الأحد، 3 أغسطس 2014

الحرب ضد أستمرارية الحياة



ارشيف










بسم الله  والحمد لله

الحرب ضد أستمرارية الحياة


جاء بجريدة الرأى العام .. العدد 4060 بتاريخ 15/1/2008 وبعمود (هناك فرق) للسيدة الفاضلة منى ابو زيد ما مفاده أن الرجل كلما نظر إلى إمرأة ينظر لجسدها فقط .. دون أن يعطيها أذنه لسماع وجهة نظرها وفكرتها عن الحياة عموماً ...
هذا تلخيص بسيط لما أوردته السيدة منى بعمودها تحت عنوان  (إزرعى ثقتك .. تقطفى نضجك) ...
ففى صدر مقالها أصدرت حكماً بان الرجل الجاهل او غير المثقف لا يستمع للأنثى .. ووجهة نظره تجاه الأنثى تتلبسها نظرة الشهوة باحثاً خارطة الطريق لذاك الجسد النابض بالحياة .. وهذا عكس الرجل المثقف .. الذى يستمع بكامل قواه العقلية للأنثى التى تحادثه دون أن ينظر لملامح وخرط وتفاصيل جسدها الجميل ...
والسيدة الفاضلة منى تريد بذلك أن ندخل المرحلة المرضية .. والتى يمسها الأطباء بـ (العنة ) الو الرجل العنين .. السيدة الفاضلة تريد أن تقتلع الغريزة التى خلقها الله بنا .. غريزة البقاء وذاك هو رأس الرمح فى الجنس .. و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (تكثروا تناسلوا فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة ) .. فى رأيك سيدتى الفاضلة .. لو منحنا أنفسنا فرصة أن نلغى الغريزة الجنسية من دواخلنا .. الغريزة التى تجعل الرجل يرمق بأشتهاء جسد المرأة .. فحتما حتماً لن يكون لك او لى وجود .. وسيذهب الله بنا ويأتى بقوم آخرين ...
والكل يعلم أن الرجل أسرع أستجابة للجنس من المرأة .. ولكن المرأة هو وحدها من تستمع بالجنس .. لأنها بالنظرة الفسيولوجية فسنجد أن الرجل بمجرد أن قذف فستخبو متعته لبرهة من الوقت .. أما بالنسبة للمرأة فعقب العملية الجنسية لن تتم متعتها بالكامل ما لم تحس برائحة المنى بأنفاسها ...
وبعد هذا السرد اعلاه أوكد لك أيتها السيدة الفاضلة .. أن النظرة الإشتهائية بعينى الرجل تجاه المرأة هى نابعة من الغريزة التى خلقها الله سبحانه وتعالى بنا .. تلك الغريزة التى تؤدى دورها بالكامل فى منحنا الأستمتاع بحياتنا ...
و الخطاب فى القرآن العظيم موجه للرجال ( يغضوا من أبصارهم ) .. بينما الخطاب للنساء ( يحفظن فروجهن  ) .. وأنت يا سيدتى العزيزة تريدين ليس أن تلغى المسألة من حسابات الرجل الغريزية .. بل حتى من أسطر القرآن الكريم ...
هذا إن سلمنا بأن تكون نظرة الرجل للمرأة فى المستقبل كما تريدينها أنت .. أن يستمع الرجل للمرأة فكرياً .. ويجادلها بالتى هى  أحسن .. بغض النظر عن ملامح جسدها فاتنة كانت او خربة .. فثقى أيتها السيدة الكريمة أن ذلك الرجل لن يكون سوى شئ واحد .. سيكون مريضاً بالعنة .. أى رجل عنين لا يهتم لمسألة الجنس .. ويا ويل المرأة التى تقع بحبائل ذاك الرجل وتتزوجه .. فتأكدى تماماً أنها ستخرج للشارع بحثاً عن رجال آخرين ليشبعوا لذتها ...
لذا يحشر الرجل أنوثة المرأة فى كل عام وخاص بحياته .. فثقة المرأة كما خاطبنا القرآن فى بيتها وزوجها وأولادها .. (وقرن فى بيوتكن) .. هذه هى حرب المرأة سيدتى الفاضلة .. مع إننى لست ممن يميلون لذلك .. لا (لشئ فى نفس يعقوب) .. بل لمتطلبات هذا الزمان الذى نحن فيه .. فيجب أن تدرس المرأة وتتعلم .. وهذا مطلب إسلامى لا جدال فيه .. ولكن عمل المرأة و البحث عن المرأة العاملة .. كل ذلك جديد أجتاح الأفكار الإسلامية .. ومع مد التقدمية الغربية وضعف اسلام فى نفوس المسلمين صار الحال الغالب العمل بما ضد الإسلام .. فأنتا أتمسك بإسلاميتى  وهذا لا يعنى إندياحى نحو التمرد الأعمى و التشدد الإسلامي .. بل يجب حتى أن نجادل أنفسنا فى أفكارها حتى نصل لقناعة نعيش معها بسلام ...
ولكن أن تحاول محاربة ما هو غريزى بدواخلك .. للأسف هذا معناها أقتلاع جزء من جسدك .. وللأسف سيدتى لن تستطيع أقتلاع الغريزة فى حربك .. سوى من الرجل العنين و الذى هو فى الأصل منزوع الدسم ...
عذراً سيدتى الفاضلة منى ابو زيد .. ليست المسألة مسألة تيارات فكرية .. يجب أن تناقش بمعزل عن أشياء خلقها الله بداخلنا .. فما تقوله لن يكون سوى ما تفكر فيه أنت .. ويبدو أنكم تحاولين محاربة الغريزة الإنسانية الداعية إلى تفاخر النبى صلى الله عليه وسلم بنا .. وقول المولي عز وجل  (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم آية 21 .
ولا أقول لك أن ما سطرته خطأ .. بل هو نوع من أنواع المطالبة بالحقوق .. وأحترم جداً المطالب بالحقوق .. ولكن يجب أن يكون فى حدود المعقول .. كما أنه قد يكون السبب متصل بموقف ما بدر من أحد زملائك او ممن تربط بهم علاقة .. ولك العذر منا بدلاً عنهم ...
ولكن يجب أن تتخيلى معى ولو لحظة .. لو أختلا على الأقل رجل و إمرأة بمكان ما سواء كان مكتب او غيره .. هل بفكرك أنهم يمكن أن يتناولوا حديثاً عقلانياً وحواراً فكرياً هادفاً .. عذراً سيدتى منى .. ولكن ذلك معناها أنتفاء لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما خلا رجل بإمرأة إلا وكان الشيطان ثالثهم ) ...
ولا يفوتنك تلك الفتوى التى أقر بشرعيتها أحد نواب البرلمان المصرى عندما طالب بتنفيذ الخمسة رضعات المشبعات لتصل درجة الحرمة كل رجل و إمرأة يحتويهما مكتب واحد وكل منهما أجنبي على الآخر .. فما فعله ذلك النائب ليس سوى طريقة ما فكر فيها لكبح جماح الغريزة الإنسانية .. ويبدو أنك أيضاً فكرت فى طريقة ما لكبحها ...
عذراً سيدتى فأنت تطلبين الحرب ضد الغريزة .. ضد خلق الله فينا نحن معشر الرجال .. ضد الغريزة الرحمانية التى تعدونا للتكاثر والتناسل .. ضد أستمرار الحياة ...


أللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك ،،،،

محمد عثمان باعو
15/1/2008    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق