الأحد، 9 فبراير 2014

المفضوح عنه 4

ارشيف






بسم الله و الحمد لله

المفضوح عنه فى قضايا المرأة (4)

لا للعنف ضد المرأة



لا  للعنف ضد المرأة .. هذه العبارة كانت هي الشعار الذي تسيد الإحتفال بيوم المرأة العالمي .. والذي يصادف دائماً الثامن من شهر مارس كل عام ...
ولكنني أرجأت مداخلتي هذه حتى لا أكون فى موقف يدعو الجميع للظن بإنني إضطهادي او عنصري او شئ من هذا القبيل .. كما إن هذه المداخلة تذكرني بقوانين الحرب في الإسلام .. لا تهاجم او تقتل أعزل او شيخ او إمرأة او طفل ...
وهذه المداخلة تبدو وكأنها هجوم على المرأة .. وخاصة وأن الآخيرة فى غاية السعادة لتخصيص يوم للإحتفال بها .. وإن كانت 80 % من مبادئ هذا الإحتفال تعارض مبادئنا الإسلامية ...
فمبادئ الحرية عند الغرب لا تحدها حدود .. لذا تتعارض دائماً او هي على النقيض تماماً .. حيث أوضح الله جل فى علاه لنا عدم ترك النصارى واليهود لنا حتى نتبع مللهم ونحلهم .. والغرب ما هو إلا النصارى واليهود سادتي ...
ولنأتي لسبب المداخلة .. فد كان شعار يوم المرأة العالمي هو ( لا للعنف ضد المرأة ) .. بينما هناك آية صريحة وواضحة .. ومبادئها على النقيض تماماً من شعار اليوم العالمي ...
قال تعالى :
( والرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله والتي تخافون نشوزهن فعظوهن وأهجروهن فى المضاجع وأضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله علياً كبيراً )
صدق الله العظيم
النساء (34) 
بدأت الآية بعلو قامة الرجال على النساء .. وحتى لا يشذ الرجل عن تلك القاعدة ويطغى ويتجبر على المرأة .. ختم الله جل فى علاه الآية بأنه ( علياً كبيراً ) .. لتذكير الرجل بوجود الله سبحانه ذي العزة والجبروت ...
ثم أتبع قوامة الرجال ببعض أنواع التفضيل أولاً ثم المال آخيراً .. إذن كل الصفات الرائعة تأتى قبل المال .. وهذا معناه أن تفضيل المال ما هو سوى آخر العنقود في سلسة الصفات التفضيلية للرجال على المرأة .. والله أعلم ...
ثم جاء ذكر الصالحات  ..  واللائي يحفظ أنفسهن بأوامر الله عز وجل  ..   ثم جاء ذكر ( النساء اللآئى تخافون نشوزهن ) فالبداية ظناً وإن كان بعضه إثم .. ولكن بعضه الآخر حقيقة .. فأنت ليس لديك دليلاً لنشوز المرأة .. وبداية ظناً .. ماذا ستفعل أولاً لحمايتها من نفسها قبل نفسك ...
أمرنا الله سبحانه وتعالى بالعظة والنصح والإرشاد .. أي أن نتحدث معهن بما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. ثم تسلسل الأمر ليغدو هجر فى المضاجع .. وهذه معناها معروف للجميع .. وإذا لم تأتي العظة والإرشاد بنتيجة ..ثم تقدم الأمر لإستعمال الضرب لإستعمال الضرب إذا لم يأتي الهجران فى المضاجع بنتيجة .. وحتى بعد الضرب جاءت الآية واضحة وصريحة بإحتمال أن تأتي تلك الوسائل التأديبية أكلها .. فجاء لفظ ( فإن ) .. وهذا اللفظ للفصل بين حدثين ( فإن فعلت ) او ( فإن لم تفعل ) ...
وجاء فى الأول أمر عدم طغياننا او تجبرنا عليهن .. ولكن لم يأتي بذكر ما بعد ( فإن لم يفعلن ) لأن من طبيعة الرجل السوي عدم العيش مع إمرأة تمارس الفاحشة والزنا والدعارة ...
ولكن بعد هذا كله لنأتي لتطابق الأمر مع مبادئ الغرب .. ومبدأ العظة والإرشاد عندما تدخل فيه الحرية الكاملة والتامة يتعرض للإنتفاء والإنعدام .. فإما أن تسمع العظة فتعمل بها او لا تعمل بها .. وفى الحالة الأولى بالتأكيد ستسمع قولها ( لا دخل لك بي ) او ( لا تتدخل فى شئوني الخاصة ) .. والغرب بما يموج به من نصارى او يهود يميلون دائماً إلى إستخدام ( إما لا ) .. بسبب غياب صفة الرجل الأولى ألا وهى ( الغيرة على عرضه ) .. مما يحدو ا بالغرب أن يكون أساساً نزوعه نحو الحرية المطلقة ...
ثم نأتي للمبدأ الثاني فى الآية الكريمة ألا وهو ( فأهجروهن فى المضاجع ) .. وهذا المبدأ ينتفي أيضاً وينعدم تماماً لوجود كامل الإستباحات فى الأفعال عند الغرب .. فإذا هجرت زوجتك ولم تعد تمارس معها الجماع .. فهي ستشبع رغباتها من خلال أناس آخرين تلتقي بهم فى علاقات زنائية او دعارية خارج عش الزوجية .. وهذا أيضاً بسبب الحرية المطلقة ...
وعندما تسوقنا أقدام الفكر للمبدأ التأديبي الثالث ألا وهو الضرب .. فسنجد أن الغرب يقف فوق رؤوسنا مطالباً بحرية المرأة وعدم الإعتداء عليها .. وهذا الأمر ذريعة كافية للقوى الغربية لإنزال أرتال جيوشها فى البلد المعني ...
والضرب سادتي أحله الإسلام منذ عمر العاشرة للصبي الذي لا يصلي .. وكذلك هناك ضرب وجلد الغير محصنين عندما تثبت عليهم جريمة الزنا .. وأيضاً يضرب ويجلد شارب الخمر ومعاقرها ...
ومن جهة واقعية عندما ننظر لعقوبة الجلد .. فسنجد أنها عقوبة تأديبية تجعل النفس تكف عن الإتيان بالمعاصي مرة أخرى .. ونوع الضرب المعني هنا .. هو الضرب الذي لا يجرح او ينزّف ولا يكسر عظم .. كما هو معروف فى الفقه الإسلامي ...
ولكن تخيل معي أنك ضربت أي إنسان ودعك من النساء .. فماذا سيحدث .. هذا إن لم يكن فى نظر الإنسان المضروب إهانة .. فهي ذلة .. وستتلقى كم هائل من الضربات نظير ضربك ذلك الإنسان .. والمعروف عن عقوبة الجلد هو من المتطلبات الأولى لتشعر النفس بالذلة والإهانة فلا تأتي مرة أخرى بالمعصية او الفعل الشائن ...
ولكن ما رأيكم سادتي إن ضربتم نسائكم .. عندها ستقوم الدنيا وتقعد .. وسيأتي السيد ( بان كي مون ) مطلباً بإيجاد حرية مطلقة للمرأة .. وأنها مخلوق ينتفي عنه الضرب والجلد .. وستغدو أمريكا أول واضعاً لأقدام جنودها كي تعيد حق المرأة المسلوب كما تعتقد .. وهي فى تلك اللحظات تذكرنا بالمرأة التي صرخت مستنجدة بالمعتصم أيام الدولة العباسية ...
الضرب سادتي حق مشروع ضد من نخاف نشوزهن .. هذا  إذا لم تفلح العظة وهجر المضجع فى الإتيان برشد المرأة .. ولكن مبادئ الغرب تعارض بشدة مبدأ الضرب والجلد .. لما .. لأنه ضد الحرية التي فى أفهامهم .. ضد المرأة .. ضد الإسلام ...
ولمن لا يعلم .. فشعار اليوم العالمي  ( لا للعنف ضد المرأة ) يندرج تحته بند العقوبة التأديبية الثالثة لنشاز المرأة .. فالضرب الذي أمر الله سبحانه وتعالى به هو عند الغرب جريمة نكراء .. لأن الغرب لا يعترف بتعاليم الإسلام او يعترف بالإسلام من أصله .. وبذلك تنتفي صلة الإيمانية بالله سبحانه وتعالى عند الغرب ...
لذا سادتي كان السبب الأساسي فى تأخيري هذا المقال .. هو أنه ضد شعار يوم المرأة العالمي ( لا للعنف ضد المرأة ) .. فتأخيري له كان من باب عدم أخذ فكري على أنه معادياً لليوم العالمي او معادياً للمرأة عموماً ...
ولتعلموا سادتي أن بهذه الآية الكريمة ما يدعونا للعمل بها .. وهو أمر تفشي الزنا .. فهذه الآية واحدة من المبادئ القيمة التي يمكن أن توقف الزنا والفاحشة والدعارة وتفشيهم فى مجتمعنا ذا السمات والقيم الإسلامية ...
ولكنني أطرح الأمر كمشروع سادتي .. فما رأيكم فى أن ننفذ أمر الضرب فى اللائي نخاف نشوزهن وذلك بعد تجربة العظة والهجر فى المضاجع ...
والحمد لله على ما أراد الله ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق