الجمعة، 31 مايو 2013

البرتكولات و النبوءة (1)



بسم الله والحمد لله

البرتوكولات والنبوءة (1)

تعرضت فى مقال سابق للمجلس الحاكم الأعلى عند اليهود والطوائف المأسونية .. وهذا المجلس يتكون من ستة عشر عضواً او يزيدون .. ويمكن أن نسميه المجلس اليعقوبى .. وقبل أن أواصل .. فلتعلموا سادتي وهذا بعد قولكم علىّ بأن ما كتبته هو هراء او محض خيالات .. او أوهام إقتلعتها من رأسي لتكون الإفتراءات حقيقة .. ولكم أن تصدقوا او تكذبوني .. ولكم أن تمروا على سير وأخبار اليهود منذ تاريخ سيدنا إسحاق عليه السلام ...
 نبوءات (نستراداموس ) .. فالقليل يعرف عنها .. ولكن المعروف عنها أن أول من إطلع عليها ثلة من اليهود .. وأن الأصل فى تنبوءاته بين يدي اليهود .. او بالأصح بين يدي المجلس المجلس اليعقوبى .. وان ما هو بين أيدي الناس ما هو إلا تحريف .. كما حرفوا التوراة وهو مسبيين فى أرض بابل على عهد الحاكم القوى نبؤخذ نصر ...
هذه المقدمة ما هي إلا لسؤال واحد .. ما الذي يحدث فى السودان او الذي يجرى او قد جرى بأرض العرب والمسلمين عامة ...
وليعرف الجميع أن السودان ليست تحته بحيرة بترول تصر دول البغى والعدوان على عدم إخراجه .. بل كل ما يملكه السودان وما لم يستطع أن يستغله هو فقط أراضيه الزراعية ...
ولكن أحد الأسباب هو ما يعرفه اليهود الذين فسروا جزءاً من نبوءات نستراداموس .. والذي تنبأ بأن أحدهم .. موحد لله ينطق أسم نبي جزيرة العرب .. يأتي من النيل ليحل باليهود كوارث عظيمة من قتل وسبى .. وأصله فى الأرض المظلمة ...
وأحد السحرة المشهورين .. وإن كنت قد نسيت أسمه .. ولكنه كان يرى أحداث العالم تمر على سطح فى إناء يتخذه لتلك الرؤيا .. والذي صدقت كثير من تنبوءاته وخاصة فى الحربين العالميتين الأولى والثانية .. فقد تنبأ أيضاً عن مولود الأرض المظلمة .. وقال إنه يركب شيئاً لا يعرفه وسيقتل ثلث اليهود .. وإنه خلف نيل الإسكندر الأكبر .. وقد إعتمد اليهود على تنبوءات ذاك الساحر فى كثير من أفعالهم الشائنة .. وقد مات ذاك الساحر والرواية تقول أن اليهود من قتله ...
فالأرض المظلمة على عهود نستراداموس هي أفريقيا .. ونيل الإسكندر الأكبر هو نهر النيل فى عهود دخول الإسكندر مصر .. لذا يمكن أن تتمحور إجابة سؤال : لماذا يعانى السودان منذ إستقلاله وحتى الآن .. فنجد أن من مصلحة اليهود الإبقاء على زعزعة السودان دائماً كرد محوري للسؤال ...
وشعب السودان تعود فرادته إلى إنه جنس لا مثيل له فى بقاع الأرض .. إنه الخليط الوحيد الذي جمع الأجناس الثلاثة فى صفاته الوراثية .. الحامي والسامي والأصفر ...
ومع إجتماع شمل الصفات الوراثية تلك فى وجود أرض وبيئة ثابتتين للإنتاج المعنوي والمادي .. ومع تمسك معظم أهل السودان بقيم الإسلام الحقة .. فتأكدوا سادتي أننا سنكون فى مكانة المجلس اليعقوبى .. وأيدينا تحكم العالم .. ولكن ليس بمثل مبدأ اليهود القائل عن التعنصر ووضاعة الأجناس الأخرى .. بل بالقوة وثبات القلب والجنان .. وإن كنت أشك فى أن القوة والسلطة تخرب وتهدم كثير من النفوس القوية وتجعلها تميل عن جادة الحق ...
فآثار ومؤثرات السلطة يمكنها أن تجعل المؤمن الضعيف الإيمان او المسلم حتى .. تجعله بكل تأكيد يتخذ خطوات اليهود فى سبيل التحكم على العالم ...
وعيناي مازالت تجرى على بعض أسطر شرح نبوءات نستراداموس .. مازال السؤال يجرى فى جناني .. هل يمكن للمحافل المأسونية واليهودية اليعقوبية أن تكون سبب فى معاناة السودان .. ام أن الأمر كله بسبب أبنائه ...

والحمد لله على ما أراد الله


16/12/2005  

حرب البسوس في القرن الواحد وعشرون



بسم الله والحمد لله

حرب البسوس فى القرن الواحد والعشرين


(مقال كتب عقب اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري)


لا أدرى لماذا يذكرنى مقتل الرئيس اللبنانى رفيق الحريرى وإغتياله الآثم .. بأحداث جرت فى الجاهلية ومن عجائب الصدف أن نفس الأحداث تعرض فى مسلسل فى إحدى القنوات العربية بأسم ( الزير سالم ) .. وإن لم أتشرف حتى الآن بمشاهدة هذا المسلسل ...
إن إغتيال الحريرى يذكرنى بحرب البسوس .. وفى نفسى أن الحريرى هو فصيل او ناقة البسوس والتى هى فى الأصل إمرأة .. والسؤال لو كان الحريرى هو ناقة البسوس .. فعلى من نطلق أسم البسوس .. ومن هم القبليتين أبناء العمومة المتقاتلتان .. ليس فى زمن الجاهلية .. بل فى زماننا الحاضر الآن ...
شخصياً لا أحب السياسة .. أعرف أنها قطع شريان عدوك او صديقك وبسكين صدئة ودون ان يشعر بذلك .. ولكن الأحداث الجسام وحلقات التآمر وإلخ تلك الأشياء السياسية البشعة .. يجعلنا او يجبرنا على أن نلم ولو بالمعلومات القليلة بذلك المسمى سياسة ...
وهذا الجزء أى إغتيال الحريرى .. يموج بالكثير من الجهات .. وأولها الشعب اللبنانى  .. ثم تأتى البقية .. سوريا .. إسرائيل .. الأردن .. حزب الله .. إيران .. المخابرات اللبنانية .. الجيش المسيحى فى لبنان .. المخابرات الأمريكية المركزية .. والشرطة الأمريكية الفدرالية .. المخابرات المصرية .. الإستخبارات الأردنية .. التنظيم الإسلامى فى الأردن .. التنظيم الإسلامى وقواعده فى فلسطين .. المخابرات التركية .. الإستخبارات الفرنسية .. و ( آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) صدق الله العظيم ...
وعندنا فى الأحجية أربعة شخصيات .. ناقة البسوس .. البسوس نفسها .. القبيلة الأولى .. القبيلة الثانية .. وعلى إفتراضنا الأول أن الحريرى هو ناقة البسوس ...
أنا احتاج لمعجزة .. بل أحتاج ساحر ومقبولاً إن كان من سحرة الملعون فرعون والذين آمنوا بالله فيما بعد .. أحتاج ساحر لكى يضع لى الشخصيات الثلاث المتبقية فى نصابها الصحيح .. والتى ستدور بها الفتن والإعتراكات ...
ولكن المعروف أننا سنتوه ولن نعرف من إغتال الحريرى .. كل الذين يعرفون الإغتيالات يدركون أنه عمل مخابرات ويندرج تحت بند سرى للغاية .. مثلما إغتيل الفائد وهو فى أحضان الأميرة ديانا .. القليل فقط من الرؤوس البريطانية الوثيقى الصلة باليهود .. يعلمون سبب الإغتيال .. فالمخابرات البريطانية او المكتب الخامس تظن أنه الجيش .. والجيش يظن أنها الشرطة .. والشرطة تظن انه المكتب الرابع .. والآخير يظن أنه تخطيط الملكة فكتوريا .. وفكتوريا تظن أنه تدبير المكتب الخامس .. والمكتب الخامس هو المخابرات البريطانية .. فما رأيكم سادتى فى هذه الأحجية الدائرية والمتاهة المحكمة الضياع ...
وسبب الإغتيال الذى يعرفه اليهود أن الأميرة ديانا تحمل جنيناً عربياً .. فمن يريد لهذا الجنين أن يموت .. إنها سدة الحكم العليا فى العالم .. بالطبع ليست أمريكا .. ولكنها المنظمة المأسونية الأم .. ومجلسها اليهودى التكوين والتجنيس .. والمكون من ستة عشر او يزيدون .. أحدهم كما تنطق البرتكولات يحفظ تاريخ أسمه حتى سيدنا يعقوب عليه السلام .. وسنعود لاحقاً لهذا الموضوع إن شاء الله ...
فقط نحن الآن ننتظر الشعب اللبنانى ليتوه فى ناقة البسوس أربعين .. ولا أدرى إن كانت ثوانى او دقائق او أيام او شهور او حتى سنين .. فقط الآن سنخرج السهم من رقبة الناقة .. ناقة البسوس .. رحمك الله يا حريرى ...

16/2/2005  

الثلاثاء، 28 مايو 2013

صلاة الاسكا



بسم الله والحمد لله

صلاة الاسـكا


قال تعالى : ( وحيثما تولوا فولوا وجوهكم شطر المسجد الحرام ) صدق الله العظيم .. من يقرأ هذه الآية .. فأول ما يتبادر إلى ذهنه ما هى الأشياء التى سيقولها الكاتب والتى هى فى الأصل قد قيلت من قبل .. أى إن كل شئ عرف من قبل عن معانى هذه الآية .. وعن ماذا أضافته إلى البشرية عامة وإلى المسلمين خاصة كملوحظة آخيرة .. يجب الإعتراف بها .. والحمد لله ...
سؤالى هنا : لو كنت فى ألسكا .. فى أقاصى أمريكا الشمالية .. فى إحدى ولايات الباغية الولايات المتحدة الأمريكية .. فإلى أين سأتجه بصلاتى .. هل إلى الجنوب الشرقى .. أم إلى الإتجاه الجنوبى الغربى ...
قد يعتقد البعض أننى قد ألحدت او أصبت بمرض الشك الكفرى .. وإننى يجب أن أقتل لأننى إرتديت عن الإتجاه الإسلامى كما سيكون حكم ملل التكفير والمعتزلة والقدرية .. وعلى هذا الظن سيكون على إتباع خطوات مسيلمة الكذاب كواجب يجب فعله .. ولا أريد أن أكتب ما قاله مسيلمة الكذاب فأغدو كما فعل ذاك الصحفى الكبير  .. وهو أن يأتى بما يقوله كافر ما او مستشرق وينقل نصه ثم يفنده ...
لكننى أحمد الله كثيراً على نعمة الإسلام والإيمان .. وأننى شهدت بأن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله بالفطرة .. كما كان يقال فى الجاهلية الأولى ( ما وجدنا عليه أباءنا ) .. وأنا شاكراً حامداً الله على ما وجدنا عليه أباءنا من نعمة لن تكفيها البشرية ولو إجتمعت على أن تقدم أوفى آيات الشكر لما إستطاعت ولو تقديم ما يزن جناح بعوضة ...
والسؤال أعيد ترديده مرة أخرى .. لأن هناك ما يغيظنى دائما ويجعلنى أشعر حقيقة بفقدان إبن النفيس وغيره من علماءنا الأجلاء الذين أسهموا فى الإكتشافات والإضافات العلمية .. فقد أصبحنا متلقين من الدرجة الأولى وذاك ما يؤلم ويؤجع .. فلا هدى لعلومنا سوى إكتشافات المسيحيين واليهود والوثنيين .. او أبناء الغرب المتقدم كما يقولون ...
والمخجل ألماً فى الأمر والذى يشعرك بالخزى أيضاً .. إنه عند أى إكتشاف جديد .. يرجع علمائنا إلى القرآن العظيم .. ليقولون أن القرآن إكتشف ذلك قبل أربعة عشر قرناً .. والبعض او الأكثرية يعتبر ذلك مفخرة او سعادة لا خجل ...
وما دعانى لما أشعر بالخجل من حقيقة مكتشفة بالقرآن .. فهو أن قولنا أن تلك الآية قد كشفت تلك الإكتشافات فهو لا ينبئ سوى عن عدم معرفة المسلم بقرآنه سادتى .. فالذى يدور فى نفس العالم الغربى .. أنه لو كان هذا الإكتشاف موجود فى القرآن فلما لم يكتشفه المسلمون قبلنا ...
فلماذا سادتى لا نمحص القرآن ونخرج الإكتشافات العلمية والعملية .. فهو كلام الله عز وجل .. ولم يترك شئ وهو يأتى بأنباء من قبلنا وأحداث ما بعدنا ...
فلنوقف الضحك على أنفسنا .. بأن نأخذ كل مدلولات القرآن العلمية والعملية ولنفحصها ولنمحصها ولنثبتها لغير المسلمين ...
فمثلاً : الآية ( والسماء رفعناها بأيد وإنا لموسعون ) آخر إكتشافات العلماء الفضاء أن الكون فى إتساع على الدوام ومازال يواصل إتساعه .. أين علماء الفضاء المسلمين من هذا الإكتشاف ...
وشئ آخر سادتى .. سؤال أهديه لعلماء الفضاء المسلمين .. ماهو تفسير وفحص وتمحيص و مدلولات قول الله عز وجل : ( يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب ) ؟
وقبل أن أختم أعيد ما بدأته .. إلى أين ساتجه بصلاتى وأنا فى ألسكا .. الجنوب الشرقى ام الجنوب الغربى .. والإجابة : ( أينما تولوا فثم وجه الله ) .

 الحمد لله على ما أراد الله

الأحد، 26 مايو 2013

الصالح العام



بسم الله والحمد لله

الـصـــالــح الــعــــام


الصالح العام .. يا له من مصطلح متداول .. وهو فى القواميس يعنى به إحالة العامل او الموظف إلى معاشه .. فى أحيان هو فى العمر الإجبارى او المحدد للمعاش .. وفى كثير من الأحيان ببلدى تتم الإحالة والموظف مايزال يافعاً يمكنه ان ينتج أكثر .. وفى هذه الحالة فسبب المعاشس هى الإنقلابات المدنية او العسكرية او تنفيذ القرارات والسياسات الغير مدروسة او مخططة .. وفى العادة او فى قوانين ودوواين الشركات الحكومية والعامة – وإن كنت لا أعرف القانون جيداً – ولكنى أعتقد أن العمر المحدد للمعاش هو قرابة الخامسة والستين .. وكثيراً من الكتاب والأدباء أنتجوا بعد ذلك العمر ليخبروننا أن العمر يبدأ بعد الستين ...
وفى السودان هنا فالصالح العام او المعاش الإجبارى .. ولنكن أصدق حديثاً ( فالمعاش الإجبارى ) ظاهرة متفشية جداً بصورة ليست مزعجة فحسب .. بل بصورة مزرية للغاية .. والإزدراء هنا أساساً صفة ملازمة للمحال للصالح العام ...
فأبلغ تشبيه يمكن أن نوصف به هذا الإنسان .. هو أنه كالمحكوم عليه بالإعدام .. فعندما يوضع الحبل على العنق .. وسيحب ذاك المعقد الذى تقف عليه القدمين .. عندها يرفس بأقدامه وينتفض جسمه وتضييع عنه الأنفاس .. وتغيم العينين وهما متجهتين إلى السماء متابعة خروج الروح من الجسد ...
هذا الوصف .. ليس مطابقاً تماماً بل هو أحسنها .. بالنسبة للمحال للإعدام المعاشى مبكراً ...
فالفرق بين المحال معاشاً باكراً والمعدوم شنقاً .. هو أن الآخير يرتاح من العذاب الدنيوى وإلى الأبد .. بينما الأول .. صاحب شأن الصالح العام الباكر .. فهو يعيش ليرى نفسه جثة .. ليرى نفسه مزدرى كشحادى السوق العربى .. والناس يتكرمون عليه بفتاتهم وبقايا أطعمتهم .. وقد يصبح أسوأ حالاً كما بعض الشحادين والذين تقول عليهم الأمة السودانية ( عينهم قوية ) .. فقد يصبح المحال للصالح العام مثلهم .. يقبض هذا ويمسك بتلابيب ذاك وينجر فى أواخر إختيال الثوب طمعاً فى بعض الفتات ...
وفى كثير من الأحيان يكون الطريق الثابت إلى الضياع .. المفتوح دوماً وأبداً .. هو أول ما تخطوه أقدام المحال للصالح العام باكراً .. وليس شارع ( القصر ) .. او مسالك درب (البلدية) الخربة .. بل هو شارع (مايو) .. او طريق (كرتون كسلا) .. والشارع المؤدى إلى (دار السلام) خلف جبال (أمدرمان) الساخنة .. سيضيع .. ومن خلفه الأفواه المفتوحة دوماً .. أطفاله .. وسيضيق الحال بهم .. وبعدها ستلجأ الأم إلى أفضل السكك الحديدية عند المرأة .. السكك الحديدية التى تجبر أعتى الرجال وأقواهم عزيمة على المرور الإجبارى بها .. ستبيع جسدها للغاشى والماشى ظناً منها أنها تساعد زوجها المعدوم شنقاً وهو مازال ينبض شباباً ...
ولكن .. إن كان من أصحاب الأملاك .. فلن يضيع .. وكذلك إن كان ظهر كما المحابة والواسطات فلن ينكسر ظهره .. سيطبطبون عليه بأيد حانية .. ويعيدون وضعه فى أعلى المقامات .. او هى ( القمامات ) بسبب محسبويتهم .. وبعد وضعه فى أعلى المقامات .. أى إحدى تلك الوظائف الحكومية المرموقة .. وصاحب العلم سيد الشهادات يجرى من خلف تماسيح مكاتب التعيينات .. والتى لن تعينك سوى بطريقتين إما أن تدفع او تستند ظهر قوى لكى تعين .. عدا ذلك فستضيع كفاءات كما ضاعت ملايين الكفاءات غيرها .. وتموت أسرة مكلومة على إبنها وعلى شهاداته .. فتبعث لك رسل التفكير بيع الماء او إفتراش الأرض مطارداً فى كل حين بالمارد الأخضر ...
مارأيكم سادتى فى مبدأ الصالح العام .. ألا يجوز لنا تشبيهه بالمقاصل الفرنسية فى القرون الوسطى ...

والحمد لله على ما أراد الله

السبت، 25 مايو 2013

البحر ... ام الجحيم



بسم الله والحمد لله

البحر .. ام الجحيم !ّ؟



ذكرنا فى موضوع سابق الإختلاف بين قول العرب وقول الأمريكيون .. فالعرب تقول : إذهب إلى البحر .. كناية عن ذهابك دون عودة .. ولكن بصورة واقعية بحتة .. الإختفاء او الموت بفعل الغرق .. والذى هو فى حكم الإسلام شهادة .. أما الأمريكيون فيقولون : إذهب إلى الجحيم .. وهو أيضاً يعنى الذهاب بدون عودة .. ولكن الفرق بأنهم يقولون ذلك ليس بصورة واقعية .. بل بإفتراض خيال أتوا به من أناجيلهم المحرفة .. لذا فالجحيم عندهم لا يسوى أكثر من نار توقد فى مساحة ألف هكتار .. كما توقد آلاف الهكتارات من غاباتهم كل صيف .. أحياناً بفعل فاعل .. وأغلب الأحيان ما تجود سمائهم من أعاصير وبروق ...
ولنخوض بشئ من التفصيل معنى الكلمتين أولاً .. فالبحر ليس له سوى معنى واحد .. إستحوذ عليه الشعراء والعاشقين والمجانين ومدخنى الشجر المخدر .. فى كل الأذهان سواء كانوا عرباً او عجم او صفر .. وحقيقة هو المكان الوحيد الذى يشعر فيه الجميع بالرضا والإرتياح النفسى .. وهذا عند البعض .. أما عند آخرين فهو مصدر للرزق .. وكذلك عند فئة ثالثة فهو مكون كيميائى يسمى الماء .. يتكون بواسطة إتحاد ذرتى أوكسجين وذرة هيدروجين .. بمعنى أنه فى أذهان العلماء ليس له سوى معنى غازى بحت ..
ومع ذلك يخبرنا الله سبحانه وتعالى عظمة البحر والأنهار وكل ماء يترقق على سطح اليابسة .. ( وجعلنا من الماء كل شئ حى ) .. وحقيقة هذه الآية يمكنها أن تقبل حتى تفسير المجانين للماء .. وذاك الفضل من الله وله أشكر وإليه أنيب ...
أما الجحيم فعندنا نحن المسلمين فهو إحدى النيران السبعة أعاذنا الله وإياكم منهن .. ولا أدرى هل يمكن أن نصل بخيالنا إلى أن تلك النيران السبعة من شدتها لتظلم .. أللهم أجرنى من النار .. ومع ذلك اتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما لا عين رأت ولا أذن سمعت  ولا خطر على قلب بشر ) .. فهذا القول يضعنى فى مصاف من لا يعلمون .. او لايمكننا الوصول ولو بذرة من خيالنا عن تصور للجحيم ...
ولكن مع ذلك صرنا نحن المسلمين لا نبالى إن كانوا سبعة او مائة .. أصابنا الجمود وبرد شعورنا عن إدراك الخطر الحقيقى القادم عند نهاية دنيانا .. وكذلك أصبحنا لا نبالى إن كانت أفعالنا تأخذنا إلى الجحيم او حتى إلى جهنم .. الأنانية الجوفاء وحب الذات هن من صنعن منا وقوداً لتلك النيران .. وهى تنفذ قول الحق عز وجل ( نار وقودها الناس والحجارة ) ...
ولأننا صرنا نحس ونشعر أكثر بالدنيا .. لذا إرتبط فى أذهاننا أكثرية أقلية دوام العذاب .. أى أن لحيظات العذاب ما هى إلا لحيظات وبعد ذلك سينتهى .. عليه يجب أن نترحم على أنفسنا .. لأننا لم نشعر بحقيقة بما نحن مقبلين عليه .. والقول المأثور المعروف للجميع .. قول النبى المختار صلى الله عليه وسلم وهو يروى لنا الحديث القدسى : ( نار الدنيا .. هى نار الآخرة وقد غطست فى البحر سبعين مرة ..) .. أرأيتم كيف إجتمع البحر والجحيم ...
وعن مدى تخيلنا لنار الآخرة او نار الجحيم و العياذ بالله .. فهذا كما ذكرت سابقاً أدرجنا تحت حديث (ما لاعين ...) .. وعليه فالذى نحن مقدمين عليه هائل بمعنى الكلمة .. وبالمنطق فى دنيانا .. إن أقوى نار هى الدرجة السبعين من درجات نار الآخرة .. فكيف إذن بالدرجة الأولى .. والعياذ بالله ...
وعوداً على بدء .. فإن قول (إذهب إلى الجحيم) صار واحداً عند العرب والعجم والصفر .. وقصدى بالصفر( الجنس الأصفر بالشرق الأدنى كفصيل ثالث لفصائل البشر الثلاثة) .. فالأمريكيون أطلقوا على قنبلة هيروشيما (جحيماً لا يطاق) .. وهيروشيما فى نطاق حزام الجنس الأصفر .. وعليه تصبح كلمة الجحيم فى أذهان الأمريكان شئ رهيب يستمر لثوانى كما قنبلة هيروشيما .. وقنبلة هيروشيما وياللأسف ليست سوى الدرجة السبعين من نار الآخرة .. والعياذ بالله ...
ويوجد فرق فى تبنى مصطلحات الذهاب اللآعودوى بين العرب والأمريكان .. ففى أذهان العرب الذهاب إلى الجحيم قد يعقبه برحمة من الواحد الأحد ذهاب إلى النعيم .. بينما فى أذهان الأمريكيون فيريدون أن تذهب إلى الجحيم .. سواء لإستمر لثوانى او قرون ففى النهاية لا يريدونك أن تعود او تمر أمام وجههم ...
هذا هو الفرق سادتى .. لكن لا أنكر حقيقة أن نفسى تواقة جداً ولكن ليس للذهاب إلى الجحيم على الطريقة الأمريكية .. بل إلى الفردوس إلى النعيم الحقيقى الأزلى الموجود منتظراً المؤمنين فى آخر الزمان .. وهذا فرق بيننا نحن المسلمين و المسيحيين .. الإيمان بحياة البرزخ .. والمسيحيين حياة البرزخ عندهم هو عودة سيدنا عيسى عليه السلام فقط ...


والحمد لله على ما أراد الله