الأربعاء، 30 يوليو 2014

كيف تدخل الغابة (4) ... الوطــــن الذي لا وجـــــيع له ... إنتحار ام إختراق .. ؟؟

ارشيف











بسم الله والحمد لله

كيف تدخل الغابة (4)
الوطــــن الذي لا وجـــــيع له
إنتحار ام إختراق .. ؟؟


لا أريد أن أوصف بمن قال الله فيهم ( وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) .. ولكن لابد من إعطاء قرصة صغيرة فى أذن الجيش والشرطة والأمن .. ومن هم لهم المصلحة الأولى فى حفظ الأمن بهذه البلدة التي لم يظلم أهلها بعد ...
فقد جرت محاولة للنيل من الفئة الحاكمة عن طريق قوات حركة العدل والمساواة المدعومة بقوات تشادية .. وقد أطلق عليها البعض إنها عملية إنتحارية .. بينما أراها عملية إختراقية لدفاعات قوات الوطن عامة .. وهذا شبيهاً بمحاولة جرت فى عقد الثمانينات من القرن الماضي ...
ولابد لنا أن نشير إلى تلك المحاولة التي جرت فى بداية عقد الثمانينات .. عندما حاول المتصبيّن الصادق المهدي والخسيس حسن الترابي والدنئ الخائن محمد عثمان الميرغني ومن تبعهم .. عندما حاولوا الإستيلاء على الحكم وبسدة الحكم يومها يوجد الرئيس الأسبق جعفر نميرى .. وما أضحكني هو تعقيب السيد المتصبيّن الصادق بعد تلك المحاولة التي جرت بفيافي أمدرمان .. فقد قال عقب شجبه لقوات العدل والمساواة معللاً فعلتهم تلك .. أنهم عندما قاموا بتلك المحاولة كان هدفهم الإصلاح لهذا البلد .. ولم تمضى الأعوام حتى جاءوا إلى سدة الحكم ليزيدوا الأمر سوءاً وهم يكذبون علينا بالإصلاح ...
والعجيب فى الأمر أنهم لم يصلحوا شيئاً .. فقد قام أولاد باعو بجلب الطوب لبناء مباني الإذاعة والتلفزيون والتي خربها تلك المرتزقة فى ذلك العهد .. وحتى إن أولاد باعو بحي هب النسيم بالجريف شرق إبتدعوا شعارا صار يتردد بين الألسن والقلوب حتى يومنا هذا .. وهو شعار ( أولاد باعو درع الثورة ) ..وسنعود لهذا فى موضوع آخر ...
وكذلك ما أخذلني قول الخسيس حسن الترابي وهو بساحات مدينة سنجة وهو يقول لجمهورها أنه لن يؤيد الإنقلاب على السلطة الحاكمة .. فهو الآخر يضحك علينا .. إنه يعلم تماماً ما كانت ستفعله حركة العدل والمساواة .. يعلم تماماً الدعم الذي قدمته تشاد لتلك الحركة .. وهو بنفسه كان سينفذ الأسلوب الذي إتبعه عندما قلب السلطة على المتصبيّن الصادق المهدي .. بأن كان فى السجن والبقية تقوم بالإنقلاب .. ولكن نشكر للأخ الرئيس عمر البشير أن قام بالإنقلاب الأبيض فى القصر الجمهوري عندما بدأ أخطبوط السلطة ووهمها فى اللعب برأس المدعو الخسيس الترابي ...
وقبل أن أدخل فى ما جرى أذكر بأنني سأدعو بدعوة واحدة لن أحيد عنها أبداً ما حييت .. دعوة لوطني الذي لا وجيع له .. فبعد ما رأيت الترويع فى نفسي وفى نفوس الآخرين .. وبعد أن رأيت تلكم المرأة التي يجب أن تكون معززة مكرمة رأيتها تتسلق عربة الدفار وسط الرجال .. رأيتها وأنا أبكى لأنها غدت مستباحة من الجميع والأجساد تلتصق بها .. لا أحد يعلم فيما كان يفكر آنذاك هؤلاء الرجال والشباب الذين كانت فى وسطهم .. ولكن الأمر باعث حقيقة على وجع لا يمكن أن ينتهي مدى العمر .. ألم يقطع نياط قلبك وأنت ترى نفسك لا حول لق ولا قوة فى دفع الأذى عنها .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .. لن أحيد عن هذه الدعوة سادتي ما حييت .. أللهم بحق سبحان الله ذي العزة والجبروت .. أللهم بحق سبحانه الله ذي الملك والملكوت .. أللهم بحق سبحان الله الحي الذي لا يموت .. أللهم بحق سبحان الله الذي يميت الخلائق ولا يموت .. أللهم بحق نداء حملة عرشك يوم البعث .. أللهم بحق جاه الرسول صلى الله عليه وسلم عندك .. أللهم عذب بعذاب النمرود كل من تسول له نفسه أن يضر بهذه البلد وأهلها .. أللهم عذبهم بالبعوض وأدخله لهم فى رؤوسهم .. أللهم أستبح منهم ما إستباحوا من تلك المرأة .. أللهم لا تشفهم من عذاب النمرود .. أللهم آمين يا رب العالمين ...
الكثيرون مندهشون لما جرى .. فقد فاجأت القوات العدل والمساواة المدعومة بالقوات التشادية .. حيث فاجأت الجميع الجيش والشرطة وقوات الأمن الأخرى والمواطنين .. الجميع مندهش لما جرى .. وحسب ما عندي من معلومات فقد أكتشف هذا التحرك قبل أسبوع او أكثر من يوم دخول قوات الحركة المتمردة إلى أمدرمان .. وقبل يومان من هذا أي يوم العاشر من مايو فقد إصطدمت تلك القوات بالجيش السوداني فى منطقة سودرى شمال ولاية كردفان وشمال غرب ولاية الخرطوم .. ولكن مع ذلك لا أدرى ماذا جرى .. فقد وضح أن الجيش نائم فى العسل .. ولكن فى اليوم الثامن من مايو بدأت وحدات الأمن بعض التشديدات فى الدخول إلى ولاية الخرطوم .. ولكن مع ذلك هيهات  فقد دخلت قوات الحركة المتمردة منطقة أمدرمان ...
والناظر للأمر من كل جهاته سيدرك تماماً صعوبة حراسة كل ولاية الخرطوم .. وإذا كان السؤال لما .. فالإجابة هي أن المساحات الشاسعة للأرض تقلل كثيراً من قدرة مراقبتها .. كذلك أن معظم الجيش يتركز فى ثلاثة مناطق .. سد مروى دارفور والحدود الشمالية للولايات الجنوبية ...
ثانياً .. و الشئ الذي فات على الجميع .. هو تعدد الثقافات فى أرض السودان الشاسعة .. وعليه فحركة مناوى هي آتية من غرب السودان .. وعموم المنطقة الممتدة من دارفور وحتى دولة موريتانيا مروراً بتشاد العميلة .. والتي هي أقرب لثقافات الطوارق والبرابرة .. والذين شيمتهم أن يغطى الرجل كل رأسه مظهراً عيناه فقط .. وللأسف فنساءهم كاشفات عاريات وهذا ليس بموضوعنا الآن ...
إذن فقد دخلت القوات المتمردة أمدرمان وهم ملتحفين العمائم مغطية كامل رؤوسهم .. وهذا الأمر إعتاد عليه سكان ولاية الخرطوم والجيش والشرطة .. لأنها الثقافة الوافدة جديدة فى الخرطوم .. وحتى حادثة المهندسين كانت أكبر دليل تلك الثقافة .. وعليه حتى الشرطي عندما يرى هؤلاء الملتحفين فسيظن أنهم يتبعون حركة مناوى .. ولن يجول برأسه أنها قوات متمردة معتدية ...
هذا الأمران حتى يمكن للقوات الفرنسية الوصول لإحتلال الخرطوم ثم يعودون إلى ثكناتهم بتشاد العميلة ...
ثم إليكم كيف أدركت القوات النظامية هذا الأمر .. بعد أن وضعت قوات التمرد قدمها داخل محافظة أمدرمان .. فقد وصلت قوات الحركة المتمردة إلى الشارع الرابط بين السوق الشعبي والثورات او بقية أمدرمان .. وعندها بدأت القوات المعتدية فى إنزال المواطنين من وسائل المواصلات .. ولسوء حظهم كان بين أولئك المواطنين من يعمل بالشرطة الأمنية .. والذي ما كان منه سوى الإتصال بمدير مكتب مدير الشرطة ليخبره بأن هناك قوات لحركة العدل والمساواة تهجمت على المواطنين .. ومحدثه على الطرف الآخر كان لا يصدق محدثه الذي بين المواطنين .. ومن ثم وصل الأمر لمدير الشرطة وجميع الضباط والذين أصبح ذلك الشرطي هو وصلتهم الوحيدة للتعرف على تمركز قوات العدو .. وهذا الكلام كان حوالي الساعة الواحدة ظهراً ...
ومن ثم بدأت المناوشات وقوات الشرطة والجيش والأمن يلتحمون مع قوات الحركة المتمردة وسط أزقة وحواري وشوارع أمدرمان .. ليبدأ الضرب من ذلك المكان زاحف عبر العرضة والأربعين وواصلاً حتى سكنات سلاح المهندسين .. ثم ينداح الجميع بين مطارد وفار ليدخلوا منطقة الفتيحاب .. وعندها بدأ المعتدين فى ترك عتادهم وإرتداء ملابس المدنيين ومن ثم غاصوا وسط الشوارع .. والقوات الحكومية تطاردهم حتى هذه الساعة الواحدة ظهراً من يوم الحادي عشر من مايو ...
هكذا جرت الأحداث وبعد وضعي للسببان الأساسيان اللذان يمكنهما مساعدة تلك القوات المعتدية .. لا يمكنني أن أغفل عن خطأ القوات الوطنية أبداً .. فهذا خطأ كلف الوطن غالياً .. ومهما كان السبب فيجب أن تتم المحاسبة لمن كان هو سبباً فى وصول تلك القوات إلى وسط محافظة أمدرمان ...
كما إنني أتابع الأحداث التي تجرى على أرض بلدي عن طريق تلك التنبوءات التي سردتها فى روايتي ( روح لا جسد ) والتي رفضها الجميع .. رفضتها هيئة الثقافة .. رفضتها هيئة الخرطوم عاصمة للثقافة العربية .. رفضتها هيئة جائزة الطيب صالح بمركز عبد الكريم ميرغنى ...
فانا أتابع ما يحدث لوطني عبرها .. وسأنشرها لكم سادتي يوماً ما لتدركوا ما هو قادم لأرض بلدي ...
وعوداً على بدء فإنني لن أنسى مطلقاً مشهد تلك المرأة وهى تعتلى عربة الدفار لتنزل وسط الرجال .. وقد تكون كثير من أجزاءها كشفت .. وكذلك سيكون جسدها تعرض للكثير من ملامسة الرجال وهى بوسط زحامهم .. لن تدركوا سادتي كم هو هذا الأمر مبكى ومؤلم أشد الإيلام .. ولكنني لن أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل ومن ثم عهداً على نفسي بأن أواصل الدعوة بهذا الدعاء حتى آخر رمق فى أنفاسي .. وليذهب الله بمن أتوا بالفتنة دونما عودة .. ليذهب بالمتصبيّن الصادق المهدي وليذهب بالخسيس حسن الترابي وليذهب بالدنئ الخائن الميرغنى .. وحتى ولاة أمورنا الآن إن كان لهم ذنب فيما جرى فليذهب بهم الله وليأتي بأصلح منهم .. فأنا لن أنسى ما حييت مشهد تلك المرأة التي تعرضت لهذا الإبتلاء فى شرفها .. وكذلك فهذه نكسة فى حق وطني الذي لا وجيع له ...
أللهم بحق سبحان الله ذي العزة والجبروت .. أللهم بحق سبحانه الله ذي الملك والملكوت .. أللهم بحق سبحان الله الحي الذي لا يموت .. أللهم بحق سبحان الله الذي يميت الخلائق ولا يموت .. أللهم بحق نداء حملة عرشك يوم البعث .. أللهم بحق جاه الرسول صلى الله عليه وسلم عندك .. أللهم عذب بعذاب النمرود كل من تسول له نفسه أن يضر ببلدي السودان وأهله .. أللهم عذبهم بالبعوض وأدخله لهم فى رؤوسهم .. أللهم أستبح منهم ما إستباحوا من تلك المرأة .. أللهم لا تشفهم من عذاب النمرود حتى يبلغوا برزخك يا جبار يا قهار .. أللهم آمين يا رب العالمين ...

والحمد لله على ما أراد الله

محمد عثمان باعـــو
11/5/2008    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق