الثلاثاء، 16 مايو 2017

ستة سنوات على اختفاء بــــانـــة (2)




بسم الله و الحمد لله

ستة سنوات على اختفاء  (بــــانـــة)
13 أكتوبر 2010
تقرير صحيفة الرأي العام السودانية (2)



(الصحفي التاج عثمان - صحيفة الراي العام - 2011/05/11 )  

وين  (بانة) ؟!..
سؤال ظللنا نردده قرابة نصف العام ولم نجد له إجابة شافية حتى الآن.. هكذا بدأ والد الطفلة (بانة) التي اختفت في ظروف غامضة أكتوبر العام الماضي، حديثه معي (بانة) الطفلة الحلوة، البريئة كان عمرها عند اختفائها سنة ونصف السنة، والآن وصل عمرها إلى ثلاثة وعشرين شهراً أي أن قرابة نصف العام انقضت على اختفائها (الغامض) دون العثور على أي خيط يقود إليها .. وكأن الأرض انشقت وابتلعتها .. والدها (أحمد بركات أحمد) (35) سنة، ووالدتها الصابرة (داليا عبد العزيز قلندر)، (28) سنة يؤكدان أن كل الدلائل والمعطيات والخيوط والملابسات تنفي غرقها في النيل الأزرق .. بل تعرضها لعملية اختطاف ..
صباح الجمعة الماضي زرت والديها بشقتهما بحي الأملاك بالخرطوم بحري .. فكشفا لـصحيفة (الرأي العام) معلومات جديدة لم تنشر من قبل
...
غرق أم اختطاف؟
استقبلني والد (بانة) خارج الشقة .. وقادني للداخل التي لا تزال تفوح منها رائحة الطفلة المختفية .. كما قال لي والدها «أحمد بركات» (35) سنة ويعمل في وظيفة إدارية بشركة (أميروز) للرياضات المائية واليخوت البحرية بمدينة أبوظبي بدولة الأمارات .. حضر مسرعاً للسودان بعد اختفاء طفلته الوحيدة بثلاثة أيام .. حيث أنها اختفت في الثالث عشر من أكتوبر العام الماضي (  2010) .. أما زوجته .. والدة (بانة) .. (داليا عبد العزيز قلندر) .. (28) سنة ..  خريجة الأحفاد الجامعية، إدارة أعمال - ربة منزل -  وهي حُبلى بالطفل الثاني .. كانت تقيم مع ابنتها المختفية بالمنزل .. وكانت تتأهب للحاق بزوجها بأبي ظبي .. لكن القدر شاء خلاف ذلك .. قال لي والد (بانة) وهو يسترجع شريط الأحداث المؤلمة التي أحاطت بأسرته الصغيرة:
 آخر مرة تحدثت مع طفلتي (بانة) من أبي ظبي .. أتذكر جيداً أنها قالت لي : (بابا تآل) - أي بمعنى تعال - وذلك قبل اختفائها بثلاثة أيام فقط ..  فقلت لها عبر الهاتف : طالما انك أصبحت تقولين «تآل» خلاص أنا جاي السودان طوالي ..
(بانة) كانت تنطق كلمات قليلة مثل : بابا وماما وباي باي و«ليلي» وهي جدتها ..  وأبوي لجدها والدي .. وهي حادة الذكاء وطفلتنا الوحيدة .. لا تعاني من أي أعراض مرضية .. وغير انطوائية ..
قبل الرحلة النيلية اتصلت بي زوجتي (داليا) تستأذنني فوافقتها ..  حيث أنها رحلة عائلية ترفيهية ..  والرحلة كانت عصر السبت الموافق الثالث عشر من أكتوبر العام الماضي (
2010) ، وكان برفقتها أخوانها وأخواتها وأصهار أختها .. استقلوا (عوامة) مؤجرة تتبع لنادي (ابو مرين) - نادي الزوارق - أسفل كوبري المك نمر .. الرحلة استغرقت زهاء الساعة، بدأت من المرسى وانتهت فيه قبيل موعد صلاة المغرب بقليل ..
وكانت العوامة لا ترسو على الشاطئ مباشرة .. بل هناك عوامة أخرى تستخدم كممر .. وهي التي أدى فيها رجال الأسرة صلاة المغرب .. بينما النسوة ظللن في العوامة الأصلية التي قامت بالرحلة في النيل الأزرق وهي من طابقين .. وكانت زوجتي وأختها ونسيبتهما في الطابق الأرضي من العوامة ومعها طفلتها (بانة) .. وبقية أطفال العائلة وهم ثلاثة بجانب شقيق زوجتي ويدعى (محمد) .. وعمره (11) سنة فقامت زوجتي باستبدال ملابس (بانة) لأنها مبللة خوفاً عليها من البرد .. واستبدلتها بأخرى جافة .. ثم أجلستها في حضنها غير أن الطفلة أصرت على الانضمام لبقية الأطفال الآخرين للعب معهم  .. وكانوا داخل العوامة على مقربة منها .. وخاطبت (داليا)
 شقيقها (محمد) قائلة له : (خلي بالك من «بانة» يا محمد) ..
بعدها قامت زوجتي بإدخال الفستان المبلل داخل الحقيبة التي تحتوي على أغراض الطفلة .. ثم أخذت تتحدث مع شقيقها والنساء الأخريات حول كيفية أدائهن لصلاة المغرب .. داخل العوامة أم على الشاطئ .. وبعد هذا الحوار القصير الذي لم يستمر لأكثر من دقيقة تقريباً .. ألتفتت زوجتي ناحية الأطفال فلم تر (بانة)، فسألت شقيقها (محمد) .. وكان أكبر الأطفال عمراً .. عنها فقال : (قبل شوية كانت تقف هنا) ..  مشيراً إلى المكان الذي كانت تقف فيه .. القريب جداً من مكان جلوس والدتها وبقية النسوة بالطابق الأرضي للعوامة .. والتي كانت وقتها ترسو على الشاطئ بعد انتهاء الرحلة ..
أخذت زوجتي تبحث عنها داخل العوامة فلم تعثر عليها فأخذت تصيح (بانة) .. (بانة) .. (بانة) ..  فلم تسمع ردا ..  ثم واصلت مناداتها لطفلتها بطريقة هستريا : وين (بانة) .. وين (بانة) .. وين (بانة) ..
لدرجة أن شقيقها قطع صلاته .. واتجه ناحيتها ولحق به بقية الرجال عقب الصلاة مباشرة .. بعدها أسرع احد أفراد نادي الزوارق بالقفز داخل الماء .. وتبعه آخر وغطسا لفترة ..  وعندما خرجا قال احدهما : (لو سقط موبايل (هاتف محمول) هنا لأخرجته.. لا وجود للطفلة) ..  مستبعداً احتمال سقوطها في النيل الأزرق ..  وإلاّ لعثر عليها..
هذه رواية الحادث بالتفصيل والتي وردت من قبل.. وتضيف (داليا) والدة الطفلة لحديث زوجها قائلة: (وقتها قلت لهم: لا تبحثوا عنها في الماء لأنها إذا سقطت داخل النيل فستكون ماتت، ولذلك ابحثوا عنها خارج الماء) ..

الشخص الغريب
*  قلت لـ (داليا) والدة الطفلة: هل لاحظتم وجود أي شخص غريب داخل العوامة؟
فردت (داليا) : بعد توقف العوامة وانتهاء الرحلة .. وبينما كان رجال العائلة يؤدون صلاة المغرب داخل العوامة التي تستخدم كممر للوصول للعبارة المتحركة التي تقف بالداخل بينما العوامة الممر على الشاطئ ..  وكنا نحن النسوة نجلس داخل العوامة التي أقلتنا في الرحلة .. لاحظنا دخول شخص غريب لا نعرفه جاء من الشاطئ وصعد للعوامة الممر التي تقف على الشاطئ مباشرة .. وسار خلف الرجال الذين كانوا وقتها يؤدن صلاة المغرب .. ثم دخل العوامة الثانية التي كنا نجلس داخلها برفقة بعض أقاربي من النسوة .. وقام بفتح ترباس باب العبارة الراسية على النيل .. حتى أننا استنكرنا تصرفه ذلك ..  ثم نزل داخل زورق كان يقف ملاصقاً للعوامة من الناحية الشمالية .. عليه طلاء باللونين الأبيض والأحمر .. وكان داخله رجلان آخران .. ثم انطلق الزورق في النيل غرباً .. وعلمنا لاحقاً أن الزورق لا يتبع لنادي الزوارق بل لأسرة معروفة .. مشهورة جداً.
 *
هل لاحظت أن الرجل الغريب كان يحمل شيئاً ما؟
-
 لا.. لم يكن معه أي شيء.
 *
كيف يبدو؟ وماذا كان يرتدي؟
-
 رجل طويل القوام .. لونه يميل للسواد .. يرتدي تي شيرت وبنطلوناً .. وكما علمنا تم التحقيق معه ومع زميليه اللذين كانا داخل الزورق .. ولم يتم أثبات شيء عليهم .. فأطلق سراحهم.
*
 ماذا كانت ترتدي طفلتك عند اختفائها؟
-
 اسكيرت وبلوزة على لونين أسود وبمبي.
*
 ما هو الإجراء الذي قامت به الشرطة عقب اختفاء (بانة)؟
-
فتحنا بلاغاً بالقسم الشمالي .. بعدها استعانت الشرطة بغطاسين من الدفاع المدني .. عقب الحادث مباشرة ..  وبحثوا عنها في منطقة نادي الزوارق داخل النيل الأزرق .. لكنهم لم يعثروا عليها ..  ثم واصلوا بحثهم صباح اليوم التالي (الأحد)  ولم يعثروا عليها أيضاً .. وظلت الأسرة ترابط على الشاطئ لأيام.
 *
حسب المعلومات المتوافرة أن الشرطة استعانت بالكلاب الشرطية بعد الغطاسين .. فهل توصلت إلى أثر ما؟
-
 يجيب والد الطفلة «أحمد بركات»: أخي (مصعب بركات) هو الذي طلب استدعاء الكلاب الشرطية .. واستغرق ذلك الإجراء يوم الأحد بأكمله  .. اليوم التالي لاختفاء بانة ويوم الاثنين حتى الساعة الثالثة والنصف عصراً.
*
 ولماذا كل ذلك التأخير في الاستعانة بالكلاب الشرطية؟
 -
الأفضل أن يخبرك أخي (مصعب) لأنه باشر ذلك الإجراء بنفسه  .. فأتصل بـأخيه (مصعب بركات) هاتفياً ..
فقال (مصعب) : تقدمت بطلب للقسم الشمالي .. مكان فتح البلاغ لمخاطبة دائرة الكلاب الشرطية فقالوا لي في البداية (موضوع الكلاب البوليسية ده ما في ليهو داعي) .. وبعد إلحاح مني وافقوا تسليمي الخطاب كـ (حاجة نفسية) فقط كما ذكروا لي  ..  وقدمت الخطاب إلى مدير دائرة الكلاب الشرطية .. الذي استغرب من عدم الاستعانة بالكلاب الشرطية لاختفاء أثر الطفلة ..  لقرابة اليومين .. ثم أمر بإخراجها فوراً لمكان الحادث بعد استلامه خطاب القسم الشمالي .. مشيراً إلى أن الكلاب الشرطية كانت في السابق تتابع الأثر الأرضي فقط  .. لكنها الآن وبعد التطور الذي حدث في هذا المجال .. أصبحت تتابع الأثر (الهوائي) ..  ولو تمت الاستعانة بها عقب اختفاء الطفلة مباشرة .. لكان الأثر الهوائي أقوى ..  وللحق مدير دائرة الكلاب الشرطية انفعل مع القضية واخرج كلباً شرطياً هو الأفضل لديهم ..  بجانب ملازم ..  واثنين من مدربي الكلاب الشرطية ..  وخصص لنا عربة من إدارته  .. وننتهز هذه السانحة لنتقدم له بالشكر والعرفان
.
