختفائها كانت ما بين تكبيرة صلاة المغرب وقبل الركعة الأخيرة .. مما استدعى بعض المصلين إلى قطع صلاتهم لأدراك صوت والدتها (داليا احمد) .. التي غيرت لها ملابسها مع انتهاء الرحلة النيلية .. وعلى اثر ذلك وجه لها احد المصلين سؤالا في هذا الخصوص .. مفاده (لماذا أستبدلتي لها الأزياء التي كانت ترتديها ونحن نتأهب للذهاب إلى منازلنا) ؟ ..
 فردت عليه أن ملابسها وصلتها بعض المياه .. التي جعلتني أخاف عليها من الإصابة بالبرد .. ومن ثم انضم إلى المصلين الذين سمعوا أم (بانة) تنادي أين ذهبت ؟ .. فما كان من البعض إلا وان قفزوا في النيل بحثا عنها .. ولكنهم لم يعثروا على أثرها .. والغريب أن زوجتي كانت تقول لهم ابحثوا عنها في البر وليس البحر لأنها لو لا قدر الله غرقت في النهر سوف تظهر .. إن طال الزمان او قصر .. فاخذوا حديثها هذا باعتبار أنها صدمت فيما حدث ولم تتقبل هذا الواقع .. وان كانت إلى هذه اللحظة عندها نفس الحدس ...
وعاد والد الطفلة (بانة ) إلى تقرير الغطاسين قائلاً لصحيفة للدار :
وحوى تقريرهم على أن الطفل عنده نسبة طفوية عالية جدا مقارنة بالشخص الراشد .. (الطفوية بمعني الطفوء فوق الماء ) .. وان الفترة الزمنية المحددة ما بين تكبيرة صلاة المغرب واستغاثة والدة الطفلة (بانة) غير كافية لغرقها في النيل دون أن تحدث صوتا (سقوط او صراخ من الطفلة) وكل الأستنتاجات  والإرهاصات تقود إلى ذلك .. كما أن أي جثة تغرق في النهر تطفو على السطح .. وأكثر جثة ظلت عالقة في قاع البحر كانت عشرة أيام فقط .. ومع هذا كله لم تظهر جثة او ملابس تؤكد أن الطفلة (بانة) غرقت في النيل .. ومن هذا المنطلق تم إبلاغ جميع النقاط التي تظهر فيها الجثث .. أضف إلى ذلك عمليات البحث التي قام بها البعض بقوارب خاصة ..
وعرج الشاب (احمد بركات) والد الطفلة المختفية (بانة) إلى البحث الذي تم بواسطة الكلاب الشرطية قائلاً لصحيفة الدار
:
وبعد ما يزيد عن اليومين توفق شقيقي (مصعب بركات) في استخراج موافقة لمصاحبة الكلاب الشرطية للعبارة .. وكانت المفاجأة المذهلة بالنسبة لنا وهي أن الكلاب الشرطية قامت بشم الفستان الذي غيرته لها والدتها (داليا احمد) مع نهاية الرحلة النيلية .. و الشئ المتوقع بعد ذلك أن تذهب ناحية العّبارة .
إلا إنها أخذت مساراً آخرا .. وهو البحث خلف الأشجار المحيطة بالشاطئ .. ثم عادت في اتجاه برميل ودارت حوله دوريتين .. ومنه إلي قارب في النهر .. وانتهت علي ذلك فقال الشرطي إن الكلاب الشرطية أنهت مهمتها عند هذا القارب .. فأعادوها مرة ثانية إلي نقطة الانطلاقة وكررت نفس الدورة سالفة الذكر .. ومن هنا رفعوا تقريرهم ليتم وفقاً لذلك استجواب صاحب القارب .. واخلي سبيله فيما بعد .. علي أساس أن الكلاب الشرطية ليست بينة .. أضف إلي ذلك أن الشرطة حققت مع الأشخاص الذين كانوا من ضمن أفراد الرحلة النيلية لعدة مرات .. وهكذا واصلت طفلتي (بأنة) الاختفاء الغامض جداً .. والي اللحظة التي أتحدث فيها إليكم لم تتصل بي الشرطة او أتلقي منها اتصالاً في هذا الخصوص.
وواصل والد الطفلة (بانة)  حديثه لصحيفة الدار قائلاً :
وعندما دب فيّ اليأس .. جمعت إخوتي وأصدقائي وطلبت منهم الذهاب معي إلي الخرطوم بغرض طباعة بوسترات أعلانية .. توضح اختفاء طفلتي (بانة) أثناء ما كانت بصحبة والدتها (داليا عبد العزيز احمد) في رحلة نيلية .. وكان أن وزعنا هذه الإعلانات في (جزيرة توتي) بيتاً بيتاً .. وجميع المساجد والمناطق المطلة علي شاطئ النيل .. بالإضافة إلي المراكز الصحية .. لإشراك اكبر قدر من الناس في هذا الهم .. وتضييق الخناق علي غموض اختفاء طفلتي (بانة) وحتي الأسبوع الماضي كنت أكثف مجهودي بصورة ذاتية .. إلا إنني احمد الله رب العالمين علي الخدمة التي قدمها لي من انشأوا صفحة علي الفيس بوك .. وأطلقوا عليها اسم (معاً من اجل عودة الطفلة بانة) .. ووصل عدد المنضمين إليها حتى الآن ثمانية آلاف شاب وشابة من داخل وخارج السودان .. وقد ذهبوا إلي ابعد من ذلك وكونوا لجان داخل الصفحة المذكورة مسبقاً .. وبذلوا مجهودا كبيرا جداً أوله :طباعة أربعة آلاف بوستر .. والبوستر مكتوب عليه (من يعثر علي الطفلة بانة إبلاغ اقرب قسم شرطة) ..
إلي جانب أنهم طبعوا خمسة آلاف بوستر .. وشاركتهم في الاجتماع الذي عقدوه مع فرقة (الهيلاهوب) المسرحية لاداء بعض العروض وهي ترتدي تشيرتات تحمل صورة طفلتي (بانة) .

ولنا عودة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القبض علي مدير النزع و التسويات(علاء الدين) واحتجازه بقسم حلة كوكو في قضايا تلاعب وفساد ب أراضي الجريف شرق ...
(نحنا مرقنا ضد السرقوا أرضنا) .
--------------------------------------
التحية للمناضلين بدر الحاج ... السر الجزولي
المناضلين عن الحق و العرض والأهل ...
--------------------------
اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم ...
في رحاب الله الشهيد أخي (محمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم) الشهير بـ (الغول) عليه رحمة الله ... (مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد) ...

محمد باعـــــــــــــــــــــو
16/05/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق