ارشيف
بسم الله و الحمد لله
سناء .. حكاية لفتاة سودانية
( مالكم كيف تحكمون )
لمن لا
يعرف تلك القصة .. رواية الفتاة او الزوجة سناء .. يمكننى أن أعطيه بعض الخطوط
العامة عن ما حدث .. والذى جعل الجميع يقفون صفاً واحداً مع سناء فيما حدث لها ..
وأهمل الجانب الآخر تماماً .. الزوج الذى طالب البعض بشنقه وآخر بالإنتقام
والتمثيل بجثته ...
بداية
الحكاية .. كان أن تقدم الزوج وهو فى الخامسة والأربعين لزواج سناء .. والتى كانت
فى ذاك الوقت بالثانوية العليا .. ورفضت هى مع قبول والدها .. وأصر الآخير بعدها
بإتمام الزواج .. وتم ولكن مع رفض سناء .. ومن ثم تطور الأمر لتحدث بعض المشاكل
بينهما .. ولكن فى نهاية الأمر تم الطلاق عقب حادثة السرقة التى قام بها الزوج
للمشغولات الذهبية التى تخص زوجته كما ذكرت الآخيرة .. وعاد الزوج المطلق ليدفع بأخ مطلقته ليسكب
عليها المحاية بأمر الفكى .. وذلك لرأب وإعادة الزواج من أخرى .. ويبدو أن تلك تلك
المحاية لم تكن فى الواقع سوى ماء نار او حامض كبرتيك مركز بشدة .. وتم الأمر
للزوج المطلق وسكب الماء او المحاية على وجه سناء وهى نائمة .. لينام جلد وجهها
ومعه عينها اليسرة نومة طويلة .. فقد إذاب ماء حامض الكبرتيك المركز جلد وجهها إلى الأبد ...
ومن ثم
رفعت قضية فى الزوج المطلق ليدفع تكاليف عملية التجميل الأولى .. وبعدها صدر العفو
من والد سناء ليحرر الزوج المطلق ويتزوج بأخرى ...
هذه هى
الحكاية سادتى .. وللأسف الجميع غضب أشد الغضب .. ولكن لنكن واقعين ونتدرج فى سرد
المنطق الفعلى بعد تحليل الظروف والملابسات حول هذا الحادث ...
فسنام
المشكلة هنا الجهل بكل تأكيد .. وذلك ما تؤيده النظرية القائلة بان كل جيل يرى
الجيل الذى يليه أفسد منه .. وهكذا بدءاً كان والدى سناء والزوج وكل كبار أهل ذاك
الحى والذين تعدو الأربعين .. ومن ثم نعرج على قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من
بلغ الأربعين ولم يتغلب خيره على شره فليضمن مقعده من النار ) .. هذا هو حال أهلنا
الكبار سادتى .. منغمسون أشد الإنغماس فى مسألة العادات والتقاليد .. ولو وضع
ميزان ليرجح بين كفتى العادة والفعل
الصحيح لأختاروا العادة بكل تأكيد .. هذا سادتى إكتسابنا للعادات سواء كانت ضارة
او نافعة .. وبيئة المجتمع هى التى تفرض وتغرز فى دواخلنا أن العادة والتقليد كأنما
هما شريعة ربانية او سماوية .. فنحن نحتاج للعلم لكى نستنير ونير دروبنا وطرائق
أهلنا .. ولكننا سنصطدم بالتأكيد بواقع النظرية الجبرية فى مبادئ الإدارة عن ما
يسمى بـ ( تعنت المدراء التقليديين ) .. والذى يظهر تعنت الوالدين بشكل واضح
وإصرارهما على تنفيذ ما يراه فعلياً هو الواجب التنفيذ .. وكمرحلة أولى لكى نجتاز
عقبة الجهل سندخل حقب المعاناة .. وسنصل المرحلة المتأخرة لـ (كيف تصبح عاقاً )
عندما يرمى عليك أحد والديك او كلاهما أمر عدم العفو .. وهذا يندرج تحت بند تنفيذ
أوامر الوالدين .. والذى يكون فى حيزه أى أمر وأياً كان نوعه .. عدا الشرك بالله
والذى يندرج تحت بنده فعل المعاصى والذنوب والكبائر .. لذا نحن هنا نحتاج الصبر
ومحاولة إفهام الوالدين .. ليس لأنهما لا يفهمان .. بل لأنهما فى حدود الخط الأحمر
الأربعينى .. والذى يعنى ترسبات لسنين طويلة .. وحتى العادة السيئة تترسب لتصبح
حقيقة فى أفهام من تخطوا الأربعين عاماً .. وهى مرحلة إكتمال العقل ...
ويأتى
تالياً الجودية والعفو .. وكما ذكر أحدهم فى صحيفة الرأى العام هو مبدأ ( عطاء من
لا يملك لمن لا يستحق ) .. وما ذكر يناقض مبادئ الإسلام بالمرة .. فالوالدين هما
من يملكان سناء وهذا بعد حق الأبوية .. وأكبر دليل على أن هذا المبدأ (عطاء من لا
يملك لمن لا يستحق ) هو ذاك الرجل الذى جاء للرسول صلى الله عليه وسلم يشتكى أباه
بأخذه الكثير من أمواله .. فماذا كان ردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .. جاء رده
( أنت ومالك لأبيك ) .. إذن سناء ملك لوالديها تفعل كل ما يأمرانها به عدا الشرك
بالله والذى يندرج تحته فعل المعاصى والذنوب .. لذا كضحض لحديث سناء عن أن هذا سبب
لرفض الزواج .. فخير لأى إمرأة فى العالم وفى الكون السترة وبيت الحلال .. وهذ
طبعاً بعد الإستخارة بالله عز وجل ...
وعليه
يصبح حق العفو حق أصيل فى سلطات الوالدين .. وهذا بعد إدراج أن نفوس الوالدين أشد
قدرية .. وانهما آمنا بأن ما حدث لإبنتهما كان قضاء وقدراً .. وهنا تدخل العادات
والتقاليد وروح السودانيين الطيبة فى المسارعة إلى العفو عند كل الشدائد وكل
المصائب .. وهذا بدوره يندرج تحت بند العادات والتقاليد وما وجدنا عليه أباءنا ..
والذى يرجع بنا إلى الى سنام المشكلة .. الجهل القائم فى المجتمعات السودانية تحت
نير التقاليد والتسلط الآمر الناتج من تعدى كبراءنا عتبة الأربعين وإكتمال العقل
...
ويأتى
ثالثاً إعتبار إظهار الحقائق للعامة تشهير ومد للأيدى لتناول الحسنات .. وهذه
المشكلة كبيرة حقيقة .. والتى أعتبرها إحدى المشاكل المنتجة لأزمة دارفور .. فبعض
الناس ولحبهم الحياة البسيطة يتناسون مبدأ التطور الموجب واللآزم لحياتهم ..
فبرضون بالعيش تحت مستوى معين .. ويدركون بعد فوات الأوان أن غلطتهم الكبرى أنهم
لم يحاولوا تطوير حياتهم .. والكثير قد تكون أتته فرص ولكنه للمبادئ والمفاهيم
التى رسخت بداخله فيظل يرزح تحت ضغط الحياة وصنوف عذابها وضعف الأطفال فى تحصيلهم
المادى والمعنوى واهماً نفسه بأنه هذا هو مستوى العيش اللآزم لحياته .. وأنا أعرف
أحدهم أكمل تعلميه حتى الجامعة وجاءته الفرصة ليدخل القضاء العسكرى .. فما الذى
حدث .. لقد تعنت والده لفهم به عن الحكومة نتج من أحد أيادى الحكومة فى الحى او ما
يسمى باللجنة الشعبية .. وماذا حدث بعد ذلك .. ما حدث هو ان هذا الشاب يعمل طلبه
فى احد لوارى الطوب .. وهى عمل شريف بكل تأكيد والحمد لله .. وذاك عمل سيدنا داؤد
عليه السلام .. ولكن الفرصة كانت أمامه بأن يغير حياته .. ولكن عدم رضا أباه عن
دخوله تلك الوظيفة جعله يرزح تحت نير الفقر .. وهذا يعود بنا لمبادئ العادات
والتقاليد وتعنت الأبوين فى رؤيتهم السيئة لمصلحة إبنهما ...
وما
يرتبط بدارفور هو أن أهلها أصرت أفهامهم على العيش تحت مبدأ الوهم المتجذر فى
عقولهم عن أن حياتهم هى الحياة .. ولكن عندما تدخل مفهوم آخر .. أظهر بكل وضوح أن
حياتهم هى أسوأ حياة .. وبدلاً من محاولة المعالجة الجذرية لهذا الأمر .. أصروا
بوضع فكرتهم عن الحكم مكان حل المشكلة .. حيث تدخل مبدأ العداوة للحكم .. وصاروا
يمدون أيديهم لتلقى الحسنات بدلاً من مدها لتلقى البذور فى الأرض وينبت بعدها
الشجر والثمر الطيبان ...
ومن أدركوا حياتهم وهداهم التفكير لتطوير حياتهم
إختاروا الهروب من المشكلة ليتجهوا لشراء الفلل الأنيقة بوسط الخرطوم .. بدلاً من
بناءها وسط أهلهم .. على أقل تقدير يخرجهم ولو جزئياً من إستعمار العادات
والتقاليد ...
ويأتى
رابعاً النظرة الدينية .. وكما ذكرت سناء بأنه أى الزوج كان يخدع أباها بحمله
للمصحف والمسابح .. وهذا قذف بكل تأكيد .. لما .. او هكذا تتساءلون سادتى .. فقط
لأننا فى ذلك الحين كنا محتاجين لإفهام الرجل أن تدينه وعظته بفعل الخير لنفسه
تحتاجان للإنفكاك من أسر المحايات والمضللين .. يحتاج لمن يرشده فى ذاك الحين ..
لقد تعدى الأربعين .. نعم .. ولكنه لم يتعدى العادات السيئة والتقاليد الأسوأ فى
مجتمعنا .. ففى مجتمعنا نرزح تحت نير الشياخة .. يقولون لك إذا لم تؤمن بهذه
الأشياء فلا تتحدث فيها .. خوفاً من أن يصيبك غضب الشيوخ لا غضب الرب .. هذا واقعنا
المرير سادتى .. فأنا مثلاً قد أكون بكامل أخلاق الدين الإسلامى .. ولكننى مع إننى
مؤمن تمام الإيمان بتسيير القوة الجبرية على نفسى مما يسمى بحكم العادات والتقاليد
.. إذن أنا خواء بكل تأكيد .. فالكثير منا يصلى صلواته حاضرة فى المساجد .. ولكن
إن سألته عن أى شئ دنيوى ستجد الرفض فى داخله متجذر لدرجة التعصب .. ولو كان الله
لا يريدنا أن نتعلم العلم الدنيوى لما أوجده لنا .. فنحن سنأخذ العلم الدنيوى
والعلم الدينى على السواء .. وأنا واثق تمام الثقة بأن عقلنا الملتحى بإيمانيات
الله سيدلنا الطريق الصحيح والإختيار الأمثل لما ينفعنا من العلم الدنيوى ...
فالزوج
سادتى إحتاج فى تلك اللحظات لمن يدله على الطريق الصحيح .. وبحكم المجتمع الذى
يعيش فيه وبيئته الخاضعة لقوانين التقاليد فأقرب من ينصحه هو الفكى او الشيخ أيهما
قصد .. فمن سنحاسب بأقوالنا وأفعالنا .. من المجرم .. من سنتهمه بالجريمة الشنعاء
.. الزوج الجاهل ام الفكى .. وسؤال آخر يتدخلى واضحاً للعيان .. هل فكرة ماء النار
او حامض الكبرتيك المركز هى فكرة الشيخ ام الزوج ام الشيطان ام النزعة الدينية
المتطرفة ورؤية البعض التناهضية ضد تحرر المرأة .. من سنتهم سادتى فى هؤلاء ..
وانا متأكد لإختلاف الإجابات فى الرد على من سنضع الإتهام .. ولكن طبيعياً ستكون
مشكلة سناء قد ضاعت بين هؤلاء المتهمين من خلال تبحرنا فى معرفة من صاحب فكرة ماء
المحاية ...
وماء
المحاية لمن لا يعرفه .. فهو كتابة بحبر معروف بخلطة معينة عند الخلاوى القرآنية
او خلاوى المشايخ .. ويكتب ما يراد أن يسقى به الذى سوف تعطيه المحاية الشئ الذى
سوف يعالجه من داءه .. ومن ثم يصب الماء فى اللوح حتى يمسح الكتابة من اللوح ..
والماء بدوره يجمع فى إناء صغير .. يشرب للمريض او يمسح به او يرش عليه .. وقد
يكون بنفسى يقين أن سناء هى الأخرى لن تخرج من تلك البوتقة .. وقد تكون وصلت إلى
أحد الأفكية او الشيوخ وأعطت أسم طليقها وأمه ليعذبه العمر كله فى كتابة على ورقة
او على خرقة فتدفن فى أحد القبور المجهولة الهوية بالنسبة لصاحب العمل او يعلق
بالريح او يدفن فى منزل المعمول له العمل او فى منزل خرب .. فمهما كانت سناء ..
ومهما كانت تعليمها فهى لن تخرج تأكيداً من تلك البيئة سادتى .. إنها بيئة تحاصر
الفرد حتى ولو كان عالماً .. والسبيل للخروج من هذه القلعة الحصينة .. قلعة
عاداتنا الإجتماعية المتجذرة حسناً وسيئاً فى دواخلنا .. السبيل هو إما هروب إلى
الأبد .. حيث تختبئ فى بلاد الغرب او أى بلاد أخرى لا يمت مجتمعك لها بصلة .. او
محاولة دحر تلك العادات بتنشئة الأجيال القادمة على النظرة الواقعية العلمية لأمور
حياتهم ...
خامساً
سادتى المرأة نفسها .. وذلك من حيث مبدأ خروجها وتعليمها وعملها .. فالنظرة
المسلمة تجاه المرأة لا تحمل سوى القيود .. ولو تساءلتم لما سادتى .. لقلت لكم أن
هذا المخلوق الرائع .. وهبها الله للرجل .. خلق المرأة الأصل به الإعوجاج .. كما
ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. فإن حاولنا تقويمه إنكسر وإن تركناه ظل
معوجاً .. هذا الحديث هو نظرة كاملة متكملة للمرأة .. هذا الحديث يمكن أن عدة كتب
سادتى .. يمكن أن يكون مراحل دراسية كاملة .. يمكن ان يكون عمراً كاملاً من
التجارب .. ولكن لا نحن ولا المرأة نفسها نعمل بهذا الحديث .. لقد جاء خلق الله
للمرأة غريزياً على غير الرجل .. جعل لها ذلك إمتحان وصبر وإبتلاء .. ولكن لنسأل
أنفسنا .. ما هو الذى وهبها الله إياها .. وهبها النعمة الأبدية والخلود .. فحديث
الرسول صلى الله عليه وسلم عن أن الجنة تحت أقدام الأمهات .. لهو أكبر دليل على
تلك النعمة التى وهبها الله المرأة .. فالجنة واقعياً تحت أقدام المرأة وليس تحت
أقدام الرجل .. هذا إن سارت بتعاليم الإسلام السمحاء .. ولكن سناء وغيرها من
النساء تأبين إلا أن يخالفن التعاليم .. كيف .. ولنرى حديث الله عز وجل لرسوله
الكريم صلى الله عليه وسلم مخاطباً عبره أمهات المؤمنين .. ( وقرن فى بيوتكن ) ..
هذه الآية لهى صريحة الشرح .. لا تحتاج لمفسر قرآنى .. فهؤلاء أمهات المؤمنين
أمرهم الله بذلك .. فكيف بسناء والأخريات .. ولو جئنا لحساب الدرجات التفاضلية
فلنرجع للحديث القائل : أن أبابكر الصديق رضى الله عنه حسنة من حسنات الرسول
الرسول صلى الله عليه وسلم .. وسيدنا عمر رضى الله عنه حسنة من حسنات أبابكر رضى
الله عنه .. وبهذا التدرج فلنصل ولنرى ما موقع نساءنا بهذا الزمان من أمهاتنا
أمهات المؤمنين رضى الله عنه .. ما موقع سناء من أم سلمة .. بالتأكيد لا تفاضل بين
الإثنتين مهما كان ...
ولكى
نكون واقعين رجالاً ونساء فلنعترف أولاً بأن المبدأ الأساسى للمرأة ولكى تحصل على
الجنة التى هى تحت أقدامها .. فهو مبدأ ( وقرن فى بيوتكن ) .. أى بمعنى أن خروج
المرأة للدراسة او العمل فهو فى الأساس مرفوض .. ولكن الله أعطانا او اعطى المرأة
الحرية فى الإختيار .. وذلك نوع من أنواع الإمتحان للمرأة .. وسناء خرجت للدراسة
ومن ثم تزوجت وهى كارهة .. ولكن ما النزعات التى دعت سناء لهذا الكره .. سناء تقول
الفرق فى السن .. وهذا ليس مقياس للزواج .. لما .. لأن خلق الله تعالى للرجل جعل
فيه أمكانية الإنجاب حتى آخر العمر الإفتراضى لأعمار أهل الدنيا .. عكس المرأة
التى يتوقف قطارها عند الخامسة والأربعين .. وكذلك يمكن للرجل أن يمارس الجنس
بطلاقة وبصورة إعتيادية حتى وهو فى سن الستين .. إذن إنتفى سبب سناء لكره الزواج
.. ولو جئنا لمبدأ قبح الرجل او حسنه .. فحسب ما ذكرته سناء فزوجها أقبح ما فيه
تتبعه للشيوخ .. وهى تتدرك تماماً أنها نفسها تتبع هذا المنهج .. ولو تساءلنا عن
أسباب ذلك فسنعيد كرتنا الأولى عن جهل المجتمع المريع وعدم واقعيته كما ذكرنا
سابقاً .. وكذلك الأصل فى الإختيار الرجل .. لأنه هو الذى يختار المرأة .. وتنتج
شواذ قليلة عن القاعدة بأن تختار المرأة رجلها .. وإن كان هذا سيصير بمستقبل قريب
...
وإن كان
هناك إختيار آخر فهو توجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من جاءكم من ترضون
دينه وخلقه فزوجوه ) .. وهذا الخطاب موجه للأسرة بكاملها .. وعليه فقد يكون هناك
رفض من بعض أفراد أسرة سناء .. وبالتأكيد هذا الرفض لن يعود سوى لسبب سناء الأول
للكره .. وهو أن زوجها كبير السن .. فزوجها او طليقها فلم يكن سوى يحمل مسبحته ..
وهذا يذكرنا بالقول ( اذا رأيتم من يؤدى الصلوات الخمسة فى المسجد فأشهدوا له
بالصلاح ) وهذا للبعض من ترتسم على وجوههم ابتسامة تهكمية لذكرى المسبحة ...
سادساً
سادتى نأتى لسناء .. ومن نظرة واقعية لما فعله زوجها .. فهو لن يكون سوى لسبب واحد
فقط .. الغيرة .. غيرة ناتجة من تصرفات زوجته ..
وغيرة ناتجة من إحساس بالنقص .. وبحديث سناء عن إعتراف زوجها المحنس بقسم
الغيرة لكوننا رجال .. فقد إعترف أنها تتجمل للآخرين ولا تتجمل له .. وبإعتراف
سناء نفسها فبعد هذا التجمل لم تكن تسمح له بالإقتراب من جسدها .. ( مالكم كيف
تحكمون ) .. لا عذر لك سناء أبداً .. لقد خالفت الآية ( ولا يبدين زينتهن ... إلخ
الآية ) .. ثم خالفت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أنه لو أمر أحد بأن يسجد
لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .. ثم أكدت فعلك لذنب عظيم .. وهو أن بت
وليس لليلة واحدة بل لليالى عديدة وزوجك غاضب منك
.. والملائكة تلعنك حتى الصباح .. والله أعلم ...
والكل
يعرف أن الفتاة الجميلة الفاتنة دائماً ما كانت تعتذر عن الزواج بداعى إكمالها
للدراسة .. وهذا السبب أصبح يتهكم بقوله السباب الذين لا يستطيعون الباءة .. وكلنا
ندرك تماماً أن السبب ليس الإكمال الفتاة لدراستها .. بل إستعدادها التام للتباهى
بجمالها وإستغلال معظم سنوات عمرها فى جذب أنظار الرجال إليها .. فقول سناء إنها
لم تكن تحتاج للزواج لإكمال زواجها .. فهذا لن يخرج من السبب الذى ذكرناه أعلاه
بكل تأكيد ...
سابعاً
سادتى ألم يأتى على تفكيرنا أن ما حدث لسناء قد يكون غضب إلهياً .. ألا يوجد من
يحيق به غضب الله ولعناته فى دنيانا .. أليس من الممكن ان تكون سناء قد أذنبت
ذنباً أحاق الله بسببه عذابه عليها .. صدقونى سادتى فما حدث لسناء يمكن أن يحدث
لسببان .. إما إمتحان او عذاب والله أعلم .. فلو كان إمتحان فهذا لمحبة الله لهذا
المخلوق ليمتحن صبره وإيمانياته .. ولو كان عذاب فهو لن يصيب إلا المتجبرين .. لقد
عرفنا تفاصيل كل ما حدث .. ولكننا لم نعرف تفاصيل النقاشات الساخنة والمميتة التى
كانت تدور بين الزوجين على فراش الزوجية .. فبدلاً من الإحساس بالراحة .. يتولد
بداخلك الإحساس بالضغط المريع الرهيب .. ألم يدر بخلدنا أن تكون سناء تجبرت وطغت
.. وطليقها ينعم الآن بزوجة صغيرة .. ما السبب يا ترى .. وانا متأكد تماماً أن هذ
الفعل لم يبدر سوى عن ضغط رهيب .. فماذا فعلت سناء لهذا الرجل حتى يحمل حامض
الكبرتيك ويرشها على وجهها بأيد أخيها .. والذى هو سابع إفتراضات المشكلة .. والذى
حسب قول سناء ذهب إلى الجنوب .. والأحرى أن نقول انه هرب وفرّ .. لما .. لأنه لا يستطيع النظر إلى عيني سناء ..
هذا أعتقد أنه راشد كبير .. ويدرك ماذا يفعل .. ولكنه يدخل أيضاً فى بوتقة العادات
والتقاليد .. فهو يعرف ما ذا يفعل بالتأكيد .. ولذا أعتقد ان حجة الزوج المتسبح
بالسبحة هى كانت إصلاح ذات البين .. ولكن دلق ماء المحاية على وجهه أخته قد يراه
مخجلاً .. ولكن يشنق الخجل إذا كان الأمر إصلاح بين زوجين .. إذن يمكننا فى ظل
العادات والتقاليد وأحكام الشيوخ أن ندلق ماء المحاية على وجوه الآخرين .. ولكن إن
كان ما ء المحاية به مادة تؤثر على العين .. او قد تؤدى لإصابة العين بالعمى فمن
سنشكئ ساعتها .. الفكى ام الزوج ام الأخ ...
ثامن
إفتراضات المشكلة هى سناء أيضاً .. فماذا لو كانت سناء كاذبة أساساً .. بمعنى انها
دبرت لرمى تهمة السرقة على طليقها .. او حتى يمكن أن نقول خانته مع أحد ما .. او حتى
أوهمته بانها تحب شاب آخر .. وهذا السبب الآخير يمكن للمرأة أن تأتى به .. لنسبة
لتجذر صفة الكيد بها كما هو مذكور فى سورة يوسف .. فماذا لو كانت سناء قد فعلت
واحدة من هؤلاء .. ماذا سيكون حكمها عليها يا ترى .. أنرميها ونسبها ونلعنها .. أم
نصفق لها إعجاباً بما فعلته ...
تاسعاً
الزوج نفسه او الطليق حاليا .. والذى يرفل فى نعمة أحضان زوجة صغيرة أخرى .. أنا
جازماً أعتقد أن هذا الرجل لم يكن جادى فى تفكيره او فى إختياره لسناء .. وأتساءل
والكل بالتأكيد يتساءلون .. هل كملت النساء والفتيات وإنتهين من العالم ليختار
سناء ذات السبعة عشر ربيعاً .. هذا نوع من الجنون .. ويمكن أن نلصق عاره على عادات
وتقاليد المجتمع كما ذكر أحد من وازروا سناء بصحيفة الرأى العام .. وهو ذكره لكلمة
( أديناك ) .. فمجتمعنا تعود على السماحة فى التصرفات .. ويمكنك أن تهدى بسبب
طيبتك حتى راحة نفسك .. هذا الرجل لا أصدر فيه حكم الإعدام او الشنق كما يقولون ..
بل هذا الرجل يحتاج لتوعية فقط .. على أقل تقدير ليختار فى المرة القادمة من تصغره
بأقل من عشرة او ( يزيدون ) .. كلنا سادتى نحتاج لتوعية .. ولا يجب أن نرمى
أقوالنا جزافاً ونحن محملين بالجزافات كلها .. لا يجب أن نقول بان ذاك الرجل يحتاج
للشنق .. وفى نفس الوقت نحن نشد الخطى لوهم المشائخ
والأفكية .. ( مالكم كيف تحكمون ) ...
هذا هو
ما دار بعقلى سادتى .. والأسئلة لا تفتأ تلاحقنى .. من الملام ومن المتهم ومن
المجنى عليه .. اسئلة تدور فى رأسى .. وما تؤكده نفسى .. نحن سادتى .. نحن مواطنى
ذلك المجتمع المتغلغل تجذراً فى أعماق العادات و النقاليد .. وذلك يرجعنى لقول
الله سبحانه وتعالى ( لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .. هذا رغبنا
بشدة فى أن ينزل الله علينا بركات من السماء .. فلنبدأ من أنفسنا أولاً ثم بعد ذلك
نبدأ بتغيير عاداتنا السيئة .. ولندعوا الله أن يكفينا شر البلاء والمحن والفتن ..
وختاماً أستغفر الله العظيم إن أساءت لأحد ...
والحمد
لله على ما أراد الله ...
25/2/2008