الجمعة، 21 فبراير 2014

سناء .. حكايا لفتاة سودانية .. مالكم كيف تحكمون

ارشيف









بسم الله و الحمد لله


سناء .. حكاية لفتاة سودانية

( مالكم كيف تحكمون )



لمن لا يعرف تلك القصة .. رواية الفتاة او الزوجة سناء .. يمكننى أن أعطيه بعض الخطوط العامة عن ما حدث .. والذى جعل الجميع يقفون صفاً واحداً مع سناء فيما حدث لها .. وأهمل الجانب الآخر تماماً .. الزوج الذى طالب البعض بشنقه وآخر بالإنتقام والتمثيل بجثته ...
بداية الحكاية .. كان أن تقدم الزوج وهو فى الخامسة والأربعين لزواج سناء .. والتى كانت فى ذاك الوقت بالثانوية العليا .. ورفضت هى مع قبول والدها .. وأصر الآخير بعدها بإتمام الزواج .. وتم ولكن مع رفض سناء .. ومن ثم تطور الأمر لتحدث بعض المشاكل بينهما .. ولكن فى نهاية الأمر تم الطلاق عقب حادثة السرقة التى قام بها الزوج للمشغولات الذهبية التى تخص زوجته كما ذكرت الآخيرة  .. وعاد الزوج المطلق ليدفع بأخ مطلقته ليسكب عليها المحاية بأمر الفكى .. وذلك لرأب وإعادة الزواج من أخرى .. ويبدو أن تلك تلك المحاية لم تكن فى الواقع سوى ماء نار او حامض كبرتيك مركز بشدة .. وتم الأمر للزوج المطلق وسكب الماء او المحاية على وجه سناء وهى نائمة .. لينام جلد وجهها ومعه عينها اليسرة نومة طويلة .. فقد إذاب ماء حامض الكبرتيك  المركز جلد وجهها إلى الأبد ...
ومن ثم رفعت قضية فى الزوج المطلق ليدفع تكاليف عملية التجميل الأولى .. وبعدها صدر العفو من والد سناء ليحرر الزوج المطلق ويتزوج بأخرى ...
هذه هى الحكاية سادتى .. وللأسف الجميع غضب أشد الغضب .. ولكن لنكن واقعين ونتدرج فى سرد المنطق الفعلى بعد تحليل الظروف والملابسات حول هذا الحادث ...
فسنام المشكلة هنا الجهل بكل تأكيد .. وذلك ما تؤيده النظرية القائلة بان كل جيل يرى الجيل الذى يليه أفسد منه .. وهكذا بدءاً كان والدى سناء والزوج وكل كبار أهل ذاك الحى والذين تعدو الأربعين .. ومن ثم نعرج على قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من بلغ الأربعين ولم يتغلب خيره على شره فليضمن مقعده من النار ) .. هذا هو حال أهلنا الكبار سادتى .. منغمسون أشد الإنغماس فى مسألة العادات والتقاليد .. ولو وضع ميزان ليرجح بين كفتى العادة  والفعل الصحيح لأختاروا العادة بكل تأكيد .. هذا سادتى إكتسابنا للعادات سواء كانت ضارة او نافعة .. وبيئة المجتمع هى التى تفرض وتغرز فى دواخلنا أن العادة والتقليد كأنما هما شريعة ربانية او سماوية .. فنحن نحتاج للعلم لكى نستنير ونير دروبنا وطرائق أهلنا .. ولكننا سنصطدم بالتأكيد بواقع النظرية الجبرية فى مبادئ الإدارة عن ما يسمى بـ ( تعنت المدراء التقليديين ) .. والذى يظهر تعنت الوالدين بشكل واضح وإصرارهما على تنفيذ ما يراه فعلياً هو الواجب التنفيذ .. وكمرحلة أولى لكى نجتاز عقبة الجهل سندخل حقب المعاناة .. وسنصل المرحلة المتأخرة لـ (كيف تصبح عاقاً ) عندما يرمى عليك أحد والديك او كلاهما أمر عدم العفو .. وهذا يندرج تحت بند تنفيذ أوامر الوالدين .. والذى يكون فى حيزه أى أمر وأياً كان نوعه .. عدا الشرك بالله والذى يندرج تحت بنده فعل المعاصى والذنوب والكبائر .. لذا نحن هنا نحتاج الصبر ومحاولة إفهام الوالدين .. ليس لأنهما لا يفهمان .. بل لأنهما فى حدود الخط الأحمر الأربعينى .. والذى يعنى ترسبات لسنين طويلة .. وحتى العادة السيئة تترسب لتصبح حقيقة فى أفهام من تخطوا الأربعين عاماً .. وهى مرحلة إكتمال العقل ...
ويأتى تالياً الجودية والعفو .. وكما ذكر أحدهم فى صحيفة الرأى العام هو مبدأ ( عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ) .. وما ذكر يناقض مبادئ الإسلام بالمرة .. فالوالدين هما من يملكان سناء وهذا بعد حق الأبوية .. وأكبر دليل على أن هذا المبدأ (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ) هو ذاك الرجل الذى جاء للرسول صلى الله عليه وسلم يشتكى أباه بأخذه الكثير من أمواله .. فماذا كان ردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .. جاء رده ( أنت ومالك لأبيك ) .. إذن سناء ملك لوالديها تفعل كل ما يأمرانها به عدا الشرك بالله والذى يندرج تحته فعل المعاصى والذنوب .. لذا كضحض لحديث سناء عن أن هذا سبب لرفض الزواج .. فخير لأى إمرأة فى العالم وفى الكون السترة وبيت الحلال .. وهذ طبعاً بعد الإستخارة بالله عز وجل ...
وعليه يصبح حق العفو حق أصيل فى سلطات الوالدين .. وهذا بعد إدراج أن نفوس الوالدين أشد قدرية .. وانهما آمنا بأن ما حدث لإبنتهما كان قضاء وقدراً .. وهنا تدخل العادات والتقاليد وروح السودانيين الطيبة فى المسارعة إلى العفو عند كل الشدائد وكل المصائب .. وهذا بدوره يندرج تحت بند العادات والتقاليد وما وجدنا عليه أباءنا .. والذى يرجع بنا إلى الى سنام المشكلة .. الجهل القائم فى المجتمعات السودانية تحت نير التقاليد والتسلط الآمر الناتج من تعدى كبراءنا عتبة الأربعين وإكتمال العقل ...
ويأتى ثالثاً إعتبار إظهار الحقائق للعامة تشهير ومد للأيدى لتناول الحسنات .. وهذه المشكلة كبيرة حقيقة .. والتى أعتبرها إحدى المشاكل المنتجة لأزمة دارفور .. فبعض الناس ولحبهم الحياة البسيطة يتناسون مبدأ التطور الموجب واللآزم لحياتهم .. فبرضون بالعيش تحت مستوى معين .. ويدركون بعد فوات الأوان أن غلطتهم الكبرى أنهم لم يحاولوا تطوير حياتهم .. والكثير قد تكون أتته فرص ولكنه للمبادئ والمفاهيم التى رسخت بداخله فيظل يرزح تحت ضغط الحياة وصنوف عذابها وضعف الأطفال فى تحصيلهم المادى والمعنوى واهماً نفسه بأنه هذا هو مستوى العيش اللآزم لحياته .. وأنا أعرف أحدهم أكمل تعلميه حتى الجامعة وجاءته الفرصة ليدخل القضاء العسكرى .. فما الذى حدث .. لقد تعنت والده لفهم به عن الحكومة نتج من أحد أيادى الحكومة فى الحى او ما يسمى باللجنة الشعبية .. وماذا حدث بعد ذلك .. ما حدث هو ان هذا الشاب يعمل طلبه فى احد لوارى الطوب .. وهى عمل شريف بكل تأكيد والحمد لله .. وذاك عمل سيدنا داؤد عليه السلام .. ولكن الفرصة كانت أمامه بأن يغير حياته .. ولكن عدم رضا أباه عن دخوله تلك الوظيفة جعله يرزح تحت نير الفقر .. وهذا يعود بنا لمبادئ العادات والتقاليد وتعنت الأبوين فى رؤيتهم السيئة لمصلحة إبنهما ...
وما يرتبط بدارفور هو أن أهلها أصرت أفهامهم على العيش تحت مبدأ الوهم المتجذر فى عقولهم عن أن حياتهم هى الحياة .. ولكن عندما تدخل مفهوم آخر .. أظهر بكل وضوح أن حياتهم هى أسوأ حياة .. وبدلاً من محاولة المعالجة الجذرية لهذا الأمر .. أصروا بوضع فكرتهم عن الحكم مكان حل المشكلة .. حيث تدخل مبدأ العداوة للحكم .. وصاروا يمدون أيديهم لتلقى الحسنات بدلاً من مدها لتلقى البذور فى الأرض وينبت بعدها الشجر والثمر الطيبان ...
 ومن أدركوا حياتهم وهداهم التفكير لتطوير حياتهم إختاروا الهروب من المشكلة ليتجهوا لشراء الفلل الأنيقة بوسط الخرطوم .. بدلاً من بناءها وسط أهلهم .. على أقل تقدير يخرجهم ولو جزئياً من إستعمار العادات والتقاليد ...
ويأتى رابعاً النظرة الدينية .. وكما ذكرت سناء بأنه أى الزوج كان يخدع أباها بحمله للمصحف والمسابح .. وهذا قذف بكل تأكيد .. لما .. او هكذا تتساءلون سادتى .. فقط لأننا فى ذلك الحين كنا محتاجين لإفهام الرجل أن تدينه وعظته بفعل الخير لنفسه تحتاجان للإنفكاك من أسر المحايات والمضللين .. يحتاج لمن يرشده فى ذاك الحين .. لقد تعدى الأربعين .. نعم .. ولكنه لم يتعدى العادات السيئة والتقاليد الأسوأ فى مجتمعنا .. ففى مجتمعنا نرزح تحت نير الشياخة .. يقولون لك إذا لم تؤمن بهذه الأشياء فلا تتحدث فيها .. خوفاً من أن يصيبك غضب الشيوخ لا غضب الرب .. هذا واقعنا المرير سادتى .. فأنا مثلاً قد أكون بكامل أخلاق الدين الإسلامى .. ولكننى مع إننى مؤمن تمام الإيمان بتسيير القوة الجبرية على نفسى مما يسمى بحكم العادات والتقاليد .. إذن أنا خواء بكل تأكيد .. فالكثير منا يصلى صلواته حاضرة فى المساجد .. ولكن إن سألته عن أى شئ دنيوى ستجد الرفض فى داخله متجذر لدرجة التعصب .. ولو كان الله لا يريدنا أن نتعلم العلم الدنيوى لما أوجده لنا .. فنحن سنأخذ العلم الدنيوى والعلم الدينى على السواء .. وأنا واثق تمام الثقة بأن عقلنا الملتحى بإيمانيات الله سيدلنا الطريق الصحيح والإختيار الأمثل لما ينفعنا من العلم الدنيوى ...
فالزوج سادتى إحتاج فى تلك اللحظات لمن يدله على الطريق الصحيح .. وبحكم المجتمع الذى يعيش فيه وبيئته الخاضعة لقوانين التقاليد فأقرب من ينصحه هو الفكى او الشيخ أيهما قصد .. فمن سنحاسب بأقوالنا وأفعالنا .. من المجرم .. من سنتهمه بالجريمة الشنعاء .. الزوج الجاهل ام الفكى .. وسؤال آخر يتدخلى واضحاً للعيان .. هل فكرة ماء النار او حامض الكبرتيك المركز هى فكرة الشيخ ام الزوج ام الشيطان ام النزعة الدينية المتطرفة ورؤية البعض التناهضية ضد تحرر المرأة .. من سنتهم سادتى فى هؤلاء .. وانا متأكد لإختلاف الإجابات فى الرد على من سنضع الإتهام .. ولكن طبيعياً ستكون مشكلة سناء قد ضاعت بين هؤلاء المتهمين من خلال تبحرنا فى معرفة من صاحب فكرة ماء المحاية ...
وماء المحاية لمن لا يعرفه .. فهو كتابة بحبر معروف بخلطة معينة عند الخلاوى القرآنية او خلاوى المشايخ .. ويكتب ما يراد أن يسقى به الذى سوف تعطيه المحاية الشئ الذى سوف يعالجه من داءه .. ومن ثم يصب الماء فى اللوح حتى يمسح الكتابة من اللوح .. والماء بدوره يجمع فى إناء صغير .. يشرب للمريض او يمسح به او يرش عليه .. وقد يكون بنفسى يقين أن سناء هى الأخرى لن تخرج من تلك البوتقة .. وقد تكون وصلت إلى أحد الأفكية او الشيوخ وأعطت أسم طليقها وأمه ليعذبه العمر كله فى كتابة على ورقة او على خرقة فتدفن فى أحد القبور المجهولة الهوية بالنسبة لصاحب العمل او يعلق بالريح او يدفن فى منزل المعمول له العمل او فى منزل خرب .. فمهما كانت سناء .. ومهما كانت تعليمها فهى لن تخرج تأكيداً من تلك البيئة سادتى .. إنها بيئة تحاصر الفرد حتى ولو كان عالماً .. والسبيل للخروج من هذه القلعة الحصينة .. قلعة عاداتنا الإجتماعية المتجذرة حسناً وسيئاً فى دواخلنا .. السبيل هو إما هروب إلى الأبد .. حيث تختبئ فى بلاد الغرب او أى بلاد أخرى لا يمت مجتمعك لها بصلة .. او محاولة دحر تلك العادات بتنشئة الأجيال القادمة على النظرة الواقعية العلمية لأمور حياتهم ...
خامساً سادتى المرأة نفسها .. وذلك من حيث مبدأ خروجها وتعليمها وعملها .. فالنظرة المسلمة تجاه المرأة لا تحمل سوى القيود .. ولو تساءلتم لما سادتى .. لقلت لكم أن هذا المخلوق الرائع .. وهبها الله للرجل .. خلق المرأة الأصل به الإعوجاج .. كما ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. فإن حاولنا تقويمه إنكسر وإن تركناه ظل معوجاً .. هذا الحديث هو نظرة كاملة متكملة للمرأة .. هذا الحديث يمكن أن عدة كتب سادتى .. يمكن أن يكون مراحل دراسية كاملة .. يمكن ان يكون عمراً كاملاً من التجارب .. ولكن لا نحن ولا المرأة نفسها نعمل بهذا الحديث .. لقد جاء خلق الله للمرأة غريزياً على غير الرجل .. جعل لها ذلك إمتحان وصبر وإبتلاء .. ولكن لنسأل أنفسنا .. ما هو الذى وهبها الله إياها .. وهبها النعمة الأبدية والخلود .. فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أن الجنة تحت أقدام الأمهات .. لهو أكبر دليل على تلك النعمة التى وهبها الله المرأة .. فالجنة واقعياً تحت أقدام المرأة وليس تحت أقدام الرجل .. هذا إن سارت بتعاليم الإسلام السمحاء .. ولكن سناء وغيرها من النساء تأبين إلا أن يخالفن التعاليم .. كيف .. ولنرى حديث الله عز وجل لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم مخاطباً عبره أمهات المؤمنين .. ( وقرن فى بيوتكن ) .. هذه الآية لهى صريحة الشرح .. لا تحتاج لمفسر قرآنى .. فهؤلاء أمهات المؤمنين أمرهم الله بذلك .. فكيف بسناء والأخريات .. ولو جئنا لحساب الدرجات التفاضلية فلنرجع للحديث القائل : أن أبابكر الصديق رضى الله عنه حسنة من حسنات الرسول الرسول صلى الله عليه وسلم .. وسيدنا عمر رضى الله عنه حسنة من حسنات أبابكر رضى الله عنه .. وبهذا التدرج فلنصل ولنرى ما موقع نساءنا بهذا الزمان من أمهاتنا أمهات المؤمنين رضى الله عنه .. ما موقع سناء من أم سلمة .. بالتأكيد لا تفاضل بين الإثنتين مهما كان ...
ولكى نكون واقعين رجالاً ونساء فلنعترف أولاً بأن المبدأ الأساسى للمرأة ولكى تحصل على الجنة التى هى تحت أقدامها .. فهو مبدأ ( وقرن فى بيوتكن ) .. أى بمعنى أن خروج المرأة للدراسة او العمل فهو فى الأساس مرفوض .. ولكن الله أعطانا او اعطى المرأة الحرية فى الإختيار .. وذلك نوع من أنواع الإمتحان للمرأة .. وسناء خرجت للدراسة ومن ثم تزوجت وهى كارهة .. ولكن ما النزعات التى دعت سناء لهذا الكره .. سناء تقول الفرق فى السن .. وهذا ليس مقياس للزواج .. لما .. لأن خلق الله تعالى للرجل جعل فيه أمكانية الإنجاب حتى آخر العمر الإفتراضى لأعمار أهل الدنيا .. عكس المرأة التى يتوقف قطارها عند الخامسة والأربعين .. وكذلك يمكن للرجل أن يمارس الجنس بطلاقة وبصورة إعتيادية حتى وهو فى سن الستين .. إذن إنتفى سبب سناء لكره الزواج .. ولو جئنا لمبدأ قبح الرجل او حسنه .. فحسب ما ذكرته سناء فزوجها أقبح ما فيه تتبعه للشيوخ .. وهى تتدرك تماماً أنها نفسها تتبع هذا المنهج .. ولو تساءلنا عن أسباب ذلك فسنعيد كرتنا الأولى عن جهل المجتمع المريع وعدم واقعيته كما ذكرنا سابقاً .. وكذلك الأصل فى الإختيار الرجل .. لأنه هو الذى يختار المرأة .. وتنتج شواذ قليلة عن القاعدة بأن تختار المرأة رجلها .. وإن كان هذا سيصير بمستقبل قريب ...
وإن كان هناك إختيار آخر فهو توجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) .. وهذا الخطاب موجه للأسرة بكاملها .. وعليه فقد يكون هناك رفض من بعض أفراد أسرة سناء .. وبالتأكيد هذا الرفض لن يعود سوى لسبب سناء الأول للكره .. وهو أن زوجها كبير السن .. فزوجها او طليقها فلم يكن سوى يحمل مسبحته .. وهذا يذكرنا بالقول ( اذا رأيتم من يؤدى الصلوات الخمسة فى المسجد فأشهدوا له بالصلاح ) وهذا للبعض من ترتسم على وجوههم ابتسامة تهكمية لذكرى المسبحة ...
سادساً سادتى نأتى لسناء .. ومن نظرة واقعية لما فعله زوجها .. فهو لن يكون سوى لسبب واحد فقط .. الغيرة .. غيرة ناتجة من تصرفات زوجته ..  وغيرة ناتجة من إحساس بالنقص .. وبحديث سناء عن إعتراف زوجها المحنس بقسم الغيرة لكوننا رجال .. فقد إعترف أنها تتجمل للآخرين ولا تتجمل له .. وبإعتراف سناء نفسها فبعد هذا التجمل لم تكن تسمح له بالإقتراب من جسدها .. ( مالكم كيف تحكمون ) .. لا عذر لك سناء أبداً .. لقد خالفت الآية ( ولا يبدين زينتهن ... إلخ الآية ) .. ثم خالفت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أنه لو أمر أحد بأن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .. ثم أكدت فعلك لذنب عظيم .. وهو أن بت وليس لليلة واحدة بل لليالى عديدة وزوجك غاضب منك  .. والملائكة تلعنك حتى الصباح .. والله أعلم ...
والكل يعرف أن الفتاة الجميلة الفاتنة دائماً ما كانت تعتذر عن الزواج بداعى إكمالها للدراسة .. وهذا السبب أصبح يتهكم بقوله السباب الذين لا يستطيعون الباءة .. وكلنا ندرك تماماً أن السبب ليس الإكمال الفتاة لدراستها .. بل إستعدادها التام للتباهى بجمالها وإستغلال معظم سنوات عمرها فى جذب أنظار الرجال إليها .. فقول سناء إنها لم تكن تحتاج للزواج لإكمال زواجها .. فهذا لن يخرج من السبب الذى ذكرناه أعلاه بكل تأكيد ...
سابعاً سادتى ألم يأتى على تفكيرنا أن ما حدث لسناء قد يكون غضب إلهياً .. ألا يوجد من يحيق به غضب الله ولعناته فى دنيانا .. أليس من الممكن ان تكون سناء قد أذنبت ذنباً أحاق الله بسببه عذابه عليها .. صدقونى سادتى فما حدث لسناء يمكن أن يحدث لسببان .. إما إمتحان او عذاب والله أعلم .. فلو كان إمتحان فهذا لمحبة الله لهذا المخلوق ليمتحن صبره وإيمانياته .. ولو كان عذاب فهو لن يصيب إلا المتجبرين .. لقد عرفنا تفاصيل كل ما حدث .. ولكننا لم نعرف تفاصيل النقاشات الساخنة والمميتة التى كانت تدور بين الزوجين على فراش الزوجية .. فبدلاً من الإحساس بالراحة .. يتولد بداخلك الإحساس بالضغط المريع الرهيب .. ألم يدر بخلدنا أن تكون سناء تجبرت وطغت .. وطليقها ينعم الآن بزوجة صغيرة .. ما السبب يا ترى .. وانا متأكد تماماً أن هذ الفعل لم يبدر سوى عن ضغط رهيب .. فماذا فعلت سناء لهذا الرجل حتى يحمل حامض الكبرتيك ويرشها على وجهها بأيد أخيها .. والذى هو سابع إفتراضات المشكلة .. والذى حسب قول سناء ذهب إلى الجنوب .. والأحرى أن نقول انه هرب وفرّ ..  لما .. لأنه لا يستطيع النظر إلى عيني سناء .. هذا أعتقد أنه راشد كبير .. ويدرك ماذا يفعل .. ولكنه يدخل أيضاً فى بوتقة العادات والتقاليد .. فهو يعرف ما ذا يفعل بالتأكيد .. ولذا أعتقد ان حجة الزوج المتسبح بالسبحة هى كانت إصلاح ذات البين .. ولكن دلق ماء المحاية على وجهه أخته قد يراه مخجلاً .. ولكن يشنق الخجل إذا كان الأمر إصلاح بين زوجين .. إذن يمكننا فى ظل العادات والتقاليد وأحكام الشيوخ أن ندلق ماء المحاية على وجوه الآخرين .. ولكن إن كان ما ء المحاية به مادة تؤثر على العين .. او قد تؤدى لإصابة العين بالعمى فمن سنشكئ ساعتها .. الفكى ام الزوج ام الأخ ...
ثامن إفتراضات المشكلة هى سناء أيضاً .. فماذا لو كانت سناء كاذبة أساساً .. بمعنى انها دبرت لرمى تهمة السرقة على طليقها .. او حتى يمكن أن نقول خانته مع أحد ما .. او حتى أوهمته بانها تحب شاب آخر .. وهذا السبب الآخير يمكن للمرأة أن تأتى به .. لنسبة لتجذر صفة الكيد بها كما هو مذكور فى سورة يوسف .. فماذا لو كانت سناء قد فعلت واحدة من هؤلاء .. ماذا سيكون حكمها عليها يا ترى .. أنرميها ونسبها ونلعنها .. أم نصفق لها إعجاباً بما فعلته ...
تاسعاً الزوج نفسه او الطليق حاليا .. والذى يرفل فى نعمة أحضان زوجة صغيرة أخرى .. أنا جازماً أعتقد أن هذا الرجل لم يكن جادى فى تفكيره او فى إختياره لسناء .. وأتساءل والكل بالتأكيد يتساءلون .. هل كملت النساء والفتيات وإنتهين من العالم ليختار سناء ذات السبعة عشر ربيعاً .. هذا نوع من الجنون .. ويمكن أن نلصق عاره على عادات وتقاليد المجتمع كما ذكر أحد من وازروا سناء بصحيفة الرأى العام .. وهو ذكره لكلمة ( أديناك ) .. فمجتمعنا تعود على السماحة فى التصرفات .. ويمكنك أن تهدى بسبب طيبتك حتى راحة نفسك .. هذا الرجل لا أصدر فيه حكم الإعدام او الشنق كما يقولون .. بل هذا الرجل يحتاج لتوعية فقط .. على أقل تقدير ليختار فى المرة القادمة من تصغره بأقل من عشرة او ( يزيدون ) .. كلنا سادتى نحتاج لتوعية .. ولا يجب أن نرمى أقوالنا جزافاً ونحن محملين بالجزافات كلها .. لا يجب أن نقول بان ذاك الرجل يحتاج للشنق  ..   وفى نفس الوقت نحن نشد الخطى لوهم المشائخ والأفكية   .. ( مالكم كيف تحكمون ) ...
هذا هو ما دار بعقلى سادتى .. والأسئلة لا تفتأ تلاحقنى .. من الملام ومن المتهم ومن المجنى عليه .. اسئلة تدور فى رأسى .. وما تؤكده نفسى .. نحن سادتى .. نحن مواطنى ذلك المجتمع المتغلغل تجذراً فى أعماق العادات و النقاليد .. وذلك يرجعنى لقول الله سبحانه وتعالى ( لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .. هذا رغبنا بشدة فى أن ينزل الله علينا بركات من السماء .. فلنبدأ من أنفسنا أولاً ثم بعد ذلك نبدأ بتغيير عاداتنا السيئة .. ولندعوا الله أن يكفينا شر البلاء والمحن والفتن .. وختاماً أستغفر الله العظيم إن أساءت لأحد ...

والحمد لله على ما أراد الله ...



25/2/2008









الأرض المنسية .. اوغادين الصومالية

ارشيف





بسم الله الرحمن الرحيم
الأرض المنسية
أوغادين الصومالية

شكراً لقناة الجزيرة القطرية .. وهى تنقل لنا مأساة عمرها خمسون عاماً او أكثر .. إنها أرض أوغادين المتنازع عليها بين وأثيوبيا الصومال .. ولدخول الآخيرة فى أتون الحرب الأهلية فقد فقدت أوغادين القطب الأصلى الذى يجب تكون به .. فلم يعد أمام أهلها سوى البدء بحربهم ضد أثيوبيا لنيل الإستقلال .. وأوغادين هى أرض تضج وتعج بالإسلام .. أرض مسلمة حقيقة لا جدال فيها .. ولكن أين هى من المسلمين الذين صار الإسلام بقلوبهم لقب وليس أكثر .. هم مسلمين أى نعم .. ولكن تجافى جنوبهم حقائق الإسلام الأزلية .. لا يؤمنون سوى بشئ واحد ألا وهو البحث عن المال ولذات الدنيا .. والحمد لله عى ما أرادالله ...
أرض أوغادين تقع شرق أثيوبيا وغرب الصومال .. وهى فى الأساس أقليم صومالى .. ولكن تدخلت الإدارة البريطانية آنذاك .. والتى كانت تستعمر أجزاء كبيرة من مناطق القرن الأفريقى .. تدخلت الإدارة المعنية وأودت بحياة أهل أوغادين وهى تسلم مفاتيح الآخيرة للفئة الحاكمة فى الهضبة الأثيوبية .. او ما يسمون بالتقراى .. وغدت أوغادين أرض أثيوبية بفعل فاعل .. بفعل المستعمر البغيض .. الذى أراد إستمرار الحروب الداهمة السواد فى تلك المنطقة .. حتى يتعب أهلها ويسقطون من تعب الحرب .. فتأتى تلك الفئة لتأخذ بإشتهاء ودون تعب خيرات تلك الأرض ...
أوغادين سادتى مساحتها تعادل مساحة بريطانيا بأكملها .. ورغم ذلك فلا يوجد طريق واحد معبد او مسفلت .. لا توجد آبار للشرب .. لا توجد أى مدارس مشيدة .. فالمدارس الموجودة هى الخلاوى .. والتى تشيد عادة من أغصان الأشجار .. وهى لا تقى من حر الشمس اللآهب .. ولا تستر من إنصباب المطر نعمة على الخلق .. إنها أرض رغم أنها خضراء إلا إنها جرداء من الخدمات .. لا توجد بها أدنى الخدمات الممكنة للعيش .. ولو اليسير .. فماذا هم فاعلون يا ترى .. لم يكن بأيديهم سوى البدء بالحرب لنيل الإستقلال والسعى لرفعة مواطن المنطقة المضطهد من قبل عصابات التقراى ...
والعصابات هذه أذاقت الويل لسكان وأهل أقليم أوغادين بزمن مضى .. لقد فعلت بسكان الأقليم الأفاعيل .. نهب للماشية وقتل وإغتصاب .. أتدرون ما الآخير .. فقد كانت تفعله عصابات التقراى لظن منهم أن فتيات أوغادين هم أجمل الفتيات .. ولكم أن تتخيلوا أنه كان يجرى بزمن قريب هجمات للسبئ .. وذلك واحد من الأسباب التى دعت سكان أوغادين للنهوض بالكفاح المسلح .. والسبب الرئيسى هو تخلى الدولة الأم .. الصومال .. والتى يرجع سبب فعلتها لغيابها عن الرشد ودخولها جنون الحرب الأهلية ...
أوغادين سادتى أقليم جميل بغاية الجمال من حيث الطبيعة .. ولكنه خرب حتى لأهله .. أرض قفراء من الخدمات .. ولكن ما يجعل أهلها صابرين هو تمسكهم بالله الواحد القهار .. وتجلى لهم فصح البيان وهم يصرون على تعليمه لأبنائهم مهما كلفهم الثمن .. فهم يرون أنه الشئ الوحيد الباقى لخيارات العيش فى كنف الله عز وجل ...
ومن إتجاه آخر يبزغ قول ينطق دائماً .. قول تواترت على سرده الأجهزة الحكومية الأثيوبية .. وذلك من منطلق العداوة بينها وبين جارتها اللدود .. الشقيقة أرتيريا .. والتى لم يسلم منها حتى السودان .. ولكن المنطق يقول عكس ذلك .. عكس الذى تسرده أثيوبيا .. وهو أن إرتيريا تقدم الدعم اللوجستى والحربى لأهل أوغادين .. وهذا القول يقال لسبب حروبها مع أريتريا .. وهذا الوضع شجع أثيوبيا للتحريض ضد أوغادين .. وجعلها فى صورة الإقليم المتمرد على السلطة الشرعية .. هذا مع إقتناعنا التام بأن السلطة فى أثيوبيا غير شرعية .. وهذا الأمر لا يمكن أن يتم .. نسبة لوقوع أوغادين فى خط وسط أثيوبيا .. ومساحة الأراضي الفاصلة بين أوغادين وأرتيريا كبيرة جداً .. ويصعب فيها المرور لتقديم المساعدات من جانب أريتريا للإقليم المنكوب .. المنكوب بعصيان أخوته المسلمين له .. ولا أدرى ما هو إحساس بقية المسلمين تجاههم .. وإن كنت متأكد بأنه إحساس متبلد لا يراعى مصائب الأخ .. منتفين بذلك صفة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( كالبنيان المرصوص يشد بعضه إذا إشتكى بعضه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ...
تعيش أوغادين سادتي مأساة دامية إسمها الضياع وفناء الأرواح المتشبعة الإسلام والدين الإسلام الذي غدا متغلغل سطحياً بأجسادنا لا قلوبنا حتى .. ولقد تناسينا الأمر غارقين ومنغمسين فى ملاهي أرسلها الغرب .. أرسلها الصادقين فى شئ واحد على مر الدهور والقرون .. الصادقين فى ( وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ ) .. وصدق المولى عز وجل وهو يرينا سوءات أعداءنا .. والذي لن يهدأ لهم بال حتى ( تتبع ملتهم ) ...
وها هي أوغادين تعيش المآسي او الآلام حتى يتبعوا ملتهم .. ملة النصارى المحرفة أناجيلهم .. وما تزال تناجى إخوتها المسلمين فى أن يلحقوا بها قبل الضياع .. قبل أن تدخل أنفاق الظلام إلى الأبد فلن يستطيع أحد ساعتها أن يلحق بها ...

والحمد لله على ما أراد الله



8/5/2008   

الأحد، 9 فبراير 2014

تساخر ... بدلا من تلاقح الحضارات

ارشيف






بسم الله والحمد لله

تساخر ؛ بدلاً من تلاقح الثقافات



قبل أيام وبمبنى فرع جامعة كامبردج – السودان .. وبما يسمى النادى الإنجليزى .. جرت مناقشات حول تلاقح الثقافات .. وجرى النقاش حول مبدا قبول الآخر لثقافة الطرف الثانى ...
الأمر ليس بهذه البساطة سادتى .. فكما هو قول الأستاذ الذى أدار النادى .. فما هو حسن عندنا نحن فى الشرق الأعلى هو سئ عند الغرب .. وقد يكون أسوأ عند سكان مناطق الشرق الأقصى ...
فكرة الأستاذ عن أن بطل رواية الطيب صالح مصطفى سعيد إنتحر لأنه لم يتحمل الإختلاف بين ثقافتين رضع هو من ثديهما .. ثقافة الشرق عند مولده وحتى سنوات طفولته الأولى .. وثقافة الغرب في سنوات عمره التى قضاها فى أوربا او إنجلترا حسب رؤية الرواية ...
وفى محور آخر للنقاش فقد يكون القتل والجنس والجريمة هى ثقافة منتدبة حديثاً عند المجتمعات الغربية .. ولكن هل يمكن أن تكون ثقافات عندنا نحن المسلمين بيوم ما .. ولا أعتقد بوجود دافع ذاتى او إنعطاف أخلاقى يدفعنا نحو الإنحناء فى زيارة أبدية لثقافة القتل والجريمة ...
فالقتل لا يمكن أن يكون ثقافة عندنا .. نحن المسلمين بالذات او أهل ثقافة الشرق الأعلى او الأوسط .. وقد يقول قائل بحكم القتل فى بعض الأحكام .. إن كان السائل او المستشرق فى الأصل غير عربى او مسلم .. ولكن ذلك يمكن أن نطلق عليه ثقافة تأديبية .. وليس فى كل الحالات يمكننا أن نجزم بصحة القتل او الإعدام مالم يثبت فعل الفاعل بدليل او شاهد ...
ما دفعنى لهذه المداخلات الصغيرة المتشعبة والتى يمكن لكل مداخلة ان تكون مدونة بكاملها .. ما دفعنى هو صدور فعل من أستاذة او معلمة بريطانية تدرس فى مدارس الإتحاد .. وهذا الفعل شائن بكل المقاييس .. من وجهة نظرنا كمسلمين .. حيث أصبحنا فى الوقت الحاضر نضج بمظاهر الإسلام لا أعماقه .. فقد أقدمت الأستاذة او المعلمة على شراء كمية من الدمى على شكل دب .. ثم قامت بإهداءه لأولياء الأمور .. على أساس أن ذاك الدب ما هو إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ...
وما سآءنى أكثر فى الأمر أن أولياء الإمور تحركت شكاويهم عقب فعلها بثلاثة او أربعة أيام .. مما يدفعنى لقول عبارة ( ياللهول ) .. فليس من ثقافتى إهدار دمها .. وليس من ثقافتى إعدامها سواء بمقصلة نابليون او بمحارق التفتيش .. فكل منا أستطيع فعله هو الإدانة او الشجب .. وقد يلزم بعض الوقت سجناً .. إتباعاً لثقافة التأديب .. ولكن ماذا سأفعل لأولياء الإمور .. قتلهم ام سجنهم ام تأديبهم .. حقاً يا للهول .. فهنا لاتوجد ثقافة تأديبية سوى نزعة الضمير الإنتقائية فى دفع الشخصية المسلمة نحو أفضل رد فعل مساوى فى القوة مضاد فى الإتجاه مناسب من حيث حجم الضرر .. والأخيرة ليست فيزيائية بكل تأكيد .. بل هى صيغة إتزان مسلمة تماماً وهبنا الله لها ...
فى بعض ما ورد إلى من أخبار .. والعهدة على الراوى .. أن البعض أشار بمحاسبتها .. ولكننى أشير  بإعطائها جائزة نوبل فى التشبيه .. ليس ذاك الفجر والكفر الذى فعلته بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. ولكننى أعطيها جائزة نوبل للتشبيه لأن أولياء الإمور هم الدمى الدببية الو الحيوانية بكل تأكيد .. ياللهول .. إن كانوا سينتظرون أن يحاسبوها .. ونحن نعلم تمام العلم ما سيحدث .. فحتى إن حكمنا عليها بالجلد فقط فسيتدخل السفير البريطانى او المقال تونى او الرئيس الحالى ويمنع سياط نقطة شرطة حى مايو من جلد الأستاذة .. او حتى الأخذ بحق من جلدتهم إن كانت فعلت وأنزلت سياطها اللطيفة على أجساد أطفالنا المولعين بدمى الدبب والحيوانات التى تشبهها .. أى تلك الأستاذة ...
وكذلك نقطة مهمة جداً .. فكثير من الأباء يعتقدون بنجاح تلك المدارس التى هئيتها مسيحية او اصحابها ليسوا بسودانيين .. كتثبيت للمثل القائل : زامر الحى لا يطرب .. ولكنى كراعى ومسئول من رعيتى .. فيجب على فعل الأمر الصحيح دون أى مساومات .. فيجب على أن أدرس أبناتئى بمدارس المسلمين .. والكل يعلم تمام العلم .. عن مدارسنا .. فالمسيحى يمكنه أن يقرأ فى مدرسة المسلمين معززاً مكرماً .. وحتى ما يسئ إلى ديانته لا يسمعه من أحد ما .. وإن سمع من طالب فيمكن للأستاذ او المربى الفاضل الأخذ بحق المسيحى من المسلم .. جلداً او تأنيباً .. وهذا لا ينفى أن لاتجلد الأستاذة الريطانية ...
أما فى مدارس المسيحين فلطبيعة الحرية فى الأفكار والأفعال .. فيمكن أن تضرر الديانة الإسلامية كثيرا فى دواخل الطالب .. نسبة لإعتماد التدريس فى المدارس الإرسالية على الحرية التبشيرية .. وحرية طرح الأفكار ولو كانت هدامة مسلمياً .. مصلحة غربياً ...
فمثلاً : يمكن للمدرس بالمدارس التبشيرية طرح فكرة ما تتعلق بالجنس .. مع مناقشة أحد الأفكار الجنسية سواء كانت لدارون او جوته او أيهما كان ...
فى حين أن المدرس المسلم يشرح الأمور الجنسية بتجرد مع الإحتفاظ التام بالصفة التشريحية للدرس المتعلق بتلك الإمور  .. أى هنا تحكمنا ثقافة الخجل وإظهار الإحترام للمتلقى .. فى حين يحدث العكس تماماً فى المدارس الإرسالية .. حيث تتم إهانة المتلقى بالسفور والفجور فى الشرح ...
هذا جزء يسير على الأباء فهمه .. على أولياء الإمور فهمه تماماً .. حتى لا يحدث وان ينطق لساننا مرة أخرى بأنهم دببة او حتى ضباع او أسماك الرنجة والسلمون ...
هؤلاء هم ذينك الأباء .. وليس الخطأ على الإنجليزية .. بل الخطأ على هؤلاء الرعية المسئولون عن رعيتهم .. وكل ذلك بشأن الحضارة والرقى والتقدم وحب المظاهر .. فحين أننا يمكنا سؤال ولى الأمر عن حفظه لسورة الحشر او التغابن او النحل .. فسوف يجيب بأنه لم يحفظهم او يفكر فيهم على الإطلاق .. وحتى إن مرّ عليهم فى رمضان فسوف ينساهم عقب الإفطار ...
فهو لم يكمل جزء من ثقافة الإسلام حتى .. فكيف بالمرعى .. فإن كان رب البيت بالطبل ضارب فشيمة أهل البيت الرقص والطرب .. إذن فالطفل فسينشأ فى ثقافة الجنس والقتل وما شابهما .. وبعد قليل سيتفرج الطفل على فلم الثقافة الغربية .. ثقافة الجنس .. وسيكون الراعيين يتفرجان مثله ...
هذا هوتلاقح الحضارات .. ذينك هو تلاقح الثقافات .. وقد أقدمت الأستاذة المعلمة المربية البريطانية الفاضلة .. على تشبيه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بتشبيه أفظع ما يكون فى المغالاة والمعاداة .. وأثببت أنه ليس هناك تلاقح ثقافات .. (  بل تساخر ثقافات ) وقد يكون لفعلتها حسنة .. ولكنها حسنة واحدة فقط .. فقد أظهرت بشاعة أولياء الأمور على حقيقتها .. أظهرت من هم الدببة والثعالب او حتى يمكن وصفهم بالسناجب .. وساعطيكم جائزة الأبوة الدببية النموذجية يأولياء أمور مدرسة الإتحاد المسلمين ...

وحسبى الله ونعم الوكيل
حسبى الله ونعم الوكيل
حسبى الله ونعم الوكيل

والحمد لله على ما أراد الله

المفضوح عنه 5

ارشيف







بسم الله والحمد لله

المفضوح عنه فى قضايا المرأة (5)
اللسان الطويل



شكرا  لقناة الجزيرة وهى تقدم لنا المفيد والرائع من مواضيع هادفة أتجاهاتها لبوتقة الحقيقة فى ثوب راقى واضح للجميع .. فقد قدمت حلقات الشريعة والحياة برنامج عن وضع المرأة فى الإسلام .. ودارت مواضيع الحلقات حول عدة أحكام .. فرضها الخالق عز وجل لتنفذ .. ولكن يبدو أنه بعد إتفاقية سيدوا أصبحت فكرة المرأة عن أن الرجل هو من أبتكر تلك الأحكام وسينفذها عليها .. ونست تماماً أن الأمر للخالق عز وجل فقط .. وأنه يجب تنفيذ هذه الأحكام بأيدى الأثنان ...
ولكن ما أثارنى هو تلكم المرأة .. المتعلمة الجامعية المنتمية إلى أوطننا الحبيبة بأرض المغرب العربى .. وحسب وصفها لحالتها فهى محاضرة جامعية مرموقة فى إحدى الجامعات المعروفة .. وعذراً لنسيانى الإسم والجامعة .. ولكن تلك المرأة المتعلمة ترى أنه لا ضير من مساواة الرجل بالمرأة .. لا ضير بأن توزع أنصبة الميراث بالتساوى .. وللعلم أن إتفاقية سيدوا تطالب ليس بالمساواة فى الميراث .. بل تعطى المرأة نصف ثروة الرجل هذا إن لم يكن فقيراً .. وهذا يحدث بعد الطلاق .. ولكن قبل الطلاق يجوز او يفرض أن توزع أنصبة الميراث بالتساوى ...
كل هذا الأمر والمرأة قد نسيت تماماً أوامر الخالق عز وجل .. والكل يعرف أن القرآن وأحكام المولى عز وجل صالحة لكل زمان ومكان .. القرآن سادتي هو الوحيد الصالح لكل زمان ومكان .. القرآن هو الوحيد الذي إخترق البعد الزمكانى ماضياً ومستقبلاً وحاضراً .. ومع ذلك تأتى المرأة لتخالف كلام المولى عز وجل مطالبة بأن يكون لها نصف الميراث ...
وحسب حديث العالم الداعية والذي أعفانى النسيانى من تذكر إسمه حفظه الله ورعى علمه .. فقد أوضح عدة نقاط وتقسيمات تأخذ المرأة فيها أكثر من الرجل .. ولكن مع ذلك تصر الأستاذة الجامعية الفضلى على فرض رأيها وفرض رأى كل النساء فى العالم .. بحجة أن النساء مضطهدات .. بمعنى أن كلام المولى عز وجل صار موضة قديمة لا تمت إلى حداثة ودور المرأة فى المجتمع بصلة .. وهذا يعنى فى معرض حديث او حديث المرأة عموماً أن القرآن لا يكفى مطالب المرأة .. ولا يتماشى مع متطلباتها فى دورها بعالم ما بعد الحداثة ...
كل هذا الأمر سادتي نبهنا إليه سيدنا يوسف عليه السلام قبل أكثر من اثنى عشر ألف سنة .. فقد أتانا القراءن بنبأ من قبلنا واحداث ما بعدنا .. آلام وأفراح السابقين وحوادث الغيب بأزمان اللاحقين .. فقد حدثنا سيدنا يوسف عليه السلام بما جرى له مع إمرأة العزيز .. وفى الأثر ان الإثنان آمنا فيما بعد برسالة سيدنا يوسف الصديق عليه السلام ...
وإن سألتمونى سادتي كيف .. فاوضح بيان هو ( إنه من كيدكن وإن كيدكن لعظيم ) .. وإن غصنا فى التفاصيل فسنرى عجباً .. فقد مرت إمرأة العزيز بثلاث مراحل .. فالمرحلة الأولى هي إعجابها بجمال سيدنا يوسف عليه السلام .. ولوجودها بمكان يتطلب فيه على الأقل أن تحترم مكنوناتها سراً وألا تبوح او حتى مجرد التفكير فى التقرب من الصديق عليه السلام .. ولكن ماذا فعل كيد المرأة هنا .. فلنزعة التملك الطاغية بنفس إمرأة العزيز المختلط بكيد النساء الغريزى .. فقد تقدمت خطوة فاضحة فى حق نفسها وفادحة فى حق مكانة زوجها العزيز .. والذي كان بإحدى مناصب الدولة آنذاك الأوان .. فقد دفعها الطموح الكيد إلى التقرب علانية من سيدنا يوسف الصديق عليه .. وكان أن قدت قميصه من دبر بعد أن راودته عن نفسها ...
وقبل أن ندلف إلى ماذا جرى بعد ذلك .. سنعرج أولاً على مسألة راودته عن نفسها وراودها عن نفسه .. كثير من علماء الفقه ومحدثوا العلوم الإسلامية لا يتركون لأنفسهم مساحة للشك فى أن سيدنا يوسف عليه قد يكون هو البادئ .. او حتى لا يغوصون فى أعماق (راودها عن نفسه لولا أن رأى برهان ربه ) .. فالخلق الغريزى للمرأة يجعلها دائماً البادئة مهما كان فقط الإختلاف فى ممارسة الغريزة .. حيث تطول فترة إستمتاع المرأة عن فترة إستمتاع الرجل .. وهذا حتى بإثبات العلوم الطبية والإجتماعية .. ولكن دائما البادئة هي المرأة وقد ذكرت فى مقال سابق لما قدم الله عز وجل الزانية على الزانى .. إذن فإمرأة العزيز هي البادئة دونما شك .. هي من راودت سيدنا يوسف عليه السلام أولاً .. ولكن ينطرح السؤال لما دخلت نفس سيدنا يوسف عليه السلام مجال المراودة .. وهذا لطبيعة النفس البشرية العادية مبينة عدم تحملها لبعض الأفعال النابعة التي وضعها الله جل وعلا فى غريزة النفس البشرية الجنسية .. ولكن يدخل الفرق ( لولا أن راى برهان ربه ) فسيدنا يوسف عليه السلام نبى لذا هو بعصمة الله دونما شك .. وهذا يوضح لنا أن ما تعرض له سيدنا يوسف عليه السلام من إغراء من إمرأة العزيز لم ولن يتعرض له أحد من البشر لا من قبل ولا من بعد .. وهذا قياساً على ذلك الزمان وزماننا الآن .. والمؤسف فى الأمر أن ذلك الإغراء متبع بكيد وطموح المرأة .. ولا يفوتنكم أن حجم هذا الإغراء قد يبلغ عدة أعوام .. مما لا تحتمله نفس بشرية أبدأً .. ولنا عودة بهذا الموضوع لاحقاً إن شاء الله ...
وعوداً على بدء .. ودخولاً فى الرئيسى خطوات المرأة الثلاث .. فقد قادت أقدام التسلط والنزعة الإستبدادية والأنانية الغريزية لتقدم إمرأة العزيز على الخطوة الثانية .. وهى أن تتعدى الحدود المعروفة فى مضابط المرأة فى حياتها الزوجية والعامة لتقد قميص سيدنا يوسف الصديق عليه السلام من دبر  .. ثم قاد الطموح المتبوع بغريزة المرأة الكيدية إمرأة العزيز للتطلع لمكانة أكبر منفذة الخطوة الثالثة .. وهى أنها تريد أن تثبت للنسوة اللآئي عيرنها بحبها لفتاها وهذا بعد إكتشاف أن قميص سيدنا يوسف الصديق عليه السلام قد ( قدّ من دبر ) أى إنه كان فى حالة فرار من إغراء إمرأة العزيز .. وهو فى حالة الخوف الكامل والخشية المجلة لله عز وجل ...
ثم بدأ النسوة فى التوافد على متكأ إمرأة العزيز بعد أن أعدت لهن العدة وإصطحبت مع البطاطس عدة سكاكين حادة النصال .. وبدء أرادت أن تثبت للنسوة أنها لم تحب او تعشق فتاها او تراوده عن نفسها عبثاً .. بل لأن جمال سيدنا يوسف الصديق عليه السلام لا يضاهيه جمال .. والأمر الثانى بعد تأكدها تماماً مما سيحدث .. فقد أرادت أن توضح لهن أنها أحسن منهن حظاً لأنها إمتلكت هذا الفتى الجميل .. أرادت أن تتباهى بما أحبته .. وهذا من طبع المرأة لحبها للتباهى وإظهار المفاتن والحلى كغريزة ربانية .. وما حديث الرسول عن تحريم الذهب على الرجال سوى تأكيد للخلق الربانى لهذه الغريزة بنفس المرأة ...
وبظهور سيدنا يوسف الصديق عليه السلام إتضحت تماماً أن إمرأة العزيز لم على تكن خطأ فى إغراء الصديق عليه السلام .. فقد بدأت النساء او هن قد ( قطعن أيديهن ) لجمال وفتنة سيدنا يوسف الصديق عليه السلام .. ولكن أين الخطأ .. والإجابة أن الخطأ بقلب إمرأة العزيز التي أطلقت عقال الغريزة الإستحائية والخجلية لتسرح وتمرح ...
وهكذا ستنفذ المرأة مخططها المشئوم برائحة الفساد او الإنفتاح الأعمى بالحرية الكاملة لها .. لتسيطر على عالمنا .. فمرحلتها الأولى قد مرت وهى طالبة المساواة بالرجال فى بعض المجالات مثل العمل وأشياء من هذا القبيل منفذة المرحلة الأولى من مخطط إمرأة العزيز .. ثم بدأت فى إغراءنا بالمرحلة الثانية ليشتهى الرجال النظر إلى النساء فى الشوارع والأماكن العامة وعيون الرجال تتطلع بكل رغباتها الغريزية لأجساد النساء وهن متعريات .. لقد أقدمت سادتي على ذلك و قدت أقمتصنا من أدبارها .. ونستمنى أنفسنا بدوام حرية المرأة حتى يكمل إستمتاعنا من غير أن يكون علينا ذنب .. او هكذا كما نعتقد .. ونتناسى أن رقيب وعتيد لا ينومون عن مثقال ذرة .. وكمثال فذاك المحامى الخرب الذمة عبد الواحد والذي يطالب بكل تبجح بفصل الدين عن الدولة .. ليتعربد ويزنى وهو ما يزال فى حدود شرع الله أى زواجه .. ولو سألناه : أترضاه فى أمك او أختك ؟ ولو أجاب بالإيجاب فذاك يعنى أنه ديوث .. أى أنه فى النار وذلك ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم عن الديوث ...
وعوداً على بدء .. فالمرأة سادتي أغرتنا لتمرر أجندتها الكاملة لدنيا التحرر .. لدنيا دمار المجتمع إنفسادياً .. وهى مدركة تماماً لما تفعل لقد أغفلت صحوتنا بثنايا روعتها لتدفعنا دفعاً لنستجيب لما نطلب .. وبعد بقليل سنصل مرحلة ذاك المحامى الخرب الذمة لنصبح دوثاء ونبعد عن رائحة الجنة مليارات السنين ومن ثم بعدها مليارات أخرى من السنين ...
 وسرعان ما بدأت فى تنفيذ المرحلة الثالثة وهى تحضرنا لنقطع أصابعنا بسكاكين حادة النصال .. سنقطع بالتأكيد عصب حياتنا .. سنذبح أنفسنا ونحن نستبيح ونقتل مبادئنا .. مبادئ القرءان العظيم .. سنورث المرأة مثل نصيب الرجل .. ستجتاح ديار ليتفشى الفساد وتأتى الأمراض التي لم تكن فى أسلافنا الذين مضوا كما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ...
ها هي سادتي خطوات المرأة للولوج إلى كامل التحرر .. والأستاذة الجامعية ترى أنه لا ضير من تقسيم الإرث بالتساوى .. وغيرها ملايين من النساء يطلبن ذلك .. لقد رادوتنا عن أنفسنا وهى تطلب أن تساوى بالرجال فى بعض المجالات .. ثم قدت  قميصنا من دبر وهى تخرج بكامل زينتها إلى الشارع لا إلى مخدع زوجها مخالفة بذلك أوامر الله جل وعلا بإظهار الزينة .. ثم بدأت تجلبنا ونحن نحمل النصال الحادة التي تلمع بموتنا وإندثار عالم الرجل إلى الأبد .. وإن كانت الكلمة الآخيرة لا تدخل فى أزمان الملاحم سلمنا الله وإياكم من فتن ما قبلها وما بعدها ...
هذا ما ظننته وما أظنه وما أتيقن بحدوثه فى ثالث المراحل او بدء حدوثها .. والمرأة لا تفتأ تطالب بحريتها .. ما تزال كتب نوال السعداوى تطالب بقص حق المرأة من أكتاف الرجال .. وبانها لم تخلق لإشباع غرائز الرجال .. فهنيئاً لزوجة العزيز بأزمان أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام وآله وأحفاده .. والتي فتحت الباب على مصراعيه لتحرر المرأة بثلاثة خطوات يتبع ثمارها اليهود المناجيس للزج بالإسلام والمسلمين فى مهوى الفساد الأبدى .. وهم يبعثون كل حين عبر الفضائيات بما لذ وطاب إشتهاءا بنفس المرأة من زينة وتعرى ...

عذراً سادتي ...
و لأن كثير من الردود أتتني إلى مصنفة إياى بأننى أعادى المرأة .. وانا عكس ذلك تماماً .. فانا أقدر أمى أحترم جداً إخواتى وبنات أقربائى وأعشق جداً زوجتى .. لذا لزم التنويه بأننى ما أسطره أقصد به شواذ القاعدة من النساء ...

والحمد لله على ما أراد الله