*
 وماذا فعلت الكلاب الشرطية في مكان الحادث؟
-
 عند وصول الكلب الشرطي لمرسى أبو مرين - نادي الزوارق - عرضوا عليه أثر الطفلة .. وهو الفستان البرتقالي الذي كانت ترتديه (بانة)  واستبدلته لها والدتها قبل اختفائها بلحظات ..  وبعد أن شم الكلب الشرطي الفستان عدة مرات  .. كنا نتوقع أن يتجه نحو العوامة التي كانت عليها الطفلة قبل اختفائها .. لكنه اتجه إلى الشاطئ ناحية برميل موجود شرق العوامة مباشرة  .. ودار حوله دورتين ..  ثم اتجه ناحية احد الزوارق الراسية قريبا من الشاطئ .. واتضح انه نفس الزورق الذي كان على النيل جوار العوامة يوم اختفاء الطفلة .. ونزل إليه الرجل الغريب الذي تسلل لداخل العوامة من الشاطئ .. ثم انطلق الزورق برفقة شخصين آخرين ناحية الغرب  .. بعدها قام فريق إدارة الكلاب الشرطية برفع تقريره لإدارة المباحث الجنائية ..
هنا يتدخل في الحديث والد الطفلة (أحمد بركات أحمد)
 قائلاً : علمت أن ملف (بانة) تم تحويله من المباحث الجنائية إلى وحدة حماية الأسر والطفل.
البحث عن (بانة)
 * بعد انتهاء المحادثة الهاتفية مع «مصعب بركات» عم الطفلة .. عدت وسألت والدها «أحمد بركات» : ألم تقم بالبحث عن طفلتك (بانة) بمجهودك الشخصي .. خاصة وأنك تعمل في مجال الزوارق واليخوت البحرية بالأمارات؟
-
بعد حضوري من أبي ظبي بأسبوع أبلغت كل النقاط على النيل .. وذهبت بزورق حتى منطقة (الكباشي) .. برفقة أكثر من عشرة زوارق لأصدقاء متطوعين .. جابت كل بقعة على النيل بحثاً عن أثر أو معلومة يمكن أن تقودنا إلى الطفلة حية أو ميتة .. كما عرضنا حافزاً مالياً كبيراً لمن يعثر عليها أو أي معلومة مؤكدة عنها .. وظللنا نجوب النيل لمدة أسبوعين كاملين .. لكننا لم نعثر على جثتها أو لأي أثر أو معلومة.
 *
حسب خبرتك في مجال البحر.. كم يظل الغريق في أعماق النيل قبل أن يطفو إلى السطح؟
 -
الغريق يظل داخل المياه لمدة ثلاثة أيام كاملة، بعدها تطفو الجثة فوق سطح النيل .. وفي الشتاء يمكن أن تطفو الجثة إلى السطح بعد عشرة أيام .. ذلك يعني أن طفلتي (بانة) لو غرقت لطفت فوق سطح النيل ولكان شاهدها البعض وأبلغ عنها.
 *
ألم تستعن بغطاسين للبحث عن الطفلة علماً بأن الغطاسين التابعين للدفاع المدني قاموا بواجبهم عقب الحادث مباشرة ولم يعثروا على جثتها؟
-
 يا أستاذ، لم اترك وسيلة ما إلاّ واستعنت بها لكشف لغز اختفاء طفلتي .. فقد أحضرت غطاسين مهرة بطريقتي الخاصة .. من (اتحاد الغطس السوداني) .. بينما طلب احد أصدقائي أجهزة غطس حديثة ومتطورة من مدينة (بورتسودان) .. وكان معنا أيضا غطاسون من الدفاع المدني .. وكان عددهم عشرة غطاسين .. قاموا بتمشيط النيل حتى الجزيرة على النيل الأزرق الواقعة قبل القصر الجمهوري .. قاموا بالبحث عن الطفلة (قشة.. قشة) .. لكنهم لم يعثروا على شيء .. وكتبوا تقريراً للشرطة بأنهم لم يعثروا على أي أثر للطفلة في النيل ..
وأتساءل هنا: إذا سقطت (بانة) من العوامة في النيل وغرقت فعلاً .. لماذا لم يسمع احد من أفراد العائلة صوت سقوطها ؟  .. وهذا ثبت بعد إعادة تمثيل الحادث في اليوم الثامن من اختفاء الطفلة .. وكنت احد الحضور .. برفقة رائد شرطة وملازم، وأفراد من المباحث .. وجلسنا داخل العوامة .. وأحضروا (حجر طين) بنفس حجم الطفلة .. وطلبوا من سائق العوامة تشغيل الماكينة دون التحرك نفس الوضع الذي كانت عليه لحظة الحادث .. وطلبوا منا الحديث بصورة طبيعية وفجأة قام الضابط بإلغاء حجر الطين في النيل من نفس الجزء او المكان الذي كانت تقف عليها الطفلة داخل العوامة .. بعدها كان هناك إجماع من الحضور أنهم سمعوا صوت سقوط الحجر .. وهذا مؤشر أن الطفلة إذا كانت قد سقطت في النيل لسمع أهلها صوت سقوطها يوم الرحلة .. واستنكر هنا تصريح أحد المسئولين ترجيحه أن الطفلة قد سقطت في النيل وإلتهمتها (الحيوانات المتوحشة) .. ولا ادري ماذا يقصد بذلك .. علماً أن مرسى (ابو مرين)
هو المرسى الرئيسي وليس به حيوانات متوحشة .. وإذا كانت به فعلاً فلماذا لم يغلق وتعلق عليه لافتة تحذر المواطنين بعدم الاقتراب منه؟
وتساءل: هل يقصد المسئول الحيوانات المتوحشة داخل الماء أم الحيوانات المتوحشة خارج الماء؟
*
 سألت والد الطفلة: من التفاصيل السابقة التي سردها لوقائع الحادث والملابسات التي أعقبته .. إنك ترجح أن (بانة) تعرضت لعملية اختطاف ولم تغرق؟
 -
أجل اجزم أن طفلتي اختطفت ولم تسقط في النيل، والمؤشرات التالية تؤكد ذلك.. وهي:
 *
العبارة لم تكن في عرض النيل، بل على الشاطئ.
 *
تسلل الشخص الغريب للعوامة ثم نزوله للزورق الذي كان يرابط جوار العوامة.
 *
عدم العثور على جثة الطفلة بعد البحث الذي قامت به الشرطة، والدفاع المدني وعشرة غطاسين.
 *
التصرف الغريب للكلب الشرطي واتجاهه للبرميل ثم للزورق، وتجاهله للعوامة.
*
 إعادة تمثيل الحادث بواسطة الشرطة والذي اثبت أن الطفلة أذا سقطت داخل النيل لسمعها كل من كان على متن العوامة وقت الرحلة.
لكل ذلك استبعد احتمال الغرق رغم أن أحد المسئولين قال لي أنهم يضعون احتمال الغرق بنسبة (99%) وأتساءل ما هي نسبة الـ (1%) .
 *
هناك لجنة تم تكوينها للتحري في الحادث وكشف غموضه .. عقب الحادث بحوالي أسبوع .. فهل تم اطلاعك على ما توصلت إليه اللجنة بعد مرور قرابة الخمسة شهور من الحادث؟
 -
كنت وزوجتي ننتظر قرار اللجنة لمعرفة ما حدث لطفلتنا .. لكن للأسف لم يتصل بي احد من أعضاء اللجنة لإعلامي بما توصلت إليه .. رغم إنني تركت عملي بابي ظبي لأكثر من خمسة شهور كاملة لمعرفة مصير طفلتي.
 *
ولماذا لم تتصل باللجنة بنفسك؟
 -
لم اتصل بها، بل لجأت للفيس بوك وطبعنا حوالي أربعين ألف بوستر بواسطة المتصفحين واللجان الطوعية التي تبرعت للبحث عن (بانة) ..  وتم توزيعها على كل مناطق الخرطوم ومعظم الولايات الأخرى .. فالناس لديهم اعتقاد قوى أن الطفلة لم تغرق والاتصالات الهاتفية تنهال علينا من كل أنحاء العالم من السودانيين .. لدرجة أننا كنا نتلقى أكثر من مائة مكالمة يومياً .. وبعض المتصلين كانوا يبكون عبر الهاتف فأصبحت مع زوجتي نواسي الناس الذين يتصلون بنا.
 *
أخيراً سألت (داليا) والدة الطفلة ... هل تشاركين زوجك رأيه أن طفلتكما (بانة) تعرضت لعملية اختطاف ولم تغرق في النيل الأزرق؟
 -
يا أستاذ أنا إنسانة مؤمنة بقضاء الله وقدره، لكن لدى أسبابي التي ترجح كفة الاختطاف أكثر من الغرق، وأنا أتمسك حتى بنسبة الـ (1%) التي تشير إلى احتمال أن طفلتي حية لم تمت، ولذلك سوف أسعى وأتعلق بهذه النسبة الضئيلة فهي تمثل لي الأمل بعودة (بانة)، وسوف أسعى خلفها حتى يثبت العكس .. لكنني في نفس الوقت استبعد موتها بل أضع نسبة (90%) أن طفلتي حية ترزق.
 *
هل هذا إحساس الأم؟
-
 سمه كما شئت.
 *
لاحظت أن فستان الطفلة الذي كانت ترتديه قبل الحادث لايزال بحوزتكما بالمنزل .. لماذا لم تسلموه للشرطة كمعروضات؟
-
 لم يطلب منا احد ذلك، ولو فعلوا لقدمناه لهم.
المحرر
أخيراً.. رغم أن الحادثة مضى عليها قرابة نصف العام، إلاّ أنها لا تزال لغزاً محيراً.. ومن خلال التفاصيل والملابسات والإفادات السابقة يمكنكم الحكم بأنفسكم .. هل غرقت الطفلة (بانة) في النيل الأزرق أم اختطفت؟!.

تساؤلات مهمة لاحد القراء المعلقين على هذا الموضوع اسمه (ع .أ) :
بعد الإطلاع و المتابعة توجد بعض التساؤلات والأحداث الغريبة ..
هل بانة غرقت ام خطفت .. ؟؟؟؟؟
 * وان كانت غرقت .. فغطاسي العوامة وبعض رجال العائلة غطسوا ووصلوا قاع النيل ولمسافات بعيدة من العوامة فلماذا يعثروا على شئ ..  لماذا لم تطفو على النيل .. او حتى لو لم تطفو لكانت ظهرت على احد الشواطئ او علقت وظهرت في شلال السبلوقة ؟؟؟؟؟
* ولو كانت خطفت .. وبالاستدلال بتتبع الكلاب البوليسية التي تجاهلت العوامة التي كانت فيها الرحلة تماما .. واتجاهها للزورق الذي كان بجانب العوامة ساعة الاختطاف .. هل معني هذا أن (بانة) وأمها كانا بالزورق قبل بداية الرحلة .. ؟؟؟؟؟؟
* وما علاقة أسرة (احمد بركات) وأسرة (داليا عبد العزيز) وأصهارهم وأنسبائهم بمالك الزورق او بالأسرة الشهيرة مالكة الزورق .. ؟؟؟؟؟؟
ولماذا لم يأتي ذكرها او استدعاء احد من ملاك الزورق المتهم بالمعاونة بجريمة الخطف .. ؟؟؟؟؟؟
* وكيف عرفت والدة الطفلة بمرور الرجل الغريب خلف المصلين .. ؟؟؟؟؟؟
* ولماذا لم يدعم احد من المصلين قصة ظهور الرجل الغريب (على فرض أن بعض منهم لن يكون منتبها فقط للصلاة و القران) ..؟؟؟؟؟؟؟
* وهل تم وصف الرجل الغريب من والدة الطفلة فقط ام بمشاركة النسوة اللائي كنا معها ..؟؟؟؟؟
* ولماذا أطلق صراح الرجل الغريب .. ولماذا تستمر تسميته بالغريب رغم انه ذكر بأسمه في التحقيقات في محاضر الشرطة .. ولماذا لم تقم الشرطة بعمل كشف بواسطة الكلب البوليسي .. إيقاف عدد من المجرمين صفا .. وتوضع ملابس الطفلة فيشمها الكلب ويستعرض المجرمين أمامهم و الرجل الغريب في وسطهم ؟؟؟؟؟؟
* ولماذا رفض والد الطفلة المتابعة و الرجوع مع الشرطة .. هل طلبت منه الأخيرة مبلغا كبيرا من المال لمتابعة البحث عن الطفلة .. مما دعا والد الطفلة للاتجاه للفيسبوك و المنشورات ..؟؟؟؟؟؟
* ولماذا لم تتطلب الشرطة فستان (بانة) كمعروضات ؟؟؟؟؟
* وهل توجد عداوات قديمة او حديثة بين أسرتي الزوجين واسر وعائلات آخرين .. او هل توجد قصة عشق مخفية أراد صاحبها أن يميت قلب الأم او قلب الأب ؟؟؟؟؟
* وهل تم اللجوء إلي كشف الأرقام بهاتف الزوجة و هواتف الرجل الغريب ومن معه بالزورق وكشف أرقام سائق العبارة و الذين معه ؟؟؟؟؟؟؟
* وهل الوحوش التي ذكرها المسئول موجودة فعلا .. أم انه يقصد السمك .. فالسمك يظل ينتف الجثة الغارقة  حتى يترك عليها العظم فقط .. في حال علقت الجثة الغريق بحجر او ما شابه ؟؟؟؟؟؟
* و التساؤل الأخير .. توجد بعض الحوادث الاختطاف الشيطاني للبشر وهي حوادث مشهورة لم يعد أصحابها إلى عالم البشر .. و البعض يوصي بعدم تناول أكلهم فيتم إعادته لعالم البشر .. فهل كانت (بانة) جزء من هذه الاختطافات الغريبة والتي لم يعد مختطفيها إلى عالم البشر ؟؟؟؟؟؟
و الكثير الغريب عن هذا الاختفاء الغامض

أدعوا معي ... يا جامع يا رقيب



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القبض علي مدير النزع و التسويات(علاء الدين) واحتجازه بقسم حلة كوكو في قضايا تلاعب وفساد ب أراضي الجريف شرق ...
(نحنا مرقنا ضد السرقوا أرضنا) .
--------------------------------------
التحية للمناضلين بدر الحاج ... السر الجزولي
المناضلين عن الحق و العرض والأهل ...

--------------------------
اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم ...
في رحاب الله الشهيد أخي (محمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم) الشهير بـ (الغول) عليه رحمة الله ... (مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد) ...

محمد باعـــــــــــــــــــــو
16/05/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق