الأربعاء، 30 يوليو 2014

وآأسفاى .. لرحيلك جدي (مصطفى الغول)



بسم الله و الحمد لله

( إنا لله وإنا إليه راجعون )
وآأسفاى .. لرحيلك جدي (مصطفى الغول) 

 
ليس لنا سوى الرجوع للحق عز وجل فيما أختاره ليكون بجواره .. ليس لنا سوى اللهج بالإستراج للمولى عز وجل فيما أراده .. ومن ثم نردد ( أللهم لا تفتنا بعدهم ولا تحرمنا أجرهم ) .. ونردد ما يقوله أخوتنا فى أهل الذمة بديانة سيدنا عيسى عليه السلام ( للرب ما أخذ وللرب ما أعطى ) ...
ففى صبيحة اليوم 2/9/ 2008 م إنتقل لرحمة مولاه جدنا القارئ و العلامة  والمؤرخ و الحبيب إلى القلوب ( مصطفى على عوض الكريم ) الشهير بلقب ( الغول ) .. رحل عن عمر يناهز المائة ( او يزيدون ) .. شاهد على العصر عاش أحداث منذ العهود الأخيرة للمهدية .. ومروراً بالعهد الإنجليزي .. وموجة اللإستقلال  والخريجين .. وإنتهاء بعهود الإنقاذ الوطنى ...
عاشر وإلتقى كل الرؤساء .. الأزهرى و المراغنة وعبود ونميرى و سوار الدهب و المهدى وصولاً للريس عمر البشير حفظه الله ...
وحتى لو سردت كل حكاياته فلن أوفى حقه .. فذلك الرجل العلّامة كان مقصد كل باحث عن النسب فى عموم مناطق الجريف شرق .. يعرف كل كبارات أهل الجريف شرق .. يحفظ تاريخ الجعليين من قبل واقعة المك نمر .. يعرف أين ينتهى نسب قبائل الجعليين عموماً .. حيث يحفظ الأسم بطلاقة تحسده عليها حتى يوصلك ( العباس ) رضي الله عنه عم  الرسول صلى الله عليه وسلم ...
كبيراً للكبير وصغيراً للصغير .. وموخطاً بشآبيب الرحمة للشيوخ .. لا تسمع منه بعد السلام غير كلمة واحدة ( ما شاء الله ) .. وعندما سألته ذات مرة عن سر ذلك .. رمى بأنه كناية عن الحفظ بالله لمن يلتقيه ...
شهد كثير من الأحداث التي مرت بالسودان زهاء مائة عام .. وسطر بأحرف من نور أسمه بقلوب كل أهل الجريف شرق وعموم الجعليين بمناطق السودان المختلفة .. ومفتخراً كما نحن بأهل الجريف شرق .. ويضحك من بعض أهل الخرطوم عندما يصفون أهل الجريف شرق بأنهم عرب متخلفون .. يفتخر بأنه من الجعليين والذين جدهم العباس رضي الله عنه .. يفتخر بأنه من نسل جدود كانوا أول من سكن مدينة الخرطوم خلفا للعنج الذين كانوا يقطنونها بأيام ممالك سوبا .. وأمتد زمانهم حتى مملكة سنار وذلك التحالف بين العرب العبدلاب و الجعليين والفونج .. يفتخر أنه من بين مناطق الممتدة كخيط على سواحل نهر النيل شريان السودان .. يفتخر أنه بخط يبدأ بالعيلفون و سوبا شرق و الجريف شرق وبرى وتوتى و شمبات و الكدرو .. كلهم أهل قبيلتان إختلطتا بالأنساب و المصاهرات .. قبائل الجعليين و المحس ...
هذا هو ( مصطفى على عوض الكريم ) الرجل العلّامة و المؤرخ و الأخ و الأب والصديق و الصغير والكبير وروح أهل الجريف شرق ...
هذا هو الرجل الذي حمل اللقب المعروف منذ أقاصى تاريخ السودان .. وتناقلته حبوباتنا أب عن جد حتى وصل أزماننا الآن .. فعندما يرد لمسامعك أسم (فاطنة السمحة ) وحتى يتبع قلبك أسم ( الغول ) .. وهذا اللقب حمله ( مصطفى على عوض الكريم ) الملقب بالغول و المار نسبه بالعباس رضي الله عنه إنتهاء بسيدنا آدم عليه السلام ...
لم يكن غولاً مخيفا .. بل كان سمح الملامح .. وسيماً فى ملامحه بشبابه .. ولكن لتجذر عادات الأهل فى نفسه فقد كان يخيف الصغار بأصوات وحركات يعملها فتخيف الصغار .. ليردهم لصوابهم عندما يفقدونه مع أهليهم ...
أللهم أرحم حاج مصطفى وأسكنه جناتك الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً .. أللهم تقبله بقبول حسن وأجعل الرسول صلى الله عليه وسلم شفيعاً له يوم جمع الخلائق .. أللهم أغفر له ما قدم وأخر من ذنب وأحلل البركة فى ذريته .. وألهم آله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء .. أللهم لا تفتنا بعده و لاتحرمنا أجره ...
أللهم آمين ...
و الحمد لله على ما أراد الله


محمد باعـــــــو
9/2/2008  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق