الأربعاء، 30 يوليو 2014

كيف تختار عروساً !!!!!؟

ارشيف










بسم الله و الحمد لله

كيف تختار عروساً !!!!!؟

الأمر مثير للدهشة حقيقة .. وأنا أطرح سؤالى وليس ضحكاً فيما جرى .. بل هو إستغراب وإندهاش وتعجب لتلك الأحداث .. وهذا سيبدؤ لكم بعد شرحى بواقعية التفسيرات النفسية لتلك الحادثة ...
ففي عاصمة السودان وفى حى راقي يعرف بأركويت تقبع محطة او هي بإعتبارها مركز او وسط تجاري رائع .. وتلكم المحطة تسمى (البلابل) .. والأمر سادتي مثير للتعجب لدرجة الإستهزاء او الشعور به لتدني أحاسيسنا تجاه المرأة .. وهذا بعد وصفها منا نحن الرجال بأنهن ناقصات عقل ودين ...
الأحداث دارت فجاءة .. ولكننى أعتقد بأنها لم تكن وليدة الفجاءة .. فأحد أبناء الأغنياء صادفته إحداهن وهي تستعد لركوب الموصلات في شارع عبيد ختم لكي تتجه إلى منزلها بعد دوام دراسي شاق .. وعبيد ختم شهيد ختم حياته فى أدغال الجنوب .. ورأت الحكومة أن أحسن تكريم له أن يطلق أسمه على شارع ما .. وبالفعل أطلق على أحسن شارع والذى تقع على ناصيته برى وحى الصفا مروراً بالرياض والطائف وأركويت .. وإنتهاءاً بجامعة أفريقيا العالمية التي يؤمها معظم الطلاب المسلمين من شرق وغرب ووسط أفريقيا .. وفى بعض الأحيان جنوبها .. والمؤسف حقاً فى الأمر أن الشباب الطائش وفتيات الليل سموا شارع الشهيد عبيد ختم بشارع (عبيد خطف ) كناية عن خطف فتيات الليل من نواصيه .. وليس عن إكراه .. بل بكامل رضاهن بحثاً عن المتعة الحرام والمال الذى يمنع فى الإسلام أن يعطى لزانية حما الله أعراضنا وإياكم ...
وعوداً على بدء .. فقد بدأ الأمر وكأن الفتاة كانت تقف فى إحدى محطات المواصلات لرحلة العودة إلى البيت .. ويبدو أن الشاب الوجيه والذى كان يقود عربة ألمانية من ماركة ( passt ) موديل 2008 ذات لون بديع .. فيبدو أن ذاك الشاب راود الفتاة عن نفسها عدة مرات وهى تقف كالمعتاد فى المحطة فى إنتظار ما يقلها مع الجميع إلى منزلها .. ولكن الفتاة كانت فى محل الثقة التى أعطاها لها أهلها .. فلم تكن فى زمر ( إذا قد قميصه من دبر ) .. لم تنصاع لأوامر النفس الغلابة بالهوى .. لم تجدى نفعاً نظرات الشاب الوجيه والتى بدأت على عينيه توسلية عشقية .. وفضلت أن تحفظ نفسها ...
ولكن لتكرر الأمر من الشاب الوجيه .. وإنتظاره لها دوماً لكى يمتع عينيه بذاك الجمال الراقي الطفولي .. كما وصفها لي أحد أصحاب الممتلكات الذى يقبع فى أحد نواصي محطة البلابل .. ومع إستمرار رفض الفتاة الفاتنة الهيئة قرر الشاب أن يجرب سبيل آخر يصل به إليها .. ألا وهو متابعتها لكى يعرف أين تسكن .. وكأنما يرمى على نفسه صفة زمر (من قد قمصيه من قبل ) ...
وفى اليوم التالي وكالمعتاد .. جاء الشاب وإنتظر الفتاة الراقية الجمال .. وهو يرتدي أحسن ثيابه .. ويمتطي واثرته التى تشيب لها عقول فتيات الليل بناصيات شارع عبيد ختم .. فجاءت الفتاة الراقية الجمال وكأنما هي تحتسي الشارع شاياً .. جاءت تمشي على مهل وكأنما تريد أن تكيد للفتى الوجيه .. وكأنما تريد أن ترى وقع خطواتها الهوينى على عينيه الذارفتين عشقاً لها .. ويبدو أن الفتاة لم تمر عينيها على شارع القرآن لترى حكاياه عن إحدى إبتني سيدنا شعيب عليه السلام .. والتى جاءت لسيدنا موسى عليه السلام لتدعوه لأباها .. لم ترى وصف القرآن للفتاة سليلة الأنبياء .. ( جاءته تمشى على إستحياء ) .. ولم يقل جاءته تتقدل كما فعلت الفتاة الراقية الجمال لتكيد للفتى الوجيه صاحب السيارة الألمانية الفخمة .. أرادت أن تثير كوامن الشباب فيه وهى تزايد عليه فى صدها له .. ولكن بالتأكيد كان قلبها يمثل القول الشهير للنساء ( يتمنعن وهن راغبات ) ...
ثم سارت اللحيظات بحبور بالنسبة للفتاة وهى تنزل من حافلة المواصلات وعيناها الفاتنتان ترمقان بلطف مستهزئ الفتى الوجيه .. ولكن لم يدر بخلدها أن الفتى الوجيه قد يتخطى الحدود الشرعية وينتقل بطابيته فى خطوة أكثر جراءة على رقعة الحب والوله والعشق المجنون .. فقد ترك الفتى الوجيه سيارته الفارهة بعد أن أغلقها بالتحكم عن بعد .. ثم بدأت خطواته تغازل خطوات الفتاة الراقية الجمال وهى تصعد عتبات الدرج المؤدى إلى شقتهم .. وعندها أحست الفتاة بخطورة الوضع وتفكير عقلها يتجه لإثنان .. الأول أن الفتى لن يقوم بأى حركة تسئ إلى شرفها .. بل قد يتبعها إلى الباب فيخرج أحد إخوانها ليغتال فرحة الفتى الوجيه .. والإتجاه الثانى أن يقوم الفتى الوجيه متهجماً عليها وهى تدرك أنه لن يستطيع الصمود أمام فتنة جسدها وجمالها الطاغيين ...
فما كان منها إلا أن أسرعت الخطى المتقدلة لتعلو درجة الهرولة .. واصلة باب شقتهم .. وعندها ودون ان يشعر الفتى الوجيه الذى يقوده قلبه الولهان هرول هو الاخر خلفها .. وقد يكون بظنه أن يعرف بالضبط شقة أهل الفتاة الراقية الجمال ليأتى بعدها بأهله .. او قد يكون قد غرق حتى أذنيه ولم يعد له منفذ سوى أخذ ذاك الجمال ليعانقه ولو على عتبات الدرج ...
ولكن لحظتها أطلقت الفتاة العنان لصرخاتها ويديها الناعمتان تدفعان الباب ليفتح فى تثاقل واضح .. ويبدو أن الآخير أى الباب فى تلك اللحظات كان هو وقع غراماً وعشقاً فى الفتاة الراقية الجمال .. محاولاً الوقوف بجانب الفتى وهو يتمنع قليلاً على تلكم الأيادي الناعمة ...
وهنا لم يجد الفتى الوجيه بداً من الهرب وهو يرفع بيرق جريه ليذوب فى ثوانى وسط القادمين والذاهبين على نواصي محطة البلابل .. ولكن كان الأوان قد فات على سيارته الفارهة مما جعله يهرب وهو يتركها خلفه .. ظناً منه إيجاد طريقة يخرج بها سيارته مما أوقع به نفسه من ورطة مخجلة ...
ولوصول صراخ الفتاة حتى أسماع الشارع .. فقد نهض أحدهم والذين ينتمون لزمر ( وزاده بسطة فى الجسم ) .. فقد نهض وهو يعلن أن المروءة مازالت موجودة .. صاعداً الدرجات ليبلغ الشقة ويرى بعينيه حديث الفتاة عن إتباع أحدهم لها .. ثم تتابع المشهد لتصل مسيرة الغاضبين على هتك الأعراض حتى السيارة الفارهة والتى لولا لطف الله لهتكت عرضاً وعرضاً ...
ولم تمضي نصف ساعة بعد ذلك الحدث حتى جاء أحدهم وهو يحمل مفتاح السيارة الفارهة ليقودها عائداً بها لصاحبها .. فما كان إلا من صاحب المروءة .. من (زاده بسطة فى الجسم ) إلا وأن إعترض سبيل ذلك الشاب .. وسرعان ما أخرج الآخير بطاقة تصفه بأنه فرداً فى المباحث .. وعندها نطق صاحب المروءة عن ما يعنى به حضور أكبر الرؤوس فلن تتزحزح السيارة الفارهة سنتاً واحداً ...
وهنا تصاعد توتر الأمر مما إستدعى ذهاب أخ الفتاة الراقية الجمال إلى قسم الشرطة ليدون بلاغاً .. ومن ثم تصاعد الأمر لتحضر قوة من الشرطة الفتى الوجيه بواسطة فرد المباحث .. وأعلن لحظتها الفتى الوجيه عن رغبته القوية والصادقة فى الإقتران بالفتاة الراقية الجمال وانه مستعد لإحضار المأذون وعقد القران .. ولحظتها رد عليه أحدهم بتهكم وسخرية : وهل الفتاة وافقت حتى تأتى بالمأذون يا ولادة التلف ...
وسار الأمر كما يشتهي الفتى الوجيه بعد أن عفا أخ الفتاة الراقية الجمال عنه .. عدا إنه خرج بتعهد أمام نيابة الشرطة بعد التعرض مستقبلاً للفتاة الراقية الجمال .. ولكن عيناه كانت تتحدثان عن نيته بامر آخر بعد إفتضح أمره أمام أفراد عائلته .. ألا وهو التعرض للفتاة الراقية الجمال ولكن بطرق رسمية هذه المرة ...
هذه هى الأحداث سادتي .. هذا هو ما جرى .. قد نضحك فى البداية .. ولكننا فى النهاية سنندهش ونستعجب لهذه الطريقة الرائعة لكيفية إختيار الزوجة .. ولا يخفى علينا تفشي عادة الخطف عند القبائل النيلية .. والتى تخلو تقريباً او كلياً من أى إعتقادات يمكنها أن تدعم حفظ وصون حياة المرأة .. فعندهم لو رغبت فى فتاة فما عليك سوى خطفها .. وفى أثناء الخطف يمكنك أن تمارس معها الجنس حتى ولو كانت الفتاة رافضة .. وهذا موضوع سنأتى له لاحقاً إن شاء الله .. ولكن يبدو ليّ أن الفتى الوجيه قد فكر فى إستخدام أسلوب القبائل الجنوبية فى جني ثمار تلك الفاكهة الأخاذة الجمال ...
وكلمة البلابل لمن لا يعرف تعنى هنا الفرقة الغنائية التى تكونت فى السبعينات من ثلاثة او أربعة فتيات .. وإلى الآن يتردد غناءهم الرائع على أفواه السودانيين .. فكان أن مجدهم السودانيين بإطلاق إسمهم على تلكم المحطة .. ويبدو لي أن أهل أركويت ورواد محطة البلابل لا تصدح أفواههم سوى بتلك الطريقة الغريبة فى إختيار زوجة المستقبل ...
وإن لم أرى الفتاة الراقية الجمال .. فكل من يصفها لا يجد سوى وصف واحداً لها .. إنها ملاك .. فما رأيكم سادتى فى تلك الطريقة المدهشة لإختيار زوجة المستقبل ...

والحمد لله على ما أراد الله



محمد عثمان باعــــــو
        31/12/2007    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق