الثلاثاء، 18 يونيو 2013

آل قريش (1) - اهلنا بالجريف شرق


بسم الله والحمد لله

آل قــــريش   (1)
 أهلنا بالجريف شرق


لا أدرى ما قصدهم عن أهل الجريف شرق .. كلما سمعت لفظ الجريف شرق عند أحدهم تجرأ لسانه وهو يطلق صفة التخلف .. ومع تمام علمى بوجود الدكتور والجراح والمعلم والمربى والضابط والمسئول .. وكل ما يمكن أن أن تكون قد أنجبتهم بطن الجريف شرق كنافعين ومسئولين يخدمون وطنهم وأهاليهم …
ولكن ما بال هؤلاء يزدرون الجريف شرق .. وقديماً قبل عشرة أعوام او أكثر حينما كانت قطوعات الكهرباء ترسلها الحكومة والمسئولون يتشبثون بلعنة قلة التيار الكهربائى .. وكذلك لعنة إنغلاق خزان الروصيرص بفعل الأخشاب .. والآخير فى ظن الكثيرين أنه الأخشاب التى تجرفها مياه فصل الدميرة النيلى .. ولكن للأسف هى الأخشاب التى يقطعها تجار الأخشاب والفحم من جنة بلادنا الحبيبة .. من فيافى الجنوب .. ليصنعوا الفحم والأثاث .. فى نظرة ربحية لتوفير مال النقل .. ولا أريد أن أدخل فى أيهما أكثر أهمية من الأول .. الكهرباء ام الأثاث والفحم …
المهم ؛ فقبل عشرة أعوام كانت الكهرباء تقطع فى الجريف شرق كثيراً .. والسبب كان فى الأصل سببان .. الأول : أنه أحد مهندسى الكهرباء والذى يعمل فى الكنترول كان مؤجراً لأحد منازل سكان الجريف شرق .. ثم بدأ فى تأخير الإيجار إلى أن وصل لحد عدم دفعه .. كأنما منتظراً هذا المتخلف الجرافى كما يظن المهندس .. ينتظر هذا المالك أن يبتسم له ويترجاه أن يطيل جلوسه فى المنزل .. والمهندس ليس من الجريف شرق .. ونظرته لأهل المنطقة بأنهم إناس رعاع كما ذكر ( الراعى المقطع ) الطيب مصطفى الآتى من ضواحى شندى عندما منع من عبور الكبرى بسبب حادث مقتل إمرأة وفقدان عقل إمرأة أخرى .. هذا كما جاءئ فى ذكرى لمدونة (كيف تقتل طفلاً ) …
فالمهندس الكهربائى وبسبب نظرته التخلفية تجاه أهل الجريف شرق رأى انه لا ضير فى أن يتعب هذا الراعى المقطع ويمنع عنه المال .. لأنه متخلف لا يفهم …
فما كان من صاحب المنزل إلا وأن لجأ للمحكمة لأخذ حقه ... ولكن ما كان رد فعل المهندس الكهربائى .. فقد أصبح يعلق بدلته كلما هم بخلعها على مفتاح تيار أهل الجريف شرق …
والسبب الثانى : والسبب الثانى هو نظرة إدارة الكهرباء نفسها لأهل منطقة الجريف شرق .. فهى كنظرة وزارة التربية والتعليم فى إمتحانات الشهادة لما بما يسمى الولايات الأقل نمواً .. وكان الأحرى من وزارة التربية إنشاء جامعة بأساتذة ومعلمين أكفاء فى تلك الولايات .. ولو فعلت ذلك لكانت أشهر الجامعات فى العالم .. وإحتمال بنسبة مائة فى المائة أن تكتسح تلك الجامعات جامعة الخرطوم التى مازالت وهمنا الكبير كنيل المريخ لكأس مانديلا منذ عشرين عاماً .. ومازال المريخاب يغيظون الهلالاب بأنهم لم يأتوا بكأس .. ولكننى أعلم تمام العلم أن لو تفتح عمل الشيطان …
وعوداً على بدء ؛ فإن إدارة الكهرباء تنظر للجريف شرق على أنهم متخلفين .. وفى بعض الأحيان قد يصل فهمهم إلى درجة إعتقاد التخلف حقيقة وانه من الممكن للجرافى أن يؤقد مصباح الكيروسين .. فلا حاجة له للكهرباء …
كما أسمع كلمة دائماً تخبرنى عن تخلف ناطقها تأكيداً .. يقولون أن الجرافة عرب .. وكم هى حبيبة هذه الكلمة إلى قلبى لوصفى بالعرب .. ولكنهم لا يقصدون عرباً بمعنى الكلمة .. بل يقصدون عرب متخلفين .. رعاع من آخر العالم .. مع إن أصل الجرافة وإنتهاء قبائلهم يعود إلى الجعليين والمحس .. فقط …
وليعلم هؤلاء الناطقون لتلك الكلمة .. فلا أصل عربى سوى ببعض قبائل الشرق .. قبائل الرشائدة ذات الأصل اليمنى .. هؤلاء هم العرب الأصليين .. أما بقية جميع القبائل السودانية غير الحامية النيلية .. فهى مختلطة بالعرق الزنجى .. فكل البشرية تنتمى لثلاث بطون .. حامية وسامية وأصفر .. وفى إعتقادى هؤلاء جميعا جاء ذكرهم فى سورة الكهف عندما بدأ (ذا القرنين ) رحلته فى نشر تعاليم الله عز وجل .. ففى االثلاث إتجاهات التى ذهبها وجد السامية ومن ثم الحامية (لم نجعل لهم من دونها سترا) عندما قاده الإلهام الإلهى مشرق الشمس .. ومن ثم الجنس الأصفر (ياجوج وماجوج) …
بمعنى نفتخر أننا عرب .. ولكن من وصفك بما ليس فيك فقد ذمك .. ولكنهم القادمون من ضواحى المدن البعيدة الفقيرة .. الممتطون دابة الله فى الأرض .. ينسون من أين أتى أصلهم .. من رعاة او زراع .. كما هو حال (الراعى المقطع ) وتجراؤه على التطاول فى البينان كواحدة من علامات الساعة ...
وكذلك ينسون أن الجريف شرق من أوائل المناطق المستطونة .. حيث بدأ تاريخها الحديث من قبل المهدية .. كما هو حال برى وتوتى و شمبات والكدرو .. أما تاريخها القديم فحدث وبالفم المليان .. فيعود لأكثر من ثمانية آلاف سنة .. أى من المحتمل أن تكون فرس (ذا القرنين) قد ركضت بديارنا وذلك قبل عهود سحيقة .. والدليل على ذلك تلك الآثار المكتشفة بالجريف شرق والتى تعرض بمتحف الخرطوم ومعظمها نهب ويعرض فى معارض لندن وبرلين ...
فنحن عرب ولكن إختلط بدمائنا الدماء الزنجية .. كما ذكرت سابقاً عن أصل كل القبائل السودانية سوى الحامية النيلية .. ولكننا لسنا متخلفون بالتأكيد .. فقط لأننا أهل فسيشعر كل قادم بأنه غريب .. وبأن أهل الجريف لا يهتمون به كثيراً مثل إهتمامهم ببقية أفراد وأهل المنطقة الأصليين .. ولمن لا يعلم فليرى أسرة تعيش فى منطقة واحدة .. وليرى كيف هى عاداتها وتقاليدها ...
فأى أسرة فى الدنيا تتحيز لأفرادها وهذا من الطبع الغريزى النفسى الذى وهبه الله للحفاظ على ترابط العائلة وأصحاب الدم الواحد .. وهكذا هو حال الجريف شرق .. فهى أسرة واحدة .. لا تضيع فى دواخلها الصلات الأسرية وصلات ذات القربى .. بمعنى أن أى جرافى يحس بأن الجريف هى عائلته سواء كان فى أولها او فى آخرها ...

ولنا عودة

والحمد لله على ما أراد الله
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق