الأربعاء، 30 يوليو 2014

من الذى أخطأ ....!!!؟؟؟

ارشيف










بسم الله والحمد لله

من الذى أخطأ ....؟؟؟



تضيع الملامح فى أدغاث الظلام .. وتنبئك آثارها بأنها لن تخلف غير الفتن .. والتى أخبرنا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنها لن تترك بيت إلا ودخلته .. ونعود نصترع مع مبادئنا .. لنخبر الآخرين أننا على حق او أننا الحق نفسه .. ولن يرتسم رأى الآخرين فينا سوى بأننا على خطأ .. وهذه لن تكون سوى رؤيانا للآخر فى ظل نظرتنا البادئة التعنصر تجاه الحق .. وبأننا على طريقه .. فى حين أننا نحتاج أن نقوم أنفسنا فى بعض الأحيان .. من خلال تفتيت تصرفاتنا وأفعالنا بتمحيصها فى دواخلنا .. او من خلال وجهة نظر الآخر بنا .. والتى ينطبق عليها مثلنا السودانى الشائع ( الجمل ما بشوف عوجة رقبته ) ...
لكن حقيقة أتساءل .. من الذى أخطأ .. ولا تعجبوا سادتى او تندهشوا مما يبدو على تساؤلى من عدم المنطقية لعدم معرفة السببية الأولى لتساؤلى .. وحقيقة هذا التساؤل بدر منى عقب حادث او مواجهات شجارية وإن حدث فيها تدخل بالأيدى ...
كنت متجهاً إلى منطقة الرياض بالخرطوم .. ونسبة لعجلتى فلم أستطع الذهاب إلى موقف المواصلات والذى سأمتطئ من دابة الركاب لأصل لهدفى المنشود سريعاً .. فقد أضطررت لأن أركب صهوة السيارة الكورية الصنع المسماة بـ (الأمجاد) .. وجاء ركوبى فى كرسى الموت كما يسميه الركاب .. أى بجانب السائق .. وتسمية كرسى الموت جاءت من الحوادث التى يقوم بها سائقو الأمجاد وحيث لن يكون الموت سوى للراكب بجانب السائق ...
ركبت الأمجاد وجاء بعدى رجلان بدا عليهما أنهما يتبعان لجماعة أنصار السنة المحمدية وركبا فى الكرسى الخلفى .. ثم جاء شاب وإنحشر مع الإثنين من جماعة أنصار السنة .. ثم جاءت فتاة من الأقليم الجنوبى ترتدى ملابس ضيقة تظهر مفاتنها وينسدل شعرها طويلاً .. وبدأ واضحاً أن تكمل شعرها بشعر مستعار .. وركبت فى كرسى الوسط  جانب الشمال .. ثما جاءت فتاة معتدلة الجمال تلف خمارها أقرب للمتحجبات .. بينما تشير أجزاء جسدها الواضحة من لبسها الضيق أنها ليست منتمية إلى ذلك الصنف من النساء .. ثم جاءت فتاة أخرى تضع خمارها كما هو شائع وإن بدت مفاتنها وجمال وجهها واضحان للعيان .. وحتى صوتها بدأ شجئ وملئ بالعاطفة وهى ترتجئ من السائق أن يذهب عن طريق مستشفى مكة للعيون ...
ومن أن أشعل السائق شرارة ماكنته حتى أشعل بمسجل سيارته شريط للفنانة المخضرمة .. والتى إخضرمت بسيارة اللكزس عند أحد حاكمى ولايات نيجيريا .. وسنعود لآحقاً لموضوع المخضرمة فى مقال آخر ...
وعقب أن بدأت ندى فى إسماعنا الوايات والآهات .. حتى بدأ الأمر يسرى كالنار فى الهشيم .. فقد طالب أحد أنصار السنة بإغلاق هذا المستوى الهابط كما قال .. وأظن الشاب الجالس على يمينهما قد تملل قليلاً من هذا الطلب .. وكذلك الفتاتان .. بينما إتجهت أنامل سائق الأمجاد لتغلق صوت ندى القلعة .. وهنا زاد الأمر حدة عندما طلبت الفتاة من الولايات الجنوبية أن يعاد تشغيل الشريط مرة أخرى .. وهنا قفز أنصار السنة الثانى وأصدر أمر بأنهما سينزلان إذا أعيد تشغيل الشريط .. وأنا أعتبر أن مثل هذا الإبتزاز لا يشبه الإسلام البتة ...
وبعد ذلك وكفاية لشر المشاكل قام السائق بتشغيل محطة اخرى .. ولكن ماذا حدث بعدها .. فقد نشب الخلاف بين أنصار السنة وبين الفتاة الجنوبية .. وهذا  أعتبره لتمادى أنصار السنة فى التنكيل بالفتاة الجنوبية وهو يصف بأن شاكلة غناء القلعة تشببهم .. وأتبع سبباً فى أنهم ليس بقلوبهم وازع لمنع الإستماع للأغانى الهبطة المهبطة للآذان .. ولم تشأ الفتاة الجنوبية سوى مواصلة التحدى وهى تقول بأن سائق السيارة سوف يعيد تشغيل الأغانى مرة أخرى ...
ويبدو أن أحد أنصار السنة لم تعجبه لكنة التحدى .. فأمتدت يده لتدهس رأس الفتاة الجنوبية من الخلف .. وهى أعتبرها حركة إستفزازية .. وأتبعها بأن قال أن انجيلهما محرف وهم لا يستمعون له .. وهنا ثارت الفتاة الجنوبية .. وردت بان قالت للسائق شغل لهم القرآن .. وبعدها تدخل الشاب الجالس على يمين رجلى أنصار السنة وهو يرمى بشتيمتين على الفتاة الجنوبية .. وأعتقد لظنه بأن الفتاة الجنوبية قد أساءت للقرآن .. بينما إنبرت الفتاة الجالسة على اليمين وهى تطلب تهدئة الموقف بصوتها الرائع الحنين .. ولكن حينها طلبت الفتاة الجنوبية من السائق أن يذهب بهم إلى أقرب قسم شرطة لتأخذ حقها من الذى مدّ يده لوكز  رأسها من الخلف او ما يسميه الشعب السودانى إكنان للحقر والحقارة والتحقير (دغسة) .. وهنا تدخلت أنا أيضاً مطالباً بتهدئة الموقف .. وردّ على أحد أنصار السنة بقوله أنها تسئ للقرآن .. والشهادة لله فأنا لم أسمع سوى لفظ ( شغل لهم القرآن ) .. وإن أحسست برنة تهكمية من الفتاة الجنوبية .. فرددت لأنصار السنة بأنه من دفعها .. وأن من تستمع لها فى الأصل مسلمة وهى ندى القلعة .. وأنها لم تأتى بسيرة القرآن إلا بعدما أتى هو بسيرة الإنجيل وبأنهم يستمعون للفوارغ .. ومن ثم أتبعت قولى بآية ( لا إكراه فى الدين ... إلخ الآية ) ..
وسكت أنصار السنة .. ولكن الفتاة الجنوبية مازالت تطلق رنة ( إذهب بنا إلى قسم الشرطة ) ...
ومن ثم عندما دخلنا منطقة الرياض نزل الشاب وبعده بمسافة نزل رجلى أنصار السنة .. والثلاثة عند نزولهم كانوا يهمهون بألفاظ لم أعيها .. وإن كان ظنى أنها شتيمة .. والفتاة الجنوبية أطلقت للثلاثة عند نزولهم بأنهم لو كانوا رجالاً لذهبوا معها إلى قسم الشرطة .. ولكن يبدو ان الرجال ماتوا فى ( كررى ) ...
ولنا أن نتساءل سادتى .. من المخطئ .. أنصار السنة أم الفتاة الجنوبية ام سائق الأمجاد ام ندى القلعة .. فندى نفسها مسلمة .. ومشهدة الله والعالمين بلا إله إلا الله .. ولكنها فجرت علاما أعتقد .. عندما إتجهت لهذا الأسلوب الهابط من الكلمات والأغانى .. وبعد أن سحبت خمار الوقار من الغناء .. سحبت حتى هذا الوقار من نفسها وهى تمشى حافية .. وحافية هنا ليست حافية القدمين .. بل حافية من الشرف .. وأحسن ما نسميها بها ( ندى الحفيانة ) ...
وبالنسبة لأنصار السنة فمعروف عنهم التشدد .. وإذا سائق السيارة قد شغل الشريط فهذا يرجع لإثنان .. نفسه وندى الحفيانة .. اما بالنسبة للفتاة الجنوبية فإنها لم تكن ستعترض لو أن صاحب الأمجاد كان يشغل إحدى محطات الراديو .. ولكنه كان يضع شريط ندى الحفيانة .. وأن ما دفعها للنطق بالنبرة التهكمية هو وكزة أنصار السنة لرأسها من الخلف ...
ولكن سادتى أسألكم .. من المخطئ ومن المصيب .. أنصار السنة ام ندى الحفيانة ام سائق السيارة ام الفتاة الجنوبية .. ام نحن الذين توشحنا بالصمت ولم ننطق إلا بعد أن إستفحل الأمر ...
والحمد لله على ما أراد الله


محمد عثمان باعـــــو
 18/3/2008     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق