الأربعاء، 20 يناير 2016

كيف تدخل الغابة (43) ... الارض المحتلة الجريف شرق (10)



بسم الله و الحمد لله
كيف تدخل الغابة (43)

الوطن الذي لا وجيع له

الأرض المحتلة ( الجريف شرق) }10{


هاهي الارض تغطت بالتعب ..
والبحار اتخذت شكل الفراغ ..
وأنا مقياس رسم للتواصل والرحيل ..
أنا الآن الترقب ..
وانتظار المستحيل ..
أنجبتني مريم الأخرى قطاراً وحقيبة ..
ضيعتني مريم الأخرى قوافي ..
ثم أهدتني المنافي ..
هكذا قد خبروني ثم قالوا لي ترجل ..
ثم انت يا كل المحاور ..
والدوائر .. يا حكايات الصبا ..
-----    ------    -------   --------

هاهي أرضي بلا شك جسد تنهش به الضباع ... وأولياء سابقين لم يهملوا فأمهلوا ... وأتى ذرية من بعدهم فأهملوا ... لم تكن أحجية ولم تكن لغز ... فببساطة أتت الأجيال من بعد لتفرط فيما أمهل فيه الأجداد حفاظا على الأرث ... فتركوها الأبناء للنهش ... طمعوا فطعموا المر مذاق ... وحنظل يغشى الأكباد ... يبكي العيون ... ويتدثر من بقى ببعض أطماع صغيرة ... و الطمع الأكبر تركوه ... الحفاظ على أرث الأجداد ... وتسابق بنا سكينة كأننا سننال سننال ... فما سنناله مؤكد هي الدسائس و المؤامرات ... هي أوجاعنا ... لينال البعض وهم كسوسة تنخر في مجتمع أرضي و البعض يظنونهم نافعين ... واكثرهم يدرك مطالب هذه الفئة ... يسعون لنيل المطالب على اجساد البقية ... يسعون للبطش مالا برابط الاهل و العرق و الدم ... فيحتاج الأمر في هذا الحين ... أن نكون عنصريا لدماء الجريف فتزداد الرابطة و القوة ... وستستمر هذه الفئة في النخر ... و النخر و النخر ... وحتى إن نالوا فلن تتوقف أطماعهم ...
ها هي أرضي أخوتي ... تضيع من بين أيدينا ... ننهل من الصبر ويأس غامض يتسرب إلى أنفسنا ... وقوة من بشائر في بعض الأحيان ترفع همم الصبر ... وأعين تراقب وقلبها على اطماع الضياع واضعة يدها ... والساحة تمتلئ أحيانا وينفض سامرهم أحيانا ... وصبر يتلو كتاباته الملة المصلحة ... وصبر على منال طمعا يتكبد المشاق ببعضهم ... وبظنهم تغبير أقدامهم في سبيل المنال ... وينسون أنه قد وصلنا الحافة ... وسنبدأ الخلافات و الطمع في مساكن أنفسنا ... سيبدأ الطمع في أرض الساكنين وينفرط القعد شبرا شبرا ... وسيضيع إلى الأبد شبرنا عند الرحيل ... صدقوني ... سيأتي يوم ونشتري هذا الآخير ... ولما هذا الحال ... و بعض الصبر آفة ... والبعض عناقيد من عنب تروي الأجيال القادمة ... فلم تتوحد كلمتنا ... ولم يرسم لنا على وجه البسيطة نور ترابطنا ... وما عادة أشعة القمر تسري النفس على رمال النيل بليل الصحاب و الترابط و عفوية الأهل ... و الحوجة كلمة واحدة ... صف واحد ... نجم أغر نتبع هداه ... يسرح بنا في ميامين القوة و النضال ... في خطى الهيبة نحو النصر ودفع الأغلاس و اصحابهم ... وطمعهم بحين يرفع صبرنا وبحين ينال النفس يأس لا يهادن ... و الطامع أرضا لا تفتر عزيمته ... البعض يجاهد و البعض الآخر مجاهد في الخفاء وعينه أطماع وعينه بقية أجساد يراها لا شئ .. البتة ...
لا ضير من ذكر بعض الأمل ... و لكن المجدي أكثر ذكر الذي يبكينا ... ذكر من سنتذوق على يديه الحنظل ... الاتحاد و التكاتف كلمات جميلة ... زاهية بمشرق نور الثوار ... عينها مصلحة الأهل وأرض الأجداد ... ولكن يبقي الألم يشق الأمل ... في تنافرنا في أنقسامنا في خلافاتنا ... نحتاج الألم ليقوى الصبر ... فيخرج النور بعد تعسر ولادة ... ولكنه قوى يتحمل ضربات الدهور لاجيال قادمات ... نحتاج تنافرنا فنخدع به الأعداء و المندسين حتى يظنون أنهم نالوا منا ... وفي لحظة الصدق و النور تنفجر لا نشع قوة وترابطا ... نحتاج أنقسامنا قوة من انفسنا ... أنقاسم أمامهم وتلاحم وتراحم فيما بيننا ... نحتاج أنقاسما ولكنه محصور في صف واحد ... فيظننا الملاسنين قوة لا تضاها ... نحتاج خلافتنا لنطور من أنفسنا ... فهذا برأي وذاك برأي وآخر برأي ... فنجمع الأراء لنأخذ من كل رأي ما يفيد سيرنا وخطواتنا نحو مجد ثليل تركه لنا آباءنا ... نحتاج خلافتنا فيتعلم كل منا من الآخر مفاده ويتعلم منا مفادنا ... ونتفاخر بالعلم و حسن الرأي وسداد البصيرة ... فيقوي تنورينا ... وقد نفوق بتلكم المرحلة أسس جماعة التنوير المؤسسة في القرن الحادي عشر في طلامس أوربا يومها ... وماتزال أقدامها باينة حتى اللحظة ...
نحتاج التنوير و المعرفة سادتي ... فلنكرر فلنكرر ولنكرر وحتى ىخر انفاسنا ... فلنكرر في الساحة كل يوم معاني التكاتف و الوحدة و قوة الترابط العائلي التى لا توجد الا في الجريف ... لندخل الى الميادين و النوادي ... لندخل إلى مجتمعات الأعمدة و الشباب المفترشون أركان الشوارع يؤانسون و يتآنسون ... هي خطوات التنوير و الوصول لكل عقل ولكل قلب ... يجب أن يحمل كل منا هم أيصال رؤى الوحدة و التكاتف ... يجب أن يحمل كل ساكن بأرضي هم التلاحم و التعاضد ... وعندها سيصل النور كل شبر بأرضي و أرض آبائي ... فلنتغني في صمت داخلي بمعني التكاتف و التعاضد العائلي ... ولنخبر الأقربين والأبعدين و النائيين بقوة التنوير و المعرفة ... لنخبرهم ... لحوجتنا إليهم و إليه ... ولنملئ انفسنا بمحاسن الصبر ونيل العناقيد ... عناقيد التراحم العائلي وسلامة الأجيال القادمة ... نحتاج الصبر لمؤنة هذا الدرب الطويل الذي فرطنا فيه منذ حقب الثمانينات ... اكثر من عشرون عاما تهنا فيها حتى قاربنا ملة يهوذا ... تاهوا في الصحراء الملتفة حول قريتهم أربعين عاما ... أربعين عاما تخللها نبيان او اكثر ... تائهون حول قريتمهم وهي لا تبعد عنها اكثر من 500 متر ... وسبحان الله القادر المقتدر ... ودعواتنا لله جل في علاه أن يلمنا ويجعلنا متفقين ومتضامنين ومتكاتفين ... ونسأله ان يعيذنا من أبتلاء اليهود التائهون أربعون سنة ...
وعودا على بدء ... فالحقيقة الواضحة أنه تم أستلاب ونهش الأرض ... و الحقيقة الأوضح تذرعنا و أحتفاظنا بطاقات الصبر يمنحنا القوة و التكاتف و الوحدة لمواجهة ما هو قادم من دسائس وفتن ... فلنتوحد اهلي بالجريف حتى ننال مبتغانا ... ولنجعل هدفنا الأول و الآخير التكاتف ووحدة الصف والكلمة الواحدة ... وقريبا سترون ما هي نتائج المعرفة و التنوير ... فقط نحتاج الصبر و الايمان بوحدة الصف ...

... أذكركم بقول الراحلين ...
( مهما قالوا ومهما كتبوا فالجريف من رحم واحد ) ... رحمك الله جدي مصطفي على عوض الكريم (الغول) ...

ولنا عودة
محمد باعــــــو
21/1/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق