الأربعاء، 30 يوليو 2014

دراكولا ... وحقيقة الوهم !!

ارشيف








بسم الله والحمد لله

دراكولا .. وحقيقة الوهم !!

لا أدرى حقيقة هل يمكن أن نصدق بوجود دراكولا ... او مصاصى الدماء ووحوشهم المخيفة كما صورتهم لنا السينما الأمريكية .. فالوحش أسطورة سادت ثم بادت .. وجاءت بعدها أخيلة المؤلفين بقصص وحكايا مصاصى الدماء .. والذين يبزغ فجرهم مع إستدارة القمر كما صورته كثير من الروايات والأفلام الأمريكية الموغلة فى التعطش للدماء وترويع القلب المشاهد لتلك الصور ..
وسيكلوجية الخوف هى مصدر إلهام لكثير من المؤلفين .. وقد تكون واجهة جيدة لفلم يطفح ملصقه بمشاهد الرعب المثيرة .. فالخوف هو ما يجعل شعرة أجسادنا تقشعر .. كما يقال فى جميع المواقف المترعة خوفاً .. وهذا هو الإحساس الخارجى .. أما الإحساس الداخلى فهو تدفق كميات هائلة لهرمون الإدرينالين .. وهو المسئول عن إختلاج مشاعر الموقف سواء كان خوفا او موقف غضب او أى موقف يحفز على تدفق ذاك الهرمون بعد إشارة العقل الشديدة الموجبية فى تكوين معنى للموقف الذى يحدث أمامك ..
وقد يكون لأحداث الخوف مشاعر سالبة قوية التأثير على صحة الخائف .. مما يجعلها تصل مرحلة الخطورة خاصة إذا كان كبير فى العمر .. مما يؤدى إلى حدوث الأمراض المستعصية العلاج او التى لا سبيل أبداً لعلاجها .. مثل السكرى والضغط وأمراض القلب ...
وحقيقة الوجود الخوفى هو تصوير لأشكال يختلقها العقل البشرى لتغدو كابوس يجثم على أحلامنا .. وعلى حياتنا الطبيعية .. وإن كان يمكن لمخلوق أن يوجد ذو شكل مخيف .. فهو لن يعدو أن يكون سوى أن يكون تصوير مكبر لفم أحدى الحشرات او المخلوقات الصغيرة .. ومع بلوغه بواطن العقل يغدو منتجع الخوف الداخلى مسبح لأوهام يطلقها العقل الباطن عن مخلوق ما بزمن ما تجلى ليجعل تدفق هرمون الإدرنيالين هو سيد الموقف .. ويتبعه فى ذات اللحظة إزدياد الخفقان القلبى مما يدعو بشدة إلى تدفق الدماء وجريها عبر العروق .. ويبدأ الجسد فى سحب كميات هائلة من الأوكسجين فد تؤدى فى بعض النهايات السالبة لحد الإغماء .. والذى إن دل إنما يدل على ضعف الأوكسجين الواصل للعقل البشرى ...
ولكن لنسأل أنفسنا ما حقيقة الخوف فى دواخلنا .. هل هو التغيرات الفيسولجية التى تحدث داخل خلايا الجسد ..  ام هو إحساس من مبدأ أحاسيس الروح يحدد لنا متى نخاف ومتى نتشجع .. والذى أعنيه هل الخوف غريزة مثلها مثل الغرائز الأخرى المغروسة فى أرواحنا ونظن أنها أى تلك الغرائز تمرح فى قلبنا الدافع للدماء والأوكسجين ...
وهناك سؤال آخر .. يطرأ على انفسنا ونحن نتجه مثلاً لتصنيف الخوف .. فمثلاً من هو دراكولا الحقيقى .. وما مدى صعوبة هجوم دراكولا إن كان وحشا لا يرحم .. وإن نظرنا لتلك الحقيقة فسنجد أنفسنا نتجه لتصنيف الأمراض  والوبائيات .. والتى هى فعلاً فى نظرى دراكولا لا ترحم .. والأمثلة كثيرة حمانا الله وإياكم من شر تلك الدراكولات .. فأولها ودون منافسة فهو مرض الإيدز .. دراكولا لا حدود لمدى وحشيته فى الفتك بمرضاه او بتلاميذ مدرسته العابثين دائما بعروض الناس .. واللآهين بمخدرات ومغيبات العقول الوهمية .. فالإيدز حقيقة دركولا بمعنى الكلمة .. وحش لا يغفر .. إلا من رحم ربى ...
وكذلك أمراض السرطانات بأنواعها والتى يوجد لديها بعض العلاج فى بداية المرض .. او البتر للمنطقة المتعرضة للهجوم المسرطن حمانا الله وإياكم وأدام صحته وعافيته عليكم ...
وكثير من الأمراض التى تعتبر هو وحوش دراكولية بدون منازع .. منها أمراض الطفولة الستة .. والجدريات بأنواعها .. وكثير من الأمراض المستعصية .. والتى هى دركولا الحقيقى .. فلا توجد وحوش مخيفة .. ولا يوجد مصاصى دماء .. ولا يوجد مخلوقات من الفضاء الخارجى مرعبة المنظر ...
وإن جاز لنا ذكر بعض الطوائف التى تستعمل الدماء البشرية .. فهى مثلها مثل أى إنسان تعود على شرب نوع معين من المشروبات .. والدم ليس مادة مخدرة او مادة يمكن إدمانها .. وعلى ذكر الطوائف فاليهود فى أحد أعيادهم يقومون بعمل فطيرة من القمح وبعض المواد الالمكونة للأغذية العادية .. والشئ السائل الوحيد فى تلك الخلطة الفطيرية اليهودية هو دماء إنسان ما .. لا ماء ولا أى سوائل أخرى لتلك الخلطة سوى الدماء لبشرى لا يمت بصلة للدم اليهودى .. وإن كانت تلك العادة قد قلت ولكنها موجودة فى الملل المأسونية اليهودية ...
ويطوف بعقلى موقف يدفع العقل لدفع هرمون الإدرنيالين .. لتبدأ موجات من الضحك العنيف .. فقد جرى هذا الموقف لأحد أصدقائى أثناء فترة الجامعة قبل سنين خلت .. وهى أحداث حقيقة وبشهود على ما جرى .. فقد كان أثناء دراسته الجامعية يقيم بداخلية الطلاب .. وصاحب مجموعة رائعة من الطلاب يقيمون معه فى الغرفة .. ولسوء حظهم فقد إنتقل إليهم وافد جديد .. حذرته إدارة الجامعة من الإقامة مع أى مجموعة من الطلاب فى غرفة واحدة .. وكان هذا الوافد الجديد مصاب بأحد أمراض الطفولة الستة .. دركولا خطير جداً حيث كان لا علاج له فى السابق .. ألا وهو مرض السلّ .. وهو مرض مستعصى وعضال وفى كثير من الأحيان يؤدى إلى الموت ...
ولا أدرى كيف جرى ذلك ولكن الوافد الجديد إستطاع الدخول إلى الداخلية .. وإستطاع أن يقيم فى غرفة صديقى دون أن يخطرهم بما يجيش فى صدره من دراكولا مخيف بحق .. ولكن بعد مضى عدة شهور و بعد تكرر سؤال الحرس الجامعى دائماً عن ذاك الوافد الدراكولى الجديد .. شك صديقى وزملائه فى ذاك الوافد الدراكولى .. فدفعهم هرمون الإدرينالين المندفع قليلاً فى عروقهم للذهاب لإدارة الحرس الجامعى للسؤال عن سر الوافد الدراكولى .. ليكتشفوا أنه مصاب بمرض السلّ .. مما كان له الأثر السئ فى علاقتهم بذاك الوافد الدراكولى .. والذى لم يؤثر به الأمر بل واصل إقامته معهم فى الغرفة على الرغم ظهور الكراهية الشديدة على كل الوجوه .. لإدراكه بأنه لن يجد غرفة أخرى بعد أن شاع خبره فى داخلية الطلاب ...
وسرعان ما بدأت الحرب النفسية على الوافد الدراكولى من صديقى وزملائه .. فقد قام أحدهم برسم صورة لوحش ذو قرنين .. فى دائرة كبيرة وكتب على صدر الدائرة ( دراكولا ) .. وتتابعت الكثير من المواقف بعدها ..
ولكن سيكلوجية النفس البشرية تحولت من مبدأ الخوف إلى مبدأ الدعابات .. والتى يمكن أن تدرج لفئة الدعابات الخطيرة والتى تثير كثيراً من أزمات النفس الخوفية المريعة .. فقد حب أحدهم أن يداعب صديقى العزيز منفذاً فيه أحد المقالب والتى كانت بنظره عادية .. فقد قام بتبديل فراش الوافد الدراكولى واضعه بدلاً عن فراش صديقى .. والذى أتى ليلاً ودون أن يفتح المصباح لخوفه الدراكولى من إزعاج أصدقائه وزملائه فى الغرفة .. وقد تعود أن يأتى متأخراً من مكتبة الجامعة ثم يحمل فراشه وينام فوق سطح المبنى والذى كانوا يطلقون عليه (القاش ) وهو نهر بمدينة كسلا .. وذاك يسبب كثير من الخوف الدراكولى عند موسم الفيضان فى تلك المدينة الرائعة ...
المهم .. فقد حمل صديقى فراش الوافد الدراكولى ظناً منه أنه فراشه .. والليل مخيم كوحش ضخم فلم ينتبه لما يحمله على ظهره وهو يصعد الثلاثة طوابق آملاً بليلة رائعة النوم .. ومضى الليل سريعاً ليستيقظ متأخراً والشمس قد بانت على حدود الضحى .. وعلى بقايا نعاسه لف الفراش وإستعد للنزول لغرفتهم فى الطابق الأرضى .. فكسلت نفسه وكما تعود دائماً فقد كان يرمى الفراش من عل ليصل الأرض وهو فى حالة الخوف الدراكولى السقوطى لا يشعر ولم يشعر بها أبداً صديقى ...
ولسوء حظه فقد تابعت عيناه سقوط الفراش حتى وصل الأرض لينفتح على عقبيه ويرى صديقى لحظتها الشئ الذى لم يدهشه .. بل أصابه بالذهول وألجم فاه  .. فقد ظل ولمدة أكثر من ربع ساعة يحدق فى تلك الدائرة المرسومة عليها وجه وحش دراكولى .. وبان له لحظتها ما فعلت به النوايا المداعبة لأصدقائه .. فقد إكتشف أنه قضى ليلة كاملة على فراش الوافد الدراكولى المصاب بمرض السل حمانا الله وإياكم .. إكتشف أنه ظل ولليلة كاملة فى عناق لأحضان فراش الوافد الدراكولى .. كحبيب يجتر أشواقه وهمساته لحبيبه بليل العاشقين ...
وعندها بدأ عقله فى العمل سريعاً .. وقبل أن يفكر فقد إندفع هرمون الإدرينالين فى الهيام على على عروقه منذراً إياه بسوء ما حدث .. او فى حقيقة تصويره الداخلى لوحش مرض السل الدراكولى فقد ظن نهايته على وشك .. ولم يعتقد أنه سيعيش بعدها لسنين طويلة ...
وأجمل ما فى الأمر أن وسوسة الوحش الدراكولى فى داخله دفتع للتصرف بغضب لم يعهده طيلة حياته .. فقد نزل من عل .. وإتجه إلى فراش الوافد الدراكولى والذى عانقه ليلة كاملة كحبيبة يهمس لها قلبه شجونه ومطيات أحلامه .. وبدلاً من ان يحمله فقد قام بجره وكأنما يجر جثة او شئ زاره وحش الموت الدراكولى ...
هذا هو سادتى ما يفعله وحش دراكولا .. الوحش الذى يمكننا أن نظن أنه مخلوق يتحرك مثلنا .. بينما هو فى حقيقة الأمر أن وحوش الدراكولا تتحرك بحرية تحسد عليها فى أجسادنا .. هاهو سادتى ما يمكن أن نطلق عليه دراكولا عصرنا الحالى .. فكما ذكرت سابقاً فلا وجود لوحوش تمص الدماء ولا وجود لمخلوقات تمرح فى الفضاء فوقنا فكل هذه أوهام إختلقناها لندفع بالإدرينالين للمزيد من التدفق فى أجسادنا ولمزيد من ضخ المال لصانعى تلك الأوهام .. فقط هى ذكاة أجسادنا ندفعها لخالقنا عز وجل ...

والحمد لله على ما أراد الله




محمد  باعـــــــــــو
22/11/2007  
 الجسد فى سحب أقصى طاقته  أ ا  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق