السبت، 28 أكتوبر 2017

كيف تدخل الغابة (82) ،، اعلام الجريف شرق .. حاج الامين باعو .. مؤسسة أول خلوة لتعليم النساء في الخرطوم



بسم الله و الحمد لله

كيف تدخل الغابة (82 )
الوطن الذي لا وجيع له
أعلام الجريف شرق
الراحل حاج الامين أحمد باعو
مؤسس أول خلوة لتعليم النساء بالخرطوم
مؤسس أول مدرسة أولية بالجريف شرق



المعلومات الشخصية :
الاسم : الأمين أحمد باعو
مكان الميلاد : الجريف شرق
تاريخ الميلاد : ولد في العام 1889م
وفاته: توفي في العام 1971م

النسب والأسرة :
أسمه  (الأمين أحمد باعو) .. ولد في (الجريف شرق) في العام 1889 وتوفي في العام 1971 عن عمر 82 عام .. وينتهي نسبه بـ (آل العباس) رضي الله عنهم وأرضاهم .. وهو من أحفاد الملك (بشارة) رحمهم الله  ومن أحفاد الأمير (أدريس [ابو الديس]) وقبره موجود بمدينة (أبو حمد) وله محطة باسمه في مدينة (ابو حمد) نفسها رحمهم الله .. وأسم (الديس) لقب شائع في أولاد باعو .. الديس (مصطفى حاج الأمين باعو) الابن البكر لجدنا (الأمين باعو) رحمهم الله .. (الديس) محمد إبراهيم حاج الامين باعو .. (الديس) عثمان الطيب خوجلي .. (الديس) مصطفى عمر مصطفى حاج الأمين باعو ...

وأسم حاج (الأمين باعو) بالكامل  (بالدارجي السوداني) :
الأمين ود أحمد (الكير) ود محمد (باعو) ود حمدنا ود عبد الكريم ود محمد ود غناوة  ود رباط ود بشارة (أولاد بشارة) ود ضيغم  ود ضياب ود الملك غانم (أولاد غانم) ود حميدان ود صبح ود مسمار ود سرار ود محمد حسن الكردم (أولاد الكردم) ود إدريس (أبو الديس) ود قضاعة ود عبد الله الحرقان (أولاد الحرقان) ود مسروق ود احمد اليماني ود إبراهيم (جعل) (الهاشمي) (جد الجعليين) ود أدريس ود قيس ود يمن الخزرجي ود عدنان ود قصاص ود كرب ود محمد (هاطل) ود احمد (ياطل) ود ذي الكلاع الحميري ود سعد الأنصاري ود الفضل (أولاد الفضل) ود العباس (آل العباس) ود عبد المطلب ود هاشم (آل هاشم) ود عبد مناف ود قصي ود كلاب ود مرة ود كعب ود لؤي ود غالب ود فهر ود مالك ود النضر ود كنانة ود حزيمة ود مدركة ود إلياس ود مضر ود نزار ود معد ود عدنان ود سيدنا اسماعيل عليه السلام ود سيدنا أبراهيم عليه السلام ...

ويرجع أسم الجعليين الى كلمة (جعل) لقب (إبراهيم جعل) إلى معني (الجعل) الأجر الذي يعطى مقابل عمل .. وغالب أستخدامها في الأجر المقابل للتدريس وتلقي العلوم .. جعل له الشيء أي رتب له او جعل له أجر (قواميس اللغة العربية) ...

كما تم أخذ أسم جدنا حاج (الأمين باعو) رحمهم الله من المراجع التالية : (السور الحصين) جامع نسب الجعليين لمؤلفه العلامة الشيخ (عبد الله محمد الخبير) .. كتاب القبائل والأنساب العلامة البروفسير (عون الشريف قاسم) .. كتاب (الأنساب) للشيخ (محمد إسماعيل الولي) .. ختم إعتماد (الزبير باشا ود رحمة) بانتسابه الى (إبراهيم جعل) و(آل العباس) .. السرد التلقيني جدنا المرحوم (مصطفى علي عوض الكريم باعو) الشهير بـ (الغول) رحمه الله واحسن اليه وأسكنه فسيح الجنات وسقاه من كوثر المصطفى صل الله عليه وسلم شربة لا يظمأ بعدها أبدا...

مولده و حياته وأعماله :
 كان جدنا (الامين باعو)  يكني بـ ( الامين ود الكير) .. و الكير لقب لأباه أحمد ود محمد (باعو) حيث أن جده كنى بـ (باعو) وقد شارك أحمد الكير في فتح الخرطوم 1885 .. و عبر الجريف شرق كان اول دخول لقوات المهدي (مدونات الجريف شرق وعلاقتها بالممالك القديمة) ...

وتعود الحكاية أن والدة جدنا باعو عليهما رحمة الله ،، كانت ولود ولكن كانت يتوفى اطفالها وهم صغار رضع ،، وكما درجت العادات السودانية منذ القدم ،، بتغيير أسم المولود لاسم غريب كي يعيش .. ويظن البعض أن هذه العادة هي سودانية وبعض منهم يقول فرعونية ولكنها تنسب الى أرض النيلين عموما .. ويقال أن هذه العادة لها أرتباط بسحر (الكابلا) .. و(اليهود) يفتخرون أنهم أسياد هذه السحر .. لكي يضللوا التاريخ .. ولكن الحقيقة أن هذا السحر تناقله (اليهود) من الفراعنة بزمن قديم جدا وقبل السبي بـ (بابل) .. وتعود اصول سحر (الكابالا) الى أرض النيلين (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾ ) سورة الشعراء... ولاحقا سنعود لسحر (الكابالا) بمقالات الجريف وعلاقاتها بالحضارة ...

  جدنا حاج (الأمين أحمد باعو) رحمهم الله ولد وعاش طفولته بنواة (الجريف شرق) (قهوة العشاي اومحطة 8 حاليا) .. وقدر له أن يعيش موفور الصحة والدعوات .. وكما دعا له خليفة (العبيد ود بدر) رحمهم الله .. حيث أنه كان كثيرا ما يزور مدينة الخلاوي (أم ضوا بان) .. مزاملا لخليفتها .. وكان أن درس فيها القرآن صغيرا .. ويقال أنه في أحدي المرات كان خارجين من محرم خليفة (العبيد ود بدر) رحمهم الله الي فسحة المسيد .. وعند الباب تعثر خليفة (العبيد ود بدر) فكان بجانبه جدنا الأمين باعو عليهم رحمة الله .. فأسنده بيده من السقوط .. فدعا له خليفة (العبيد ود بدر) بقوله : ( الله يسندك ) .. فكان له من أمر الله و الجاه رحمهم الله ..

نشأ حاج (الأمين باعو) رحمهم الله في بيئة قرآنية بحتة .. ويقال أن والده الكير أرسله لخلاوي (أم ضوا بان) وهو صغير ذو سبعة او عشر سنوات .. وجلس بالمسيد يتعلم القرآن وعلومه .. ومنها كان مزاملا لخليفة (العبيد ود بدر) رحمهم الله بعدها .. وتعلم القراءة والكتابة بالإضافة للقرآن .. وعاد بعدها ليقوم بأعمال أبيه (أحمد الكير) رحمهم الله .. فقد أدار عمل والده وهو ما يزال صبيا لم يبلغ العشرين .. وكانت صناعة الطوب والكمائن هي حرفة والده في ذلك الزمان .. وتزوج أول زوجاته  بنت عمه (ام بلينة بابكر باعو) رحمهم الله .. ومن ثم أعقبها بزوجاته (السيدة حاج الزبير) و(امنة  / حلة كوكو) و(وفاطمة / المصرية) رحمهم الله .. وانجب منهن اكثر من 47 من ولد لبنت حفظهم الله ورحم الاموات منهم ورحمهم الله جميعا ..

كما يتميز بصفة عجيبة فهو أي جدنا حاج (الأمين باعو) هو بكر ابيه وأبيه بكر جده وجده (محمد باعو) هو بكر ابويه ، او هو الولد الوحيد لأبويه بذلك الزمان ..

ولد حاج (الأمين باعو) بمنزل  جده لامه (حاج بركات)  (قهوة العشاي حاليا) او (محطة 8) .. ثم انتقل والديه لمزرعة (النسيم) زوجة جدهم (حمدنا الله) رحمهم الله .. و التي هي موقعها هب النسيم الآن .. او بما يسمي (ديوان حاج الامين) .. غرب شارع الشهيد (احمد عبيد) او (زلط النص سابقا) او (هب النسيم .. اولاد باعو .. محطة عشرة ) ...
وتعود تسمية (هب النسيم) الى اسم (زراعة النسيم)  .. وهي حفيدة (الزبير باشا ود رحمة) رحمهم الله .. وأسمها (النسيم)  ويقال أنها زوجة حمدنا الجد الثاني لجدنا حاج (الأمين باعو) (الأمين ود أحمد ود محمد باعو ود حمدنا الله).. ويقال أنها لم يكن لها ولد .. (كما حسب المتناقل) .. وجات تسمية (هب النسيم) في الستينات .. ولكن كان شائعا في بداية القرن 1800 ميلادية القول .. حيث كانت البيوت القليلة وعندما كن النسوة يرسلون اولادهم من نواة الجريف (قهوة العشاي حاليا/ محطة 8)  حيث كان شائعا القول (امشي لقط الحطب من زراعة النسيم)  .. وهي أي (النسيم) رحمها الله كانت تنتظر انتهاء موسم الفيضان وعقب انحسار النيل تقوم برمي البذور .. ويقال أنها كانت قوية ولكن لم ترزق بولد .. رحمها الله رحمة واسعة واحسن اليها وسقاها من كوثر المصطفى صل الله عليه شربة لا تظمأ بعدها ابدا ...

في هذه البيئة المرتبطة بالزراعة وكمائن الطوب والذخيرة السابقة بخلاوي (أم ضوا بان) نشأ جدنا حاج (الأمين باعو) رحمهم الله .. وبدأ علاقاته التجارية مع الإنجليز .. وساهم كثيرا في بناء كثير من المباني عبر العلاقات التجارية لبيع الطوب ومنها (القصر الجمهوري) و(جامعة الخرطوم) وعدد من المنشآت وسرايا (قصور) الإنجليز .. وكان يشتري البيوت وقطع الأرض في وسط الخرطوم .. ولكن المستعمر الانجليزي كان ان منع جدنا حاج (الأمين باعو) رحمهم الله وبعض أعيان الخرطوم من شراء الأراضي لسببين .. خطة المستعمر الانجليزي بتحجيم الاغنياء من التمدد .. و السبب الثاني وهو الأساسي .. لأرتباط أسم (حاج الأمين باعو) وبعض الاعيان الجعليين بثورة 1924 .. ثورة الضباط (عبد الفضيل الماظ) و(عبيد حاج الامين) وآخرين رحمهم الله .. حيث أكتشف الانجليز دعم اعيان الخرطوم لتلك الثورة وكان من ضمنهم حاج (الأمين باعو) رحمهم الله ...

وكذلك كان جدنا حاج (الأمين باعو) رحمهم الله  أول من أنشأ خلوة لتعليم النساء على مستوى الخرطوم عامة .. ولم يسبقه سوي المرحوم بابكر بدري بأنشاء تعليم النساء في (رفاعة) .. وأنشأ جدنا حاج (الأمين باعو ) أول مؤسسة لتعليم النساء  .. وكان ذلك في بدايات العقد الثاني من القرن الماضي (1920) .. وكان قبلها أنشأ خلوة لتعليم الرجال ولكن كان هناك أيضا عدة خلاوي للرجال بالجريف شرق والخرطوم بالإضافة لخلاوي (أم ضوا بان) وخلوة الشيخ (أدريس ود الارباب) بـ (العيلفون) .. ولكن كان لجدنا حاج (الأمين باعو) رحمهم الله قصب السبق في أنشاء خلوة لتعليم النساء على مستوي الخرطوم .. وموقع الخلوة موجود حاليا شرق (ديوان حاج الأمين)  وغربا تفتح مباشرة على شارع الشهيد (أحمد عبيد) (زلط النص سابقا) ...

ونسبة لأرتباط جدنا حاج (الأمين باعو) رحمهم الله  في أعماله مع الانجليز وسكان الخرطوم الوافدين في البناء و التشييد بالطوب .. فقد كان يقضي بعض أيامه في منزله شمال مسجد فاروق (خلفه مباشرة) .. وكان قد أشتراه سابقا وبناه .. وكان يرتاد قهوة الخواجة الاغريقي (قهوة كرياتي) .. وتزوج بعدها بآخر زوجاته المصرية (فاطمة) .. ثم أنتقل معها بمنزله بالخرطوم 2 غرب (مقابر فاروق) حاليا .. وكان له الكثير من الاملاك ما بين بيت وقطعة ارض بالخرطوم (شارع الجمهورية – مسجد فاروق – السوق الافرنجي – شارع المك نمر – مستشفى الخرطوم - شارع الحرية ) وباع أكثره نسبة للضرائب الثقيلة التي كان يفرضها الإنجليز ومن بعده الحكومات الأولي التي سارت على النهج الاداري للمستعمر الانجليزي ..  وقد أبقى على بعض من أملاكه  منه  ...
وكانت هناك الكثير من القهاوي الشعبية .. لكن قهوة الاغريقي (كرياتي) كانت الأشهر وكان معروفا عنها شهرتها بجلاسها الصفوة والأعيان من مجتمع  الخرطوم آنذاك ... وكان يستدعي أبنائه فيأتون إليه في القهوة وكانوا معروفين لجلاس القهوة .. حيث كان يداعبهم الأغريق اليونانيين (اوه مستر باوو – اوه مستر باوو سقير) .. ومن ثم يعود في الأمسيات الى الجريف فيجلس في ديوانه .. ويقوم ببعض الزيارات لأبنائه  .. ويقسم في المبيت بين زوجاته .. وقد توفت زوجته الأولى وأبنة عمه (أم بلينة بابكر باعو) باكرا رحمهم الله ...

وكان أن بكي بحرقة وفاة ولده (الصديق) حيث كان ساعده بالإضافة إلى أبنيه الكبيران (مصطفى) و(عبد الله) .. وحيث كان يعتمد في كثير من أشغاله واعماله على هؤلاء الثلاثة أبنه البكر (مصطفى) وأبنه الثاني (عبد الله) وأبنه بعد البنت الثالثة (الصديق) رحمهم الله جميعا ...
كما يذكر عنه فكاهته .. وكان قد أتي جدي او ولده البكر(مصطفى) رحمهم الله .. بعد أن وضعت له حبوبتنا (فاطمة الصديق حاج الضوء) رحمهم الله أول بناته فكان أن سماها جدي (مصطفى) (شذروان) .. فداعبه جدنا ووالده حاج (الامين باعو) قائلا :
(كملت شجر الدنيا وقبلت على شجر الجنة) ...

وكذلك أحضر في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي (1930) أستاذة قبطية أسمها (سنية) وذلك لتدريس بناته وبنات من حوله بعض العلوم الأخرى أضافة الى العلم الرئيسي القرآن .. وكان أول من درس الرجال في الخلوة في العشرينات من القرن الماضي (1920) الفكي (هجو)  وتلاه الفكي (نعيم) وتلاه الفكي (أحمد) ..

وكذلك لم يعترض على تسمية اسم (عائشة) للمرة للثانية .. فقد سمى (عائشة) من زوجته الأولى حبوبتنا (أم بلينة) .. ويقال أن حب زوجته الثالثة حبوبتنا (امنة) لأبنته (عائشة) من زوجته الاولى (أم بلينة) هو ما دفع حبوبتنا (أمنة) لتسمية (عائشة) للمرة الثانية .. رحمهم الله جميعا ومتع حبوبتنا (عائشة) بت (أمنة) بالصحة والعافية ...
وكذلك كانت محبته بالصغار والأطفال وأحفاده بائنة كثيرا .. وكان كثيرا ما تغني له حفيدته (ناهد) متعها الله بالصحة و العافية .. من ابنه (عثمان) متعه الله بالصحة و العافية .. ومن ابناء زوجته الثانية (السيدة حاج الزبير) رحمهم الله .. وكان عندما يحضر الي ديوانه يرسل في طلب (ناهد) لتغني له بعض الاغاني .. وكان يطلب منها تكرار (أغنية الدنيا ما دوامة) ثم يقول لزوجته (السيدة بت حاج الزبير) رحمهم الله :
تعالي شوفي بت ولدك الممسوخة ...
وكان مشهور بحبه لأحفاده ولصغار من حوله .. وعرف بعطائه لهم ووهبهم بعض الهدايا مما يحمله  .. وكانت حفيدته معه قبل ان يتوفي بساعة او اقل .. وقيل أنه في وفاته أحضر (النحاس) وهو الطبل الذي يصدح به أهل الصوفية .. كذلك أحضر المشائخ لـ (الفصادة) للأطفال .. وهي عادة كانت متفشية في ذلك الزمان .. فعندما يموت كبير القوم او أحد الأعيان .. يحضرون الشيوخ لتفصيد الأطفال ..

ويذكر عنه أن الانجليز أدخلوا نظام المدارس الأولية في الثلاثينات من القرن الماضي (1930) فكان أنصبتها في المنطقة الشرقية للنيل هي (الجريف شرق) و (العيلفون) و(رفاعة) .. ورفض أهلنا في (الجريف شرق) الامر في بدايته .. وكان سبب الرفض هو نقمتهم وغضبهم على المستعمر الانجليزي وقد يكون هذا سبب ثانوي .. ولتفشي العادات و التقاليد ونظرة الأفضلية لتعليم الخلاوي وتحفيظ القرآن وكذلك الأعتقاد الأساسي آنذاك الوقت بأن تعليم المدارس يؤدي الى فساد الأولاد والأبناء .. كل تلك الأسباب مجتمعة شكلت رفضا لوجود المدرسة الأولية بـ (الجريف شرق) من قبل أهلها .. وأنشئت مدرسة (رفاعة) ومدرسة (العيلفون) وتأخرت مدرسة (الجريف شرق) عدة شهور .. ولكن جدنا حاج (الأمين باعو) رحمهم الله ولمعرفته  بفائدة التعليم فقد أتفق مع الإنجليز على أن تكون بداية المدرسة في أحدي بيوته لحين تشييد بناء جديد للمدرسة .. فوافقت الإدارة الإنجليزية على أن تكون المدرسة الأولية في بيوت جدنا حاج (الأمين باعو) رحمهم الله .. فقامت أول مدرسة أولية بـ (الجريف شرق) في (هب النسيم اولاد باعو) .. حيث موقع منازل أبناء حاج (الامين باعو) (عائشة) رحمها الله و(عمر) متعه الله بالصحة و العافية و(نفيسة) متعها الله بالصحة و العافية .. وتقع تلك المنازل شرق شارع الشهيد (احمد عبيد) او (زلط النص سابقا) ...

لاحقا ساهم حاج (الأمين باعو) رحمهم الله في أنشاء مدرسة الجريف شرق الإبتدائية (مدرسة أبوعبيدة الجراح حاليا) ومدرسة الجريف شرق المتوسطة (المعهد سابقا ) و(معهد الفكي يوسف حاليا ) .. كما انه له أوقاف وهبت لحكومة السودان رفض ذكرها على الأوراق الرسمية  .. وساهم في عدد من أعمال الخير .. أبرزها بناء مسجد (حاج علي) (قهوة العشاي) .. ويعود تاريخ بقعة المسجد الى ما قبل دولة (الفونج) .. وقد ذكرت ذلك في (مدونات علاقة الجريف شرق بالممالك القديمة) .. وحيث أنه كان الى العقد الرابع من القرن السابق (1940) هو مجمع لأداء صلاة العيد لكافة أهل الجريف شرق ولكافة العوائل والأسر ..

وفاته :
توفي جدنا حاج (الأمين أحمد باعو) رحمهم الله في منتصف العام 1971 عن عمر يناهز الـ 82 عاما .. رحمهم الله جميعا رحمة واسعة وأحسن اليهم وغفر لهم ما تقدم وتأخر من ذنب وأسكنهم فسيح جناته وسقاهم من كوثر المصطفى صل الله عليه وسلم شربة لا يظمأون بعدها أبدا ...








ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القبض علي مدير النزع و التسويات(علاء الدين) واحتجازه بقسم حلة كوكو في قضايا تلاعب وفساد بـ أراضي الجريف شرق    ... 

 ( نحنا مرقنا ضد السرقوا أرضنا  ) ..

--------------------------------------
التحية للمناضلين بدر الحاج ... السر الجزولي
المناضلين عن الحق و العرض والأهل  ...
--------------------------
اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم   ...
في رحاب الله الشهيد أخي (أحمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا   ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم باعو) الشهير بـ ( الغول ) عليه رحمة الله ... ( مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد  ) ...

محمد باعـــــــــــــــــــــو
28/10/2017

الاثنين، 23 أكتوبر 2017

كيف تدخل الغابة (81) ،، الامير لاي عثمان دقنة ،، نيلسون مانديلا السودان



بسم الله و الحمد لله

كيف تدخل الغابة (81 )
الوطن الذي لا وجيع له
الشهيد البطل .. نيلسون مانديلا السودان
الأمير ألاي عثمان بن أبي بكر دقنة
حياته وتاريخه وأنتصاراته على المستعمر ووفاته




المعلومات الشخصية
الاسم : عثمان دقنه بن أبي بكر دقنه
مكان الميلاد : سواكن
تاريخ الميلاد : 1843م
وفاته: تم أسره عام 1900م، وسجن وتوفي في سجن حلفا عام 1927م
النسب والأسرة:
من أمراء المهدية في السودان ومن قوادهم الأشداء. اختلف في أصله، فقيل من احدي القبائل العربية، وقيل من أسرة تركية استوطنت السودان الشرقي قبل أربعة قرون، وقيل كردي وصحة لقبه (دقنو)
المراحل التعليمية:
درس الفقه والقرآن على يدي شيوخه المجاذيب.
حياته:
مارس التجارة وزار معظم بقاع السودان حتى وصل إلى دارفور، واتسعت ثروته. وأتهم بتجارة الرقيق، فاستولت حكومة السودان على أمواله وأملاكه، فقصد القاهرة يشكو إلى الخديوي إسماعيل ما حل به، فلم يلتفت إليه.
عندما قامت ثورة (المهدي) في الأبيض، رحل إليه، وبايعه؛ فولاه السودان الشرقي وقاتلته الجيوش المصرية والبريطانية، فظفر واسر كثيرين. ومات (المهدي) فوالى خليفته (التعايشي) واستمر يدافع ويهاجم إلى أن خانه احد أقربائه فأسلمه إلى أعدائه (سنة 1318هـ - 1900م) فحمل أسيرا إلى دمياط، ثم إلى (وادي حلفا) حيث مات في سجنه. كان موصوفاً بالمقدرة والدهاء وسعة الحيلة في الحروب، معتدل القامة، اقرب إلى الطول، عريض الكتفين، واسع العينين ، سريع الحركة، شديد الاحتمال للمشاق، له علم بالتفسير والحديث، يحسن مع العربية التركية و البجاوية . ويلفظ لقبه (دقنه) بالقاف الشبيه بالجيم المصرية .
عثمان دقنة (بعض التفاصيل ) :
ولد الأمير عثمان ابوبكر في سواكن حوالي عام 1843م وينحدر من أسرة اصلها من الاكراد جاءت الي سواكن وعملت بالتجارة بين سواكن وجدة فتصاهرت مع البجة واختلطت معهم , وعمل عثمان مع اسرته بالتجارة ولم يستمر فيها حيث غادر سواكن الي بربر حيث عمل ( سقاء ) واستقر هنالك وما لبث ان تحول من مهنة ( السقاء ) الي التجارة مرة ثانية .
ــ وفي عام 1882م رجع الي مدينة سواكن في مهمة تجارية وحاول ان يقيم تنظيم لمقاومة السلطات القائمة هناك الا انه فشل .
ــ تنامت الي الامير عثمان دقنه انباء المهدي وانتصاراته فتوجه الي كردفان وبايع المهدي فعينه المهدي اميراً علي شرق السودان .
ــوقد ارتبطت الثورة المهدية في شرق السودان بشخصيتين مهمتين هما : الشيخ الطاهر المجذوب الذي ينحدر من سلالة المجاذيب بالدامر والشخصية الثانية هي عثمان دقنة , وبدأ عثمان دقنه والشيخ الطاهر يبشران بالمهدية في شرق السودان في اغسطس 1883م وحرضا قبائل البشاريين والامرار علي الثورة ضد الحكومة .
ــ ثم قصدا سنكات فاستجاب لهما البجة وانضموا للثورة المهدية , وفي البداية هاجم عثمان دقنه برجاله سنكات ولكن حاميتها ردته على اعقابه , كما تعرض لهزيمة اخري في معركة قباب في سبتمبر 1883م , ولكنه تمكن من قطع خط التلغراف بين سواكن وكسلا .
ــ فظل يكر ويفر علي حامية سنكات حتي هزمها وضمها الي المهدية في فبراير 1884م هي و طوكر ولم يتمكن من ضم سواكن بسبب الحامية البريطانية التي تحرسها .
ــ ومن اهم نتائج ثورة عثمان دقنه في الشرق , تمكنه من قطع طريق سواكن ــ بربر ــ الخرطوم , وحاولت الحكومة فك الحصار علي طوكر وابعاد الخطر عن سواكن ولكنها لم تنجح , وعادت طوكر وسنكات لقبضة عثمان دقنه .
ــ وبعد وفاة الأمام المهدي نجح عثمان دقنه في وضع ( السودان الشرقي ) تحت راية الخليفة في الفترة بين سنة 1886م ـ 1887م ماعدا الحامية الانجليزية المصرية التي ظلت محاصرة في سواكن , وفي عام 1891م هاجمت الحكومة البريطانية طوكر واحتلتها , وتراجع عثمان دقنه بعد طوكر الي نهر عطبرة, وفي عام 1994م استولت الجيوش البريطانية علي كسلا .
ــ بعد معركة كرري الفاصلة بين المستعمر والانصار , تراجع الخليفة عبد الله التعايشي غرباً لمواصلة الكفاح وهنالك لحق به الامير عثمان دقنه بمن معه من رجال وبعد اكتمال تجمع الانصار زحف بهم الخليفة الي ام درمان , وانتظر الامير عثمان دقنه بينما واصل الخليفة عبد الله زحفه الي ام درمان .
ــ ثم وصلت الانباء باستشهاد الخليفة عبد الله فأمر الامير جنده من اهل الشرق بركوب النيل من الدويم الي رفاعة ومنها الي حمري بطريق البطانه , اما هو فقد تنكر ومكث برفاعة ومناطق اخري وبعث الي اهله في طوكر ليعدوا له العدة لتهريبه الي الحجاز .
ــ وصل خبر وجود الامير عثمان في الشرق الي مأمور سواكن فقدم علي رأس قوة من الشرطة لاعتقال الامير فاسر ونقل مثقلاً بالحديد الي سواكن في عام 1900م , وحاول اهله ا مساعدته فاخرجوا النحاس وضربوا عليه ضربات الحرب , وكاد الامر ان يخرج من سيطرة الحكومة التي سارعت بتهدئة الجموع ووعدتهم باحترام مكانة الامير ومحاكمته محاكمة عادلة .
ــ بعد ذلك سارعت السلطات بنقل الامير الي رشيد ومنها الي دمياط , في ديسمبر 1908م نقل الامير الي سجن وادي حلفا,وفي عام 1924م سمحت الحكومة البريطانية للأمير بالذهاب للحج تحت ضغوط حملة حزب الاحرار البريطاني .
ـ وعند عودته من الاراضي المقدسة خصص له منزل صغير جوار مركز الشرطة حيث قضي فيه بقية حياته صائماً نهاره يفطر علي اللبن والتمر وقائماً ليله يستريح من القيام بتلاوة القرآن ليعاود قيامه , وفي ليلة السابع عشر من ديسمبر 1927م توفي الامير عثمان دقنه في هدوء وبعد جنازة صامتة دفن في مقابر السيد إبراهيم الميرغني بوداي حلفا .
ــ وعلي أثر تهجير مواطني وادي حلفا تم نقل رفات الأمير وإعادة دفنه في مدخل مدينة سواكن في مساء 30 اغسطس 1936م , ووجد الكفن الأبيض سليماً كما هو الا ان لونه يميل الي الصفرة قليلا , وتم الكشف عن وجهه للتعرف عليه وكان وجهه واضح الملامح كما لو كان حياً وكان شعر رأسه وحواجبه علي هيئتهما اما لحيته فقد كانت كما هي مخصبة بالحناء ( بعد مرور 40 عام علي وفاته ) وتم اعادة تكفينه ووضع في تابوت خاص غطي بعلم السودان , وفي احتفال مهيب حفل الرفات الي بور تسودان ثم الي عطبرة وتم اعادة دفن الرفات في اركويت بشرق السودان .
مذكرات تشرشل (الامير عثمان دقنة )
كان مولد الأمير عثمان دقنه في سواكن عام 1843م ووالده أبو بكر دقنه من أسرة الدقناب الشهيرة وأمه نفيسة (ست البنات) من البشارياب وهم بطن من بطون قبيلة الهدندوة بشرق السودان.
نشأ الامير وسط أسرة تعمل بالتجارة فقد كان أخواه عمر وعلي وابن عمه أحمد يعملون بالتجارة بين سواكن وجده. كانت تجارتهم رائجة واتهموا بالاتجار بالرقيق تحت ستار التجارة الحرة ، و في عام 1877م قبض على علي دقنه بالقرب من مرسى الشيخ (برغوث) . و حكم بالسجن على عمر وعثمان وعلي ، ثم صفيت أعمالهم بجده وصودرت ممتلكاتهم وعاد الأخوة الثلاثة إلى سواكن بعد ضياع ما جمعوه عبر السنين .
ترك هذا الأمر أثرا عظيماً في نفس عثمان دقنه الأمر الذي حدا به لمحاولة تأليب الناس في سواكن على السلطة التركية القائمة ، غير أن أهل الرأي في سواكن رأوا أن يبعدوا الفتن من مدينتهم التي تعتمد على التجارة التي ترعاها الإدارة القائمة فتكون مجلس من أعيان المدينة و قرر المجلس طرد عثمان دقنه من مدينة سواكن .على أثر هذا القرار غادر عثمان دقنه سواكن إلى بربر حيث استقر وتزوج هناك، وبمساعدة أصهاره اسـتطاع عثمان أن يعود إلى التجارة.
و في عام 1882م رجع إلى سواكن في مهمة تجارية حين حاول أن يقيم تنظيم لمقاومة السلطات القائمة إلا أنه فشل في ذلك الأمر.
تنامت أنباء المهدي وانتصاراته فتوجه عثمان إلى كردفان وبايع المهدي وتم تعيينه أميراً على شرق السودان.
بدأت حملات الامير عثمان دقنة علي سواحل البحر الاحمر بالقضاء علي الحاميات التركية المصرية التي كانت تحت امرة ضباط انجليز في نفس الوقت الذي تحركت فيه حملة الكولونيل وليم هكس (قائد اركان الجيش المصري بالسودان) غربا لملاقات قوات المهدي في غابة شيكان. و قد عمل الامير عثمان علي قطع اي مدد من منافذ البحر الاحمر للكولونيل هكس مما ساعد قوات المهدي في هزيمة هذه الحملة عام 1883م (معركة شيكان) و ابادة كل جنودها في ملحمة علق بالقول عليها اللورد فيتز موريس في جلسة مجلس اللوردات البريطاني نوفمبر 1883م ( لم يفن جيش بهذه الطريقة منذ ان هلك جيش فرعون في البحر الاحمر). و في تلك الاثناء كانت جميع مدن الشرق تقع تحت رحمة قوات عثمان دقنة من قبائل الهدندوة الشجعان و قد بلغ عددهم في مطلع العام 1884م 18000 مقاتل منهم حوالي الف من حملة البنادق و الباقي من حملة السيوف المرعبين . و قد نالوا اعجاب اعدائهم من الجيش الانجليزي الذين اطلقوا عليهم اسم (فزي وزي) و قد قام كبلينج شاعر الانجليز الاشهر في ذلك الوقت بتخليد اولئك البواسل في قصيدة عبرت عن نظرة الجنود البريطانيين لأولئك المقاتلين يقول فيها:

ارفع اليك التحية يا فزي وزي و انت في ديارك هناك في السودان
انت مع كونك هزيل و جاهل الا انك محارب من الطراز الاول
التحية لك ايها الفزي وزي بشعر رأسك الخشن الاشعث الهائج
ايها العظيم, الاسود. المعدم. لأنك حطمت المربع البريطاني

عندما تعاظمت قوة عثمان دقنة قام الخديوي بتعين الضابط البريطاني الميجور جنرال فالنتين بيكر ( ضابط بسلاح الفرسان البريطاني: عمل بتميز في جنوب افريقيا و حرب القرم و الحرب البروسية -الفرنسية) .
و عندما وصل الي سواكن في ديسمبر 1883م علم بأن عثمان دقنة يحاصر مدينة طوكر, فتحرك بيكر بقواته المكونة من الباشبزق و الجندرمة المصريين و سلاح الفرسان لفك حصار طوكر في هيئة المربع التكتيكي و هو عبارة عن مربع مفرغ له اربع جوانب تتكون من الجنود الذين يحملون البنادق و المدفعية و عادة ما تجمع المؤن في الداخل. هذا التشكيل استخدم بواسطة الجيوش علي مدي قرون.
و المربع في ذلك الوقت هو التشكيل الاحسن في حالة الدفاع الثابت علي ارض مكشوفة و لكن من الصعب الحفاظ علي تماسكه في حالة الحركة. تعامل جنود دقنة بفن المناورة و السحب لقوات بيكر حتي ادخلوهم بقرية تدعي التب و هنالك انهال عليهم فرسان الهدندوة كالسيل و قضوا عليهم في مجزرة رهيبة تمكن بيكر من الهرب مع بعض حرسه الي مدينة سواكن المحصنة و قد ارسل بعد اسبوع للورد كرومر بالقاهرة يقول له (لم يحاول الجنود القتال مطلقا, فقد القوا اسلحتهم و لاذوا بالفرار, كما تركوا انفسهم ليقتلوا دون مقاومة. اكثر من الفين منهم قتلوا و الاوربيين ايضا عانوا كثيرا). قتل في تلك المعركة 2500 من جنود بيكر و بعد ذلك لم يبقي امام الحاميات المصرية بشرق السودان الا الانسحاب فحاول قائد حامية سنكات محمد توفيق الانسحاب و ما ان غادر بجنوده المدينة في صبيحة الثامن من فبراير 1884م حتي انقض عليهم الامير عثمان دقنة و جنوده فتكررت مجزرة اخري و بعد اسبوعين من تلك الواقعة استسلمت حامية طوكر لتفادي المزيد من المجازر. و لم يبقي الا مدينة سواكن بحاميتها من الضباط البريطانيين و دعم مدفعية الاسطول الملكي البريطاني
.
كان الرأي العام في بريطانيا و رأي الملكة فكتوريا سيئا في جيش يقوده ضباط بريطانيين و يمزق اربا علي يد قوات المهدي في وسط و غرب السودان و قوات عثمان دقنة بشرق السودان و كانوا يروون ان هذه الهزائم و المجازر قد حطمت سمعة بريطانيا و جيشها و قادتها. و مارس الاعلام و الرأي العام الانجليزي ضغطا علي جلادستون رئيس الوزراء لأرسال الجنرال غردون احد اعظم القادة الانجليز في ذلك الوقت ليرد كرامة بريطانيا. و عندما رضخ جلادستون ارسلت الملكة عبر سكرتيرها تقول:(نحن سعداء جدا بأن قررت حكومتنا اخيرا فعل شئ, ارجوا ان لا يكون متأخرا لأنقاذ بعض الارواح. خاصة و ان سقوط سنكات كان فظيعا). كما ارسل جلاديستون امره للادميرال السير وليم هويت قائد الاسطول البريطاني بالبحر الاحمر بأن يجمع قواته و يرسلهم الي الشاطئ لمحاربة عثمان دقنة.
في فبراير1884 تم انزال رجال اطقم البحرية البريطانية بسواكن مع تأمين من سفن اسطول البحر الاحمر البريطاني و مدفعيتها ماركة جاتلينج و غاردنر الرشاشة علي رأسهم المدمرة الانجليزية (نسر جلالة الملكة) و تم اللحاق قوات مارينز انجليزية قادمة من الهند و جنود البحرية المرابطين ببورسعيد, و عج البحر بالسفن البريطانية من عدة مستعمرات لأمداد هذه الحملة و من ضمن هذا المدد:
1/  كتيبة من البلاك ووتش .
2/ كتيبة من الهايلاندرز .
3/  مشاة المارينز الملكية .
4/  فيلق بنادق الملك .
5/ فيالق اليوركشير و اللانكشير و الايرش .
6/  قوة من الخيالة تتبع للفرقة التاسعة عشر هوصار والفرقة العاشرة هوصار.

و ضمت الحملة ضباط  ذو خبرة واسعة كالفريق سير جيرالد جيرهام (حامل وسام فكتوريا كروس). و الكولونيل هربرت ستيوارت (الذي تميز في قيادة معركة التل الكبير) و الكولونيل سير ردفيرز بوللر (حاصل علي وسام فكتوريا كروس) و الكولونيل فردريك برنابي (قائد فرسان الحرس الملكي (البلوز) و اللورد شارلس بيريز فورد ( من قادة الاسطول البحري الملكي).
و غيرهم من الضباط الانجليز اصحاب الخبرة و تولي القيادة جيرهام الذي حشد كل القوة في ثلاثة الوية فقط (اثنان مشاة و واحد من الخيالة). و كان هدف الحملة استعادة كرامة و هيبة الجيش البريطاني و تأديب قوات عثمان دقنة ومن ثم مساعدة حامية الخرطوم التي يقودها الجنرال غوردون في مواجهة جيش المهدي
.
قاد جراهام قواته خارجا من ميناء ترينكتات الصغير في تشكيل من المربع الانجليزي المعروف. الواجهة الامامية من الهايلاندرز و الخلفية من البلاك ووتش و الواجهة اليسري من المارينز و اليوركشير و اللانكشير و كونت قوات الايرش و بنادق الملك الواجهة اليمني و ارسل خيالة استطلاع من الفرقة العاشرة هوصار بينما ظلت بقية الفرقة العاشرة هوصار و الفرقة التاسعة عشر هوصار من الخيالة في الخلف و تم تأمين اركان المربع بمدافع جاتلينج و جاردنر الرشاشة و مدافع الميدان 7 رطل, كانت عيون عثمان دقنة تراقب تحرك الجيش البريطاني فأمر قائديه مدني و عبدالله بن الحسن بأحتلال الاطلال القائمة علي قرية التيب و اتخاذ مواقع الرماية. و كانت قوات عثمان دقنة تملك مدفعا واحدا من ماركة جاتلينج و بعض القطع من مدافع الميدان كروب استولوا عليها من قوات بيكر و معظم رجاله مسلح ببندقية ماركة رمينجتون-40 بطلقة واحدة. عندما ظهر تشكيل جرهام الضخم زاحفا علي انغام موسيقي القرب من الوحدات الاسكتلندية بدأت المعركة في ظهيرة 29 فبراير 1884 بقذيفة مدفع من ناحية قوات دقنة من علي بعد الف ياردة و حققت اصابات ناجحة في المربع الانجليزي, احتمي المشاة البريطانيين بالسواتر الارضية و لم يتقدموا الا بعد ان اسكتت نيران مدفعية دقنة, تقدم المربع تحت ساتر من القصف المدفعي ناحية اليسار للالتفاف حول قوات دقنة و هنا تجلت عبقرية عثمان دقنة بأقتحامه للمربع لحظة تحركه عبر جنود له كامنيين داخل الاودية و تلاحموا مع الانجليز في قتال رهيب اما قوات الخيالة من الهوصار فسرعان ما وجدوا انفسهم وسط مقاتلين الهدندوة المختبئين حول الشجيرات و تعرضوا لهجوم شرس من حاملي السيوف و الحراب و كان بعض من فرسان الهدندوة ينطرحوا ارضا ليسقطوا الاحصنة بضرب سيقانها . لم تكن خسارة الانجليز من القتلي في هذه المعركة اكثر من قتلي الهدندوة الا انهم علموا انهم يحاربون مقاتلين من طينة اخري .و تكررت المعارك بين الجانبين في سنكات و طماي و غيرها من المعارك تعودت فيها قوات دقنة من اقتحام مربع الجيش البريطاني و اعمال القتل و الفوضي داخله. فبعد معركة التب قال جراهام:( مجموعة ضخمة من الوطنيين جاءت كسيل متدفق و هجمت بعزيمة لا تلين علي كتيبة اليوركشيرز و اللانكشيرز مما جعل المربع ينهار و يتخبط في فوضي تامة. وقد تمكن العدو من الاستيلاء علي مدافع لواء البحرية التي امنها رجالها و وقفوا بجانبها حتي النهاية). و كتب قائلا بعد معركة طماي:( خسائرنا كانت فادحة, فكثير من الرجال الشجعان من الرويال هايلاندرز و اليورك و اللانكشير قدموا حياتهم لأنقاذ شرف و سمعة وحداتهم, و خسائر العدو بلغت اربعة الف ما بين قتيل و جريح , و لكن السودانيين و كما حدث من قبل انسحبوا بهدوء و نظام جيد, مقدمين صورة مشرفة عن انفسهم, و كان من الواضح انهم مصممون علي القتال مرة اخري.
لقد نجح عثمان دقنة و جنوده فيما اخفق فيه الفرنسيون و الروس علي السواء و هو اختراق المربع الانجليزي. وكانت عبقرية دقنة في اختراقه لهذا المربع ترتكز علي المناوشة و استدراج العدو مع الهجوم عليها في وقت تحرك المربع و التركيز علي الهجوم من المؤخرة , مع اقامة الكمائن حول مسار تحرك العدو كل ذلك مع الاعتماد علي سرعة الكر و الفر ساعده علي ذلك خفة قواته المهاجمة و بسالتهم. و عندما تدرس الان(نظرية الاختراق من مؤخرة العدو) في كلية الاركان في كامبرلي تذكر تكتيكات الامير دقنة  كنموزج في معاركه في التيب و طماي و توفريك و خور شمبات.
لقد استردت قوات جراهام بعضا من مدن الشرق مما اسعد الانجليز و الملكة كاسترداد لشرف و سمعة جيشهم و لكن لم يستطع الوصول للخرطوم لأمداد الجنرال غردون , و سرعان ما انسحبت قوات جراهام في ابريل 1884 للقاهرة و استولي عثمان دقنة علي الشرق مجددا و ارسل للمهدي قائلا:(لقد قذف الله الرعب في قلوب الانجليز فذهبوا.
سرعان ما حاصرت قوات المهدي الجنرال غردون بالخرطوم , و قامت بريطانية بأرسال حملة اخري عن طريق مصر لأنقاذ غردون و ذلك بعد ضغط شديد من الملكة نفسها علي غلاديستون الذي كان لا يرغب في الغوص اكثر من ذلك في مستنقع السودان بل صرح قائلا في مجلس العموم :
( ان ارسال قوات الي السودان سيكون بمثابة حرب من غزاة علي شعب يناضل لينال حريته و يكافح بحق ليكون حرا ).
فأرسلت الملكة فكتوريا تقرع رئيس وزراءها بمذكرة كتبها سكرتيرها الخاص:
(......ان جلالة الملكة منفعلة جدا بخصوص السودان , و ترغب ان تقول انها تعتقد ان لطمة قوية يجب ان تسدد لتقنع اولئك المسلمين بأنهم لم يهزمونا, انهم همج و لن يستطيعوا الوقوف في وجه قوات نظامية جيدة التسليح و التدريب....ان الملكة ترتعد خوفا علي سلامة الجنرال غردون, اذا ما اصابه اي شئ فالنتيجة ستكون مروعة) .
و ازداد الضغط علي جلادستون بأرسال الملكة له تقول:
( بحق شرف الحكومة و الامة. يجب عدم التخلي عن غردون) .
كما اخبره اللورد هارتنجتون وزير الحربية بأنه وعد الشعب بأنقاذ غردون و( ان شرفه الشخصي و وفاءه بالوعد قد وضعا علي المحك). فما كان من عثمان دقنة الا ان يشارك في حرب جديدة ضد الانجليز بقيادة لورد وليسلي , مرة اخري في شمال السودان بالقرب من عطبرة حتي يقطع عليهم الطريق للوصول للخرطوم المحاصرة. و سرعان ما سقطت الخرطوم في يد جيوش المهدية في يناير 1885م و قتل الجنرال غردون ، ولم تستطع حملة الانقاذ الوصول في الوقت المناسب و قتل العديد من قادتها خلال تحركها نحو الخرطوم .فعادت ادراجها الي بريطانيا
.
اصبح السودان بعد ذلك دولة مستقلة , و لم تنسي بريطانيا تمرغ وجهها في التراب السوداني فعادت بعد اربعة عشر عاما بجيوش جرارة بقيادة الجنرال كتشنر و حارب السودانييون كما عرف عنهم بكل شجاعة و وقف الامير عثمان دقنة بقواتة يشد من ازر جيوش المهدية بقيادة الخليفة عبد الله التعايشي .
و مات اغلب المقاتلين السودانيين في معارك مثل (كرري) و (ام دبيكرات) بعد ان واجهوا اسلحة رشاشة لم يعتادوها حصدتهم حصدا فوقع عشرات الالاف قتلي بكل شرف و شجاعة حتي قال عنهم رئيس الوزراء البريطاني تشرشل و الذي كان اصغر ضابط في هذه الحملة في كتابه عن تلك المعارك و المسمي (حرب النهر) قال:
( انهم اشجع من مشي علي وجه الارض).
كانت معركة كرري هي بداية لأستعمار انجلترا للسودان قال عنها جورج ستيفن في كتابه (مع كتشنر الي الخرطوم) :
( لم تكن معركة و انما كانت مذبحة).
كما قال فيه ايضا:
( لقد كان رجالنا رائعين , و لكن السودانيين فاقوا حد الروعة. انه لأضخم و اعظم و اشجع جيش قاتل ضدنا ابدا....), الخسارة الوحيدة الملموسة للجيش الانجليزي كان من خلال كمين علي حافة النهر اقامه مقاتلي عثمان دقنة لسلاح الفرسان البريطاني فاوقعوا فيهم قتلي و بعد سنوات من تلك الواقعة سأل تشرشل احد قادة السفن المدرعة (كابتن بيتي) الذي شارك في معركة كرري
فأجابه: (لقد رايت من ظهر السفينة كمين عثمان دقنة ولم افهم غرضه الي ان رايتكم تندفعون نحوه و خفت ان اطلقت نيران المدافع الرشاشة ان تصيبكم) .
فسألته أي (تشرشل) :
(كيف كان منظرنا) ..؟
اجاب كابتن بتي: (اه يا صديقي لقد كنتم مثل الارز عندما يوضع علي الزيت الحار ..).
و بعد المعركة النهائية في (ام دبيكرات) 1889م و استشهاد الخليفة عبدالله قائد الدولة الذي وجد جالسا علي سجادته في ارض المعركة متوجها نحو القبلة و جسده ممزق بالرصاص هو و امراءه الأساسيين
.
هرب الامير عثمان دقنة نحو الشرق ، وبعث إلى الهدندوة في (طوكر) ليعدوا له العدة لتهريبه إلى الحجاز وأعدوا ثلاث سنابك لنقل الأمير واحدة في ترنكتات والثانية في هيدوب والثالثة في شمال عقيق, وصل خبر وجود الأمير عثمان دقنه في الشرق للأنجليز الذين اعلنوا عن جائزة ضخمة لمن يدلي بمكانه ، وعن طريق وشاية اسر الأمير ونقل مثقلا بالحديد إلى سواكن في عام 1900م و سارع المستعمر بنقل الأمير إلى سجن رشيد في ديسمبر 1908 نقل الأمير إلى سجن وادي حلفا .
في عام 1923م التمس عثمان دقنه من المستعمرين السماح له بأداء فريضة الحج فرفض طلب دقنه بطريقة تعسفية ، وتسرب الخبر إلى حزب الأحرار البريطاني الذي شنت صحفه حملة عنيفة ضد الحكومة ، وتحت وطأة حملة حزب الأحرار سمحت الحكومة البريطانية لعثمان دقنه بالحج في العام 1924م .
وصل الأمير عثمان دقنه سواكن وهو في طريقه إلى الحج فاستقبله الأرتيقه والسواكنيه بحفاوة بالـغة ورتبوا له لـقاء جامع للترحيب به ومن ثم تحلقوا في حلقة كبيره حول الأمير وهم يتلون ايات من القرآن الكريم ، وأغرورقت الدموع في عيني الأمير وهو يرى تلك الجموع الحبيبه ، ظل بقية حياته صائما نهاره يفطر على اللبن والتمر وقائماً ليله يستريح من القيام بتلاوة القرآن ليعاود قيامه . .. وقد توقف جورج الخامس ملك بريطانيا في سواكن اثناء رحلته الي الهند لرؤية الرجل القابع في سجن البلدة معتصما بصمت عميق .. وعندما وصل الامبراطور الي سواكن رفض دقنة مقابلته مما اضطر الملك للذهاب الي السجن بنفسه وسط ذهول كبار مرافقيه ... وفي السجن ايضا رفض اسد الشرق الخروج من زنزانته لمقابة الملك .
عندئذ اصر الملك علي مقابلة الاسير وعلي الذهاب بنفسه الي الزنزانة التي تحوي هذا البطل الذي خلد سيرته لدي الاعداء قبل الاصدقاء. الا ان عثمان دقنة ادار للملك ظهره منكبا علي مصحفه يقراء عندئذ اخرج الملك سيفه وحيا البطل الاسير ثم خرج . وفي ليلة السابع عشر من ديسمبر1927 توفي عثمان دقنه في هدوء وبعد جنازة صامتة و حزينة دفن في مقابر (بهلول) بوادي حلفا. وعلى أثر تهجير مواطني وادي حلفا (غرقت بسبب بناء السد العالي بمصر) تم نقل جثته الطاهرة عام 1964 ليدفن مجددا بمدينة اركويت علي سفوح جبال البحر الاحمر التي شهدت له صولات وجولات ضد المستعمر
.
ابطال السودان .. فخر بلا حدود
قبل أن يعرف العالم نيلسون مانديلا الذي قضى (27)عام في السجن هي الفترة (1963- 1990)عرف العالم البطل عثمان دقنه الذي قضى (26)عام في السجن هي الفترة (1900-1926)حيث اختاره الله الى جواره وهو في السجن . أيضاً قبل مانديلا عرف العالم البطل علي عبد اللطيف الذي قضى (24)عام في السجن هي الفترة (1924- 1948)حيث انتقل الى جوار ربه في السجن . قاد البطل المنتصر المظفر عثمان دقنة ضد الاستعمار البريطاني اربع عشرة معركة انتصر فيها كلها . تلك المعارك الاربع عشرة لم يتم تضمينها حتى الآن في كتاب مدرسي سوداني من مرحلة الاساس الى الجامعة ، كما لم تتناولها سلسلة افلام وثائقية ، موقع كل معركة من تلك المعارك الاربع عشرة يمثل بذاته متحفاً حربياً . قاد عثمان دقنة أول تلك المعارك وهو في الاربعين من العمر وقاد آخر تلك المعارك وهو في الخامسة والاربعين . الامير عبد الرحمن النجومي عندما قاد معركة تحرير الخرطوم كان في الثالثة والثلاثين من العمر . غردون هلك في تلك المعركة في الثانية والخمسين من عمره .
بجوار ضريح البطل عثمان دقنة في اركويت توجد قائمة المعارك الاربع عشرة التي قادها وانتصر فيها
المعارك التي خاضها الأمير : عثمان دقنة (( رحمة الله عليه )) و تواريخها بالتسلسل ، وانتصر فيها جميعا :
1/  واقعة سنكات (أوكاك) 15/أغسطس 1883
2/  واقعة قباب (غرب اركويت) 19 سبتمبر 1883
3/  واقعة أبنت (سنكات)16  إكتوبر 1883
4/  واقعة ألتيب الاولى (غرب طوكر) 4 نوفمبر1883
5/  واقعة تاماي الاولى (غرب سواكن) 2 ديسمبر 1883
6/  واقعة (ألتيب الثانية) 4 فبراير1884
7/  واقعة (سقوط سنكات)  8 فبراير 1884
8/  واقعة (سقوط طوكر) 20 فبراير 1884
9/  واقعة (ألتيب الثالثة) 29 فبراير 1884
10/  واقعة (هشيم) (قرب سواكن) 20 مارس 1885
11/  واقعة (توفرك) (قرب سواكن) 22  مارس 1885
12/  واقعة (سقوط كسلا) 30 يوليو 1885
13/  واقعة (كونيت) (قرب كسلا) 23 سبتمبر 1885
14/  واقعة (هندوب) (قرب سواكن) 17 يناير 1888
......................................................................
في معركة ألتيب الثانية في 4 فبراير قتل (4500) جندي من الجيش الانجليزي . كان الجيش بقيادة (فالنتين بيكر)واستشهد (300)من الثوار السودانيين .
في معركة تحرير سنكات (أوكاك) يوم الجمعة 8 فبراير 1884 قتل من جيش الاعداء (600) جندي واستشهد من الثوار السودانيين (57) شهيد .
في معركة (ألتيب) الثالثة (واقعة الساحل الثالثة) أو (الانجليزية الاولى) في يوم الجمعة 29 فبراير 1884 قتل من الجيش الانجليزي الغازي أكثر من (3) آلاف قتيل كان عدد القوات السودانية أقل قليلاً من (3)ألاف مقاتل ، كان الجيش الانجليزي بقيادة (جراهام) يبلغ (24)ألف جندي استشهد من القوات السودانية (1500) شهيد .
في معركة (تاماي)  الثانية  (التمنيب الانجليزية) في 12 مارس 1884 بلغ عدد قوات الجيش الانجليزي الغازي بقيادة (جراهام) عشرين ألف مقاتل كان عدد قوات الامير عثمان دقنة ستة آلاف مقاتل ، قتل من الجيش الانجليزي في معركة (تاماي) الثانية ثمانية آلاف قتيل استشهد من الثوار السودانيين مايقارب الالفين ، كان سلاح الجيش البريطاني بقيادة الجنرال (جراهام) مدافع (قاردنز) ومسدسات وبنادق (مارتيني هنري) ذات الطلقة الواحدة (بوكسر)عيار 45 ، الطلقة الواحدة من مدفع (قارديز) عندما تصيب الرأس لاتخترق الرأس بل تقطعه كالمقصلة ، و كان سلاح الثوار بقيادة الامير دقنة الخناجر والرماح والسيوف وبنادق (مارتيني هنري)انسربت منذئذ في الغناء الشعبي وصار اسمها (مرتين) حيث في اغنية (الموز روى ..قايم سوا ..حراسه (مرتينن)عوى) .
البطل عثمان دقنه قامة سودانية سامقة في علالي اركويت في ربوة عالية من روابي اركويت يوجد ضريح الامير عثمان دقنة .لكي تصل الى الضريح تصعد (139)عتبة حيث تجد في سكون يغمر المكان شيخ الابطال . سلام على عثمان دقنة . سلام على المجد المنسي في روابي اركويت .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القبض علي مدير النزع و التسويات(علاء الدين) واحتجازه بقسم حلة كوكو في قضايا تلاعب وفساد بـ أراضي الجريف شرق    ... 
 ( نحنا مرقنا ضد السرقوا أرضنا  ) ..
--------------------------------------
التحية للمناضلين بدر الحاج ... السر الجزولي
المناضلين عن الحق و العرض والأهل  ...
--------------------------
اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم   ...
في رحاب الله الشهيد أخي (أحمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا   ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم باعو) الشهير بـ ( الغول ) عليه رحمة الله ... ( مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد  ) ...

محمد باعـــــــــــــــــــــو
2017/10/23