الأحد، 29 نوفمبر 2015

كيف تدخل الغابة (33) ... الارض المحتلة الجريف شرق 2


بسم الله و الحمد لله

كيف تدخل الغابة (33)

الوطن الذي لا وجيع له

الأرض المحتلة ( الجريف شرق) }2{

هاهي الارض تغطت بالتعب ..
والبحار اتخذت شكل الفراغ ..
وأنا مقياس رسم للتواصل والرحيل ..
أنا الآن الترقب ..
وانتظار المستحيل ..
أنجبتني مريم الأخرى قطاراً وحقيبة ..
ضيعتني مريم الأخرى قوافي ..
ثم أهدتني المنافي ..
هكذا قد خبروني ثم قالوا لي ترجل ..
ثم انت يا كل المحاور ..
والدوائر .. يا حكايات الصبا ..

نتذكر ايام الجامعات و المنتديات .. فتأتي بأخيلتنا جزء من اغاني الراحل مصطفي سيد احمد ... فنبدأ بها حديثنا ونحن نوجه الى من أمامنا من الحضور .
ولكنني اليوم أخاطب به أرض وأرض أبائي وأجدادي .. أخاطب أنسان أرضي  ... بعد نال منها (الدخيل المنكر) وأذاق أهلي الويلات .. وكل هذا بعدم الاتفاق و الاتحاد ... لو كنا قوة ولنا صوت لما تجرأوا وأحتلوا الأرض .. كأننا نحاكي اهل فلسطينة .. ولكن أهل فلسطينة باعوا أرضوا بأيديهم ثم تغول بني صهيون على البقية ... بينما نحن تغول علينا الدخيل المنكر سماء وأرض ... وذهب من فلسطينة المئات وذهب منا ... الشهيد عبيد ... أثابه الله جنان الفردوس ... فهو واحد ولكن بقلوبنا يوازي الملايين ... تلكم الروح الطاهرة الخرجت من أجل حقها .. فتلغفها الدخيل المنكر
ولكن لنواجه أنفسنا ... ونسأل من ساعد الدخيل المنكر او الحكومة او سمها ما شئت ... ما ساعدها في التغول على أرضنا .. سؤال صريح .. و الجل وليس الكل سيجيب ان الدخيل المنكر يديه واصلة ويستطيع فعل كل شئ ... و القليل ذوي الحكمة سيجيب أن الأمر يعود إلينا ... نحنا من ساعدنا الدخيل المنكر ليستولي على أرضنا ... فقد كان الجميع شراذم وفرق وأشتات ... وما زالوا ... لم نكن متحدين فزادونا تفرقة ... لم نكن متكاتفين فزادونا تشتت .. لم نكن متضامنين فزادونا تجزئ وأشتلاء ...
نحن السبب الذي دفع الدخيل المنكر في الاستيلاء على أرضنا بدون حق ... وأكبر الكوارث أنها لم تكن أرض بور ... بل أرض تمسك أسر وعائلات .. أرض تنتج ... أرض تنتج أكثرها وأقلاها بور ... فتغول الدخيل المنكر ...
وأحكي لكم كيف يتغول الدخيل المنكر عن طريق أحد المواقف برؤيا عينية حقيقية وانا تابعت أحداثها ... فالأرض التي قامت عليها محلية الجريفات وامدوم وحتى مقسم سوداتل الرقمي هي أرض تابعة لجدنا حاج الامين باعو عليه رحمة الله ... ففي بداية التسعينات ارسلت الحكومة طلب لاسرة حاج الامين باعو بالتصرف في الارض ... سواء بتسوريها او بتقسيمها وبنايتها او تسويرها ... فماذا فعل أفراد أسرة المرحوم حاج الامين باعو ... جلسوا يتناقشون في صالوننا صالون الراحل عبد الله الامين باعو ... وبدل من الاتحاد و التكاتف وبذل الجهود كي تبقي الارض ... بدأ الشقاق و الخلاف سيد بينهم ... أرض تكفي لثلاثة أجيال قادمة ... او أربعة ... تخالفوا تشاققوا تداحروا فذهبت الارض هباء منثورا ... ولا أريد أن أحكي من حدث من تحت الاقدام ... خوفا من الفتنة التي يمكن تعم عائلة جدنا ...
وعودا على بدء ... فقد ضاعت الارض بسبب الخلافات و التشرذم ... وعاد الامر نفسه ولكن على عوائل اوسع ونطاق أوسع ... وبعد اجتماعات عدة بمنزل جدنا ابراهيم حاج الامين باعو مع الوالي ... ذهبت فئة بسبب الخلافات و التشاحن و التباغض ... ذهبت فئة وقبلت تقسيم الوالي فضاعت ارض الكبري .. كبري الجريف المنشية  ...
وعودا على بدء ... أجد نفسي مرة ثالثة في خضم الخلافات وجمع الاعتصام يتحدثون عن 3000 الف قطعة وعن 189 قطعة أرض ... وعن ان المستحقين فاقوا الـ 6000 عددا ... و الخلافات قائمة و المداحرات قائمة ... لا تضامن ولا تكاتف و لا اتحاد بين الافراد او الاسر ... و البعض له مطامع ... ويتحدثون عن القادسية و عن حي الهدي ... وللتاريخ ... وفي الثمانينات ...  اول عمارة قامت في حي الهدي وقف ضدها ابناء ورجالات هب النسيم ... ومن ضمنهم جدي المرحوم عبد الله الامين باعو وابي عثمان باعو ... وقفوا ضد بنيانها واحرقوا الاخشاب ... فعلوا ذلك لأنهم أصحاب حق ... وأرضهم تنتزع منهم نزع الاستعمار ... ولكن كانوا وحدهم للاسف رجالات هب النسيم ... لم يتضامن معهم البقية الباقية من ابناء الجريف ...
وعود على بدء ... فأني ما ذكرت ذلك الا لأذكر بأن الاتحاد و التكاتف هو القوة الوحيدة التي توقف الدخيل المنكر من الاستيلاء على ما تبقي من أرث الجريف شرق ... لنكن أقوياء ونحن نتمسك بحق الجرافة فقط في الارض ... لنكن أقوياء بتكاتفنا وقوة اتحادنا في صد كل دخيل .. لا نحتاج لقوة او سلاح ... بل نحتاج الكلمة الواحدة ... نحتاج الكلمة الواحدة ... نحتاج الكلمة الواحدة ... وصدقوني فلن يستطيع كائن من كان ان يتعدي على الجريف و على أرثها ...
وعودا على بدء ... فالاعتصام ورجالاته قائم ... و الاتحاد و الكلمة الواحدة بدء في القيام ولكن يحتاج منا التعاضد وقوة الوحدة حتى نستطيع ان نقاوم وندحر الدخلاء ... وكذلك يجب شحذ همم وأذهان الناس وأفراد العائلات في الجريف شرق بأن هذه العمل ... الاعتصام ... ليس لنيل الارض فقط او الـ 3000 قطعة ... انما نواتجه لأمد طويل أقلاه عشرون جيل قادمات ... عشرون من الاجيال ستقدم الى الدنيا وقاعدتها قوية ولن تعاني الامرين من الدخلاء وغيرهم ... أجيال تظل قوية مهما تعاقبت من حكومات ... اجيال سترث ما عليه نحن الان بعد ذهابنا ودفننا في مقابر الجريفات ... يجب أن لا يكون الاعتصام لقطع ارض و السلام ... لا يجب أن يستمر مفعوله في النفوس حتى بعد رفع الخيام ... وكل هذا الامر لا يتم الا بالاتفاق و الاتحاد و الوحدة القوية و الكلمة الواحدة ...
وعودا على بدء ... أعيد تذكيركم مرة أخرى أهلى في الجريفات الشرقية ... نحتاج الكلمة الواحدة ... نحتاج الكلمة  الواحدة ... نحتاج الكلمة  الواحدة لكي تبقي أرضنا ويبقي أنسان أرضنا

ولنا عودة

محمد باعـــــــــو
29/11/2015

هناك 6 تعليقات: