الأحد، 30 يونيو 2013

الاديب



بسم الله و الحمد لله

سياحة بين معالم الأفكار

الأديب

بين الدين و الدنيا

بمنتدى أدباء وشعراء العرب .. بعض البنود المثيرة لملاحظات أي كاتب .. ويجب أن تطلع على البنود قبل أن يبتدئ قلمك المسير بين غابات الإحتطاب الكلمي .. والبنود محددة بدقة متناهية .. وهذا التحديد ليس سوى قيود هي فى حقيقة الأمر طاردة لكل فكر ما .. يغيب عنه وازع الضمير .. ويغيب عنه إحترام الخط الأحمر وعدم تعديه .. سواء كان هذا الفكر حسناً من جهة او سيئاً من أخرى ...
ورجاءاً خاص من أختي الفاضلة ليل الحورية والإخوة بالمنتدى أخذ ما سأطرحه بمنطق العقل .. لأن أخذه من إتجاه آخر قد يؤدى إلى فهم خاطئ .. فأنا سعيد جداً حقيقة بتلك الإستضافة القيمة التي منحنى لها الإخوة بمنتدى أدباء العرب .. وأقل ما يمكنه تقديم لهم هو كل تجلة وإحترام وتقدير ...
أحد هذه البنود التي يجب الإطلاع عليها يطالب بأن تكون كتاباتك فى حدود الشرع الإسلامي .. والذي هو موجود بيننا ولا يزال ..  ولكن غلب الطابع الغربي والشرقي الأقصى على أفكار معظم الأدباء العرب والمسلمين فيما يسمى بالطابع التجديدي او ما بعد الحداثة كما يوصف فى بعض الأحيان ...
وليس فخراً بنفسي فرغم ميلي لبعض الأفكار المستحدثة الناطقة بحرية السياحة في الفكر الأدبي .. إلا إن توحيدي بالله فى بعض إتجاهات كتاباتي قد يضيفني لأحدى السمات الرئيسية للمتشددين فى الدين الإسلامي .. وهذا ببعض أفكاري ...
كل تلك المقدمة وما هو آت بعدها صفته من قبيل التعرف على ملامح ما أنا شارع للإحتطاب بين أشجاره الظليلة العظيمة الثمر بدنيا الكتاب والأدباء ...
فالأديب عموماً سواء كان المنتهج غاية الحرية او المستثنى للحرج الفكري من بعض متلازمات الفكر الأدبي .. فهذا او ذاك لن يخرجا من نطاق ( عدم التقيد ) فى الفكر الأدبي .. حيث يسرح مع الأفكار المتوالدة تبعاً .. عندما يخط يراعه أول أحرفه بقصة او شعر او نثر او مقال او رواية او حتى بعض الخواطر الأدبية القصيرة .. حيث يتتابع التدفق السلس للأفكار فى طريق لا تحده قيود ..
والبعض يتمسك بما خطه عقله .. ام البعض الآخر فحياء يزيل بعض ما خطته حرية يراعه الزائدة عن الحد ...
وعندما يسوق توالد الأفكار روح الأديب .. فيؤدى هذا إلى الوقوع فى براثن الأخطاء وإنبثاق الفكر المناهض للأدب وحسن الخلق فى حد ذاته .. ومن يتمسكون به تتعلل أنفسهم بان ما خطه هو نوع من أنواع الأدب ...
هذا الأمر هو واحد من المتعارضات مع ذلك المطلب المحدد تحديداً دقيقاً بمنتدى أدباء العرب .. ووجهة النظر هذه تؤدى إلى إبتعاد البعض من الكتاب الذين يعتمدون الإنطلاقة الكاملة للفكر سواء كان يسئ لبعض تعاليم ديننا الحنيف او يحسن إليها ...
هذا الأمر يقودنا إلى سؤال أول .. وهو : هل الثقافة الجنسية وكيفية وصف تأثيراتها الحسية والمادية بأسلوب أدبي ، شعري ، روائي او نثرى .. هل يجب محو تلك الثقافة من أجندة فضاء كتابات عالمنا الإسلامي .. لتعارض الحديث عنها بفضح مع مبدأ الحياء الإسلامي ...
والكثير منا يدرك أن الجنس هو عندنا من المخجلات فى موائد عالمنا الإسلامي .. او هو من المحرمات فى عالم الشرق العربي او الإسلامي .. وهذا يقودنا للسؤال الثاني .. وهذا بإفتراض قبولنا لمبدأ الجنس فى أي هيئة رأيناها .. والسؤال الثاني فى حد ذاته هو أحد المعضلات التي تواجه الأسر المسلمة عموماً .. والسؤال هو عن : كيفية إيصال المعلومة الأصيلة الواقعية المتجردة من كل ميوع إلى ذهن المراهقين من قبل الأبوين ...
وبالتأكيد سيسكت الجميع ليتركوا المراهق لينال مبتغاه من معلومات من أقرانه او ممن حواليه من هم فى عمره او من يقع فى طريقهم من ممارسي العزف على أيقونات تلك العوالم ...
وما جعلني آتى بالسؤال الثاني ووجه الغرابة المتناهض حول وجوده .. هو الأفكار المتوازية للأديب والمراهق .. وأرجو أن لا يفهم البعض تشبيهي على وجه آخر غير الذي أقصده .. فأفكار الأديب تتسلل وراء حرية الفكر الأدبي اللآمحدود .. بينما يسعى المراهق فى البحث عن حرية الفعل المطلق .. وكلا الإثنين سواء .. فالأديب يتلذذ بأفكاره بينما المراهق يتلذذ بأفعاله .. ولكننا نجد الفرق يتمثل فى أن الأديب يصنع عالما يمتلئ جمالاً لمتذوقي كتاباته .. بينما المراهق يصنع عالماً مخيفاً هداماً بالنسبة لشرف الآخرين وأعراضهم .. مما يعيدنا للقوقعة الأولى ألا وهو التصريح عن الفكر الجنسي سواء كان بطريقة الأديب او بطريقة المراهق .. تقودنا إلى هدم معالم الأدب الأولى ألا وهى أطر الحياء .. و الذي بالتالي يدخل الأديب فى بنود وصفات الكتاب اللآخلاقيين ...
كثيرون من قد يختلط عليهم وجه المقارنة بين الأديب والمراهق .. ولكن هذا لا يهم كثيراً بقدر أهمية طرح الثقافة الجنسية بين أسطر كتابات أديب ما او شاعر ما ...
وأتساءل كذلك بمدخل آخر .. على إعتبار أنه نقطة نقاش ثالثة بعد السؤالين الأولين .. ألا وهى طرح تلك الأفكار فى بوتقة أصعب مطالبها التقيد بضوابط معينة .. وهذا ينتج مبدأ رابع .. ألا وهو قبول الكاتب او رفضه أن يدخل النص مبتوراً إذا وافق على تلك الضوابط ...
وحتى وإن وافق الكاتب .. فهل يقبل النص الأدبي فى حد ذاته بأن يصبح مبتوراً .. ورفض النص الأدبي لبتره يأتي من سياق إطلاع القراء عليه .. و الذين يحسون بأن كينونة النص ناقصة او هي مبتورة عمداً من الكاتب او غيره .. مما يؤدى إلى الإحساس ببشاعة النص وقبحه ...
عذراً سادتي .. ولكنها سياحة جزئية بين أفكار الدين والدين بالنسبة للكاتب او الأديب .. وهى تعترينا من حين لآخر ليحس الفرد منا بأنه وسط غابة شائكة عندما ينوى الإحتطاب ...
ولنا عودة
و الحمد لله على ما أراد الله




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق