الجمعة، 21 فبراير 2014

الأرض المنسية .. اوغادين الصومالية

ارشيف





بسم الله الرحمن الرحيم
الأرض المنسية
أوغادين الصومالية

شكراً لقناة الجزيرة القطرية .. وهى تنقل لنا مأساة عمرها خمسون عاماً او أكثر .. إنها أرض أوغادين المتنازع عليها بين وأثيوبيا الصومال .. ولدخول الآخيرة فى أتون الحرب الأهلية فقد فقدت أوغادين القطب الأصلى الذى يجب تكون به .. فلم يعد أمام أهلها سوى البدء بحربهم ضد أثيوبيا لنيل الإستقلال .. وأوغادين هى أرض تضج وتعج بالإسلام .. أرض مسلمة حقيقة لا جدال فيها .. ولكن أين هى من المسلمين الذين صار الإسلام بقلوبهم لقب وليس أكثر .. هم مسلمين أى نعم .. ولكن تجافى جنوبهم حقائق الإسلام الأزلية .. لا يؤمنون سوى بشئ واحد ألا وهو البحث عن المال ولذات الدنيا .. والحمد لله عى ما أرادالله ...
أرض أوغادين تقع شرق أثيوبيا وغرب الصومال .. وهى فى الأساس أقليم صومالى .. ولكن تدخلت الإدارة البريطانية آنذاك .. والتى كانت تستعمر أجزاء كبيرة من مناطق القرن الأفريقى .. تدخلت الإدارة المعنية وأودت بحياة أهل أوغادين وهى تسلم مفاتيح الآخيرة للفئة الحاكمة فى الهضبة الأثيوبية .. او ما يسمون بالتقراى .. وغدت أوغادين أرض أثيوبية بفعل فاعل .. بفعل المستعمر البغيض .. الذى أراد إستمرار الحروب الداهمة السواد فى تلك المنطقة .. حتى يتعب أهلها ويسقطون من تعب الحرب .. فتأتى تلك الفئة لتأخذ بإشتهاء ودون تعب خيرات تلك الأرض ...
أوغادين سادتى مساحتها تعادل مساحة بريطانيا بأكملها .. ورغم ذلك فلا يوجد طريق واحد معبد او مسفلت .. لا توجد آبار للشرب .. لا توجد أى مدارس مشيدة .. فالمدارس الموجودة هى الخلاوى .. والتى تشيد عادة من أغصان الأشجار .. وهى لا تقى من حر الشمس اللآهب .. ولا تستر من إنصباب المطر نعمة على الخلق .. إنها أرض رغم أنها خضراء إلا إنها جرداء من الخدمات .. لا توجد بها أدنى الخدمات الممكنة للعيش .. ولو اليسير .. فماذا هم فاعلون يا ترى .. لم يكن بأيديهم سوى البدء بالحرب لنيل الإستقلال والسعى لرفعة مواطن المنطقة المضطهد من قبل عصابات التقراى ...
والعصابات هذه أذاقت الويل لسكان وأهل أقليم أوغادين بزمن مضى .. لقد فعلت بسكان الأقليم الأفاعيل .. نهب للماشية وقتل وإغتصاب .. أتدرون ما الآخير .. فقد كانت تفعله عصابات التقراى لظن منهم أن فتيات أوغادين هم أجمل الفتيات .. ولكم أن تتخيلوا أنه كان يجرى بزمن قريب هجمات للسبئ .. وذلك واحد من الأسباب التى دعت سكان أوغادين للنهوض بالكفاح المسلح .. والسبب الرئيسى هو تخلى الدولة الأم .. الصومال .. والتى يرجع سبب فعلتها لغيابها عن الرشد ودخولها جنون الحرب الأهلية ...
أوغادين سادتى أقليم جميل بغاية الجمال من حيث الطبيعة .. ولكنه خرب حتى لأهله .. أرض قفراء من الخدمات .. ولكن ما يجعل أهلها صابرين هو تمسكهم بالله الواحد القهار .. وتجلى لهم فصح البيان وهم يصرون على تعليمه لأبنائهم مهما كلفهم الثمن .. فهم يرون أنه الشئ الوحيد الباقى لخيارات العيش فى كنف الله عز وجل ...
ومن إتجاه آخر يبزغ قول ينطق دائماً .. قول تواترت على سرده الأجهزة الحكومية الأثيوبية .. وذلك من منطلق العداوة بينها وبين جارتها اللدود .. الشقيقة أرتيريا .. والتى لم يسلم منها حتى السودان .. ولكن المنطق يقول عكس ذلك .. عكس الذى تسرده أثيوبيا .. وهو أن إرتيريا تقدم الدعم اللوجستى والحربى لأهل أوغادين .. وهذا القول يقال لسبب حروبها مع أريتريا .. وهذا الوضع شجع أثيوبيا للتحريض ضد أوغادين .. وجعلها فى صورة الإقليم المتمرد على السلطة الشرعية .. هذا مع إقتناعنا التام بأن السلطة فى أثيوبيا غير شرعية .. وهذا الأمر لا يمكن أن يتم .. نسبة لوقوع أوغادين فى خط وسط أثيوبيا .. ومساحة الأراضي الفاصلة بين أوغادين وأرتيريا كبيرة جداً .. ويصعب فيها المرور لتقديم المساعدات من جانب أريتريا للإقليم المنكوب .. المنكوب بعصيان أخوته المسلمين له .. ولا أدرى ما هو إحساس بقية المسلمين تجاههم .. وإن كنت متأكد بأنه إحساس متبلد لا يراعى مصائب الأخ .. منتفين بذلك صفة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( كالبنيان المرصوص يشد بعضه إذا إشتكى بعضه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ...
تعيش أوغادين سادتي مأساة دامية إسمها الضياع وفناء الأرواح المتشبعة الإسلام والدين الإسلام الذي غدا متغلغل سطحياً بأجسادنا لا قلوبنا حتى .. ولقد تناسينا الأمر غارقين ومنغمسين فى ملاهي أرسلها الغرب .. أرسلها الصادقين فى شئ واحد على مر الدهور والقرون .. الصادقين فى ( وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ ) .. وصدق المولى عز وجل وهو يرينا سوءات أعداءنا .. والذي لن يهدأ لهم بال حتى ( تتبع ملتهم ) ...
وها هي أوغادين تعيش المآسي او الآلام حتى يتبعوا ملتهم .. ملة النصارى المحرفة أناجيلهم .. وما تزال تناجى إخوتها المسلمين فى أن يلحقوا بها قبل الضياع .. قبل أن تدخل أنفاق الظلام إلى الأبد فلن يستطيع أحد ساعتها أن يلحق بها ...

والحمد لله على ما أراد الله



8/5/2008   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق