الجمعة، 10 مايو 2013

العادات وضياع الزمن



بسم الله والحمد لله

العادات وضياع الزمن !

هناك الكثير من العادات التى توضح صورة سيئة عن المجتمع السودانى .. والتى تعتبر أناه مضيعة للوقت للزمن وتعتبر كذلك ملء للرأس بأوهام تظن أنها يمكن أن تفى بالغرض المطلوب .. والذى هو البعض نسيان مصيبة او أحزان لشئ مات وإنتهى .. هذا فرأى البعض المتمسك بهذه العادات .. ولكن فى رأى البعض الآخر فإنها شئ بغيض او قبيح او حتى تلتف به آثار وخيوط الكراهية ...
وعادة التدخين هى إحدى تلك العادات .. فمثلاً ينهض المدخن من الصباح فتكون السيجارة عنده أهم من كل شئ .. ولن تنصلح أموره او حتى يستطيع التفكير .. مالم يدخن سيجارته كما تزعم أوهامه ...
وتتسرب الدقائق من بين يديه معلنة ضياع كذا من الزمن فى تدخين السيجارة .. وقبلها تضيع كذا من الملاليم .. و التى إن جمعها لأصبحت ملايين .. ثم بعد ذلك ينطلق موهوماً ليبدأ حياته ...
والمؤسف حقاً أنه عند شهر رمضان المعظم ينتظر المدخن بفارغ الصبر وقت الإفطار على أحر من الجمر .. والصحيح عندنا نحن المسلمين .. أن الإفطار هو وقت من أوقات الإستجابة للدعاء .. فبدلاً من التفكير على الأقل كيف سندعو او بما سندعو نرتجى رحمة من الله وغفراناً .. نفكر متى تلتصق الشفاه الجافة بآخر السيجارة الرطبة التى تلين ذاك الجفاف المرسوم على الشفاه .. مقنعين أنفسنا بوهم صيام رمضان كاملاً ...
وكذلك هنالك إعتقاد أجزم بسوءه تماماً .. فهناك إعتقاد بأنه عند ساعة الغضب او عند الكرب والشدائد .. فالسجاير هو الذى ينفس عن مغضبات النفس البشرية وكربها .. ناسين وصية رسولنا الكريم .. إن كنت واقفاً إجلس وإن كنت جالس قف .. وكذلك نسينا الحديث القائل : جعلت قرة عينى فى الصلاة .. او الحديث القائل فى ما معناه أنه ما هم أحدكم بأمر وصلى له ركعتين إلا نفس الله عنه ...
ولهذا الإعتقاد وجهين .. أى التنفيس عن الغضب .. فالوجهين حق وباطل .. فالوجه الآخير وجه الباطل .. هو بأنه لا ينفس او حتى لا يؤدى إلى نتيجة مرضية تجاه الشعور بالإرتياح ..وهو إعتقاد صحيح تجاه ذلك الأمر أى بطلان فرضية التدخين فى أيجاد الأثر الحسن ...
والوجه الأول كما يؤهم المدخنين بأنه وجه حق ..وهو الإعتقاد او الجزم بأن التدخين عند الغضب يؤدى إلى ذهاب ذلك الغضب .. كفرضية الحق كما يظنه المدخن الموهوم ...
فى مسألة حق (الباطل) فلا حوجة لنا للتفنيد .. أما المسألة الثانية فى بطلان (الحق)  .. فنفترض جدلاً أنها صحيحة .. معرجين على مسألة ديناميكائية الجسم فى القيام بالشهيق والزفير .. والتى تستعمل بقوة فى رياضة اليوجا محدثة أثر لا يمكن أن يغبل عن رؤية الحصيف ...
فالزفير هو إخراج جميع الغازات السامة وغير السامة التى لا يحتاجها الجسم .. ولكن هذه العملية تدل على راحة وهدوء الجسم ...
وفى جدلية أخرى .. إفتراض خروج التدخين مع الزفير وبقاء النيكوتين إلى الأبد فى الصدر .. فإن خروج الغضب مع نفثات زفير التدخين .. فهذا لايعنى صحة منطق حق (الحق) بوصفنا دينامكية الزفير .. فبقاء النيكوتين يمكن أن ينفى وإلى الأبد حق (الحق) ليغدو بطلان (الحق) ...
و لنأتى لتدخين آخر .. وهو النرجيلة المسماة عندنا فى السودان بالشيشة .. وأنا أعتقد أناه بنفس منطق الإنسان المدخن من وجهة نظر عامة .. ولكن لنأتى لتدخين أشد خطورة وفتكاً .. إنه تدخين الماريجونا او البنقو كما يطلق عليه او الحشيش .. وهؤلاء المدخيني لهذا النوع يمكن ان نسميهم ( المتصوفة من أهل الهوى ) .. ويكفى أن نقول أنه قاتل شديد الفتك .. فلا وجه حق او باطل له على الإطلاق .. فهو باطل حتى يستنجد البطلان بغيره ذلة .. ولكنى سألت وأرى فئة كبيرة من المتزوجين يتعبدون فى محرابه .. وأدركت فائدته الوحيدة .. ليس من المتزوجين .. بل من بعض المتزوجات من هؤلاء المتصوفة التدخنية .. وعرفت أن فائدته الوحيدة هى إطالة فترة العملية الجنسية .. مما يعنى بشكل او بآخر إضاعة أخرى للزمن .. للدقائق .. للساعات .. والتى وضعها الله سبحانه وتعالى فى صورتها الصحيحة لحكمته فى معرفة حوجة المرأة والرجل لمدة معينة من الوقت .. يعنى لا يعدو هذا الأمر سوى ضياع لدقائق فى شهوة لن تعود عليه بفائدة ...
هذه كارثتنا نحن السودانيين .. وما سبق جزء من أمثلة كثيرة .. حيث نضيع الزمن بأشياء توافه وعادات مضلة .. أقلاها التدخين ...

والحمد لله على ما أراد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق