الأحد، 9 فبراير 2014

تساخر ... بدلا من تلاقح الحضارات

ارشيف






بسم الله والحمد لله

تساخر ؛ بدلاً من تلاقح الثقافات



قبل أيام وبمبنى فرع جامعة كامبردج – السودان .. وبما يسمى النادى الإنجليزى .. جرت مناقشات حول تلاقح الثقافات .. وجرى النقاش حول مبدا قبول الآخر لثقافة الطرف الثانى ...
الأمر ليس بهذه البساطة سادتى .. فكما هو قول الأستاذ الذى أدار النادى .. فما هو حسن عندنا نحن فى الشرق الأعلى هو سئ عند الغرب .. وقد يكون أسوأ عند سكان مناطق الشرق الأقصى ...
فكرة الأستاذ عن أن بطل رواية الطيب صالح مصطفى سعيد إنتحر لأنه لم يتحمل الإختلاف بين ثقافتين رضع هو من ثديهما .. ثقافة الشرق عند مولده وحتى سنوات طفولته الأولى .. وثقافة الغرب في سنوات عمره التى قضاها فى أوربا او إنجلترا حسب رؤية الرواية ...
وفى محور آخر للنقاش فقد يكون القتل والجنس والجريمة هى ثقافة منتدبة حديثاً عند المجتمعات الغربية .. ولكن هل يمكن أن تكون ثقافات عندنا نحن المسلمين بيوم ما .. ولا أعتقد بوجود دافع ذاتى او إنعطاف أخلاقى يدفعنا نحو الإنحناء فى زيارة أبدية لثقافة القتل والجريمة ...
فالقتل لا يمكن أن يكون ثقافة عندنا .. نحن المسلمين بالذات او أهل ثقافة الشرق الأعلى او الأوسط .. وقد يقول قائل بحكم القتل فى بعض الأحكام .. إن كان السائل او المستشرق فى الأصل غير عربى او مسلم .. ولكن ذلك يمكن أن نطلق عليه ثقافة تأديبية .. وليس فى كل الحالات يمكننا أن نجزم بصحة القتل او الإعدام مالم يثبت فعل الفاعل بدليل او شاهد ...
ما دفعنى لهذه المداخلات الصغيرة المتشعبة والتى يمكن لكل مداخلة ان تكون مدونة بكاملها .. ما دفعنى هو صدور فعل من أستاذة او معلمة بريطانية تدرس فى مدارس الإتحاد .. وهذا الفعل شائن بكل المقاييس .. من وجهة نظرنا كمسلمين .. حيث أصبحنا فى الوقت الحاضر نضج بمظاهر الإسلام لا أعماقه .. فقد أقدمت الأستاذة او المعلمة على شراء كمية من الدمى على شكل دب .. ثم قامت بإهداءه لأولياء الأمور .. على أساس أن ذاك الدب ما هو إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ...
وما سآءنى أكثر فى الأمر أن أولياء الإمور تحركت شكاويهم عقب فعلها بثلاثة او أربعة أيام .. مما يدفعنى لقول عبارة ( ياللهول ) .. فليس من ثقافتى إهدار دمها .. وليس من ثقافتى إعدامها سواء بمقصلة نابليون او بمحارق التفتيش .. فكل منا أستطيع فعله هو الإدانة او الشجب .. وقد يلزم بعض الوقت سجناً .. إتباعاً لثقافة التأديب .. ولكن ماذا سأفعل لأولياء الإمور .. قتلهم ام سجنهم ام تأديبهم .. حقاً يا للهول .. فهنا لاتوجد ثقافة تأديبية سوى نزعة الضمير الإنتقائية فى دفع الشخصية المسلمة نحو أفضل رد فعل مساوى فى القوة مضاد فى الإتجاه مناسب من حيث حجم الضرر .. والأخيرة ليست فيزيائية بكل تأكيد .. بل هى صيغة إتزان مسلمة تماماً وهبنا الله لها ...
فى بعض ما ورد إلى من أخبار .. والعهدة على الراوى .. أن البعض أشار بمحاسبتها .. ولكننى أشير  بإعطائها جائزة نوبل فى التشبيه .. ليس ذاك الفجر والكفر الذى فعلته بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. ولكننى أعطيها جائزة نوبل للتشبيه لأن أولياء الإمور هم الدمى الدببية الو الحيوانية بكل تأكيد .. ياللهول .. إن كانوا سينتظرون أن يحاسبوها .. ونحن نعلم تمام العلم ما سيحدث .. فحتى إن حكمنا عليها بالجلد فقط فسيتدخل السفير البريطانى او المقال تونى او الرئيس الحالى ويمنع سياط نقطة شرطة حى مايو من جلد الأستاذة .. او حتى الأخذ بحق من جلدتهم إن كانت فعلت وأنزلت سياطها اللطيفة على أجساد أطفالنا المولعين بدمى الدبب والحيوانات التى تشبهها .. أى تلك الأستاذة ...
وكذلك نقطة مهمة جداً .. فكثير من الأباء يعتقدون بنجاح تلك المدارس التى هئيتها مسيحية او اصحابها ليسوا بسودانيين .. كتثبيت للمثل القائل : زامر الحى لا يطرب .. ولكنى كراعى ومسئول من رعيتى .. فيجب على فعل الأمر الصحيح دون أى مساومات .. فيجب على أن أدرس أبناتئى بمدارس المسلمين .. والكل يعلم تمام العلم .. عن مدارسنا .. فالمسيحى يمكنه أن يقرأ فى مدرسة المسلمين معززاً مكرماً .. وحتى ما يسئ إلى ديانته لا يسمعه من أحد ما .. وإن سمع من طالب فيمكن للأستاذ او المربى الفاضل الأخذ بحق المسيحى من المسلم .. جلداً او تأنيباً .. وهذا لا ينفى أن لاتجلد الأستاذة الريطانية ...
أما فى مدارس المسيحين فلطبيعة الحرية فى الأفكار والأفعال .. فيمكن أن تضرر الديانة الإسلامية كثيرا فى دواخل الطالب .. نسبة لإعتماد التدريس فى المدارس الإرسالية على الحرية التبشيرية .. وحرية طرح الأفكار ولو كانت هدامة مسلمياً .. مصلحة غربياً ...
فمثلاً : يمكن للمدرس بالمدارس التبشيرية طرح فكرة ما تتعلق بالجنس .. مع مناقشة أحد الأفكار الجنسية سواء كانت لدارون او جوته او أيهما كان ...
فى حين أن المدرس المسلم يشرح الأمور الجنسية بتجرد مع الإحتفاظ التام بالصفة التشريحية للدرس المتعلق بتلك الإمور  .. أى هنا تحكمنا ثقافة الخجل وإظهار الإحترام للمتلقى .. فى حين يحدث العكس تماماً فى المدارس الإرسالية .. حيث تتم إهانة المتلقى بالسفور والفجور فى الشرح ...
هذا جزء يسير على الأباء فهمه .. على أولياء الإمور فهمه تماماً .. حتى لا يحدث وان ينطق لساننا مرة أخرى بأنهم دببة او حتى ضباع او أسماك الرنجة والسلمون ...
هؤلاء هم ذينك الأباء .. وليس الخطأ على الإنجليزية .. بل الخطأ على هؤلاء الرعية المسئولون عن رعيتهم .. وكل ذلك بشأن الحضارة والرقى والتقدم وحب المظاهر .. فحين أننا يمكنا سؤال ولى الأمر عن حفظه لسورة الحشر او التغابن او النحل .. فسوف يجيب بأنه لم يحفظهم او يفكر فيهم على الإطلاق .. وحتى إن مرّ عليهم فى رمضان فسوف ينساهم عقب الإفطار ...
فهو لم يكمل جزء من ثقافة الإسلام حتى .. فكيف بالمرعى .. فإن كان رب البيت بالطبل ضارب فشيمة أهل البيت الرقص والطرب .. إذن فالطفل فسينشأ فى ثقافة الجنس والقتل وما شابهما .. وبعد قليل سيتفرج الطفل على فلم الثقافة الغربية .. ثقافة الجنس .. وسيكون الراعيين يتفرجان مثله ...
هذا هوتلاقح الحضارات .. ذينك هو تلاقح الثقافات .. وقد أقدمت الأستاذة المعلمة المربية البريطانية الفاضلة .. على تشبيه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بتشبيه أفظع ما يكون فى المغالاة والمعاداة .. وأثببت أنه ليس هناك تلاقح ثقافات .. (  بل تساخر ثقافات ) وقد يكون لفعلتها حسنة .. ولكنها حسنة واحدة فقط .. فقد أظهرت بشاعة أولياء الأمور على حقيقتها .. أظهرت من هم الدببة والثعالب او حتى يمكن وصفهم بالسناجب .. وساعطيكم جائزة الأبوة الدببية النموذجية يأولياء أمور مدرسة الإتحاد المسلمين ...

وحسبى الله ونعم الوكيل
حسبى الله ونعم الوكيل
حسبى الله ونعم الوكيل

والحمد لله على ما أراد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق