الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

كيف تدخل الغابة (56) ... تأرخة الجريف شرق وجغرافيتها (22)


بسم الله و الحمد لله

كيف تدخل الغابة (56)
الوطن الذي لا وجيع له
الارض المحتلة ... ضد الجريف (22)
(تـــــــأرخة الجريف شرق وجغرافيتها  )

هاهي الأرض تغطت بالتعب ...
والبحار أتخذت شكل الفراغ ...
وأنا مقياس رسم للتواصل و الرحيل ...
أنا الآن الترقب ...
وإنتظار المستحيل ...
أنجبتني مريم الأخرى قطارا وحقيبة ...
ضيعتني مريم الأخرى قوافي ...
ثم أهدتني المنافي ...
هكذا خبروني ثم قالوا لي ترجل ...
ثم أنت يا كل المحاور ...
و الدوائر .. ويا حكايات الصبا ...
------------------------------------------


(الجريف شرق) هي عبارة عن منطقه سكنية تقع في عاصمة السودان الخرطوم ، ولاية الخرطوم ، محلية (شرق النيل) .

(الجريف شرق) ، بالإنجليزية تكتب وتنطق هكذا  (Aljraif East) ، هي أحد مناطق محلية شرق النيل بالعاصمة الخرطوم , سكانها يتجاوزون الــــ  17,000 نسمة (سبعة عشر ألف) نسمة ، وتقع على الضفة الشرقية للنيل الأزرق 
.

و (الجريف شرق) هي من أقدم مناطق (الخرطوم) ،  ومن المدن النواة التي كونت الخرطوم وهي : }(كترانج) و(العيلفون) و(سوبا شرق) و (الجريف شرق) و(بري) و(توتي) و(المقرن) ، و(حلة حمد) و(حلة خوجلي) و(شمبات) و(حلفاية الملوك) و(الكدرو القديمة){ ، وذلك بدء من نهايات القرن الرابع عشر للميلاد (1300) ميلادية .


وهي من أكثر أحياء العاصمة جمالاً, وكثافة السكان ويحدها شمالا مدينة (حلة كوكو) وجنوبا مدينة (امدوم) وشرقا مدينة (الحاج يوسف) ومدينة (دار السلام المغاربة) وغربا النيل الأزرق وتتكون (الجريف شرق) من ستة أحياء رئيسية ومشهورة ومعروفة , كذلك بترقيم المحطات، كما يمر بها طريق أسفلت رئيسي ، وهو شارع الشهيد (محمد عبيد) وقديما يسمي (ظلط النص) او (الجريف بالنص) ، كما يمر شرقها شارع (امدوم) ، ويتكون سكانها من الجعليين و المحس (الهجرات الأولى المكونة لمدينة الخرطوم) .


أول الأحياء ، حي (هب النسيم) او (حي أولاد باعو) أو محطة (10) ، وهو أول أحياء (الجريف شرق) شمالا حيث يترأس هذه الحي أولاد باعو و أهلها جعليين ، وهي بوابة (الجريف شرق) ويوجد بها مسجد (أولاد باعو) ومسجد (عبد الله حاج احمد كنان) ، ومسجد (أم النصر حاج احمد كنان) ، ومستوصف الزهراء ومدرسة (هب النسيم) الأساسية للأولاد ، ومدرسة (مصطفي الصديق أبو حواء) الأساسية للبنات ، ونادي (الأمل) الرياضي ، وملعبي كرة القدم لناديي (الأمل) و (الجزائر) ، و بها خلوة المرحوم (حاج الأمين باعو) لتعليم النساء ، وهي من أوائل الخلاوي التي أسست لتعليم النساء في السودان ، ويعتبر المرحوم (حاج الأمين باعو) من رواد تعليم النساء الأوائل في السودان ، وأنشئت الخلوة في الثلاثينات من القرن الماضي (1930) .

ثم تلتقي في محطة (9) او محطة (حوش الضوء) ، حيث يترأس هذه المنطقة المحس ، والتي تحتوى على عائلة كبيرة وهما أخوين حاج الضوء والدليل ، لذا أطلق علي الحي هذا الاسم حي (حوش حاج الضوء و الدليل) ، و بها مسجد (حوش حاج الضوء) ، ومدرسة (ميمونة بنت الحارس) الأساسية للبنات ونادي (الجزائر) الرياضي .

ثم تلتقي في محطة (8) والتي تضم مسارين حي (المناشير) و(القرية 8) و التي أحيانا تسمى محطة (قهوة العشاى) ، حيث يوجد بها مسجد (حاج علي) ، وحسب المتناقل من الروايات لكبار الحي و المتوفين قريبا ، فأن أرض مسجد حاج علي هي منطقة صلاة العيد للهجرات الأولي لأهل الجريف ، بتاريخ دولة الفونج ،  حيث تعتبرهي الإرث القديم لما يسمى حاليا بالجريف شرق , وفيها خلوة (الفكي يوسف بابكر) وهى من أكبر الخلاوي لتحفيظ القران الكريم في شرق النيل , وأيضا كلية (علوم القران) ومسجد وقبة (روح الشيخ ود بدر) , وأيضا (المعهد) او كما يطلق عليه (المحد) ، والذي خرج الرعيل الأول من أبناء (الجريف شرق) و (امدوم) ، ومدرسة (الجريف شرق) الأساسية للبنين .

ثم محطة (7) او محطة (جريف قمر) او (سوق قمر) , وتجد بها السوق الكبير (للجريف شرق) (سوق قمر)  ، مسجد ( نابري)  ومسجد (الصوفية) ، ومقابر (الجريف شرق (1)) ، ومدارس (الخير حاج موسى) الثانوية للبنات ، وقسم (شرطة الجريف شرق) ، ونادي (التضامن) الرياضي ، ونادي (السلام) الرياضي ومركز (شباب الجريف شرق) الثقافي ، وهو (احد مراكز الشباب الثقافية الأربعة المعروفة بالخرطوم – مركز شباب بحري ومركز شباب الربيع ومركز شباب السجانة)  ، كما يحتوي حي (جريف قمر) او محطة (7) على السوق الرئيسي الأول لمدينة (الجريف شرق) .

ثم تأتى أحياء (الشيخ سرحان)، وهو الشيخ العلامة المعروف الفكي سرحان، ويحتوي على مسجد (الشيخ سرحان) ، مسجد الجهاد ، وعدد من المساجد و (المركز الصحي) ومحطة تقوية مياه ، ومدرسة (مبارك زروق) الثانوية للبنين ، وعدد من النوادي الرياضية على سبيل المثال : نادي (العاصفة) الرياضي ، ونادي (الأمير) الرياضي ، ونادي (الصبية الرياضي) ونادي (الاولمبي) الرياضي ، كما يتقاسم حي (سرحان) مع أحياء (كركوج) ميادين كرة القدم ، في اكبر مساحة تجتمع فيها أندية رياضية على مستوى ولاية الخرطوم ، وتوجد به عدد من مدارس الأساس للبنين و البنات ، ومحطة وقود ، ومقابر (الجريف شرق) الثانية .

ثم حي (كركوج) , وهى آخر أحياء (الجريف شرق) جنوبا ، وحسبما ذكر التاريخ فأن (عجيب المانجلك) زعيم العبدلاب قتل فيها (معركة كركوج المشهورة) ، وتنقسم كركوج إلى عدة أحياء أشهرها  حي (فريق الشفيع) ، وحي (النمر) ، وحي (الحوش)  ، وحي (فريق التريبه) ، وحي (الدناقلة) وحي (الحضارة) ، وحي (تنزانيا) ، وحي (الجدول) ، وحي (الزهور) ،  ويوجد بها سوق (كركوج) الرئيسي و الذي هو ثاني اكبر سوق بالجريف شرق ، ويوجد بها عدد من المدارس على سبيل المثال : مدرسة (إبراهيم صباحي) الأساسية للبنين ، مدرسة (كركوج) القديمة الأساسية للبنين ، ومدرسة (ابن الجراح) الأساسية للبنات ، ومدرسة (أم أيمن) للأساس ، ومدرسة (النعمة) الثانوية للبنات ، ومدرسة (الشفيع) ، ومعهد (سلمى) الفني لتعليم الخياطة ، ومن المساجد تجد بها مسجد (النمر) ، ومسجد (الصفا) ، ومسجد (أنصار السنة) ، ومسجد (الحوش) ، مسجد (الفكي خليل) ، ومسجد (طراف) ، ومسجد (الفكي خليل) ، ومسجد (عبود ابوروف) ، ومن الأندية الرياضية تجد نادي (السهم) الرياضي ، ونادي (كركوج) الرياضي ، ونادي (الهدف) الرياضي ، ونادي (النجوم) الرياضي ، ونادي (قلب الأسد) الرياضي ، ونادي (الجوهرة) الرياضي ، ونادي (الكوكب) الرياضي ، ونادي (الشعلة) الرياضي ، ونادي (القادسية) الرياضي ، وصهريج ومحطة مياه (الجريف شرق) .

و(الجريف شرق) من أقدم المناطق بالخرطوم على وجه الخصوص ، حيث نشأت في زمن الهجرات الأولى (تاريخ مملكة الفونج) في نهايات القرن الرابع عشر ، (1300) ميلادية ، وفي ذلك التاريخ كانت تسكن الخرطوم قبائل تسمي (العنج) ، وهي قبائل تتبع لقبائل جنوب السودان (القبائل النيلية) ، وقد قامت الهجرات الأولى بطرد هؤلاء (العنج) ، وتلكم الهجرات هي التي كونت مدن النواة الأولى للخرطوم ، وهي مدن (كترانج) و(العيلفون) و(سوبا شرق) و (الجريف شرق) و(بري) و(توتي) و(المقرن) ، و(حلة حمد) و(حلة خوجلي) و(شمبات) و(حلفاية الملوك) و(الكدرو القديمة) .

و الهجرات التي استوطنت (الجريف شرق) كان تكوينها الأساسي من قبائل الجعليين و المحس ، و كانت حرفتهم الرئيسية الزراعة ، ونشأت (الجريف شرق) منذ ذلك التاريخ (1300) ميلادية ، وحسبما نقل الرواة و الثقاة وناقلي التاريخ ، فقد كانت البيوت قليلة و متفرقة على امتداد المنطقة من (حلة كوكو) شمالا وحتى غابة السنط الفاصلة بين (الجريف شرق) و(امدوم) جنوبا ،  و التي كانت غابة كثيفة في ذلك الزمان ، و كانت البيوت تبني من الطين ، وكان قليلة ومتفرقة  ، كل خمسة او ستة اسر في منطقة من المناطق الحالية شمالا من (أولاد باعو) وحتى( كركوج) جنوبا ، وتفصل بين كل حي في ذلك الزمان مساحات كبيرة من المزارع .

ومن زمن بعيد تم معرفة مسار النيل الطبيعي عن الفيضان ،  لذا جاءت المسافة بين أحياء (حلة ورا) وحتى النيل ،  وتستغل هذه المساحات بين النيل و البيوت فقط لزراعة الخضروات وعلف الماشية .

وقد ساهمت (الجريف شرق) بالرجال و المؤونة في حملة المهدي للخرطوم ، حيث كانت تتبع للحامية الانجليزية بالخرطوم ، وعندما وصل رسول المهدي للخليفة الشيخ (العبيد ود بدر) رحمهما الله ، تم المبايعة لمدن (أم ضوا بان) و (الجزيرة أسلانج) و (العيلفون) و(كترانج) و(سوبا) و (الجريف شرق) و(حلة حمد) و(الشيخ خوجلي) و(شمبات) و (حلفاية الملوك) و (الكدرو) القديمة ( وهذا ما اقفله رواة التاريخ ) .

وذلك أن الجيش المتمركز على الضفة الشرقية للنيل الأزرق ونهر النيل (أيام فتح الخرطوم) ، كان كل جنوده والذين تم جمعهم بواسطة الخليفة الشيخ (العبيد ود بدر) رحمهما الله ، و الذي كان خليفة (أم ضوا بان) في ذلك الزمان ، كان قوام الجيش من المدن أعلاه ، حيث تمت المبايعة من أهل هذه المدن ، وشاركوا جميعا بالرجال و المؤونة ، وكانوا في الجيش المحاصر للخرطوم بمنطقة (الجريف شرق) حاليا (غابة السنط) وحتى منطقة (حلفاية الملوك) شمالا حاليا ، وتم التقسيم لجيشين من الضفة الشرقية للنيل الأزرق و نهر النيل ، حيث كان الجيشين تحت قيادة الخليفة الشيخ (العبيد ود بدر) رحمهما الله (قيادة مركزية) ، بينما تولي الخليفة الشيخ (العبيد ود بدر) رحمهما قيادة الجيش الأول من حدود (حلفاية الملوك) وحتى منطقة (كوبر) ، بينما تولي الخليفة الشيخ (العباس ابن العبيد ود بدر) رحمهم الله قيادة الجيش الثاني من منطقة (كوبر) وحتى منطقة غابة السنط نهاية الفاصلة بين (الجريف شرق) و (أم دوم) .

وكان (للجريف شرق) و(سوبا) و (العيلفون) قصب السبق في توفير الرجال و المؤونة ، وكان نصيب (الجريف شرق) في الرجال و المؤونة  أقوى لتمركز الجيش بها ، وبواسطتها كان أول دخول لفيالق المهدي وهي تعبر إلي أرض (الجريف غرب) حاليا ، وكانت أول قوة تدخل (الخرطوم) من جيش المهدي .

 كذلك تم اكتشاف مقبرة أثرية يعود تاريخها إلى أربعة ألف وخمسمائة عام بواسطة البعثة الفرنسية ... ويفصل هذا العصر ما يقارب الثلاثة ألف سنة من بدء عصور الإنسانية القديمة .. وتقع منطقة المقبرة شمال حي (هب النسيم) ويمر بها كبري (الجريف المنشية) حاليا ... وتوجد الآثار المكتشفة من عظام وأدوات معروضة بمتحف السودان القومي حتى اللحظة ...


ولنا عودة




اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم ...
في رحاب الله الشهيد أخي (محمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا ...

وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم) الشهير بـ (الغول) عليه رحمة الله ... (مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد) ...

محمد باعـــــــــــــــــــــو
20/9/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق