السبت، 25 مايو 2013

البحر ... ام الجحيم



بسم الله والحمد لله

البحر .. ام الجحيم !ّ؟



ذكرنا فى موضوع سابق الإختلاف بين قول العرب وقول الأمريكيون .. فالعرب تقول : إذهب إلى البحر .. كناية عن ذهابك دون عودة .. ولكن بصورة واقعية بحتة .. الإختفاء او الموت بفعل الغرق .. والذى هو فى حكم الإسلام شهادة .. أما الأمريكيون فيقولون : إذهب إلى الجحيم .. وهو أيضاً يعنى الذهاب بدون عودة .. ولكن الفرق بأنهم يقولون ذلك ليس بصورة واقعية .. بل بإفتراض خيال أتوا به من أناجيلهم المحرفة .. لذا فالجحيم عندهم لا يسوى أكثر من نار توقد فى مساحة ألف هكتار .. كما توقد آلاف الهكتارات من غاباتهم كل صيف .. أحياناً بفعل فاعل .. وأغلب الأحيان ما تجود سمائهم من أعاصير وبروق ...
ولنخوض بشئ من التفصيل معنى الكلمتين أولاً .. فالبحر ليس له سوى معنى واحد .. إستحوذ عليه الشعراء والعاشقين والمجانين ومدخنى الشجر المخدر .. فى كل الأذهان سواء كانوا عرباً او عجم او صفر .. وحقيقة هو المكان الوحيد الذى يشعر فيه الجميع بالرضا والإرتياح النفسى .. وهذا عند البعض .. أما عند آخرين فهو مصدر للرزق .. وكذلك عند فئة ثالثة فهو مكون كيميائى يسمى الماء .. يتكون بواسطة إتحاد ذرتى أوكسجين وذرة هيدروجين .. بمعنى أنه فى أذهان العلماء ليس له سوى معنى غازى بحت ..
ومع ذلك يخبرنا الله سبحانه وتعالى عظمة البحر والأنهار وكل ماء يترقق على سطح اليابسة .. ( وجعلنا من الماء كل شئ حى ) .. وحقيقة هذه الآية يمكنها أن تقبل حتى تفسير المجانين للماء .. وذاك الفضل من الله وله أشكر وإليه أنيب ...
أما الجحيم فعندنا نحن المسلمين فهو إحدى النيران السبعة أعاذنا الله وإياكم منهن .. ولا أدرى هل يمكن أن نصل بخيالنا إلى أن تلك النيران السبعة من شدتها لتظلم .. أللهم أجرنى من النار .. ومع ذلك اتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما لا عين رأت ولا أذن سمعت  ولا خطر على قلب بشر ) .. فهذا القول يضعنى فى مصاف من لا يعلمون .. او لايمكننا الوصول ولو بذرة من خيالنا عن تصور للجحيم ...
ولكن مع ذلك صرنا نحن المسلمين لا نبالى إن كانوا سبعة او مائة .. أصابنا الجمود وبرد شعورنا عن إدراك الخطر الحقيقى القادم عند نهاية دنيانا .. وكذلك أصبحنا لا نبالى إن كانت أفعالنا تأخذنا إلى الجحيم او حتى إلى جهنم .. الأنانية الجوفاء وحب الذات هن من صنعن منا وقوداً لتلك النيران .. وهى تنفذ قول الحق عز وجل ( نار وقودها الناس والحجارة ) ...
ولأننا صرنا نحس ونشعر أكثر بالدنيا .. لذا إرتبط فى أذهاننا أكثرية أقلية دوام العذاب .. أى أن لحيظات العذاب ما هى إلا لحيظات وبعد ذلك سينتهى .. عليه يجب أن نترحم على أنفسنا .. لأننا لم نشعر بحقيقة بما نحن مقبلين عليه .. والقول المأثور المعروف للجميع .. قول النبى المختار صلى الله عليه وسلم وهو يروى لنا الحديث القدسى : ( نار الدنيا .. هى نار الآخرة وقد غطست فى البحر سبعين مرة ..) .. أرأيتم كيف إجتمع البحر والجحيم ...
وعن مدى تخيلنا لنار الآخرة او نار الجحيم و العياذ بالله .. فهذا كما ذكرت سابقاً أدرجنا تحت حديث (ما لاعين ...) .. وعليه فالذى نحن مقدمين عليه هائل بمعنى الكلمة .. وبالمنطق فى دنيانا .. إن أقوى نار هى الدرجة السبعين من درجات نار الآخرة .. فكيف إذن بالدرجة الأولى .. والعياذ بالله ...
وعوداً على بدء .. فإن قول (إذهب إلى الجحيم) صار واحداً عند العرب والعجم والصفر .. وقصدى بالصفر( الجنس الأصفر بالشرق الأدنى كفصيل ثالث لفصائل البشر الثلاثة) .. فالأمريكيون أطلقوا على قنبلة هيروشيما (جحيماً لا يطاق) .. وهيروشيما فى نطاق حزام الجنس الأصفر .. وعليه تصبح كلمة الجحيم فى أذهان الأمريكان شئ رهيب يستمر لثوانى كما قنبلة هيروشيما .. وقنبلة هيروشيما وياللأسف ليست سوى الدرجة السبعين من نار الآخرة .. والعياذ بالله ...
ويوجد فرق فى تبنى مصطلحات الذهاب اللآعودوى بين العرب والأمريكان .. ففى أذهان العرب الذهاب إلى الجحيم قد يعقبه برحمة من الواحد الأحد ذهاب إلى النعيم .. بينما فى أذهان الأمريكيون فيريدون أن تذهب إلى الجحيم .. سواء لإستمر لثوانى او قرون ففى النهاية لا يريدونك أن تعود او تمر أمام وجههم ...
هذا هو الفرق سادتى .. لكن لا أنكر حقيقة أن نفسى تواقة جداً ولكن ليس للذهاب إلى الجحيم على الطريقة الأمريكية .. بل إلى الفردوس إلى النعيم الحقيقى الأزلى الموجود منتظراً المؤمنين فى آخر الزمان .. وهذا فرق بيننا نحن المسلمين و المسيحيين .. الإيمان بحياة البرزخ .. والمسيحيين حياة البرزخ عندهم هو عودة سيدنا عيسى عليه السلام فقط ...


والحمد لله على ما أراد الله






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق