الاثنين، 31 يوليو 2017

كيف تدخل الغابة (74) ،، عجوبة الخربت سوبا (2) ،، الجريف شرق و التأريخ



بسم الله و الحمد لله
كيف تدخل الغابة (74)
الوطن الذي لا وجيع له
عجوبة الخربت سوبا (2)
الجريف شرق
وعلاقتها بمملكة سوبا و الممالك القديمة

أصول قبائل العنج
(بعضا من تأرخة العنج المنسيين)
 


(نذكر بأننا كتبنا من قبل في المقالات [55 و56 و57] عن العلاقة التاريخية للجريف شرق بفتح الخرطوم على يد القائد الجليل [محمد احمد المهدي] .. بزمن المهدية .. و قد كتبنا المقال الاول [73] في هذا الشأن عن مملكة سوبا .. لدخول أرض الجريف شرق في حدود مملكة سوبا وحدود مملكة علوة قبلها .. ولأستيطانها بقبائل العنج قبل تلك الأزمنة  .. وكذلك لا ننسى الأحفوريات التي استخرجتها البعثة الفرنسية و جامعة الخرطوم و التي تعود الى ما قبل اربعة الف سنة قبل الميلاد ) .
[ملاحظة مهمة] قبل الخوض في التاريخ .. وهي أن تحالف (عبد الله جماع) و (عمارة دنقس) او ما يسمى بدولة الفونج انتصرت على بقايا مملكة سوبا او المملكة الفاصلة بين مملكة سوبا ومملكة الفونج .. والقليل جدا لم يدر بخلده عن ماهية (العنج) وهل هم قبائل نيلية جنوبية .. ام هم قبائل البجا و الأمرار و الحلنقا .. ام هم قبائل كنعانية هاجرت بعد فترة السبي لليهود من الباليين خلال حكم نبؤخذ نصر .. وحسب المتناقل .. أن العنج هم قبائل اشتهروا بالطول .. و التي يتجاوز استيطانها للمنطقة الشرقية للنيل بدأ من شمال سنار الى بدايات الشرق عند عطبرة وانحناء النيل وشمال كردفان وحتي شمال كوستي .. و الملاحظة المعتمة .. سؤال مطروح .. ( هل قام العنج بأرسال المرأة [عجوبة] وابنتها لتخرب مملكة سوبا ) .. حقائق مذهلة ستتوضح من خلال هذه المقالات ..
المقال الثاني به بعض التأرخة لملامح العنج .. وبتوسع أكتر ..  والمقال منقول من الاخ ( عمار شريف ) بصفحة الصور التاريخية بالفيس بوك .. جزاءه الله خيرا


العنج .. جبابرة السودان المجهولين ..
من هم؟ وهل انقرضوا ام مازالوا موجودين
تناولت المصادر العربية أسماء بعض المواضع والمدن بلغت في جملتها ستة عشر ما بين مدينة وبلد واثنتي عشرة جماعة سكانية  .. وقد أطلق ابن سليم على سكان علوة بصورة عامة اسم العلويين نسبة إلى مملكة علوة .. لكن وردت أسماء التجمعات السكانية الكبيرة والصغيرة في أنحاء المملكة المختلفة ولعل أهمها هو العنج ..
العـنج : هل هو الاسم الذي أطلق على سكان السودان في ذلك الوقت؟
وردت إشارات قليلة ومقتضبة في المصادر العربية عن العنج .. فقد جاءت الاشارة عنهم ثلاث مرات في كتاب تشريف الأيام والعصور لابن عبد الظاهر (ت 792 هـ/ 1292 م) صفحات 197 و199 و201 .. ومرة عند الدمشقي (ت 739 هـ / 1328 م) في كتابه نخبة الدهر في عجائب البر والبحر ص 236.
الإشارة الأولي وردت ضمن عدد من أسماء المناطق التي أرسل إليها السلطان المملوكي قلاؤن 678 – 689 هـ / 1280 – 1290 م الأمير علم الدين سنجر المعظّمي سفيراً .. ولم يوضح الكاتب مواقع تلك المناطق التي أُرسلت إليها السفارة .. كما لم يتمكن الباحثون من تحديد أماكن تلك المناطق التي رجحوا وجودها في مناطق البجة ومملكة علوة .. وقد ذكر الكاتب من بين الأماكن التي وصلتها السفارة منطقة "صاحب العنج"
الاشارة الثانية إلي العنج وردت مرتين أثناء الحملة التي أرسلها السلطان المملوكي خليل بن قلاؤن التي خرجت نحو عام 689 / 1290م بقيادة الأمير عز الدين الأفرم (ت 692 هـ / 1292 م) لتأديب ملك المقرة سمامون لخروجه عن طاعة المماليك .. وقد طاردت الحملة جنوبي مدينة دنقلة أحد الأمراء الخارجين على السلطان ويدعى "آني" ..  وذكر الكاتب أن الحملة وجدت من أخبرها أن الأمير آني:
" له يومان مذ رحل إلي جهة الأنج [العنج]، فتبعه العسكر مسافة أخرى .. وعادوا بعد أن قتلوا خلقاً كثيراً .. وأسروا حريمهم، وأخذوا مالهم .. ورجعوا بغنيمة عظيمة ؟ ولم يسلم الملك آني إلا ومعه سبعة أنفار .. وما أخر العسكر من لحاقه إلا شدة العطش .. ولأن البلاد التي وصلوا إليها بلاد خراب .. مأوى الفيلة والقردة والخنازير والزرافات والنعام ."
ويواصل الكاتب حديثه أنه بعد رجوع الحملة من مملكة مقرة وصل كتاب من ملك الأبواب - في أول بلاد علوة – إلي السلطان المملوكي يذكر فيه أنه تأخر من الحضور إلي الأبواب السلطانية  لأنه كان يطارد الملك آني .. و" أن بلاد الأنج تغلب عليها ملك غير ملكها .. وأنه متحيل في أخذها منه .. وإذا أخذها صار جميع بلاد السودان في قبضة مولانا السلطان وطاعته"
يلاحظ أن اسم العنج لم يظهر في المصادر العربية إلا في نهاية القرن السابع الهجري ( 13م) عندما بدأ المماليك تدخلهم في شؤون مملكة مقُرة .. وكانت المصادر السابقة لهذا التاريخ تتحدث عن المملكتين الكبيرتين مقُرة و علوة وعن ممالك البجة وما يتبعهما من مناطق وسكان .. ولا بد أن الاسم كان معروفاً ومستخدماً في الداخل للدلالة على منطقةٍ "بلاد العنج" .. كما يشير أيضاً إلى السكان كما سيتضح ذلك من نَص الدمشقي الآتي .. ويدل ذلك أن الاسم كان معروفاً وسائد الاستعمال في الداخل .. ولم يكن معروفاً للمسلمين في مصر.
وليس من السهل التعرف على موقع بلاد العنج من خلال ما ورد عن حملة عز الدين الأفرم .. وقد ذكر المؤلف أن عز الدين الأفرم تعدى مدينة دنقلا ثلاثة وثلاثين يوماً في مطاردة الأمير (أو الملك كما يطلق عليه أيضاً) آني .. ولو اعتبرنا أن الحملة "تعدت" دنقلة – كما عبر ابن عبد الظاهر – ثلاثة وثلاثين يوماً في الذهاب والاياب .. تكون قد توغلت فيما بعد مجيئه دنقلا نحو خمسة عشر يوماً .. قد تكون هذه المسافة جنوباً ووصلت إلى منطقة زانكور في شمال كردفان كما يرى عدد من الباحثين .. أنظر: (Arkell, A History of the Sudan p 198)  وتكون شمال كردفان هي منطقة العنج على هذا الرأي .. وأرى أن هذا لرأي يبدو مقبولاً ..
ويرى الدكتور أحمد المعتصم الشيخ (زمن العنج ص 9) أن الحملة توجهت شرقاً من دنقلا إلى أبو حمد .. ثم دخلت الصحراء شرقاً .. وتكون بلاد العنج كما يرى الباحث هي المنطقة الممتدة من أبو حمد شرقاً .. ولا أخالفه الرأي في أن بلاد العنج من الممكن أن تكون ممتدة إلى الشرق من أبو حمد .. إلا أنني لا أرى أن مطاردة الأمير آني كانت في تلك الجهات ..  فالحملة قد سارت من دنقلة نحو خمسة عشر يوماً وهو الوقت الذي يوصلها أبو حمد .. إذ المسافة بين دنقلة وأبو حمد كما قدرها الباحث خمسة عشر يوماً .. وهي كل الأيام التي سارتها الحملة .. فكيف تكون قد توغلت في الصحراء إلى أن بلغت مناطق الحيوانات التي ذكرت في النّص؟ وبناءً عليه يمكن ترجيح أن بلاد العنج الي أشار إليها ابن عبد الظاهر تمتد في منطقة شمال كردفان ..
الإشارة الرابعة عن العنج وردت عند الدمشقي .. فقد نقل الدمشقي عن تجار أسوان أن أصناف النوبة هم : أنج و أزكرسا و والتبان وأندا و كنكا  .. والجديد الذي أضافه الدمشقي عن العنج ما ذكره من أن العنج يسكنون جزيرة كبيرة من جزائر النيل تسمى أندا .. وهو بهذا يوضح مكاناً آخر للعنج وهو الجزيرة الكبيرة والتي يقصد بها في المؤلفات العربية المنطقة الواقعة بين النيل الأبيض والنيل الأزرق كما سنتعرض له لاحقاً .. وهذا مكان ثانياً للعنج بالإضافة إلى المكان الأول الذي ذكره ابن عبد الظاهر وهو المنطقة الصحراوية ..
ويلاحظ في الرسالة – الإشارة الثانية - والتي أرسلها ملك الأبواب إلي السلطان المملوكي يذكر فيها "أن بلاد الأنج تغلب عليها ملك غير ملكها .. وأنه متحيل في أخذها منه .. وإذا أخذها صار جميع بلاد السودان في قبضة مولانا السلطان وطاعته" توضح أن مملكة العنج مملكة كبيرة تسيطر على مناطق واسعة بحيث ذكر ملك الأبواب أن خضوعها يعني خضوع كل السودان .. ويبدو من غير المعقول أن تكون بلاد العنج هنا مقصود بها مملكة علوة.
ويمكن أن نستلخص مما ورد في المصادر العربية عن العنج أنه كانت لهم مملكة كبيرة وواسعة تمتد جنوباً في صحراء بيوضة إلى شمال كردفان .. كما تمتد في الجزيرة الواسعة الواقعة بين النيلين الأبيض والأزرق (الخرطوم حاليا)  وفي أرض البطانة وشرق السودان .. وقد تكون الإشارة إلى العنج مقصود بها كل بلاد علوة .. ويبدو أن سلطة المملكة المركزية لم تكن قوية على أقليم الدولة .. وقد تمتعت بعض هذه الأقاليم من تحقيق كياناتها المستقلة مثل مملكة الأبواب التي خاطبها المماليك مباشرة إلى جانب بعض المناطق الأخرى التي وصلتها سفارة المماليك والتي – يبدو معقولاً – أن بعضها كان في حدود مملكة علوة ..
وإلى جانب ما جاء في المصادر العربية عن العنج وردت عنهم أيضاً بعض المعلومات في المؤلفات المحلية المطبوعة والمخطوطة .. وسنتناول هنا ما ورد عن العنج في كتاب "كاتب الشونة" الذي ألف في القرن التاسع عشر .. وما ورد في مخطوطة ود دوليب التي ترجع إلى القرن السابع عشر الميلادي

ولنا عودة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القبض علي مدير النزع و التسويات(علاء الدين) واحتجازه بقسم حلة كوكو في قضايا تلاعب وفساد ب أراضي الجريف شرق ...
(نحنا مرقنا ضد السرقوا أرضنا) .
--------------------------------------
التحية للمناضلين بدر الحاج ... السر الجزولي
المناضلين عن الحق و العرض والأهل ...
--------------------------
اللهم أرحم شهيدي الجريف شرق ... شهيدي الأرض و العرض ... شهيدي الدم و الرحم ...
في رحاب الله الشهيد أخي (أحمد عبيد) والشهيدة أمي (منى النخلي) ... اللهم أجعلهم في ركاب الشهداء و الصديقين و الصالحين ...  رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وسقاهما من كوثر المصطفي صل الله عليه وسلم شربة لا يظمآن بعدها أبدا ...
-------------------------
وأعود اذكر بقول جدي الراحل (مصطفي علي عوض الكريم) الشهير بـ (الغول) عليه رحمة الله ... (مهما قالوا مهما كتبوا .. فالجريف من رحم واحد) ....

محمد باعـــــــــــــــــــــو
31/07/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق