الأحد، 6 ديسمبر 2015

كيف تدخل الغابة (35) ... الارض المحتلة الجريف شرق (4)



بسم الله و الحمد لله
كيف تدخل الغابة (35)

الوطن الذي لا وجيع له

الأرض المحتلة ( الجريف شرق) }4{



هاهي الارض تغطت بالتعب ..
والبحار اتخذت شكل الفراغ ..
وأنا مقياس رسم للتواصل والرحيل ..
أنا الآن الترقب ..
وانتظار المستحيل ..
أنجبتني مريم الأخرى قطاراً وحقيبة ..
ضيعتني مريم الأخرى قوافي ..
ثم أهدتني المنافي ..
هكذا قد خبروني ثم قالوا لي ترجل ..
ثم انت يا كل المحاور ..
والدوائر .. يا حكايات الصبا ..
-----    ------    -------   --------

كثير من التساؤلات مطروحة على الساحة ... وعلى وغي النفوس الداخلي ... حرب طاحنة تدور في النفوس ... وتلكم هي الكارثة ... البعض منا حرصا على أهله ... و البعض الآخر حرصا على نفسه ... وقلة هي من تدور حربها لأهله وأرضه وعرضه ...
كثير من التساؤلات تنتج حروبا داخل النفس ... ولكننا الآن بصدد سؤال واحد ... وعنواني الدائم ... الوطن الذي لا وجيع له أخطه اليوم عنوان لمشكلة أرضي وأهلي وموطن أبائي بالجريف شرق ...
هو وطني بلا شك ... فعندما ذكرت للراحل جدي مصطفي عوض الكريم الغول رحمه بعض الأسطر و الأطارات العامة لكتاب العم ابوالقاسم عثمان متعه الله بالصحة و العافية ... ذكر لي المرحوم جدي مصطفي عوض الكريم الغول رحمه الله ... أن الجريف كلها مهما قيل ... فهي من رحم واحد ... وللعلم تتقاطع ذكريات الراحل مصطفي عوض الكريم الغول مع كتابات عمي ابو القاسم عثمان في عدة خطوط ... اهم خط فيها هو بداية تاريخ الجريف شرق الحديث ... حيث قامت مع بداية دولة الفونج في القرن الرابع عشر ... شانها شأن العيلفون وسوبا وبري و المقرن و حلة حمد وخوجلي وشمبات و الكدرو ...
وللعلم و التاريخ ... النيل من أثيوبيا وحتى شمال السودان كان مسكونا قبل تلك النزوحات الكبرى ... نزوح القبائل الشمالية في اتجاه الجنوب و الذي تكونت منه العيلفون وسوبا و الجريف شرق إلخ ... حيث كانت هنالك مجموعات سكان محلية أطلق عليها الوافدون من الشمال قبائل العنج وهي في الأصل القبائل النيلية ... سكان الاقليم الجنوبي حاليا ...
وعودا على بدء ... فالسؤال الأوحد الذي لابد من أجابته وبشفافية ووبتنفيذ فعال على أرض الواقع ... هو ... لماذا لا يوجد حب ولا غيرة على أرض اهلي الجرافة على أرضهم ... سؤال غريب يحتاج شحذ الأذهان بمحبة الأرض ... محبة الأرض ليس لغرض التملك ... لا ... محبة الأرض بالنية الصافية ... محبة الأرض لأجل الأرض والأهل و العرض ... لا نريد محبة بغرض التملك ... وللأسف ... سرت مقولة بين البعض ... (إذا كان في الأعتصام فائدة وسنقبض أرضا فنحن معهم ... وأما لا ) ... مزيدا من الأوجاع يتراص على أرض نفسي حزنا على ما وصلنا إليه من حال وسوء منقلبه ... هذه الأرض التي كان يزرعها الأجداد منذ القرن الرابع عشر الميلادي ... منذ بدايات القرن 1500 ميلادي ... زرعوها وعاشروا حيوانات النيل التي أختفت منذ بداية القرن العشرين ... عاشروا تماسيح بطول يصل الى قرابة الأربعين مترا ... ومع ذلك كانوا يصطادون السمك ويزرعون بقرب النيل ... ويتسامرون في العصريات قرب النيل دميرة و هدوء ...
زرعوا الأرض حفظا لنسلهم ولعرضهم ولم يشحدوا ... كانوا مكتفين ذاتيا ... ووصل بهم الأمر مد الخرطوم على أيام الحكم التركي بالغذاء ... مدوا جيوش المهدي المحاصرة للخرطوم من جهة الغرب بالمؤنة و الغذاء و الرجال ... لم يطمعوا أن تسجل لهم أرض ... وقد يقول قائل أن زمانهم يختلف عن زماننا ... لا ... نحنا الذين تغيرنا ... وليس زماننا ... ولو كنا صف واحد ومتفقين على رأي واحد لما تجرأت الحكومة على نزع الأرض ... لو كنا مثل أخلاقهم دون طمع لكفانا ما نملك من طين وكمائن وأرض خلاء ... نوزعها بترو على جميع الأجيال التي ذهبت و الحالية و التي هي قادمة ...
الأمر سادتي محتاج منا لوقفة لنفكر في مآل الحال ... وسوء منقلبه ... الأرض ضاعت وأنتهي الأمر ... لا عودة لا عودة لها ... ولكن لنفكر في القادم ... ومع تشرذمنا وتفرقنا وتشتتنا ...
نحن نعمل بمقولة ... أوفر أرض لاولادي ... وعندما تسأله وعن ذريتك من بعد ... يرد .. لا ينال عهدي الظالمين ... بمعني أن لهم رب يكفلهم ... أوليس الله الذي يكفلك ويرزقك هو كافل ورازق اولادك وذريتك من بعدك ...
و البعض يطمع ويطمع حبا وشهوة في التملك ... النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الانعام ... ويتناسى أخوانه ... أخوانه من الرحم الواحد ... رحمك الله جدي مصطفي الغول ... يتناسى أهله وعشيرته ... ويتسبب بأولاده وهو نفسه أكبر طامع ... لو كان يعلم ما في الأتفاق و الكلمة الواحدة و الصف الواحد ... لو كان يعلم ما به من خير ... لعرف درب الأرض وقمة التملك ...
الأنانية دثرتنا ففرقتنا أشتاتا تحت غطاءها ... جعلتنا مأكل جاهز لكل طامع من خارج الجريف شرق ... جعلتنا ملهما للطمع و الجشع ... وجئنا نبحث عن عودة الأرض بعد ان نهشتها ونهشتنا الحكومة ... الحاكم المسلط على رقابنا ... (وما فشا فيهم نقص الكيل و الميزان الا سلط عليهم الحكام و الظالمين ) ...
نحتاج وقفة مع أنفسنا لرؤية المستقبل القادم و التبصر به ... نحن الآن قد نزعت الأرض من حولنا ... سياتي زمان الطامعين وتنزع ما نحن عليه من سكن ومنازل حاليا بأرض أبائي واجدادي الجريف شرق ... نزعت جروف الطين و حق وبشهادات بحث ... فمن المؤكد ستنزع ما نحن نقيم عليه حاليا ... هذا إذا لم نتفق ... إذا لم نتحد ... إذا لم نتكاتف ... سيحدث مؤكد ... سنكون في العراء ... ولن ينفع يومها اتحاد ولا تكاتف ... الحق المسلوب سيعود ... لكن علينا أن نتفق ... عندها سيعود ...
ولكن للأسف نحن ننكر الحقيقة الواضحة للعيان ... كلنا يصر على نفسه وعلى حييه فقط ... وننسي ونتجاهل الحقيقة الواضحة ... قول الراحل جدي مصطفي عوض الكريم الشهير باسم (الغول) رحمه الله واحسن إليه بآخرته ... ننسي قوله ... مهما قيل ومهما الذي كتبوه فالجريف من رحم واحد ... كلنا ننكر ونتجاهل أننا من رحم واحد ... تفشت فينا القبلية ونحن بالكاد ثلاثة قبائل ... أصلها قبيلتان ... وبالتناسب قبيلتان او ثلاثة ... ولكن يبقي الرمز ... الرمز الأوحد ... الجريف من رحم واحد ... رحمك الله جدي مصطفي عوض الكريم الغول ...
وعودا على بدء ... فمايزال السؤال مطروحا ... لما لا نحب أرضنا الجريف بكل شفافية من غير أطماع او تحاسد ... وللصفة الآخيرة عودة لها في مقال قادم ... فلما لا نحب أرضنا بكل شفافية ... نحبها ونحميها ... فمن اجلها ... من أجل الأرض ... أحل الجهاد ... النفس و الأرض و العرض ألخ ... فلنحبها سادتي ونهبها الروح و الدم و النفس فداء من اجلها ... ولكي يتحقق حب الأرض ... فيجب أن نتحد ونتكاتف وأن تكون كلمتنا واحدة ... حتى يتفشي بيننا حب الآخرين وننبذ من تحت أرجلنا الأنانية وحب النفس ... يجب أن تكون كلمتنا واحد ... ثوابت لا يجب أن تتغير ... ثوابت نقف من اجلها موتا ... ثوابت لا تزول لكل الأجيال القادمة ... منها على سبيل المثال لا الحصر ... التعليم تثبيته وتثبيت أرضه وتنميته وتنمية المدارس ... الصحة و الرعاية تثبيت الارض وتنمية المرافق الصحية ... الخدمات العامة مياه وكهرباء وطرق المحافظة عليها وتنميتها وصيانتها ان احتاجت ... الساحات و الميادين تثبيتها وتثبيت أرضها ومنع التعدي عليها ... المساجد و النوادي ومركز الشباب تثبيتها وتثبيت أرضها وتنميتها ...
هذا على سبيل المثال لا الحصر ... ولكنها نقاط عامة وفعالة وهي العمود الفقري لمشاكلنا حاليا ... الأرض التي ذهبت لن تعود ... ولكن لنتحد ونتكاتف ونوحد كلمتنا في المطالب اعلاه ... وهذا الأمر برمته تقوية لموقف الجريف شرق وأهلها ...
وعودا على بدء ... فالأسئلة كثيرة ... تدور رحاها وحربها في النفوس ... ولكن السؤال الأوحد ... الموجع ... لما لا نحب أرضنا بشفافية من غير أطماع وتحاسد ... فإذا اجاب كل منا على السؤال وحث نفسه على الوحدة وتجاوز الخلافات القديمة فبالتأكيد ستقوى كلمتنا ... ولن تستطيع الحكومة ومن معها نزع ما نمتلك ... ولكن أن ظللنا على خلافاتنا ... فلنستعد لحزم الأمتعة ومغادرة الجريف ... فهم ... أي الحكومة أقتلعت مصدر الرزق ... ولم تجد من يقول لها (تلت التلاته كم) ... فأكيد ستطمع وتمد يدها على المساكن ...
رحمك الله جدي الراحل مصطفي عوض الكريم الغول ... مهما قالوا مهما كتبوا فالجريف من رحم واحد ... ورحمك ألله أرضي وأرض اجدادي وابائي ... يا من لا وجيع لك ...


ولنا عودة


محمد باعـــــــو
6/12/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق