الأحد، 28 سبتمبر 2014

كيف تدخل الغابة (21) - الحكومة ذات الملامح اليهودية



بسم الله و الحمد لله

كيف تدخل الغابة (21)
الوطن الذي لا وجيع له
الحكومة ذات الملامح اليهودية

قبل أربعة سنوات تقريبا .. وفي العام 2010 كنت اعمل في احدي الشركات .. وكنت متابعا لأخبار السوق والاقتصاد .. وكنت منحاز جدا لكلمات الحاكم وبطانته السيئة – وقتذاك و الآن – وكنت أستمع لكلماتهم وهي تصف مخربي الاقتصاد .. الذين يتاجرون في العملات الأجنبية ويشتغلون بالتهريب .. كانت النفس تنوء بذلك الغضب على هؤلاء الفئة التي تحاول أن تثري وتستفحش من حبل المواطن المغلوب على أمره .. وفي بعض الأحيان يساورني التفكير .. كيف يمكن لهؤلاء العيش .. أي الفئة المعدمة .. ورزقهم يوم موجود ويوم على الكسرة و الماء .. ثم أعود لصوابي بعد سرح طويل في متاعب لهم .. من بين واقع مر بهم ومن بين خيال إلى ما سيؤول إليه حالهم .. فأعود إلى صوابي ذاكرا الخالق الرازق .. وتعود ذاكرتي لحكايا عزرائيل .. عندما حكي – حسب تناقل الأثر – انه ذات مرة بكى .. وكان الله قد أمره أن يأخذ روح أم رؤوم تقطع نهر هائج وبين يديها طفل رضيع .. وبعد عدة سنون أمره الله بالذهاب إلى احدي الممالك ليقول له أن حاكم هذه المملكة هو ذاك الطفل الرضيع الذي بكيت من اجله .. فيعود صوابي ذاكرا أن الله سبحانه وتعالى لن ينساهم ...
وعودا على بدء .. فقد كنت أعمل في احدي الشركات وكان أمام مكتبي رجل مصريا يعمل مندوبا في احدي الشركات .. حيث كان من المفترض أن يقوم بتسليمي مبلغ من المال نظير إحدى الخدمات المقدمة له من قبل شركتنا .. وجرى النقاش بيننا حول العمل وما يتطلبه من مجهود في انتظار توقيع مدير احدي المؤسسات التابعة لهم .. على أساس أن السائق قد ذهب ليحضر الورقة الموقع عليها .. حتى يستطيع الموظف المصري أن يكمل معاملته معنا ...
ثم تطور الحديث إلى  ما يقوم به بنك السودان من إجراءات تجاه تحويل العملات خارج السودان .. وكيف أن الأجانب يعانون في الإرسال .. ثم تفاجأت جدا بما قاله .. مسقطا كل النظريات و الدوافع التي تجعلني مواليا للحكومة حتى و لو بالرأي .. وبدأ لي أن الأمر كله عبارة عن خدعة كبرى .. فقد قال لي بالحرف الواحد .. أنهم  - أي موظفي الشركة التي تتعامل معنا – لا يتعبون مطلقا في هذا الأمر .. وان كل الأجانب في شركتهم لا يتعبون .. فلما سألته عن السبب .. قال لي أنه يتوفر لهم النقد الأجنبي بواسطة الحكومة .. وعندما تبحرنا قليلا في النقاش وكيف أن الحكومة توفر لموظفين أجانب في شركة لا علاقة لها بالحكومة .. اظهر لي أن عندهم تعاملات خاصة في المواد الغذائية مع الأمن السوداني وشركاته ..
حقيقة وفي ذاك الوقت .. اسودت الدنيا في وجهي .. هذه التي كنت أصدقها وأميل لها .. وكنت أظن أنها تحميني  .. وفي مبدأ التجارة الآن ( المستهلك و الزبون هما يجب أن أغريه ومن ثم إستنفره – مبدأ التاجر ذو الملامح اليهودية) .. فالحكومة تراني الآن زبون ومستهلك وليس مواطنا .. أنها نظرية طاعنة في العذاب ...
وعودا على بدء .. فقد اخبرني الموظف المصري أنهم يتحصلون على الدولار من الأمن .. واعدت عليه سؤالي .. (من الأمن شخصيا ) .. وكأنني أعيد المقولة المشهورة التي قيلت في المرحوم إبراهيم شمس الدين .. ألف رحمة ونور عليه .. فالمقولة المشهورة ( إبراهيم شخص الدين شمسيا ) .. كررت السؤال عدة مرات ( من الأمن شخصيا) .. وللأسف أكد بنعم وبأنهم يحصلون عليها من ضباط بجهاز الأمن ( يا للهول) ...
كل تلك الأكاذيب عن أنهم قبضوا على تاجر العملة هذا وسجنوا هذا .. وللأسف هم اكبر تاجر عملة .. للأسف سادتي .. كل تلك الصرافات المنتشرة ما هي إلا واجهات وإدارتها من جهاز الأمن .. كل أولئك المسافرون عبر المطارات و المواني يحملون في جيوبهم ومخابئهم ما هم إلا تجار عملة (أمنجية) كما هو المصطلح .. وان لم تجده ضم صفوف الأمن .. فتجده أن كل التساهيل أتته بواسطة معرفة او قريب له في الأمن ..
ونفس الأمر يدور في رحى الجمارك .. يزيدون عدد الضباط وبالتالي يزيدون الجمارك و الضرائب .. ألا تعلم الحكومة أن الجمارك و الضرائب من المكوس .. و المكوس محرمة شرعا في الإسلام ..
لقد صدمني في بادئ الأمر .. ولكن تعودت عليه فيما بعد .. ولكن وليعلم الجميع أن الأسعار مرتفعة بسبب العملة الأجنبية .. و العملة الأجنبية تجارها أمنجية .. وفي نهاية الأمر .. يسير بنا الطريق نحو الهاوية .. نحن نسير نحو الاندثار و التفرتق و التشرذم .. فهذا هو واحد من أسباب الفناء لوطني المغلوب على أمره .. وطني الذي ضاع وجيعه بين واجهات الصرافات الدولارية .. وكلنا يعرف وكلنا ساكتون عندما نسأل ( ما سبب زيادة السعر في هذه السلعة ) .. ونسكت ونسكت ونسكت .. ومن سلطهم الله علينا بفعل أفعالنا يتمادون  .. تزيد أسعار النقد الأجنبي .. وتأتي لبائع الخضار (الخضرجي) رافع أسعاره .. فيقول ل كان السبب هو زيادة الدولار .. ومع العلم انه سيكون احضر خضاره فجرا من شمال امدرمان .. حيث لم يعرف المزارعية بعد بزيادة الدولار .. و ياللكوارث التي تحل بنا ...
لقد وصلت قناعتي تمام .. أن الحكومة ستتمادي وتتمادي .. وسيزيد بطانة السوء .. وستزيد صرافات الامنجية .. وسيكبر سرطان مباني التأمينات الاجتماعية  .. وسيزيد عدد الوزراء السكارى .. وستزداد معاناة الشعب .. وسيزيد عدد الممنوحون أوسمة الجمهورية وهم يريدون أكل أموال الناس بالباطل و .. و .. و .. (حتى يقول الرسول و الذين امنوا معه متى نصر الله ) .. ولكنني مؤقن تمام أن الأمر لن يتغير او تغيره الحكومة .. لما  .. لان الشعب المغلوب على أمره غدا في نظر الحكومة اليهودية الملامح .. غدا في نظرها مستهلك .. فيجب إغراءه وثم إستنزافه ) .. الحكومة تنظر إلينا بجشع .. لذا فلن يأتي من خير أبدا .. وحتى الخير وان أتي فتأكد انه ما هو إلا إغراء .. لكي تستنزف حتى الموت .. فمتى يصحو ولي الأمر وبطانته .. فقد ضاق الأمر كثيرا .. وليس لنا إلا قول سيدنا موسي عليه السلام ( وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ) ...
ولنا عودة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق