الأحد، 21 فبراير 2016

كيف تدخل الغابة (46) ... معركة ام المدارس (12)



بسم الله و الحمد لله

كيف تدخل الغابة (46)
الوطن الذي لا وجيع له
الأرض المحتلة - ضــد الجريف (12)
معركة أم المدارس


هاهي الارض تغطت بالتعب ..
والبحار اتخذت شكل الفراغ ..
وأنا مقياس رسم للتواصل والرحيل ..
أنا الآن الترقب ..
وانتظار المستحيل ..
أنجبتني مريم الأخرى قطاراً وحقيبة ..
ضيعتني مريم الأخرى قوافي ..
ثم أهدتني المنافي ..
هكذا قد خبروني ثم قالوا لي ترجل ..
ثم انت يا كل المحاور ..
والدوائر .. يا حكايات الصبا ..
-----    ------    -------   --------

كل شئ ضد الجريف شرق كان و لايزال ... وكل شئ مؤكل من أولياء الأمر و راعي الراعية ضائع بين همزات طمعهم وتمسكهم بموقفهم المدعوم بالسلطة ضد قوة الأهل وترابطها ... ومهما حدث فلابد للخير أن ينتصر ... لابد لقوة الأهل وترابطهم وتوحد كلمتهم وصفهم من أن تنتصر على اولياء الطمع و الجشع و الباحثين رزق الآخرين وسلبه منهم بالقوة ... ولقوة القدر الرباني في ان يرى البقية ما حدث أنه قد تم أستلابهم جزء منهم ... و لكن نظرتنا للجانب الآخر تتبدى الحقيقة الواضحة ... فقد بعدنا قليلا عن بعض ... وزاد اتساع رقعة فراقنا ... فبعث علينا من ينكل بنا ... فتعود النفوس مرة أخرى للترابط و التآلف ووحدة الصف ...
وهذا ما حدث ... فقد تكاتف الجميع ... بدء من القادسية ومرورا بحلة عوض السيد وهب النسيم اولاد باعو وحي حاج الضوء و الدليل ومحطة ثمانية قهوة العشاي وفريق القلعة وسوق جريف قمر وحي سرحان وانتهاء بكركوج ... فقد تكاتف الجميع وهم يسعون بهمة وتسابق نحو الأنجاز في أحتواء ام المدارس رحمة وتآلف بينهم ... وتم أبتناء جسر من التواصل و التكاتف و الدعم المعنوي الحسي و المادي ... حتى تنهض أم المدارس من أخرى وتعود سيرتها الأولى ... وتعود من جديد ليتراص بداخلها أبناء الجريف شرق يدرسون ويتذاكرون (فيخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه) ... يخرج منها أجيال ترتفع بهم هامة الجريف الشرق ويزيد تواصلها وتآلفها ... وتبقي خطوط الزكريات مجتمعة على أحاديث الأجيال ... وعن شئ ما بزمن ما لمهم وأحيا بهم أواصر المحبة ... شئ ما أسمه أم المدرس ... كان ومايزال شموخا وعزة ... قائمة بجهد أبنائها ومجدهم ... ام المدارس التي أشتهرت ... بمدرسة جريف قمر عندنا في أولاد باعو ...
وللتعليم عندنا تاريخ عريق منذ بدايات نشأة الجريف شرق عقب الهجرات الأولى على عهود مملكة الفونج في القرن الرابع عشر ... وكان النظام المتبع هو النظام الحالي على الموجود على مسايد الشيوخ الأجلة الكرام ... نظام الخلوة والتحفيظ على يد مشائخ القرآن العظيم ...
ولكن نسبة لضيق فرصنا في الوصول الى مناطق الهدف الأعلامي ... ونشر ما يحدث من انجازات عن منطقة الجريف شرق ... بدء منذ العهود السحيقة للممالك المسيحية و الممالك التى قبلها ... وحتى يعود بنا التاريخ الى أنسان الحضارة الأولي ... فأرض الجريف شرق مشي بها الأنسان الأول ... وهذا ما يعرفه علماء جيولوجيا التاريخ ... فالمرجعية الوحيدة التى وجدت عن أنسان الأرض الأول كانت على حوض نهر النيل ... ومن ثم تتابعت أكتشاف المرجعية حتى وصلت بعد منطقة البحيرات ... وكل الأحفورات و الأكتشافات الأثرية التاريخية ومرجعية الأنسان الأول ... وجدت على حوض نهر النيل ... و الجريف شرق من ضمن حوض نهر النيل ... ومن هنا تأتي عظمة الجريف شرق ... ولا يؤازي قدمها في دائرة الخرطوم وضواحيها الا سوبا شرق ... حيث وصلت أمتدادات مملكة سوبا حتى الجريف شرق ...
وعودا على بدء ... فقد أبعدت عنا الأضواء الأعلامية في انجازات الجريف شرق ... ومن ضمن الأنجازات التعليمية ... خلوة جدنا المرحوم الأمين باعو رحمه الله ... وقد أنشأها لتعليم النساء ... كثاني رائد في تعليم المراة على مستوي السودان بعد المرحوم بابكر بدري رحمه الله ... وقد يكون التاريخ متقاربا بين الأثنين ... ولكن تم تسليط الضوء على المرحوم بابكر بدري رحمه الله دون خلوة المرحوم الأمين باعو رحمه ... و الخلوة لا تزال موجودة جنوب مسجد أولاد باعو ... ولكن أضواء الأعلام أبعدت عنا ... وتناست انجازات التعليم الديني بواسطة خلاوي التحفيظ القرانية و التى كانت ولا تزال ومنذ عهود مملكة الفونج الأولى ...
وكثير من الأحداث ناءت الأضواء الأعلامية عن عكسها ... أمثال الدعم المقدم لجيوش المهدي رحمه الله من مؤنة ورجال عند فتح الخرطوم ...
ولكن حتى إذا تناسنا التاريخ او أولجنا لجة لا يراها الناس ... فهناك أجيال قادمات لتبرز وتري الناس أنجازات الجريف شرق التعليمية ... أجيال بحجم الجبال أخرجتهم أم المدارس وغيرها من مدارس الجريف شرق ... وانه لفخر لنا نحن الجرافة أن توجد مدرسة بهذا القدم و هذه العتاقة مثل مدرسة الجريف شرق الأبتدائية ... و التى جرى تأسيسها من الثلاثينات ...
وحتى لا تضيع مثل هذه الجهود الجبارة و القوية و الرائعة التى تحكي عظمة الجريف شرق وأهلها ... فحتى لا تضيع تلكم الجهود فالأنسان يمني نفسه أن تكون هذه الجهود نواة للاستمرارية وللتطوير ولشحذ النفوس قوة لتمضي نحو وحدة وتكاتف لا ينتهيان ... فمن مثلنا في القرابة وصلة الدم وفي منطقة واحدة ... مشهورة بأن بها أكثر عدد من المساجد ... في العالم كله ... أليس هذا فخرا لنا ...
لقد كان ولا يزال العمل رائعا ويقوى عوده ... الأهتمام وتنمية وتطوير ام المدارس و العناية بها ... ولكأنما هي عناية لكل الجريف شرق ... انجاز اتحد فيه الجميع ... بدء من القادسية وانتهاء بكركوج ... انها عزيمة أهلى وقوتهم وسباقهم للخير ... ألا أدام الله عزكم أهلي بالجريف شرق ألا ادام الله عزك أم المدارس ... فهجوم القاسية و الطامعين أفرز بدواخلنا عصارة الفكر و الجهد ولمة الأهل وتدارسهم لأمر منطقتهم ... فلنأخذها نواة سعيا نحو تكاتف أكثر قوة ... تكاتف يحفظ لأجيال قادمات حقوقها ...
ولا يغيب على أن اذكر بقول جدي الراحل مصطفي على عوض الكريم (الغول) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ... لا يغيب علي أن أذكركم بقوله (مهما قالوا ومهما كتبوا ... فالجريف من رحم واحد)

الحمد لله على ما أراد الله

ولنا عودة

محمد باعـــــــــــــــــــــــــو
21/2/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق